الفرق بين المراجعتين لصفحة: «نوبيون»

أُزيل 80 بايت ،  قبل 6 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
imported>يا حلاوة
لا ملخص تعديل
imported>يا حلاوة
لا ملخص تعديل
سطر 1:
'''النوبيون''' أهل النوبة ، قبائل تسكن منطقة تمتد على ضفتي نهر النيل أقصى شمال [[السودان]] وأقصى جنوب [[مصر]]. لم تترك لهم الأنظمة الحاكمة منذ قيام ثورة يوليو أى خيار . فإما أن تكون مصريا [[العرب|عربيا]] أو لا تكون . لا يسمح لك بإضافة أى وصف آخر وكأنه من المستحيل أن تكون مصريا تعشق تراب الوطن مع الإعتزاز ب[[هوية]] أخرى إضافية وكأنك لا تستطيع أن تكون مصريا نوبيا بفخر . ليس لك أن تكون مصريا [[الأمازيغ|أمازيغيا]] , لا يمكن أن تكون مصريا بدويا ومن هنا بدأ الإنهيار . كانت للأنظمة الحاكمة في [[مصر]] عقدة من التنوع والإختلاف وأوهموا الشعب المصرى لعقود أن أى تميز أو خصوصية أو إختلاف إنما سيؤدى بالبلاد إلى الإنهيار نا هيك عن تهمة الخيانة والعمالة والإنفصالية لم تترك لنا الأنظمة أى [[خيار]] .
 
هذا الأسلوب القمعى كان معمما على كل الأقليات العرقية فى [[مصر]] , (بدو , نوبيون وأمازيغو[[الأمازيغ|أمازيغ]] ) ...فالنوبيين تعاملوا مع [[مصر]] وكأنها الوطن الوحيد لهم ولم [[فكرة|يفكروا]] فى غير ذلك القضية هى أنهم وبرغم مصريتهم فهم معتزون فخورون بنوبيتهم وخصوصيتهم العرقية والثقافية وتلك ميزة حبى [[الله]] بها [[الإنسان|الإنسانية]] الا وهى الإختلاف .. النوبيون [[مجتمع]] نيلى يعيش على حرفتى الصيد والزراعة ونظرا لغرق مساحات كبيرة من الأراضى الخصبة نتيجة بناء خزان أسوان وتعلياته أضطر كثير من أبناء القرى المنكوبة الى الانتقال الى العاصمة[[القاهرة]] والى مناطق أخرى للبدء فى البحث عن فرص عمل جديدة ..... فوجئ النوبيون بمجتمعب[[مجتمع]] جد مختلف وكان حاجز اللغة من الحواجز الصعبة التى لا يستطيعون كسرها فبالرغمبالرغم من تميز النوبيون بذكاء حاد ( يروى ان كثير من أوائل الثانوية فى مصر كانوا من خريجى مدرسة عنيبة والتى تعتبر أحد أهم المراكز فى النوبة القديمة ) وكانوا قد تعلموا [[العربية]] ولكنهم لم يكونوا يستخدمونها اللهم الى فى حالات الضرورة القصوى والعبادات التى تستدعى آدائها بالعربية أما ما دون ذلك فهم لم يتحدثوا الا النوبية ...
 
وبالرغمبالرغم من الصدمة الثقافية إلا ان النوبيون نجحوا فى الامتزاج والتداخل مع المجتمعال[[مجتمع]] الجديد لم ينغلقوا على نفسهم ولم يؤسسوا جيتوهات لهم وحدهم ولكنهم نجحوا فى التعايش مع أفراد المجتمع الجديد بإختلاف فئاته وطوائفه...... بل ذهبوا الى أبعد من ذلك ونجحوا فى تأسيس جمعيات ( جمعية لكل قرية ) تهتم بشباب وأبناء القرية الموجودين فى [[القاهرة]] (وكذلك حدث فى الإسكندرية) وترعى شئونهم وتنظم إحتياجات الطلاب منهم والجامعيين والعاملين وتعد بمثابة ناد يجمعهم ويتوحدون من خلاله .... وحتى قيام ثورة يوليو 1952 تفائل النوبيون واستبشروا بها خيرا وكباقى أطياف الشعب المصرى تاهوا عجبا وفخرا بناصرب[[جمال عبد الناصر]] تلك الشخصية الكاريزمية التى يختلف عليها الشخص بينه وبين نفسه ما بين حب وكره ....
 
فى عهد ناصر كان قرار بناء السد العالى لم تفكر الدولة وقتها إلا فى [[الكهرباء]] ووقف الفيضان .. لم يعبأوا بالميراث البشرى الضخم الذى سيتم تدميره ما بين بيئة طبيعية وآثار تشهد على حضارة ضاربة فى أعمق أعماق [[تأريخ|التاريخ]] وبين [[مجتمع]] كامل سيتم تقطيع كل أواصره ( فهاهى حلفا القديمة أقدم مدن إفريقيا والتى تعادل أريحا فى القدم غارقة تحت بحيرة السد ) لم تتريث الدولة .. لم تدرس كيفية تهجير النوبيين من أراضيهم وتعويضهم .. تجاهل ناصر[[جمال عبد الناصر]] الحلول البديلة ( ما بين التهجير العرضى على جوانب النهر فى نفس الموقع كما حدث قبل ذلك أثناء تعليات خزان أسوان أو توزيع سدود صغيرة على المجرى المائى تقوم مقام السد العالى ولكن بأضرار أقل ) وأصر على تفريغ منطقة النوبة والنيل النوبى تماما من سكانها .. والأعجب أن الدولة صرفت على إنقاذ آثار النوبة أو ما إستطاعت أن تنقذه.. ما لم تصرفه على إعادة توطين النوبيين وتم إلقائهم شمالى أسوان بوادى كوم امبو فيما يعرف بمركز نصر النوبة (, تخيل [[مجتمع]] نيلى يعيش على الزراعة والصيد يتم زرعة فى صحراء قاحلة لا يعرف لها حدودا) ...
 
تلقى النوبيون وعود الدولة بإنشاء مجتمعات جديدة لهم أحسن من ذى قبل و اتفاقية الدولة مع منظمة الفاو والتى تلزم الدولة المصرية بإعادة توطين النوبيين على ضفاف البحيرة وبنفس توزيعهم التاريخى عند ثبات منسوب المياة تلقى النوبيون تلك الوعود بالتصديق .. فناصر الذى يحبونه لا يمكن أن يكذب وقبل النوبيون ترك بلادهم وأيقنوا انهم إنما يضحون من أجل الوطن ومن أجل المنفعة العامة وأن هذا الوطن لابد وأن يعوضهم ذات يوم .. ومرت السنين ولا شيئ يتغير و هنا ظهرت أزمة الوطن .. بين ناصر البطل القومى الذى يعشقونه .. وناصر السبب الرئيس فى هلاك بلادهم وتفريقهم إلى غير رجعة ... بعد قيام ثورة يوليو أخذت ثقافة التعريب والعروبة بعدا آخر حيث صارت (فى فكر قائد الثورة ) قضية أمن قومى أصبحت اللغة العربية هى الأهم فى التدريس أصبح التاريخ العربى هو الأهم .. طغت فكرة القومية على فكر التنوع الثقافى واللغوى والعرقى فى مصر ...
مستخدم مجهول