الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مصر»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
imported>Prince1
طلا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 55:
جمهورية مصر العربية هي في الواقع جمهوريتان , مصر الأولى نهار خارجي وسط [[القاهرة]] , الشمس حارقة , الجموع غاضبة , المشاعر مستنفرة , [[دائرة المخابرات|قوات الأمن]] ضخم, التحصينات الأمنية غير المعهودة , [[برلمان عربي|نواب برلمانيون]] , [[وسائل الإعلام|صحفيون]] و محامون , يمكنك أن تلاحظ بسهولة [[عين|الكاميرات]] تهتز في أيدي المصورين بتأثير الزحام والتدافع . المصر الثانية , نهار داخلي ، مكان مغلق بارد بمكيفاته ، مصطنع بديكوراته ، فخم بكراسيه الوثيرة , الرئيس يخطب في عيد العمال ، نفس الكلام الذي يمكن أن تسمعه في منتصف الثمانينيات والرئيس يرتدي بدلة صيفي من إنتاج المحلة الكبرى وتكتمل رتوش الصورة بالسيد راشد وهو يهدي الرئيس هدية العمال , يمكنك أن تلاحظ جودة النقل [[الفضائيات العربية|التلفزيوني]] وروعة التصوير من خلال الكاميرات المحمولة على الكارين والشاريوه واللقطات المقربة للوجوه المبتسمة ب[[اللعب على الحبلين|دبلوماسية]] .
{{ويكيبيديا|مصر}}
مصر الأولى شابة بسيطة قوية [[معارضة|متحدية]] مصممة عزيزة فتية متحركة ساخنة حقيقية , مصر الثانية باردة مزينة مصنوعة مكيفة [[حسني مبارك|متكلفة مكلفة متصابية]] كاذبة منافقة زائفة . مصر الثانية لا يمكن لل[[الإنسان|مواطن العادي]] الولوج إلى [[العالم|عالمها]] ، ولا الحلم بها ، ولا [[الحب|الهيام]] بها . مصر الثانية لا نعرفها ولا تعرفنا ودونها تصريحات أمنية وإجراءات مشددة , لا أحد سيسمعك , مصر الأولى , اصرخ فيها زي ما أنت عايز [[الشتيمة|اشتم]] وقل أدبك قول طهقت قول [[الملل|زهقت]] . مصر الأولى هي المصر التي نحيا فيها وتحيا فينا هي التي نعرفها هي التي نتشعلق في ميكروباصاتها هي التي نشرب عصير قصبها بنص ب2 جنيه هي التي تحرقنا بشمسها ونحن نبحث عن وظيفة هي التي دوبت [[قندرة|جزمنا]] ونحن نعمل مندوبي مبيعات لشركات [[مرحاض|المنظفات]] . هي التي نأوي إلى مقاهيها لراحة أرجلنا المتورمة في المصالح الحكومية هي التي حفظنا شوارعها ونحن نبحث عن [[دشداشة|بنطلون جينز]] بخمسين جنيه لزوم الستر في [[التعليم|الجامعة]] ومن ع الرصيف ميضرش لو خدت كرافتة بتمانية جنيه وشراب بتلاتة ونص لزوم العياقة بالبدلة الوحيدة الخالدة في أول انترفيو .
 
الحقيقة المرة أن الأمر الواقع هو من يحكم مصر ! الأمر الواقع يقول إن هناك آلافا قد [[الموت|قتلوا]] ظلما، ولا يوجد أي تحقيق جاد في أي واقعة من تلك الوقائع . الأمر الواقع يقول إن هناك عشرات الآلاف قد ألقوا في [[السجن|السجون]] والمعتقلات دون أي إجراءات قانونية، وبعضهم في السجون دون أن توجه لهم تهم أصلا، وغالبيتهم في السجون دون أي احترام لظروف معيشتهم ، وبمخالفة لكل لوائح السجون المصرية. الأمر الواقع يقول إن هناك أخبارا بحالات اغتصاب حدثت ، وأن الأمر ليس استثناء ، بل هو أمر شبه ممنهج ، ولا أحد يهتم ، ولا دولة تتحرك . الأمر الواقع يقول إن العملية السياسية كلها ليست أكثر من تزوير ، وأن الأمة كلها تعيش اليوم تحت تهديد ال[[سلاح]]. الأمر الواقع يقول إن هناك آلاف [[الممنوع|الممنوعين]] من السفر دون أي إجراء قانوني طبقا للدستور العظيم.