الحجر الأسود

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

'الحجر الأسود' حجر لونه أسود مائل للحمرة. موجود في الركن الجنوبي ، يسار باب الكعبة المشرفة ، يرتفع عن أرض المطاف بـ1.10 متر ، و هو مغروس داخل جدار الكعبة المشرفة. و الجدير بالذكر أن الحجر الأسود قد تكسر على مر الحوادث التي مرت به ، كان قطر الحجر الأسود حوالي 30 سم اما الآن فلم يتبقى منه سوى ثمان حصوات صغيرة جدا في حجم التمرات ويحيط بها إطار من الفضة و ليس كل ما داخل الطوق الفضي من الحجر الأسود ، و إنما هناك 8 قطع صغار في وسط المعجون ، و هذه القطع هي المقصودة في التقبيل و الاستلام. و من الحجر الأسود يبدأ الطواف و ينتهي. ولذا يقال له الركن بإعتبار وجوده في الركن الأهم من البيت الحرام وهو الركن الذي يبتدئ الطواف منه وهو الركن الشرقي، وأصل لونه أبيض عدا ما يظهر منه فإنه أسود ولعل ذلك بسبب حريق وقع في الكعبة في عهد قريش ثم الحريق الذي حصل مرة أخرى في عهد ابن الزبير مما أدى إلى تفلقه إلى ثلاث فلق وقد قام ابن الزبير بشده بالفضه حينما بنى الكعبة و لم يكن الحجر الأسود الموجود في الكعبة الآن هو الوحيد عند العرب قبل الإسلام فكما يذكر العلامة الدكتور جواد على في كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج3 ص739 طبعة 1980 قائلا ( أما -هفلس-ها، فلس-فانه الفلس عند أهل الإخبار وقد ذكروا أنه كان على هيئة حجر أسود تعبدت له قبيلة (سليم)), أى أنه كانت هناك أحجار سوداء أخرى تعبد لها العرب غير الحجر الأسود الموجود حاليا . وبشان الجحر الأسود الموجود حاليا في الكعبة يقول الشهرستانى في كتابه المعروف( الملل و النحل لأبى القاسم الشهرستانى , ص247 ) (انه كان يمارس في الحج طقس و هو الاحتكاك بالحجر الأسود).

 أصل الحجر الأسود

روي أن الحجر الأسود نزل من الجنة أبيضاً ثم سودته ذنوب أهل الشرك، و روي أن الحجر أخذه إبراهيم عليه السلام من جبل أبي قبيس لكن الأول أقوى المرجع: فوائد من دروس سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - كتاب المتفرقات، ص94 الباب: عام روى الترمذي وأحمد الحاكم وابن حبان أن رسول الله قال: إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنه طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب وروى الإمام أحمد عن انس بن مالك والنساء عن ابن عباس عن النبي قال: الحجر الاسود من الجنه وروى أحمد وغيره: الحجر الاسود من الجنه وكان أشد بياضاً من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك وروى أن الحجر الاسود يرجع عهده إلى إبراهيم عليه السلام فعندما كان يبني وإبنه إسماعيل يناوله الحجارة وصل إلى موضع الحجر الاسود فقال إبراهيم عليه السلام لإبنه إسماعيل: ابغني حجرا أضعه هاهنا يكون للناس علماً يبتدون منه الطواف فذهب إسماعيل يطلب له حجرا ورجع وقد جاءه جبريل بالحجر الاسود فقال إسماعيل: يا أبتي من أين لك هذا قال: جاءني به من لم يكلني إلى حجرك جاء به جبريل ، وهو حينئذٍ يتلأ لأ من شدة البياض فأضاء نوره شرقا وغربا

