الفرق بين المراجعتين لصفحة: «احترام»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 4 بايت ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 4:
مرّت متوالية الذبح أمام الحمَل، وهو مستند إلى سور الحظيرة الخشبي ب[[سعادة]] بالغة، فأبوه الخروف يؤدي عمله بإخلاص بالغ كضحية، وشاهد نافورة الدماء الشاخب تندفع من عروقه، وجسده يرتعش، ثم انتهى كل شيء، بعد أن همد الجسد، وهيأ الحمل نفسه للاستدارة والعودة إلى أقرانه الحملان لاستكمال [[ألعاب|لعبهم]]، غير أنه سرعان ما تسمّر في موضعه، وتصاعد [[عصب|الغضب]] إلى قرنيه الغضّين، حين لمح الجزار يمسح سكينه من الدم بصوف أبيه الضحية. في تلك اللحظة، شعر الحمَل باستفزازٍ لم يعهده من قبل في عروقه، وأحس أن هذه الحركة، تحديدًا، تعبر عن استخفاف مريع بالضحية، فماذا يخسر الجزار، لو كان يحمل بيده خرقة قماش ينظف بها [[سلاح|سكينه]]، أليس ثمة احترام لـ الضحية التي أدّت دورها كاملًا بوفاء وإخلاص للجزار؟ . منذ تلك اللحظة، [[طلاق|طلق]] الحَمل النوم، وأصابه أرق فادح، وراح يخطط لثورته المقبلة على الجزارين كلهم، واضعًا نصب [[عين]]يه هدفًا لا حيدة عنه: "احترام الضحية"، وتجنب مسح السكاكين بأجسادها بعد الذبح؛ فبدأ بأقرانه الصغار؛ لأنه كان على قناعةٍ بأن كبار الخراف ربما يعدّون هذا الأمر جزءًا من [[موظف|وظيفتهم]] أيضًا، ولا يقلل ذلك من احترامهم وهيبتهم، بعد أن آمنوا قبل ذلك بمقولةٍ أقنعهم بها الجزارون: "لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها".
 
وعقب رحلة إقناع مضنية، التفّ الحملان حول قائد ثورتهم، وبدأ التخطيط لتنظيم تظاهراتٍ عارمة في أرجاء الحظائر عندما تكبر، لوقف المهزلة، وهو ما تم بالفعل؛ إذ لم تكد تمضي سنتان على حادثة المسح، حتى فوجئ الجزارون بهذا التمرد، ورفض [[خروف|الخراف]] التوجه إلى المذابح، ما لم يكفوا عن مسح سكاكينهم بصوف الضحايا. بالطبع، بوغت الجزارون بهذا التمرد الذي لم يحسبوا له حسابًا من قبل، وهو ما يعني توقف عملهم. ولكن روعهم سرعان ما هدأ، حين عرفوا مطلب الخراف ، ثم راحوا [[ضحك|يقهقهون]] بإفراط حين سمعوا [[مصطلحات|مصطلح]] احترام الضحية، وما كان منهم غير أن عقدوا اجتماعًا عاجلًا لم تستغرق مداولاته إلا بضع دقائق، وخرجوا بإعلان الموافقة الفورية على مطلب الخراف، بل وزادوا على ذلك أن يضيفوا إلى الضحية لقب "المحترمة"، حين يُنادى عليها إلى المذبح، وأكدوا أن هذا الطقس الجديد سيبدأ العمل به اعتبارًا من هذه اللحظة، وستكون أول ضحية محترمة ذلك الحمل الذي قاد [[ثورة]] الخراف نفسه، للتدليل على صدق نياتهم. أما قائد المطلب إياه، فقد شوهد في صبيحة اليوم التالي وهو يمضي متبخترًا إلى المذبح، بعد أن سمع النداء: الضحية المحترمة رقم واحد إلى المذبح.
==مصدر==
* باسل طلوزي
221

تعديل

الكوكيز تساعدنا على تقديم خدماتنا. باستخدام خدماتنا، فأنت توافق على استخدام الكوكيز.

قائمة التصفح