الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أولاد حارتنا»

أُضيف 204 بايت ،  قبل 3 أشهر
ط
←‏مصدر: إضافة تصنيف
لا ملخص تعديل
ط (←‏مصدر: إضافة تصنيف)
 
(6 مراجعات متوسطة بواسطة 6 مستخدمين غير معروضة)
سطر 14:
|-
! style="background-color: #ccccff;" | دار النشر
| ''' مكتبة [[مصر]] '''
|-
! style="background-color: #ccccff;" | تأريخ النشر
سطر 25:
| '''[[مصر]]'''
|}<noinclude>
'''أولاد حارتنا''' رواية كانت [[ممنوع]]ة من النشر والتداول في [[مصر]] , تتحدث عن [[لحية|الأديان]] برمزية بسيطة للغاية لاتتعمد التمويه أو التعمية ، ف[[الأسم|الأسماء]] شديدة الوضوح ، أدهم وأميمة وأدريس ورضوان كلها تخريجات من الأسماء الأصلية لآدم وحواء و[[الشيطان|أبليس]] , يغمس [[نجيب محفوظ]] قصص الأنبياء في عالم [[أبضاي|الفتوات]] و[[هشام الحرامي|البلطجية]] والناس الطيبين من بيئة مصر الشعبية[[الشعب]]ية . وماذا بعد ؟! هل أراد نجيب محفوظ أن ينزل بالتراث الديني[[الدين]]ي لمستوى الحكايات الشعبية[[الشعب]]ية وحسب ؟ هل قوة نبي [[الله]] [[موسى]] التي صورها في حكاية جبل ، والرأفة والمحبة التي تميز بها [[يسوع المسيح|السيد المسيح]] والتي جسدتها حكاية رفاعة والتوازن بين الاثنين الذي تستشعره وأنت تقرأ حكاية قاسم وحي الجرابيع ([[العرب]]) وماأحدثه الجرابيع من بعده هو كل ماأراد نجيب محفوظ قوله ؟!
 
لو اقتصر الأمر على هذا لمااستحقت الرواية شهرتها لأنها لم تكن لتقول شيئاً. مربط [[الحمار|الفرس]] إذن ليس هنا !! إن ماأراد [[نجيب محفوظ]] أن يقوله موجود في الجزء الأخير من الرواية ، في حكاية عرفة ، أو مابعد قاسم . إن عرفة رجل لانظير[[لا]] نظير له في رحلة [[الإنسان]] الروحية بين الأديانال[[أديان]] ، فهو لاينتمي لجبل ولا لرفاعة ولا لقاسم أي لم يكن [[يهودية|يهودياً]] ولا [[مسيحية|مسيحيا]] ولا [[الإنسان|مسلماً]] ، وإذا كان [[ابن|أبناء]] الحارةال[[حارة]] جميعاً رغم رقة أحوالهم يعتزون بانتمائهم للجبلاوي [[سيد]] الخلاء ورب القصر الكبير رغم صراعهم الذي لاينتهي مع اتفاقهم جميعاً على أحقيتهم في ريع الوقف إلا أن عرفة جاء من ال[[مجهول]] وهو شخص غير معروف النسب بعكس بقية أبناء الحارة ، لديه معرفة ب[[الكيمياء]] وال[[سحر]] ، إن عرفة يرمز للعلم والمعرفة والتحرر من الانتماء لفصيل بعينه ، إنه رمز المعرفة التي تقود [[العالم]] في مرحلة مابعد الأديانال[[أديان]] وهو ماأراد نجيب محفوظ أن يشير إليه وربما بسبب هذه ال[[فكرة]] التي طرحها عن انتهاء دور الأديانال[[أديان]] لصالح المعارف والعلوموال[[علوم]] كمايدلكما يدل [[اسم]] [[بطل]] الحكاية هو الذي أثار حفيظة المؤسسات الدينية[[الدين]]ية عليه لحد [[كافر|تكفيره]] .. لنقرأ كيف قدم يحاول نجيب محفوظ تجسيد [[فلسفة]] نيتشة عن [[موت]] الإله وهي ال[[فكرة]] التي بسببها تم التعامل مع الرواية على أنها تنشر الفكر [[إلحاد|الإلحادي]] الذي لايعترف بالأديان والمقدساتو[[المقدس]]ات . وذات يوم رأت [[راس الدربونة|الحارة]] فتى غريبا قادما من ناحية الخلاء، وتطلعت نحوه الأبصار فتبسم لهم مترددا وسأل عن بدروم خال للإيجار.
 
