الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو الهول»

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
ط (←‏top: إضافة تصنيف)
لا ملخص تعديل
وسم: تعديل مصدر 2017
 
سطر 1: سطر 1:
[[صورة:sphinx.jpg|left|220px|]]
[[ملف:sphinx.jpg|يسار|220بك|]]
'''ابو الهول''' وأنفه المكسورة وغطاء رأسه المهشم هو علامة على [[الإرهاب]] باسم [[الدين]] ، وليس كما يُشاع بأن الحملة [[فرنسا|الفرنسية]] سلطت عليه المدافع حتى ردد هذا الاعتقاد مزبلة [[ويكيبيديا]] الحرة دون وعي .الإجابة عند المقريزي [[الموت |المتوفي]] عام 845 هجرية حيث قال في خططه:
'''ابو الهول''' وأنفه المكسورة وغطاء رأسه المهشم هو علامة على [[الإرهاب]] باسم [[الدين]]، وليس كما يُشاع بأن الحملة [[فرنسا|الفرنسية]] سلطت عليه المدافع حتى ردد هذا الاعتقاد مزبلة [[ويكيبيديا]] الحرة دون وعي.الإجابة عند المقريزي [[الموت |المتوفي]] عام 845 هجرية حيث قال في خططه:


{{قال|وفي زمننا ، كان شخص يعرف بالشيخ محمد صائم الدهر , من جملة صوفية الخانقاه الصلاحية سعيد [[السعادة|السعداء]] ، قام في نحو من سنة ثمانين وسبعمائة لتغيير أشياء من المنكرات ، وسار إلى الأهرام وشوّه وجه أبي الهول وشعثه ، فهو على ذلك إلى اليوم ، ومن حينئذ غلب الرمل على [[أرض|أراض]] كثيرة من الجيزة ، وأهل تلك النواحي يرون أن سبب غلبة الرمل على الأراضي [[فساد]] وجه أبي الهول ولله عاقبة الأمور}}
{{قال|وفي زمننا، كان شخص يعرف بالشيخ محمد صائم الدهر، من جملة صوفية الخانقاه الصلاحية سعيد [[السعادة|السعداء]]، قام في نحو من سنة ثمانين وسبعمائة لتغيير أشياء من المنكرات، وسار إلى الأهرام وشوّه وجه أبي الهول وشعثه، فهو على ذلك إلى اليوم، ومن حينئذ غلب الرمل على [[أرض|أراض]] كثيرة من الجيزة، وأهل تلك النواحي يرون أن سبب غلبة الرمل على الأراضي [[فساد]] وجه أبي الهول ولله عاقبة الأمور}}


كان [[مصر|المصريون]] على عهد المقريزي يعتقدون في أسطورة أن لأبي الهول [[سلطة]] عليا تحجب عنهم الرمال ألا تغطي مناطق الجيزة وتردم [[النيل]] ، لأن أبو الهول فوق هضبة عالية بالنسبة إليهم ، فلو انهارت تلك الهضبة ستُغطى الجيزة و[[القاهرة]] بالرمال , لذلك لم يتعرضوا له بسوء. ولكن هذا لم يُعجب أحد شيوخ المتصوفة ، وأحب أن يفعل مثلما فعل [[محمد|رسول الله]] وكسر أصنام [[الكعبة]] ، فذهب هو ورجاله كي يهدموا رأس أبي الهول البارزة من [[التراب]] ففشلوا ولم ينجحوا سوى في كسر أنفه . هذا يذكرنا بالشيخ [[مركوب جني|المجنون]] الذي أراد [[هدم]] الأهرام بحجة أنها مخالفة لتعاليم [[الدين]].!!
كان [[مصر|المصريون]] على عهد المقريزي يعتقدون في أسطورة أن لأبي الهول [[سلطة]] عليا تحجب عنهم الرمال ألا تغطي مناطق الجيزة وتردم [[النيل]]، لأن أبو الهول فوق هضبة عالية بالنسبة إليهم، فلو انهارت تلك الهضبة ستُغطى الجيزة و[[القاهرة]] بالرمال، لذلك لم يتعرضوا له بسوء. ولكن هذا لم يُعجب أحد شيوخ المتصوفة، وأحب أن يفعل مثلما فعل [[محمد|رسول الله]] وكسر أصنام [[الكعبة]]، فذهب هو ورجاله كي يهدموا رأس أبي الهول البارزة من [[التراب]] ففشلوا ولم ينجحوا سوى في كسر أنفه. هذا يذكرنا بالشيخ [[مركوب جني|المجنون]] الذي أراد [[هدم]] الأهرام بحجة أنها مخالفة لتعاليم [[الدين]].!!

