ابن باز

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

. مجموع فتاوى الشيخ ابن باز [1]}} عبد العزيز بن عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله آل باز (22 نوفمبر 1910 - 13 مايو 1999)، قاض وفقيه سعودي. شغل منصب مفتي عام المملكة العربية السعودية منذ عام 1992 حتى وفاته.[1] كان بصيرًا ثم أصابه مرض في عينيه عام 1927 وعمره آنذاك 16 عاما، وضعف بصره ثم فقده عام 1931وعمره 20 عاما. ولد في الرياض لأسرة يغلب على بعضها العناية بالزراعة، وعلى بعضها الآخر العمل في التجارة، وعلى كثير من فضلائها طلب العلم. ومن أعيان هذه الأسرة الشيخ عبدالمحسن بن أحمد آل باز، الذي تولى القضاء بالحلوة "الحوطة" والإرشاد في الهجرة الأرطاوية في قبيلة مطير. ومنهم كذلك الشيخ المبارك بن عبدالمحسن، تولى القضاء في بلدان كثيرة من المملكة ومنها الطائف وبيشة وحريملة والحلوة.

لقد كان الشيخ عبدالعزيز بن باز يعتبر مفتياً لكثير من المسلمين حول العالم في ذلك الوقت، خاصة وأنه كانت تصله الكثير من الفتاوى من جميع أنحاء العالم يومياً[5]، وقد عُرف عنه النبوغ المبكر. وقد امتاز ابن باز بأنه يرد ما اختلف فيه إلى الكتاب والسنة، تاركاً آراء العلماء وأقوال الفقهاء، والتي يرى أنها بعيدة عن الكتاب والسنة، لأن الحق واحد لا يتعدد. وقد كان ابن باز كذلك يقدم الدين على العقل، ويجعل الرأي تبعاً للنص، ويحكم عقله في لسانه. وعُرف عنه أيضاً أنه يقف في طريق كل مخالف لمنهج السلف، ويحرص على بيان الحق وإيصاله للجميع. وقد كان ابن باز يرى نفسه مستحفظاً على كتاب الله ومؤتمن على سنة رسوله في العمل بهما وتبليغهما، فلذلك يعمل على إيصال هذا الدين وهذه الرسالة للجميع. [6] شيوخه[عدل] لقد كان الشيخ عبدالعزيز بن باز علمٌ بارز من أعلام الأمة الإسلامية، وقد نهل علمه من العديد من العلماء البارزين الذين لهم القدح المعلى في علم ابن باز وتحصيله العلمي الكبير، ومنهم: الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ، الذي ولد في الرياض عام 1283هـ، ونشأ فيها. وقد كان والده الشيه عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ هو مرجع المسلمين ومصدرهم في العلم والفتوى، وقد عينه الملك عبدالعزيز قاضياً بالقويعية ثم في الوشم. وكذلك بعثه الملك عبدالعزيز إلى بلاد عسير والحجاز مرشداً وداعياً إلى الله، ومن ثم عُين أخيراً قاضياً لعاصمة المملكة الرياض ومفتياً ومدرساً فيها. [7] الشيخ المحدّث سعد بن حمد بن علي العتيق، والذي ولد في بلدة الحلوة في عام 1268هـ، وقد نشأ في بيئة علمية، فوالده الشيخ حمد بن علي بن عتيق حرص عليه أشد الحرص، فشرع في القراءة عليه في القرآن الكريم والعلوم الشرعية الأخرى كالحديث والتوحيد والتفسير والنحو، وقويت عزيمته للسفر إلى الهند في عام 1301 للتزود من العلوم النافعة وتحصيلها، والقراءة على علماء الحديث وأخذ الإجازات العلمية والحديثية منهم. وقد عينه الإمام عبدالله الفيصل آل سعود قاضياً على الأفلاج مكان والده، ثم أقره الأمير محمد بن رشيد على قضاء الأفلاج بعد استيلاءه على نجد، ثم عينه الملك عبدالعزيز قاضياً في الرياض على جميع قضايا البادية، وأخيراً اشتغل بالإمامة في الجامع الكبير بالرياض ومعلماً ومدرساً فيه. وقد توفي في 13 جمادى الأولى من عام 1349هـ. الشيخ حمد بن فارس بن محمد آل فارس، والذي ولد في بلدة العطار من عام 1263هـ، وقد نشأ في بيئة علمية حيث أن والده الشيخ فارس من أهل العلم الكبار، فلازم والده ملازمة تامة، حتى حفظ عليه القرآن الكريم وقرأ عليه في علوم الفرائض والحساب ومبادئ العلوم. وقد عينه الإمام عبدالله الفيصل آل سعود على وظيفة أمين بيت المال -وهي بمثابة وزيراً للمالية-، ثم عينه الإمام عبدالرحمن الفيصل والملك عبدالعزيز على هذه الوظيفة حتى وفاته، وكذلك اشتغل مع وظيفته بالتدريس في مسجد الإمام عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب في حي الدخنة بالرياض، ودرس عليه جملة من التلاميذ وطلاب علو ورواد المعرفة الشرعية. وقد توفي في مدينة الرياض في 28 جمادى الآخر من عام 1345هـ، وكان إمام صلاة الجنازة عليه الشيخ محمد بن عبداللطيف. الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن حسين آل الشيخ، والذي ولد في قرية السليمة في محافظة الخرج. وقد نشأ في بيئة علمية إذ أن والده كان من العاملين في القضاء مع والده الشيخ عبدالرحمن بن حسين بن محمد بن عبدالوهاب الذي كان قاضياً لجميع بلدان مقاطعة الخرج. ومن أهم أعماله أن عينه الملك عبدالعزيز مفتياً ومرافقاً له في غزواته، وآخرها غزوة جراب عام 1333هـ، ثم ولاه الملك عبدالعزيز عام 1337هـ قضاء مدينة الرياض لمشاكل الحاضرة، وقد جلس للتدريس في مسجد الشيخ الإمام عبدالرحمن بن حسن. وقد كامن وفاته بسبب مرض سبب له ألم شديد في رأسه وعينيه سافر على إثره إلى مصر للعلاج في عام 1354هـ، ولكنه عاد بلا فائدة وتوفي في عام 1372هـ. سعد بن وقاص البخاري،وقد أخذ الشيخ عبدالعزيز بن باز عنه علم التجويد، وقد كان للشيخ سعد دكان صغير في منطقة الشامية بالقرب من المسجد الحرام بمكة المكرمة. الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ، والذي ولد في الرياض بتاريخ 17 محرم من عام 1311هـ، وقد نشأ في بيئة علمية بكنف والده الشيه إبراهيم، ولما بلغ الثامنة من عمره دخل مدرسة تحفيظ القرآن الكريم والتي أنشأها المقرئ عبدالرحمن بن مفيريج، فختم القرآن تلاوة وهو في الحادية عشرة من عمره، ثم أصيب بمرض في عينيه فطرأ عليه العمى، فحفظ القرآن كاملاً وهو في الرابعة عشرة من عمره. وقد تولى العديد من الأعمال من أهمها رئاسة دار الإفتاء والبحوث العلمية ورئاسة القضاء ورئاسة الكليات والمعاهد العلمية ورئاسة الجامعة الإسلامية ورئاسة دور الأيتام وغيرها كثير، وقد كان له الفضل الكبير في إنشاء مجلس هيئة كبار العلماء في عام 1389هـ. وقد توفي يوم الأربعاء بتاريخ 24 رمضان من عام 1389هـ في الرياض، وأمّ الصلاة بالمصلين الشيخ عبدالعزيز بن باز، وتم دفنه في مقبرة العود. تلاميذه[عدل] تلاميذه في الدلم[عدل] كان للشيخ عبدالعزيز بن باز حلقات علمية ودروس فقهية حديثية يلقيها في الجامع الكبير، ومن أبرز طلابه في الدلم: معالي الشيخ راشد بن صالح بن خنين، المستشار بالديوان الملكي، وأحد أعضاء هيئة كبار العلماء. معالي الشيخ عبدالله بن سليمان المسعري، رئيس ديوان المظالم سابقاً -وهو من الحوطة-. معالي الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله السالم، أمين عام مجلس الوزراء، وهو من الرياض. عبدالعزيز بن سليمان آل سليمان، من الحريق. محمد بن سليمان آل سليمان، القاضي في المحكمة الكبرة بالدمام -سابقاً-، ورئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية. عبدالله بن حسن بن قعود، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-، وإمام وخطيب جامع الملك عبدالعزيز بالمربع. عبدالله بن زيد آل سليمان، رئيس المحاكم الشرعية في الدمام، وعضو هيئة كبار العلماء. عبدالله بن عبدالرحمن الشثري، المستشار بالحرس