الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الجمل»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
 
(4 مراجعات متوسطة بواسطة 4 مستخدمين غير معروضة)
سطر 31:
| '''العدد الإجمالي''' || 700,000 [http://www.fao.org/DOCREP/003/X6528E/X6528E00.htm#TOC]
|}
'''البعير''' [[حيوان]] لا تتجاوز ثقافته حدود [[الصحراء]] والأحمال الثقيلة والواحات و[[لحية|السراب]] , لم تتخذه الأحزاب المتحضرة وغير المتحضرة رمزاَ لها كما تشرفت [[الفأر]]ة و[[الحمار]] و[[الأسد]] و[[النمل|الفيل]] وغيره ، ربما لصحراويته وربما لأن [[الإنتخابات الأمريكية 2008|الأحزاب الأجنبية]] لم تشأ الإعتداء على حقوق الملكية في [[الوطن العربي|العالم العربي]] . البعير في وعيه عرف [[النفط]] قبل الشركات المعاصرة . البعير [[تيتانيك|سفينة الصحراء]] الموجهة ب[[الفضائياتعرب العربيةسات|الستلايت]] في هذه الأيام ، دون أن تتخلى عن [[العقلية العربية|ثقافتها]] . ابتلاه [[الله]] [[اللعنة|بلعنة]] [[فقراء|الفقر]] الأبدية و[[قندرة|نعالات]] ممزقة صنعوها لأنفسهم بأنفسهم من [[قبر]] النبي يونس في [[العراق]] إلى [[اليمن]] الذي لا أحد يستطيع الإدّعاء [[السعادة]] فيه ، ومن [[موريتانيا]] إلى جزر الطنب في [[مجلس التعاون الخليجي|خليج ما عاد للعرب]] .
 
البعير من صفاته الحميدة في شخصه من [[العرب|عرب]] أجمعوا على [[لحية|عقيدة]] الإلتزام بدور الحمّال ال[[جبان]] صاحب الخفّ [[نكتة|الضاحك]] ، الذي لا تستفزّ [[كرامة|كرامته]] إن أستبيحت على [[قندرة|جزمة]] سيّده ، ولا تستفزّ [[الإنسان|إنسانيته]] عندما [[الموت|يئد]] الجلاّد ذويه ، والذي يأكل الشوك وهو محّمل ب[[دولار|الذهب]] ، و المؤمن بحقّ [[زعماء عرب|الحاكم]] بجلده و [[سرقة]] حليب أطفاله وحتّى عرضه. من عجائب الأباعر إنهم مازالوا يظنون انهم [[حرية التعبير|أحرار]] وهم أتعس من [[تجارة الرقيق عند العرب|عبيد]] ، وتراهم [[معارضة|يحتجّون]] ويتوعّدون [[اليهود]] و[[امريكا|الإمبريالية]] بالويل والثبور وعظائم الأمور فيما رؤوسهم مستسلمة لجزم [[حفظه الله ورعاه|أصحاب السعادة والمعالي]] من الذين ورثوا [[العرب]] مع نعالاتهم الضاحكة .
سطر 39:
سيبحثون بالتأكيد عن حيوان يمثل الصفات [[العربية]] الجديدة التي ظهرت لهم في مشاهد الإبل النافقة، وفي مقدمتها، بالطبع، حقد [[العرب]]ي على العربي، حدّ الحصار والخنق. وفي هذه الحالة، أجزم أنهم لن يجدوا حيوانًا بهذه الصفات، إلا إذا قرّروا [[مقلوب|عكس الصورة]]، وشبّهوا الحيوان ب[[الإنسان]]، مع الفارق الجمّ بين الثريّا والثرى. ماذا تبقى للعربي من رموز قابلة للاحتفاء والتبجيل ؟
 
