الفرق بين المراجعتين لصفحة: «احترام»

'''احترام''' الضحية العربي هي إحدى بنود [[حقوق الإنسان العربي]] التي نصت عليها قرارات [[الأمم المتحدة]] فمنذ ان رأى الحمَل ال[[عرب]]ي الصغير طقس ذبح أبيه ال[[خروف]] ، قبل سنوات، وهو يشعر [[عصب|بغضب]] شديد في أحشائه، وأضمر في نفسه أن يقود ثورة عندما يكبر، لوقف ما [[الإسم|سماه]] بـ هذه المهزلة. في ذلك الصباح المصطبغ بالأحمر القاني، لم يكن يبدو على الحمل أيّأي تأثر، عندما ودعهم [[الأب|أبوهم]] على باب الحظيرة، فالأمر بالنسبة إليه كان اعتياديًّا، على غرار أبيه نفسه الذي غادر الحظيرة كأنه ذاهب إلى [[موظف|وظيفته]] بوصفه "ضحية"،ضحية، وهي وظيفة معلومة التفاصيل، فكل ما عليه أن يسلم قياده للجزار الذي يجرّهيجره بحبلٍ إلى حيث المذبح. وهناك عليه أن يستجيب بطواعية حينما يطلب منه أن يستلقي بكامل جسده على الأرض،[[الأرض]]، ولا يبدي أي تبرّم إذا تأخر الجزار في سنّ سكينه، ثمّثم أن يمطّ رقبته، ويستقبل [[الموت|مصيره]] طائعًا راضيًا، ومنسجمًا مع شروط وظيفته التي كان يأكل منها تبنه وشعيره أعواما. وعليه أن يكون ممتنًّا للجزار الذي يُحسب له أنه أطعمه وسقاه، وأتاح له أن يعيش إلى هذه اللحظة، ولا بأس لو شكره على فيض العطايا تلك، قبل أن تنشب السكين في عنقه، على قاعدة أن من "لا يشكر الجزّار لا يستحقّيستحق الشعير" .

مرّت متوالية الذبح أمام الحمَل، وهو مستند إلى سور الحظيرة الخشبيّالخشبي بسعادةٍب[[سعادة]] بالغة، فأبوه الخروف يؤدي عمله بإخلاص بالغ كضحية، وشاهد نافورة الدماء الشاخب تندفع من عروقه، وجسده يرتعش، ثم انتهى كل شيء، بعد أن همد الجسد، وهيّأوهيأ الحمل نفسه للاستدارة والعودة إلى أقرانه الحملان لاستكمال لعبهم،[[ألعاب|لعبهم]]، غير أنه سرعان ما تسمّر في موضعه، وتصاعد [[عصب|الغضب]] إلى قرنيه الغضّين، حين لمح الجزار يمسح سكينه من الدم بصوف أبيه الضحيّةالضحية. في تلك اللحظة، شعر الحمَل باستفزازٍ لم يعهده من قبل في عروقه، وأحسّوأحس أنّأن هذه الحركة، تحديدًا، تعبّرتعبر عن استخفاف مريع بالضحية، فماذا يخسر الجزّار،الجزار، لو كان يحمل بيده خرقة قماش ينظف بها سكينه،[[سلاح|سكينه]]، أليس ثمّةثمة احترام لـ" الضحية" التي أدّت دورها كاملًا بوفاء وإخلاص للجزار؟ . منذ تلك اللحظة، [[طلاق|طلق]] الحَمل النوم، وأصابه أرق فادح، وراح يخطط لثورته المقبلة على الجزارين كلهم، واضعًا نصب [[عين]]يه هدفًا لا حيدة عنه: "احترام الضحية"، وتجنب مسح السكاكين بأجسادها بعد الذبح؛ فبدأ بأقرانه الصغار؛ لأنه كان على قناعةٍ بأن كبار الخراف ربما يعدّون هذا الأمر جزءًا من [[موظف|وظيفتهم]] أيضًا، ولا يقلل ذلك من احترامهم وهيبتهم، بعد أن آمنوا قبل ذلك بمقولةٍ أقنعهم بها الجزارون: "لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها".

وعقب رحلة إقناع مضنية، التفّ الحملان حول قائد ثورتهم، وبدأ التخطيط لتنظيم تظاهراتٍ عارمة في أرجاء الحظائر عندما تكبر، لوقف "المهزلة"،المهزلة، وهو ما تمّتم بالفعل؛ إذ لم تكد تمضي سنتان على حادثة المسح، حتى فوجئ الجزارون بهذا التمرّد،التمرد، ورفض [[خروف|الخراف]] التوجه إلى المذابح، ما لم يكفّوايكفوا عن مسح سكاكينهم بصوف الضحايا. بالطبع، بوغت الجزارون بهذا التمرد الذي لم يحسبوا له حسابًا من قبل، وهو ما يعني توقف عملهم. ولكن روعهم سرعان ما هدأ، حين عرفوا مطلب الخراف ، ثم راحوا [[ضحك|يقهقهون]] بإفراط حين سمعوا [[مصطلحات|مصطلح]] احترام الضحية، وما كان منهم غير أن عقدوا اجتماعًا عاجلًا لم تستغرق مداولاته إلا بضع دقائق، وخرجوا بإعلان الموافقة الفورية على مطلب الخراف، بل وزادوا على ذلك أن يضيفوا إلى الضحية لقب "المحترمة"، حين يُنادى عليها إلى المذبح، وأكدوا أن هذا الطقس الجديد سيبدأ العمل به اعتبارًا من هذه اللحظة، وستكون أول ضحية محترمة ذلك الحمل الذي قاد ثورة الخراف نفسه، للتدليل على صدق نياتهم. أما قائد المطلب إياه، فقد شوهد في صبيحة اليوم التالي وهو يمضي متبخترًا إلى المذبح، بعد أن سمع النداء: الضحية المحترمة رقم واحد إلى المذبح.