الوطني. عبدالرحمن بن ناصر البراك، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود -سابقاً-، وهو أحد كبار علماء العقيدة وأصولها. عبدالرحمن بن سحمان، من الأفلاج، كان كاتباً للشيخ، ثم عمل رئيساً لمحكمة الأفلاج فرئيساً لمحكمة الدلم. تلاميذه في الرياض قبل عام 1395هـ[عدل] هذه بعض أسماء طلاب الشيخ عبدالعزيز بن باز الذين درسوا عليه في الرياض، وذلك إبان تدريسه في كلية الشريعة بالرياض ومنهم: زيد بن عبدالعزيز بن فياض، صاحب كتاب "الروضة الندية في شرح العقيدة الواسطية". محمد بن سليمان الأشقر، العالم الأصولي المعروف وصاحب كتاب "زبدة التفسير عن فتح القدير". حمود بن عبدالله العقلاء الشعيبي، من أهل بريدة بالقصيم، وله علم كبير في الفقه والعقيدة، وهو عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. راشد بن صالح بن خنين، المستشار في الديوان الملكي. عبدالعزيز بن محمد آل عبدالمنعم، أمين عام هيئة كبار العلماء بالمرتبة الممتازة. عبدالله بن عبدالرحمن بن غديان، أحد أعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء. عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين، أحد العلماء المعروفين. صالح بن فوزان الفوزانـ عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء. عبدالمحسن بن حمد العباد، نائب رئيس الجامعة الإسلامية -سابقاً-، والمدرس في المسجد النبوي. عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، مفتي عام المملكة العربية السعودية. تلاميذه في المدينة المنورة[عدل] وذلك في الجامعة الإسلامية والمسجد النبوي الشريف، وهذه بعض أسماء تلاميذه هناك: إبراهيم بن عبدالرحمن الحصيّن، مدير مكتب البيت للشيخ ابن باز ومستشاره الخاص، توفي عام 1408هـ. عبدالمحسن بن حمد العباد، وقد سبق ذكره. عمر بن محمد فلاتة، المدرس بالمسجد النبوي. محمد بن ناصر العبودي، الأمين العام للجامعة الإسلامية -سابقاً-، والأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي. سعد بن عبدالرحمن الحصيّن، مدير مركز الدعوة والإرشاد بعمّان -الأردن-. علي بن ناصر الفقيهي، الأستاذ بالجامعة الإسلامية ورئيس شؤون الدعوة بها وأمينها -سابقاً-. بكر بن عبدالله أبوزيد، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء. تلاميذه في الرياض بعد عام 1395هـ[عدل] هذه بعض أسماء طلاب الشيخ عبدالعزيز بن باز بعد عام 1395هـ: فهد بن حميّن. عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي. عبدالعزيز بن إبراهيم بن قاسم، القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض. د.عمر بن سعود العيد، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. د.عبدالله بن حمود التويجري، عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بالرياض. عبدالمحسن بن عبدالله الزامل، الموجه الديني بوزارة الدفاع والطيران. د.سعيد بن وهف القحطاني. سعد بن عبدالله البريك، الداعية المعروف. خالد بن سليمان الهويسين، الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية. دروسه العلمية[عدل] إن الدروس التي كان يقوم بإلقاءها الشيخ عبدالعزيز بن باز متنوعة الأبواب، فقد قُرئ عليه الكتب الستة[8]، ومسند الإمام أحمد، وموطأ الإمام مالك، وسنن الدارمي، وصحيح ابن حبان، وتفسير ابن كثير، وزاد المعاد، وكتاب التوحيد، وفتاوى الشيخ ابن تيمية والأصول الثلاثة، والدرر السَنيّة، وإغاثة اللهفان، والعقيدة الواسطية، والفرائض ومنتقى الأخبار وأصول الأحكام، ورياض الصالحين والرحبية وغيرها. وقد كان الشيخ يهتم بتعظيم النصوص الشرعية لدى طلابه في هذه الدروس، والوقوف عندها والأخذ بالدليل الصحيح، وعدم الإلتفات إلى الآراء الشاذة والأقوال المهجورة.