الإبل رافقت [[العرب]]ي في حله وترحاله، واحتفى بها [[الله|الخالق]] ذاته، حين جعلها آيةً للعرب، موصيًا بسقايتها، لكن القوم أعادوا مشهد الجحود وهم يعقرون ناقة القرن الحادي والعشرين على الحدود، وكأني بهم ينحرون آخر ما يربطهم بجلودهم [[العربية]]، أو كأنه نحرٌ جماعيٌّ للذات، والفرار بعيدًا عن كل ما يذكرهم [[اسطوانة مشروخة|بعروبتهم وتراثهم]]. ولربما كان أكثر المصدومين [[خالد بن الوليد]] الذي ظنّ، ذات احتضار، أن الإبل العربية ت[[موت]] مدلّلة على فراشها، ولم يكن يرغب بميتةٍ تشبهها، وقد يكون على حقّ في سياقه ال[[تاريخ]]ي، لأن إبل ذلك الزمن كانت مدللة، حقًا، ومحط هوى العربي الذي لم تكن [[الشعر|قصيدةٌ]] له تخلو من ذكرها، ويا لحظّ الحبيبة التي تماثل مشيتها تثنّي الإبل، غير أن ابن الوليد لم يشهد زمنًا آخر، لا ت[[موت]] فيه البعير على فراشها، ولا تبقي المعارك [[العربية]] - العربية في جسدها موضعًا فارغًا لضربة سيفٍ أو طعنة رمح، فيما يموت أسياد المعارك الدونكيشوتية على سُرر الحرير من شدة [[سمنة|التخمة]]، بعد أن أوكلوا حروبهم الداخلية للإبل و[[الحمار|الحمير]].
 
ربما نفقت الإبل التي تحمل [[هوية|الجنسية]] ال[[قطر]]ية جوعًا وعطشًا، لكنها [[الموت|ماتت]] قهرًا هذه المرة، بعد أن نفد صبرها على [[النكتة|الملهاة]] العربية التي يختلط فيها ال[[ضحك]] ب[[البكاء]]، خصوصًا وهي تعجب من قدرة مديرية الجوازات [[السعودية]] على فرز الإبل حسب الجنسيات، وإدراج البعير في خانة القطريّات كالبشر، تمامًا، ومن يدري فقد تمنع العصافير القطرية من التحليق في الأجواء [[السعودية]] ، ما دام لمسؤوليها هذه القدرة العجيبة على الفرز القُطْري.
 
