الفرق بين المراجعتين لصفحة: «موريتانيا»

أُضيف 15 بايت ،  قبل 15 سنة
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Amazegho
طلا ملخص تعديل
imported>Amazegho
طلا ملخص تعديل
سطر 49:
ما جرى في موريتانيا يكشف للعلن هشاشة [[اسطوانة مشروخة|الأمة العربية]] ، التي تحكمها [[العقلية العربية|العقلية القبلية المقيتة]] وقد غرزت مخالبها ومدت نفوذها بإمتياز في الثكنات ومن وراء جدرانها ، موريتانيا التي تتصارع فيها أعراق بأصول ولغات مختلفة ومتناحرة بين المور والولوف والبيل والسوننكي والتوكلر ، فضلا عن صراع النفوذ الأجنبي بين [[أمريكا]] و[[فرنسا]] هذا إلى جانب هشاشة الأمة المهددة بالإثنيات والطوائف والتفتيت ، فنجد [[الإنسان|الشعوب]] أيضا لا تكترث بما يهددها أو يتلاعب بوجودها ، يكفي مثلا ونحن نتحدث عن موريتانيا أنه وقبل صدور البيان رقم واحد الذي أكد سخف ما قام به الجنرالات ، وكأن مصير دولة يتوقف على عزل موظفين ولو كانوا برتبة جنرال ... لقد خرج بعض المواطنون يرحبون و[[فيفي عبده|يرقصون]] وكأن ما حدث يشبه يوم سقوط [[بغداد]] في التسويق الإعلامي له ، بالرغم من أن الانقلاب الذي علمت به باريس في دقائق تنفيذه في بيانه الأول استخف بالإرادة الشعبية أيما استخفاف ، وكأن الجنرالات خاطبوا الشعب بأنهم مستعدون إحراق البلد من أجل [[كرسي|مناصبهم]] وبقائهم في القيادة العسكرية وقد يبيعونها للغزاة إن وجدوا ذلك كحل للحفاظ على مكاسبهم ، ولم نسجل موقفا شهما كمسيرات أو اعتصامات أو احتجاجات ، يمكن أن نجعل منها كدليل عن وعي [[سياسة|سياسي]] ديمقراطي لدى شعوبنا بل يجعلنا نعول عليها في مثل هذه المواقف الحرجة ، ويمكن أن يدفعنا إلى الإشادة بالأمة عندما تصادر أصواتها وتجهض إرادتها و[[سرقة|يسرق]] مصيرها ، لذلك من يزعم أنه يملك أغلبية شعبية وأنه بها يمكن أن يصمد ويتحدى الأعاصير فهو واهم .
 
مهما تكن الأسباب الكامنة وراء هذا الإنقلاب الأخير، سواء كانت [[الإنتصاب الصباحي|شخصية]] أو [[الجزيرة العربية|قبلية]] أو مرتبطة بأجندات سياسية حزبية أو إقليمية و[[العالم|دولية]] فإنها تنم عن شيء واحد ألا وهو استمرار التعاطي مع مختلف الأزمات الناشبة بنفس تلك الطريقة التقليدية [[الشرق الأوسط|الشرق أوسطية]] من الاحتكام للسيف و[[السلاح]] بدل الحوار وصناديق الاقتراع . وأن التأسيس لثقافة الحوار والاحتكام لصناديق الاقتراع والآليات الديمقراطية الأخرى ما زال مبكراً الحديث عنها وبعيدة جداً عن [[الشوارب|شنبات]] معظم رعايا الإمبراطورية البدوية . وفي هذا السياق لا بد للمرء من أن يعرج هنا على تجربة الفريق عبد الرحمن سوار الذهب في [[السودان]] الذي تنازل آخر عن [[كرسي|الحكم]] في سابقة عدت فريدة معتقداً وبكل طيبة قلب لا تنفع في حسابات ال[[سياسة]] مطلقاً أنه سيؤسس لحالة [[ديمقراطية]] لم تتقبلها بعد ثقافة هذه المجتمعات وكان من نتيجة ذلك وقوع السودان بيد جماعة الإنقاذ الإخوانية التي أعادته قروناً ضوئية إلى الوراء وقدمت لل[[عالم]] ذلك النموذج المتميز الذي يجسده اليوم عفاريت ال[[الجنجويدجنجاويد|جنجويد]] الذين تكاد لا تخلو منهم دولة شرق أوسطية حتى ولو اختلفت التسميات . ألف مرحباً بالعودة المظفرة والقوية للشقيقة موريتانيا إلى [[دول عربية|شقيقاتها الأخريات]] في نادي وسرب [[دكتاتور|الاستبداد العربي]] وبلا ديمقراطية وبلا أكل هوا وما أحلى الرجوع إليه .
==مصادر==
* أنور مالك , جنرالات موريتانيا وديمقراطية برتبة عريف .
مستخدم مجهول