[9]. عقيدته[عدل] يعتقد أن الله إله واحد لا إله إلا هو فرد صمد لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، وأنه لا يستحق شيئا من أنواع العبادة غيره، وأن من صرف شيئا من أنواع العبادة لغيره فهو مشرك كافر، وأنه سبحانه موصوف وسمى بجميع ما وصف به نفسه وسماه به، وما وصفه وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى، ويعتقد أن الله سبحانه وتعالى. مستو على عرشه، بائن من خلقه، وأنه متكلم بكلام قديم النوع حادث الآحاد، كما نقل عن السلف. وأن القرآن كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، ويرى كفر من قال بخلق القرآن كفرا مخرجا من الملة، وأنه سبحانه وتعالى يحب ويرضى، ويكره ويغضب، ويحي ويميت، ويسخط ويفرح، وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا نزولا يليق به سبحانه، وأنه سبحانه يراه المؤمنون يوم القيامة بأبصارهم، كما صحت بذلك الأحاديث، وفي الجملة: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. ويعتقد أن محمدا عبده ورسوله إلى جميع الثقلين الإنس والجن، وأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ويعتقد أن الملائكة وكتب الله حق، والنبيون حق والبعث بعد الموت حق، والجنة حق والنار حق، ويؤمن أن الميزان حق، وأن حوض النبي صلى الله عليه وسلم حق، ويؤمن بالقدر خيره وشره، ويعتقد أن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصالحين حق لكن بعد إذن الله للشافع ورضاه عن المشفوع له، ويعتقد أن أحسن الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. [10] حياته العملية[عدل] في الدلم قاضياً ومعلماً[عدل] عندما كُلف الشيخ عبدالعزيز بولاية القضاء في الخرج وافق على ذلك مُكرهاً، إذ لم يكن راغباً في القضاء ولا محباً له، ولكن ألزمه شيخه محمد بن إبراهيم آل الشيخ والملك عبدالعزيز بذلك، فقدم إلى الدلم قاعدة الخرج آنذاك. فما أن نزل من السيارة التي تقله حتى قصد المسجد الجامع الكبير فصلى فيه ركعتين إقتداءً بالسنة، ثم استراح قليلاً لدى أمير الدلم آنذاك ناصر بن سليمان الحقباني، فالتف حوله الأهالي وألقى عليهم موعظة بليغة، وذكر فيها أنه مُكره بالقضاء لا راغباً فيه، وأقسم على ذلك ثلاثة أيمان تأكيداً لهم. واستمر ابن باز قاضياً ومعلماً في الدلم 14 عاماً ونيفاً، وقد سكن خلالها في بلدة الدلم في بيت القاضي الذي أوقفه الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي على من كان قاضياً في الدلم. وقد كان الشيخ عبدالعزيز يجلس في مجلس القضاء للفصل بين الناس من الضحى وحتى صلاة الظهر، وربما جلس بعض الأحيان حتى صلاة العصر. وقد أدخل السجلات في عمله بعد أن رتب القضاء منذ ولي القضاء في الخرج، حيث يسجل له كاتبه في السجلات القضايا والأوقاف وغيرها ويعطي صاحب القضية وثيقة بذلك إذا دعت الحاجة إلى ذلك، وهذا قبل تأسيس المحكمة الشرعية في الدلم بصورتها الرسمية في عام 1368هـ. وقد كان مجيئ ابن باز إلى الدلم سبباً في توافد الكثير من طلبة العلم إليها للتتلمذ على يد الشيخ، فعقد الشيخ ابن باز حلقات للتدريس في الجامع الكبير بالدلم، وعقد كذلك حلقات في بيته لبعض الطلاب الملازمين له. وقد توافد عليه بعض طلاب العلم من اليمن وفلسطين والعراق وغيرها، فازداد عدد الطلاب فلم يجد لكثير منهم مأوى يسكن فيه، فطلب ابن باز