لقد كان عرفة الذي غاب عن [[حارة|الحارة]] طويلا ثم عاد إليها مع أخيه ومساعده "حنش" وأصبح محط الأنظار لأنه [[سحر|ساحرا]] . ويذكر أنه يملك الأعاجيب في حجرته،حجرته ، مع أنه ليس [[أبضاي|فتوة]] ، ولا من رجال الجبلاوي ، ولكنه يحوز قوة لم يحز عشرها جبل ورفاعة وقاسم مجتمعين . ودار [[حوار]] ذات يوم بين عرفة وزوجته فقالت له عن جبل ورفاعة وقاسم : أولئك كلفوا بالعمل من قبل جدنا الواقف،الواقف ، فقال عرفة بضجر جدنا الواقف ؟ كل مغلوب على أمره يصيح ولكن هل سمعت عن أحفاد مثلنا لا يرون جدهم ، وهم يعيشون حول بيته[[بيت]]ه المغلق ؟ وهل سمعت عن واقف يعبث العابثون بوقفه على هذا النحو وهو لا يحرك ساكنا ؟ فقالت : إنه الكبر ، فقال لم أسمع عن معمر عاش طول هذا العمر فقالت : ربك قادر على كل شيء فغمغم قائلا : كذلك [[السحر]] قادر على كل شيء.
 
كان عرفة أحد القلائل الذين ظهرت عليهم علامات الضيق من الجبلاوي و عدم الإعتراف به . وكان عرفة يحلم بالتسلل إلى البيتال[[بيت]] الكبير ، فسار ذات ليلة تجاهه وشرع في حفر [[الأرض]] تحت السور و راح عرفة يزحف خلال الممر ، حتى صار داخل البيتال[[بيت]] الكبير، وأخذ يزحف في حذر شديد ظل يتسلل حتى وصل مخدع الجبلاوي وأشعل شمعة فرأى عجوزا يجاهد للخروج من الغيبوبة الفاصلة بين النوم واليقظة ، فانقض عليه مطبقا يمناه على رقبته بكل قوته وساد الظلام بعدما [[كهرباء|انطفأت الشمعة]] وتحرك العجوز حركة همد بعدها، وتراجع عرفة خائر القوى، ثم تسلل خارجا وقد تملكه فزع شديد. وجلجل صوت في السكون ،وإذا بأحد أهل الحارة يقول :
{{قال|مات الجبلاوي}}
هكذا أسقط نجيب محفوظ الإله بل و[[لحية|الأديان]] جميعاً. لكن الغرب من جانب آخر لم يسقط في دائرة الإلحادال[[إلحاد]] تماماً بل اتخذ العلم والمعرفة بديلاً لأديان لم تعد تقدم للبشرية أي خير ملموس غير طقوس وتهاويم لاتفيد على حين يظل غياب العدل وسطوة القوة وتأجج الصراعات بين المنتمين للجماعة البشرية هو أبرز منتج [[دين]]ي لكل ال[[أديان]] ، فالملحدون و[[علمانية|العلمانيون]] لم يسقطوا الأديان تماماً وإنما أخذوا أفضل مافيها واعتبروا العلم والمعرفة هما التجسيد [[حقيقة|الحقيقي]] للإله المهيمن على [[العالم]] .
 
[[الفكرة]] تظل مثيرة للخيال وللجدل فالغرب [[علمانية|العلماني]] قد احتفظ بالفعل بقيم الأديان العليا جميعاً وأخذ بأحسن مافيها دون أن يلزم نفسه بطقوس معينة ، والمطلع على أحوال الغرب هذه الأيام سيدهشه عدم تمسكه بطقوس [[المسيحية]] أو [[اليهودية]] أو [[الإسلام]] من حيث هي طقوس دينية ، ولكنه سيلحظ دون شك تمسكه بقيم الحق والخير والجمال وأخلاقياتو[[أخلاق]]يات النزاهة والالتزام وشرفو[[شرف]] الكلمة واحترامو[[احترام]] المعاهدات إلى جانب السعي لامتلاك أسباب القوة التي تهيمن على [[العالم]] وتفرض شروط مالكها الأمر الذي جعل [[رجال دين|شيوخنا]] يتشدقون في كل حين بمقولة ذهبت مثلاً " وجدنا إسلاماً بلامسلمينبلا مسلمين " بينما [[حقيقة]] الأمر أن مايرونه ويشهدون آثاره في كل منتجات الغرب هو " دين عرفة " هو نتاج العلم والمعرفة وهو دين ليس سماوياً بطبيعة الحال ولاينتمي للمدرسةلل[[مدرسة]] القديمة في ال[[حياة]] الروحية للأقدمين وإنما هو [[دين]] مابعد [[الإسلام]] إن صح التعبير وهو ذلك [[الدين]] غير السماوي الذي تقبع تحت مظلته كل القيم الدينية و[[الإنسان|الإنسانية]] منذ عرفت البشرية الأديان .
==مصدر==
* د. محمد فؤاد منصور
[[تصنيف:مصر]]
[[تصنيف:أدبيات]]
[[تصنيف:صفحات للتحقق]]