في عصر المقريزي كان المصريون متصوفة مقلدون، وكان كل من يتدين ينشأ على المنهج الصوفي، وليس كما هو الآن أكثر من يتدينون ينشأون على المذهب الحنبلي. هذه إحدى بركات [[السلفية]] وبترول [[مجلس التعاون الخليجي|الخليج]] في العقود الأخيرة، وهي التي نشرت [[الإرهاب]] وأعادت إحياء [[التقليد]] و[[الطائفية|المذهبية]] بعد اندثارها في [[الشرق الأوسط]] طيلة قرنين بعد وفاة [[محمد بن عبد الوهاب|الشيخ ابن عبدالوهاب]]. ما علينا الإرهابي اليوم يفكر بنفس [[فكرة|عقلية]] الشيخ صائم الدهر كاسر أنف أبي الهول، يريد إخضاع [[العالم]] والواقع لفهمه عن [[الدين]]، ويعجز عن الفصل بين هذا الفهم كتدين شخصي له معالم لا ينازعه فيها أحد وبين المعنى العام للدين ومبادئه. الآن صرت أتيقن لماذا لم يعطي [[الله]] لنا القوة في ذلك العصر. كنا قد انتقمنا من أبي الهول والكنائس و[[أماكن عبادة|المعابد]] ونهبنا [[قبر|قبور]] الملوك و[[الفرعون|الفراعنة]] بحجة كفرهم وعبادتهم للأصنام. وصرنا أمة بلا تاريخ عديمة الآثار لا وجود أركيولوجي لها في خريطة [[العالم]]. هكذا كان تاريخنا، شيوخ متشددون غلبوا شيوخ الاعتدال والدعوة إلى [[السلام]] والتدين الذاتي و[[الحرية]] الفردية لصالح [[الإرهاب]] والوصاية والهدم.


في عصر المقريزي كان المصريون متصوفة مقلدون ، وكان كل من يتدين ينشأ على المنهج الصوفي ، وليس كما هو الآن أكثر من يتدينون ينشأون على المذهب الحنبلي . هذه إحدى بركات [[السلفية]] وبترول [[مجلس التعاون الخليجي|الخليج]] في العقود الأخيرة ، وهي التي نشرت [[الإرهاب]] وأعادت إحياء [[التقليد]] و[[الطائفية|المذهبية]] بعد اندثارها في [[الشرق الأوسط]] طيلة قرنين بعد وفاة [[محمد بن عبد الوهاب|الشيخ ابن عبدالوهاب]] . ما علينا الإرهابي اليوم يفكر بنفس [[فكرة|عقلية]] الشيخ صائم الدهر كاسر أنف أبي الهول ، يريد إخضاع [[العالم]] والواقع لفهمه عن [[الدين]] ، ويعجز عن الفصل بين هذا الفهم كتدين شخصي له معالم لا ينازعه فيها أحد وبين المعنى العام للدين ومبادئه. الآن صرت أتيقن لماذا لم يعطي [[الله]] لنا القوة في ذلك العصر . كنا قد انتقمنا من أبي الهول والكنائس و[[أماكن عبادة|المعابد]] ونهبنا [[قبر|قبور]] الملوك و[[الفرعون|الفراعنة]] بحجة كفرهم وعبادتهم للأصنام. وصرنا أمة بلا تاريخ عديمة الآثار لا وجود أركيولوجي لها في خريطة [[العالم]]. هكذا كان تاريخنا , شيوخ متشددون غلبوا شيوخ الاعتدال والدعوة إلى [[السلام]] والتدين الذاتي و[[الحرية]] الفردية لصالح [[الإرهاب]] والوصاية والهدم.
[[تصنيف:مصر]]
[[تصنيف:سياحة]]
[[تصنيف:سياحة]]
[[تصنيف:صفحات للتحقق]]
[[تصنيف:مصر]]