ذكر خبر القرامطة وأخذهم للحجر الأسود

نص عنوان رئيسي

القرامطة تنسب إلى رجل من سواد الكوفة يقال له : أبو طاهر سليمان بن حسن القرمطي الجناحي الأعرابي الزنديق ، ملك البحرين ( ت 332هـ ) . سار هذا الزنديق إلى مكة في سبع مائة فارس ، فاستباح الحجيج كلهم في الحرم ، واقتلع الحجر الأسود ، وردم زمزم بالقتلى ، وصعد على عتبة الكعبة يصيح : أنا بالله وبالله أنا ***** يخلق الخلق وأفنيهم أنا حيث أنه لم يشعر الناس إلا وقد وافاهم عدو الله أبو طاهر القرمطي بجيشه ، فدخلوا المسجد الحرام وأسرف هو أصحابه في قتل الحجيج في الحرم وفعل أفعالاً منكرة لم يسبقه إلى فعله هذا أحد . فَقَتَلَ في سكك مكة وما حولها زُهاء ثلاثنين ألفاً ، حيث قتل في المسجد الحرام نحو ألف وسبعمائة من الرجال والنساء وقد فروا منه وتعلقوا بأستار الكعبة ، فلم يجزي ذلك عنهم ، فقتلوهم وهم كذلك ، و قد كانوا يطوفون فيقتلون في الطواف ، و كان بعض أهل الحديث يومئذ يطوف ، - عبد الرحمن بن عبد الله بن الزبير أبو بكر الرهاوي - فلما قضى طوافه أخذته السيوف ، فلما سقط إلى الأرض أنشد وهو كذلك : نرى المحبين صرعى في ديارهم ***** كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا وسبى الذرية ، وأقام بالحرم ستة أيام .. بذل السيف في سابع ذي الحجة ، ولم يعرف – أي لم يقف على جبل عرفة – أحد تلك السنة ، فلله الأمر ، وقتل أمير مكة ابن محارب ، وعري البيت ، وأخذ بابه ، تقدم إلى الحجر الأسود و ضربه بدبوس فكسره ثم اقتلعه بعد صلاة العصر من يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة وانصرف إلى بلده هجر وحمل معه الحجر الأسود .. ، وقيل : أن الذي اقتلعه صاح : يا حمير أنتم قلتم : من دخله كان آمناً ، فأين الأمن ؟ قال رجل : فلويت رأس فرسه واستسلمت للقتل وقلت له : اسمع إن الله أراد ومن دخله فأمنّوه ، فلوى رأس فرسه وخرج ما كلمني . وامتلأت فجاج مكة بالقتلى . ثم أمر القرمطي أن يدفن القتلى ببئر زمزم فدفنوا بها ، ودفن كثير منهم في أماكنهم في أزقة مكة وشعابها .. ( وياحبذا القتلة في تلك الضجعة ) .. ولم يغسلوا ولم يكفنوا ولم يصل عليهم لأنهم شهداء في نفس الأمر . وهدم القرمطي قبة زمزم وأمر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها ، وفرقها بين أصحابه ، وأمر رجلاً أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فأراد ذلك الرجل أن يقتلعه من موضعه فسقط على أم رأسه فمات ، قال محمد بن الربيع بن سليمان : كنت بمكة سنة القرمطي ، فصعد رجل ليقلع الميزاب وأنا أراه ، فعيل صبري وقلت : يارب ما أحلمك ، وتزلزلتُ ، قال : فسقط الرجل على دماغه فمات ، فانكف القرمطي عن ذلك الميزاب ، ثم أمر بقلع الحجر الأسود وجاء رجل بمفتل – أي حبل لشد الحجر – في يده ، وقال : أين الطير الأبابيل ؟ أين الحجارة من سجيل ؟ - في قول هذا المارق دليل على كفر القرامطة واستهزائهم بالله وآياته ورسوله - . ولما رجع القرمطي إلى بلاده تبعه أمير مكة هو من معه من جنده وسأله وتشفع إليه في أن يرد الحجر ليوضع مكانه ، وبذل له جميع ما عنده من الأموال ، فلم يفعل ، فقاتله أمير مكة ، فقتله القرمطي وقتل أكثر جنده ، واستمر القرمطي راجعاً إلى بلاده . قيل : إنه في نقل الحجر الأسود إلى هجر هلك تحته أربعون جملاً ، فلما أعيد كان على قعود ضعيف فسمن . وقد بقي مكان الحجر الأسود من الكعبة خالياً ، يضع الناس فيه أيديهم للتبرك إلى حين رده إلى موضعه من الكعبة .. و بقي الحجر الأسود عند القرامطة اثنين وعشرين سنة إلا أربعة أيام .. وقد جرت لأبي طاهر القرمطي مع المسلمين حروب أوهنته ، وقتل جنده ، وطلب الأمان على أن يرد الحجر ، وأن يأخذ عن كل حاج دينار .. ثم إن بَجْكَمَ التركي مملوك الخليفة المطيع لله هو الذي استنقذ الحجر الأسود من أيدي القرامطة وافتداه منهم بخمسين ألف دينار فما أجابوه ، وقالوا : أخذناه بأمر وما نرده إلا بأمر ، فلما ردوه قالوا : رددناه بأمر من أخذناه بأمره ، وكذبوا ، فإن الله سبحانه وتعالى قال { وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها } فكذبهم الله بقوله { قل إن الله لا يأمر بالفحشاء }[ الأعراف/28] ، وإن عنوا بالأمر القدر ، فليس ذلك حجة لهم ، فإن الله تعالى قدر عليهم الضلال والمروق من الدين ، وقدر عليهم أنه يدخلهم النار ، فلا ينفعهم قولهم : أخذناه بأمر . وقد تم رد الحجر الأسود في يوم الثلاثاء يوم النحر من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ( 339هـ ) ، وذلك بعد أن هلك أبوطاهر القرمطي بالجدري سنة ( 332هـ ) فرده محمد بن سَنْبَر بن الحسن القرمطي ، حيث وافى به مكة فأظهره بفناء الكعبة ، ومعه أمير مكة ، وكان على الحجر ضَبّاب فضة قد عملت عليه من طوله وعرضه ، تضبط شقوقاً حدثت عليه بعد قلعه ، وأحضر معه جصاً يُشد به ، فوضع سنبر القرمطي الحجر بيده ، وشده الصائغ بالجص ، وقال نسبر لما رده : أخذناه بقدر الله ، ورددناه بمشيئة الله .. ونظر الناس إلى الحجر ، فتبينوه وقبلوه واستلموه وحمدوا الله تعالى .

