الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ابن بطوطة»

أُضيف 2 بايت ،  قبل 10 أشهر
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
وسم: مسترجع
سطر 1:
[[صورة:Ibn_Battuta_Mall_on_2_June_2007_Pict_3.jpg|left|300px|]]
'''ابن بطوطة''' رحّالة [[المغرب|مغربي]] , من أكثر الشخصيات التاريخية التي ارتبط اسمها بالترحال و[[سياحة|السفر]] والغامراتوالمغامرات ، عمل ابن بطوطة كمؤرخ ، وقاض وفقيه ، وهو محمد بن عبد الله بن مجمد اللواتي الطنجي ، اشتهر بكثرة ترحاله فأطلق عليه لقب أمير الرحالة [[الإسلام|المسلمين]] ، ولد في 24 فبراير عام 1304 في طنجة في [[المغرب]] . يقول ابن بطوطة في كتابه التسكع في البلدان على ظهر [[الحمار]] الفرحان . زُرت بلاد الفرنجة وبلاد بني الأصفر وبني الأزرق وبني البني الغامق وبلاد عدنان ونامق ، فرأيت العجب العجاب العمارات تعانق السحاب و[[الخطوط الجوية العراقية|طائرات]] وقطارات ، حتى وصلت إلى [[الصين]] إذ الناس متروسة لكنها غير متعوسة فصناعاتها أكلت أخضر [[العالم]] ويابسه واسألوا [[العرب|العربي]] عن ملابسه. ودخلنا بلاد ما وراء [[الفلبين]] إذ الدراق والتين ، مروراً بالسند واتبعناها ب[[الهند]] فعبرنا المضيق برفقة صديق فوصلنا [[مجلس التعاون الخليجي|الخليج العربي]] وقبل أن نرتدي البيجامة وصلنا المنامة إذ الناس في رخاء وسلامة ، حتى إذا طلع الفجر صلينا بروية واتجهنا نحو [[السعودية]] إذ المكبوس والمظغوط والبرياني والبسبوس ، وقبل تطبيق قرار رفع التأشيرات فكحنا مسرعين وقبل نزول المطر قد كنا في وسط [[قطر]] إذ الناس مرخية من العيشة الهنية قدم على قدم يتابعون على الـ beIN SPORTS الألعاب الأولمبية ، وقبل حلول الغروب أسرينا نحو الجنوب فاستقبلتنا الناطحات العاليات في بلاد [[الإمارات]] ، وقبل حلول العشاء تناولنا في صنعاء العشاء .
 