من الملك عبدالعزيز بناء سكن يأوي إليه الطلبة، فلبى الملك عبدالعزيز طلبه ببناء حجرات قرب الجامع الكبير لتكون سكناً للطلاب وسمي بالرباط، ولم تكفي هذه الحجرات فاستأجر الشيخ فيما بعد بعض البيوت القريبة من الجامع لسكن طلابه. وبعد إنتشار المدارس النظامية في المملكة؛ طلب ابن باز من الملك سعود بن عبدالعزيز في حج عام 1367هـ افتتاح مدرسة إبتدائية في الدلم، فصدر الأمر لمدير المعارف آنذاك الشيخ محمد بن مانع بإفتتاح المدرسة، فتح إفتتاحها في عام 1368هـ، وسميت المدرسة السعودية الإبتدائية -ابن عباس حالياً-. وقد كان الشيخ يقوم بأعمال أخرى غير القضاء في الدلم، ومنها: خطابة الجمعة بالجامع الكبير في الدلم وإمامته. الإهتمام بالحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قسمة التركات وتنفيذ الوصايا والولاية على القصّر. حفظ الأموال الضالة -كالحيوانات-. الإفتاء الشرعي في البلد والمملكة عموماً. إجراء عقود الأنكحة. التدريس في المعهد العلمي[عدل] تولى الشيخ عبدالعزيز بن باز التدريس بالمعهد العلمي بالرياض عام 1372هـ بأمر من مفتي المملكة في ذلك الوقت الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ثم بعد ذلك في كلية الشريعة، وتخرج على يديه أفواج من طلبة العلم، وقد كان يدرس العقيدة والحديث والفقه والنحو. وكان الشيخ جاداً في تدريسه وآدائه. واستمر الشيخ مدرساً في المعهد حتى صدر أمر المفتي محمد بن إبراهيم آل الشيخ في عام 1380هـ بإنتقاله إلى المدينة النبوية نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية. عمله في الجامعة الإسلامية[عدل] عيّن عبدالعزيز بن باز في عام 1380 نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة إلى عام 1390هـ، ثم بعد ذلك تولى رئاستها من عام 1390هـ بعد وفاة رئيسها الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ حتى عام 1395هـ. وتمتاز الجامعة الإسلامية بالمدينة بأنها تستقطب المئات من طلاب العلم من جميع أنحاء العالم لدراسة العلوم الشرعية، وقد استغل عبدالعزيز بن باز هذا الأمر فانتدب الكثير منهم باسم الجامعة للتدريس في أكثر من مؤسسة علمية أو مدرسة وجامعة أثرية، وبخاصة في الهند وإفريقيا وباكستان. وقد حرص ابن باز على إمداد المسلمين بالكتب النافعة التي هم بحاجة إليها. مفتياً عاماً للمملكة العربية السعودية[عدل] في عام 1395 صدر أمر ملكي بتعيين الشيخ عبدالعزيز بن باز في منصب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد برتبة وزير، ثم في عام 1414هـ صدر أمر ملكي آخر بتعيينه في منصب مفتي عام المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى رئاسة هيئة كبار العلماء، ورئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء. وإلى جانب هذه الأعمال فللشيخ أعمال رسمية أخرى ومنها: عضوية هيئة كبار العلماء بالمملكة. رئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في الهيئة المذكورة. عضوية رئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي. رئاسة المجلس الأعلى العالمي للمساجد. رئاسة المجتمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي. عضوية المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. عضوية الهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة. أعماله الدعوية والخيرية[عدل] للشيخ عبدالعزيز بن باز عدة أنشطة خيرية تصب في قالب الدعوة إلى الله، ومن أهمها: دعم المؤسسات والمراكز الإسلامية المنتشرة في أنحاء العالم