لم تعد [[تيتانك|سفينة]] الصحراء تحتفل بلقبها الذي خلعناه عليها ذات أسفار ومشاقّ، لأنها ترى حجم الثقوب في السفينة [[العربية]] أوسع من أن يرتقها راتق، ولأنها هي من آثر أن يفضّ اشتباكه بأسيادٍ [[تجارة الرقيق عند العرب|كالعبيد]]، حين يتعلق الأمر بالعصا [[الأجنبي|الخارجية]] التي تجلدهم صباح مساء، حتى مع امتثالهم للأوامر بحذافيرها. أما العذر الأخير، فموجّه لأبي فراس الحمداني، فبعيرنا أحقّ منا بالدمع مقلةً، لأننا، باختصار، لم تعد تُبكينا أي مهزلةٍ أو كارثة [[عربية]] أو قومية، مهما استفحل خرابها.
==الجمل والخروج عن النص==
تظلّم طالب عرف بصاحب الجمل من ظلم مدرس [[اللغة العربية]] له في مادة الإنشاء، واستجار بالمدرسين وال[[مدير]]، وتشفّع بهم يستوضح سبب رسوبه فيها، فقال المدرس لأصحاب الشفاعات إن الطالب المذكور يخرج عن الموضوع المطلوب، ويمضي حقبا، ووصفه بأنه من [[داعش|الخوارج]] في مادة الإنشاء، ويستحق إقامة الحدّ عليه، والحدّ هو علامة الصفر. وقال جاداً: طالبكم مصاب بمتلازمة البعير . طلبوا أوراقه للوقوف على الخبر ، فأخرج المدرس ورقة وقال: هذا موضوعه المكتوب عن فصل الربيع . كان الطالب قد كتب التالي:
{{قال|فصل الربيع من أجمل فصول السنة، تزهر فيه الأشجار، وتغني الأطيار، وتسيل الأنهار، وتثمر الخضار، مما يتيح للجمل أن يشبع من المراعي، والجمل [[حيوانات|حيوان]] يصبر على الجوع والعطش أياماً، ويبحر في الرمل بيسر. يحب البدو من الأنعام الجمل، لأنه ينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لأخرى. ثم يمضي الطالب في سرد [[السيرة الذاتية]] للجمل، مفردا ثلاث صفحات لأسنانه وأحواله في الروضة والابتدائية والإعدادية.}}
وقال المدرس : خذوا على سبيل المثال إنشاءه التعبيري عن الحاسب الآلي. فكان صاحب الجمل قد كتب هذه السطور:
{{قال|[[حاسوب|الحاسب الآلي]] جهاز حديث ، سهل على [[الإنسان]] الكثير من العمليات [[دماغ|الذهنية]] ، ولا غنى عنه في ال[[مدن]] و[[دولة|الدول]] الحديثة ، لكن البدو يفضّلون عليه الجمل ، لأن الجمل حيوان صبور على الجوع والعطش ، وقال [[الله]] تعالى في كتابه "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت" وابتلى الله تعالى قوم صالح بناقة خلقها من الصخر ، وكان لهم شرب ولها شرب يوم معلوم، ويسمى سفينة [[الصحراء]]، وسبب التسمية أنه يحرك أطرافه مثل مجاذيف السفينة، قد تكون هناك أسباب أخرى في تشبيهه بالسفينة، لأن البوادي بحار رملية، لا يعبرها إلا الجمال. قالت [[العرب]] في الإبل: إذا حملت ثقلت، وإذا مشت أبعدت، وإذا نحرت أشبعت، وإذا حلبت روت.}}
اقتنع أصحاب الشفاعة بمرض الطالب واستحقاقه الرسوب ، لكن الطالب لم يقتنع ورفع شكوى إلى [[وزير]] ال[[تعليم]] جاء فيها:
{{قال|سعادة [[وزير]] التربية و[[التعليم]]: [[السلام]] عليكم ورحمة الله وبركاته أُقدم لمعاليكم تظلّمي هذا، وفيه اشتكي إلى [[الله]] تعالى ومن ثم إليكم ما حاق بي من ظلم وجور، فمدرس مادة التعبير مصرٌّ على ترسيبي في مادة التعبير، وقد صبرت عليه صبر الجمل، والجمل [[الحيوانات|حيوان]] يصبر على الجوع والعطش والظلم والقصف أياماً ونحن أمة تهدر المواهب والطاقات ويصدق فيها قول الشاعر: كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ، والماء فوق ظهورها محمول. وللجمال [[الصين]]ية سنامان، لكنها لا تتحمل الحرّ، ولحمها من أطيب اللحوم ولبنها سائغ بطيء [[الفساد]]، ليس كلبن البقر و[[خروف|الغنم]]، والجمل يهان في الأفلام [[أمريكا|الأمريكية]] المصوّرة في [[الصحراء]] [[العربية]] وأرجو من معاليكم أن تجملوا.}}
الحكاية المذكورة حكاية [[شعب]]ية , يطلق الخبراء على مرض بطل النص في علم النفس بالاستحواذ النفسي، والتثبيت، وهي حكاية [[الشعب]] العربي من المحيط إلى الخليج، المصاب بمتلازمة حبّ البعير . ونسمعها يومياً في [[التلفزيون]] والصحف اليومية ، من المدرس وال[[طبيب]] والمحامي ، وال[[وزير]] ورئيس الوزراء ، و[[فتوى|المفتي]] ، ف[[الطبيب]] يخرج ويقول نجحنا في إجراء عملية القلب المفضوح ، وما ذلك إلا بفضل سيادة الرئيس ال[[طبيب]] الأول، الذي وفّر لنا المشافي واستورد الأجهزة الحديثة، وأدام [[الله]] الرئيس وحفظه ورعاه فوق رؤوسنا، ولولاه لدُمّرتْ البلاد وهلك العباد، والمدرس يخرج ويقول : لقد كانت نسبة النجاح هذه السنة كبيرة في الثانوية العامة والفضل يعود للسيد الرئيس ، الذي كرّم المعلم، الذي كان مظلوماً ومضطهداً أيام الاقطاع ، ويعامَل ك[[العبد]] الأجرب في العهود السابقة ، فجعل له [[عيد]]اً ، أدام [[الله]] السيد الرئيس ونصره على أعدائه في الداخل والخارج . و[[وزير]] الاتصالات يخرج ويقول: لولا رعاية السيد الرئيس لكنا نتواصل بالحمام الزاجل، فهو الذي رعى التحديث الإلكتروني، وأدخل [[حاسوب|الحواسب]] الآلية إلى البلاد ، حفظه [[الله]] فوق رؤوسنا، وهو صاحب أول [[البريد الالكتروني|إيميل جوي]] في البلاد .الجمل آية من آيات [[الله]]، وكذلك السيد الرئيس الذي يبحر في دمائنا بكل يسر، ولا يرى سنامه، وتسلق النخلة، وقد صبرنا عليه صبر الجمل، والجمل من أحقد [[الحيوانات]]، ولا ينسى ثأره ولو بعد أربعين سنة وينتقم، ويقول: استعجلت .
 
[[تصنيف:حيوانات]]
[[تصنيف:صفحات للتحقق]]
 
{{بذرة}}