فائدة : قد يقول قائل : إن القرامطة قد تمكنوا من البيت حتى أخذوا حجره الأسود ، وقد امتنع من أصحاب الفيل بالطير الأبابيل !! فيقال : إنما لم يمنع الله القرامطة من ذلك لأن الدعوة قد تمت والكلمة قد بلغت ، وقد استقر الدين والبرهان قد قام ، والرسل قد تصرموا وانقضى مجيئهم ، وجاءت أمارات الساعة ، وهذا من أماراتها ، فاستغنى عن آيات تأسيسية .. وأصحاب الفيل كانوا قبل ظهور النبوة ، فجعل المنع منها آية لتأسيس النبوة ، ومجيء الرسالة .. فلذالك اختلف حكمها في الحالتين والله تعالى أعلم . ويقال مثل هذا أيضاً في فعل الحجاج بن يوسف الثقفي حين ضرب الكعبة بالمنجنيق . وختاماً أحبتي في الله .. أتمنى أن أكون قد أتيت بفائدة من هذا البحث الصغير والله من وراء القصد .. والحمد لله رب العالمين .. المصادر والمراجع : 1. تاريخ الإسلام للذهبي حوادث سنة ( 317هـ ) و حوادث سنة ( 339هـ ) . 2. سير أعلام النبلاء للذهبي ( 15 / 320 – 325 ) . 3. البداية النهاية لابن كثير ( 11/160 ) . 4. الكامل في التاريخ لابن الأثير ( 8 / 486 ) . 5. النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ( 3 / 301 – 302 ) . 6. فضل الحجر الأسود ومقام إبراهيم ، سائد بكداش . 7. خراب الكعبة ، محمد بن إبراهيم الشيباني . 8. وقفات تربوية مع السيرة النبوية ، محمد فريد .