الإسلامي. دعم الجهاد الإسلامي ودعوته للمسلمين القادرين على مساعدة المجاهدين، وخاصة في أفغانستان والبوسنة والهرسك والشيشان وكشمير وأرتيريا والصومال وبورما وكوسوفا. إهتمامه البالغ بقضايا التوحيد وصفاء العقيدة. إهتمامه بحفظ وتعليم القرآن الكريم، وحثه تلاميذه وأعضاء الجمعيات الخيرية لمضاعفة الجهد في ذلك. إهتمامه بالدعاء ومساعدتهم وكفالتهم، وقد بلغ عدد الدعاء حول العالم الذين يكفلهم الشيخ أكثر من 2000 داعية، وضع لهم بنداُ خاصاً بهم من بنود الرواتب. دعم هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتشجيع أعضاءها. المساهمة في بناء المساجد. مؤلفاته[عدل] الكتب[عدل] الكافي والمترجم الوافي الأدلة الكاشفة لأخطاء بعض الكتاب الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب وعلى جريان الشمس وسكون الأرض إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين. الإمام محمد بن عبد الوهاب: دعوته وسيرته. بيان معنى كلمة لا إله إلا الله. التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة. تنبيهات هامة على ما كتبه محمد علي الصابوني في صفات الله عز وجل. ثلاثة رسائل: العقيدة الصحيحة وما يضادها. الدعوة إلى الله في محكمة العدالة. تنبيه هام على كذب الوصية المنسوبة إلى الشيخ أحمد. التبيان في فلسفة أهل الرومان رسالتان هامتان: وجوب العمل بالسنة وكفر من أنكرها، الدعوة إلى الله سبحانه وأخلاق الدعاة. الولاء والبراء في الميزان الرسائل والفتاوى النسائية: اعتنى بجمعها ونشرها أحمد بن عثمان الشمري. الفتاوى: ط مؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية. فتاوى إسلامية - ابن باز - ابن عثيمين - ابن جبرين. فتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة. فتاوى المرأة لابن باز واللجنة الدائمة جمع وترتيب محمد المسند. فتاوى مهمة تتعلق بالحج والعمرة. فتاوى وتنبيهات ونصائح. الفوائد الجلية في المباحث الفرضية، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة أشرف على تجميعه وطبعه د. محمد بن سعد الشويعر. من ا - 12 طبعة دار الإفتاء. مجموعة رسائل في الطهارة والصلاة والوضوء. مجموعة الفتاوى والرسائل النسائية. نقد القومية العربية على ضوء الإسلام والواقع. وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وجوب العمل بالسنة وكفر من أنكرها. شرح ثلاثة الأصول. الرسائل الصغيرة[عدل] الأذكار التي تقال بعد الفراغ من الصلاة. إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من لاينكر ذلك. التبرج وخطر مشاركة المرأة للرجل في ماله. التحذير من البدع. التحذير من القمار وشرب المسكر. التحذير من المغالاة في المهور والإسراف في حفلات الزواج. تحفة الأخيار ببيان جملة نافعة مما ورد في الكتاب والسنة من الأدعية والأذكار. تنبيه هام على كذب الوصية المنسوبة للشيخ أحمد خادم الحرم النبوي. ثلاث رسائل في الصلاة: كيفية صلاة النبي، وجوب أداء الصلاة في الجماعة، أين يضع المصلي يديه بعد الرفع من الركوع. الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح. الجواب المفيد في حكم التبشير. حكم الإسلام فيمن زعم أن القرآن متناقض أو مشتمل على بعض الخرافات أو وصف الرسول بما يتضمن تنقصه أو الطعن في رسالته، والرد على الرئيس أبي رقيبة فيما نسب إليه من ذلك. حكم السفور والحجاب ونكاح الشغار. حكم الصلاة على النبي والإشارة إليها بالحروف. حكم الغناء. حكم مقابلة المرأة للسائق والخادم. خطر مشاركة الرجل للمرأة في ميدان عمله. الدروس