من أعجب ما رأيت عند أهلي من البصرة إلى طنجة في طريق عودتي ، والذي لم أكن ألحظه قبل رحلتي ، ما يقبله الناس سرا و[[اللعنة|يلعنونه]] في العلن من مثل : أنهم جميعا ، وبالأخص عوامهم ، يلعنون ال[[فساد]] والمفسدين لكنهم إذا خلوا إلى أنفسهم دعوا [[الله]] مخلصين أن يطيل في عمر الفاسدين وأن يديم نعمة الفساد عسى أن تدور الأيام وتكون لهم حصة منه. ومن عجيب النفس [[العربية]] أنه إذا قام أحد المتهمين بالقرب من أولي الأمر أو حاشيتهم بالاتصال سرا أو الجلوس علنا مع أي جهة من أعداء الأمة ، أوسعوه [[الشتيمة|شتما]] وتخوينا ، لكنهم إذا حانت لحظة [[انتخابات]] أعادوا انتخابه لأنه حسب زعمهم الأقرب للحكومة والأقدر على خطف حصة لهم من كعكة ال[[فساد]] المتأصلة. أما إذا قام بنفس الفعل أحد أصحاب [[لحية|اللحى]] ، أو كما يسمونهم الأيدي المتوضأة ، [[السكوت|فالصمت]] سيد الموقف . وإذا ناقش أحد ذلك مع العوام فهذا هو [[كافر|الكفر]] عينه ولا شيء سواه . وكأن لسان حالهم يقول لا بأس بالتطبيع المقدس ، لكن ما عداه فهو الدنس لا غير .
سطر 8:
بعد تعب وخوف وعلى أنغام جورجٍ وسوف عبرنا الحدود وسلَّمنا على الجنود وعبرنا في أمان وصولاً إلى مقصدنا [[عمان]] بلاد الحب والحنان ، ولما وطأت أقدامنا بلاد ما وراء الفوسفات توقفت كل شعرة من شعر صدري وكأني لم أكن أعرف وأدري اجلالاً وتقديراً لما رأيته من جور ومطبات وحفريات ليست كالحفريات ، فلم أرى في مسيرتي كلها وأنا الرحالة [[العالم|العالمي]] شوارع مكسرة وزفتة منقطة وجوّر مقعّرة ، فسألت أهل المدينة عن السبب فأجابوا بالعجب ، إذ أن هناك إمام ذو عمامة يرأس مبنى يدعى الأمانة بدت على سنحته الجهامة وعلى خططه ألف استفهام وعلامة ، فصاح بي: علامه ! ما الذي تهذري به يا سلامة ! فقلت له على رسلك يا أمامه يا ذو [[تقطيب الحاجبين|الوجه الجميل والابتسامة]] فبدأت أُطرب أُذنيه وأرقص أمامه على ألحان راغب علامة ، وبعد أن هدأت [[عصب|أعصابه]] وأزاح أزلامه، قلت له عاصمتكم جميلة ، وأهلها نشامى، أهل العزة وال[[كرامة]] ، لكن شوارعكم خطيرة تلمؤها [[ويكيبيديا|القمامة]] والحفريات المقامة ليل نهار دون أن تتبع شروط السلامة. فقلت له جئتك من بلاد بعيدة أهلها [[سعادة|سعيدة]] إلا أن خبركم لي وصل فخذني يا رفيق السلامة الى ما يسر النظر ويرجع [[ضحك|الإبتسامة]] ، كي انسى مناظر حفرياتك المقامة. خذني إلى [[كنترول الحافلات بالاردن|الباص السريع]] الذي إذا ركبته بلا قافية أصبحت مستريح لا أعرق ولا أشقى ويوصلني مشواري بالسرعة القصوى.
 
وأعجب ما رأيت ، ولم أره عند غير [[العرب]] ، هو دعائهم بخراب الديار وتشتيت الشمل وجفاف الضرع وحرق الزرع لمن هو مخالف لهم . والمخالفة قد تكون في [[الدين]] أو في المذهب لأهل الدين الواحد . وقد تكون المخالفة في نوع اللباس أو [[خميعة|الطعام]] الذي يلبسه أو يأكله أولئك المخالفون. ورغم ذلك تراهم يهرعون زرافات ووحدانا [[اللجوء السياسي|يطلبون إذن دخول]] لبلاد أولئك المخالفين للعيش معهم والعمل لديهم . فإذا وصلوا تلك البلاد واستقامت لهم الأمور وصموا أهل تلك البلاد [[كافر|بالكفر]] والانحلال وغير ذلك من قبيح العبارة. وهم من أكثر الخلق حديثا عن [[الأخلاق]] ولا يفعلون ما يطابق حديثهم. فعند سادتهم "أعذب الشعر أكذبه"، وعند عوامهم "الكذب ملح الرجال". وهم يبيحون لأبنائهم ومن هم عزيزين عليهم فعل كل ما يحلوا لهم سرا ، ويعيبون على غيرهم إن كُشِف أمرهم . والحلال ما حلَّ في أيديهم والحرام ما طار إلى أيدي غيرهم. والأخلاق للتَّزيُّن لا للعمل . فسبحان الذي له الدوام وله الأمر من قبل ومن بعد.
 
==مصدر==
* سامي السلوادي
84

تعديل