الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ملوخية»

الملوخية أو المنوخية أو المولوخية باللغة الفرعونية المبسطة , هي نوع من أنواع الحشيش المشهورة على المستوى العربي , لونه أخضر ويشبه إلى حد بعيد أوراق الأشجار العادية لكن الأمر ليس كذلك فهي ليست عادية أبداً , يكثر متعاطوها في مصر وفلسطين , تسبب نوبات من الهلوسة وفقدان الذاكرة المؤقت الناتج عن الإرهاصات الثانوية في خلفية خلايا جدار الفص الصدغي لغدتي كوبر , ويوجد منها الكثير من الأنواع الملوخية المفرومة وتستخدم كحساء يستنشق من الفم أو الملوخية الورق أو البورانية بتشديد الراء كما تلفظ باللغة الفلسطينية المبسطة.

يستهلك ما نسبته 150% من إجمالي الملوخية المزروعة في العالم في كل من مصر وفلسطين والأردن بعد لجوء الفلسطينيين إليها في عام 1948 ويستهلك المدمن الملوخي في الفئة العمرية (0-300) عام ما يعادل طن من الملوخية سنوياً , أي الذي يعيش 30 عام يستهلك 30 ألف كيلوغرام من الملوخية في حياته التافهة اللتي لم ينجز فيها أي شيء سوى استنشاق الملوخية.

ذكرت الملوخية كنوع من أنواع العلاجات المستخدمة في الحضارات القديمة كالحضارة السومرية والبابلية والنبطية , وقد وجدت حفنة من الملوخية بجانب جثة هندي أحمر لما غزا عبد الفتاح السيسي قارة أمريكا واكتشفها بعد شربه الماء لمدة عشر سنوات , وهكذا وصلت الملوخية إلى مصر , كما ورد في إلياذة هوميروس حين تغنى في ساحة المعركة اللتي دارت بين كل من مايكل جاكسون و فلاديمير لينين في الفصل الرابع بعد المئة الصفحة ثمانمئة ما يلي

* وَحينَ همَّ الخنيثُ المُجَكسَنُ

* بضرب فلاديمير المُكَــلسِنُ

* ألقى عليهِ لينينُ حفــنةً

* مِنَ المُِلوخِ فجَفِل جَفـــلةً

وفي العصر الحديث , استخدم المغني الشهير الذي صوته يشبه طيزي , بوب مارلي , الملوخية كأحد أنواع الحشيش اللتي يستخدمها في شعائره الدينية , وكذلك المغني الشهير ويز خليفة ( لا يمت لميا خليفة بصلة) يدخنها على المسرح بكل ثقة , واصفاً إياها كأحد أفضل ما أنتجته أمريكا بكل جرأة , لكن القائد الروحي بعد أن سمع الخبر من آل باتشينو , قام البطل حامي طيزو ياسر عرفات , بتصوير فيديو يفضح فيه كذب المنيك الدجال ويز خليفة , ثم يرسل بوسة من بوساته الشهيرة ( اللتي عبت الدنيا بزاقة وضيعتنا ) للجمهور الذي حياه بكل فخر وتبجيل (ملاحظه : الجمهور كان كله من العرب ولا أجنبي واحد شاف الفيديو).

كانت الملوخية ممنوعة دولياً حتى عهد الملك رب إيل الثاني أخر ملك نبطي ( الذي تزوج اخته ) فقد سمح بها , واصبحت مشروعة وازدهرت تجارتها في كل دول العالم , كما ان الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والسويد وإيطاليا والنمسا أباحت استخدامها بشكل علني وأصبحت شركة مالبورو تنتجها في علب أنيقة , أما في ألمانيا فسمح بإستخدامها لأغراض طبية فقط , وفي السعودية اباحها سماحة المفتي الشيخ لاحس طيزان بشرط أن تكون حلال , أما في كوريا الشمالية فإن كيم جونغ أون قد أعجب بها إعجاباً شديداً فوضعها في علم كوريا بدلاً عن النجمة.

بسبب انتشار الملوخية في فلسطين , وبسبب العنصرية المفرطة من قبل أعراب الصحراء(الأردنيين) فقد كانت الملوخية رمزاً للاجئ الفلسطيني , الذي طرد من بلاده بفضل الخيانات , وكان الفلسطيني ينادى بالملوخية , وقبل عقدين أو ثلاثة , كان من النادر أن ترى طبق من الملوخية على مائدة أحد اعراب الصحراء , فهي كانت من المحرمات والخطايا السبعة اللتي تستحق القتل , كونها ذات أصول فلسطينية , وفي الخمسينيات ظهر نادي كرة قدم لأحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن يدعى نادي الوحدات , وبالرغم من انجازاته الرائعة على الصعيد المحلي إلا أنه ظل ضحية العنصرية , بسبب اللون الأخضر(لون الملوخية) الذي اختاره لزيه الرسمي , وفي أحد السنوات خسر نادي الوحدات أمام أحد الأندية التونسية , وحين عادو إلى الصحراء أخذ جمهور نادي كشافة الفيصلي نادي الصحراء المدلل يهتف : البقدونس فضحونا بتونس , تهكماً على خضار لون رداء الوحدات , المثير للسخرية أنه في نفس العام حصد الوحدات بطولةالدوري المحلي , وفي التتويج وضع كابتن فريق الوحدات باقة من البقدونس في كأس الدوري ليقول لهم في رسالة واضحة أنني أفتخر باخضراري , وهذه القصة حقيقية وموثقة , وهكذا ظلت الملوخية إلى جانب البقدونس رمزاً أدبياً يروى قصة اللاجئ الذي طرد من وطنه إلى المنفى , ولم يرحب به حتى في ذلك المنفى , الذي ذاق ويلات الحرب , ثم ذاق ويلات العرب.

* الأشجار المثمرة , مظفر النواب 1988.

* الحب في زمن الكوليرا غابرييل غارسيا ماركيز 1960.