المهمة لعامة الأمة. الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة. رسالتان في الصلاة. رسالتان موجزتان عن أحكام الزكاة والصيام. رسالة عن حكم شرب الدخان. رسالة في إعفاء اللحى وحلق الإبط. رسالة في الجهاد. رسالة في حكم السحر ووالشعوذة. رسالة في مسائل الحجاب والسفور. رسالة في وجوب الصلاة جماعة. رسائل في الطهارة والصلاة. السفر إلى بلاد الكفرة. العقيدة الصحيحة وما يضادها. عوامل إصلاح المجتمع مع نصيحة خاصة جدا. الغزو الفكري ووسائله الإلكترونية الدقيقة. فتاوى في حكم الغناء والإسبال وحلق اللحى والتصوير وشرب الدخان والرقص والفتور الجنسي. فتاوى ورسائل في الأفراح. فضل الجهاد والمجاهدين. كيفية صلاة النبي. ماذا يجب عليكم شباب الإسلام. مجموعة رسائل في الصلاة. موقف اليهود من الإسلام. نصيحة المسلمين وفتاوى بشأن الجولات وخطرهم على الفرد والمجتمع. نصيحة وتنبيه على مسائل في النكاح مخالفة للشرع. هكذا حج الرسول. وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه. في ظل الشريعة الإسلامية. وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة والمهرطقه. دعوة للتوبة النصوحة. بيان لا إله إلا الله. العلم وأخلاق أهله. أهمية العلم في محاربة الأفكار المنحازة. لا دين حق إلا دين الإسلام. التحذير من الإسراف. بيان التوحيد. السحر والزندقة. الأجوبة المفيدة عن بعض رسائل المفيدة. رسالة في التبرك والتوسل. مسئولية طالب العلم تجاه معلمه. إعصار التوحيد يحطم وثن الصوفية. هذا ما طبع، ويوجد له تعليقات على بعض الكتب مثل: بلوغ المرام، تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر (لم تطبع)، التحفة الكريمة في بيان كثير من الأحاديث الموضوعة والسقيمة، تحفة أهل العلم والإيمان بمختارات من الأحاديث الصحيحة والحسان، إلى غير ذلك. مرضه ووفاته[عدل] من طبيعة عبدالعزيز بن باز أنه كان لا يكثر التشكي ولا التأوه، وقد كان قبل وفاته يتردد بين الفينة والأخرى على المستشفى التخصصي بالرياض لفحوصات خاصة، إلا أنه أدخل مستشفى القوات المسلحة في الهدا بالطائف بعد تعرضه لفقدان الشهية، حيث لم يستطع أن يتناول الطعام، فتم علاجه وتحسنت حاله؛ خاصة وأنه لا يعاني من أي أمراض السكر والضغط. فخرج من المستشفى ليلة الجمعة وقد كان يعاني من الخمول وضعف عام، وحال عودته وفي الطريق طلب من مرافقيه أن يذهبوا به إلى مجلسه المفتوح لإستقبال المراجعين والمستفتين، وقد كانت هذه الجلسة هي الأخيرة مع عامة الناس. وبعد أن أدى ابن باز صلاة العشاء مع أسرته في منزلهم شعر في الثانية عشر ليلاً ببعض الآلام في القلب وضيق في التنفس، وعند الثالثة اشتدت عليه الأزمة فذهب به أهله إلى مستشفى الملك فيصل بالطائف ولكنه فارق الحياة هناك فجر يوم الجمعة. ويذكر ابنه أحمد بن باز أن والده في الليلة التي تسبق وفاته شهد نشاطاً واضحاً جلس فيها للإفتاء، وقد كان يرد على الهاتف بنفسه، وقبل ذلك أنهى مع مدير مكتبه عدداً من المعاملات حتى اشتدت عليه الأزمة منتصف الليل. ثم بعد وفاته تم نقله إلى مكة المكرمة ليكون دفيناً فيها، وثم غسله وتكفينه في منزله بالعزيزية، ولقد صلى على جثمانه الملك فهد بن عبدالعزيز والأمير عبدالله والأمير سلطان وعدد من الولاة والعلماء وخلق كثير وجموع غفيرة من الناس. وتمت الصلاة بعد صلاة الجمعة 28 محرم من عام 1420هـ، وكان إمام المسلمين في الصلاة عليه الشيخ محمد بن عبدالله السبيّل. ثم توافد الناس إلى مقبرة العدل بمكة المكرمة للمشاركة في دفنه والدعاء له. [11]