المراجعة الحالية بتاريخ 11:24، 7 مارس 2024

ابو الهول وأنفه المكسورة وغطاء رأسه المهشم هو علامة على الإرهاب باسم الدين، وليس كما يُشاع بأن الحملة الفرنسية سلطت عليه المدافع حتى ردد هذا الاعتقاد مزبلة ويكيبيديا الحرة دون وعي.الإجابة عند المقريزي المتوفي عام 845 هجرية حيث قال في خططه:

وفي زمننا، كان شخص يعرف بالشيخ محمد صائم الدهر، من جملة صوفية الخانقاه الصلاحية سعيد السعداء، قام في نحو من سنة ثمانين وسبعمائة لتغيير أشياء من المنكرات، وسار إلى الأهرام وشوّه وجه أبي الهول وشعثه، فهو على ذلك إلى اليوم، ومن حينئذ غلب الرمل على أراض كثيرة من الجيزة، وأهل تلك النواحي يرون أن سبب غلبة الرمل على الأراضي فساد وجه أبي الهول ولله عاقبة الأمور

كان المصريون على عهد المقريزي يعتقدون في أسطورة أن لأبي الهول سلطة عليا تحجب عنهم الرمال ألا تغطي مناطق الجيزة وتردم النيل، لأن أبو الهول فوق هضبة عالية بالنسبة إليهم، فلو انهارت تلك الهضبة ستُغطى الجيزة والقاهرة بالرمال، لذلك لم يتعرضوا له بسوء. ولكن هذا لم يُعجب أحد شيوخ المتصوفة، وأحب أن يفعل مثلما فعل رسول الله وكسر أصنام الكعبة، فذهب هو ورجاله كي يهدموا رأس أبي الهول البارزة من التراب ففشلوا ولم ينجحوا سوى في كسر أنفه. هذا يذكرنا بالشيخ المجنون الذي أراد هدم الأهرام بحجة أنها مخالفة لتعاليم الدين.!!

في عصر المقريزي كان المصريون متصوفة مقلدون، وكان كل من يتدين ينشأ على المنهج الصوفي، وليس كما هو الآن أكثر من يتدينون ينشأون على المذهب الحنبلي. هذه إحدى بركات السلفية وبترول الخليج في العقود الأخيرة، وهي التي نشرت الإرهاب وأعادت إحياء التقليد والمذهبية بعد اندثارها في الشرق الأوسط طيلة قرنين بعد وفاة الشيخ ابن عبدالوهاب. ما علينا الإرهابي اليوم يفكر بنفس عقلية الشيخ صائم الدهر كاسر أنف أبي الهول، يريد إخضاع العالم والواقع لفهمه عن الدين، ويعجز عن الفصل بين هذا الفهم كتدين شخصي له معالم لا ينازعه فيها أحد وبين المعنى العام للدين ومبادئه. الآن صرت أتيقن لماذا لم يعطي الله لنا القوة في ذلك العصر. كنا قد انتقمنا من أبي الهول والكنائس والمعابد ونهبنا قبور الملوك والفراعنة بحجة كفرهم وعبادتهم للأصنام. وصرنا أمة بلا تاريخ عديمة الآثار لا وجود أركيولوجي لها في خريطة العالم. هكذا كان تاريخنا، شيوخ متشددون غلبوا شيوخ الاعتدال والدعوة إلى السلام والتدين الذاتي والحرية الفردية لصالح الإرهاب والوصاية والهدم.