الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مرشح رئاسي»

أُضيف 175 بايت ،  قبل 3 أشهر
ط
←‏top: إضافة تصنيف
لا ملخص تعديل
ط (←‏top: إضافة تصنيف)
 
(5 مراجعات متوسطة بواسطة 5 مستخدمين غير معروضة)
سطر 1:
[[صورة:Hisham Bastawisy.JPG|left|300px|]]
'''مرشح رئاسي''' هو [[مواطن]] [[عرب]]ي يبدأ [[الاسم|إسمه]] بعبد الـ ..... ويتم إختياره في [[دائرة المخابرات|دوائر المخابرات]] لينافس [[القائد العربي المحنك]] في [[انتخابات]] تتسم بالنزاهة وال[[شفافية]] . هذه حكاية [[المواطن]] عبد العظيم الذي كاد ان يكون مرشحا رئاسيا. وجد المهندس عبد العظيم نفسه في مأزق جاهد أربعين سنة في تجنبه. دُعي إلى مكتب مدير معمل [[الكهرباء]] الذي يعمل فيه ، فوجد رجلاً بملابس مدنية ، نهض ليصافحه مبتسماً، كأنه صديق قديم مشتاق . عرّفه المدير به: المساعد أبو علي من [[دائرة المخابرات|الأمن السياسي]] . كادت يده أن تتجمد، بل إنه أوشك على التحول إلى [[تمثال]] حجري، إلى أن تداركه المساعد ، وقد أدرك صدمته، فافتعل ابتسامة كان مدرباً على أمثالها ، فهو يعرف وقع اسم الأمن على أسماع أبناء هذا الشعب البار ، ناراً على [[هند بنت عتبة|الأكباد]] ، ودعاه إلى الجلوس.
 
السطر 7 ⟵ 8:
بعد ساعة كان عبد العظيم في فرع [[دائرة المخابرات|الأمن السياسي]] ، وهي المرة الأولى التي يدخل فيها فرعاً للأمن في [[حياة|حياته]] المعقمة ، الغرفة مليئة بصور [[دكتاتور|الرئيس الخالد]] ، وابن الرئيس الخالد ، ولم يجد في الغرفة [[العلم الوطني|علماً]] واحداً ، والجدار غائب وراء الصور، دخل وهو ممتقع الوجه، كأنه من شمع، وأحس بأنه صار في أبعد نقطة على كوكب [[الأرض]] . ابتسم رئيس الفرع مستقبلاً ، وقام من وراء مكتبه ، ودعاه إلى الجلوس ، وجلس بمواجهته تكريماً له ، حاول رئيس الفرع بأدواته المعدنية ، ومواهبه، فك براغي وجه عبد العظيم ، لكنه لم يفلح ، لعلها القوقعة التي حبس عبد العظيم نفسه فيها. أخبره المساعد في الطريق ، وهو يقله ب[[سيارة]] الفرع أن رئيس الفرع يريد أن يشرب معه [[مقهى|فنجان قهوة]].
 
قال عبد العظيم في نفسه: هذه القهوة قتلت من شباب [[سوريا]] أكثر مما قتلت [[البراميل المتفجرة|البراميل]] . وقال: لم لا يصب عليهم القهوة بالحوامات ، فالقهوة [[سلاح]] محلل دولياً. لم يجد رئيس الفرع بداً من أن يطمئنه ، فقال له: إن الأمر بشارة يزفها له، فقد وجدت القيادة ، أن الوقت قد حان لل[[ديمقراطية]]، وقد اقتربت نهاية المدة الرئاسية من الانتهاء ، وإنه لا بد من مرشح رئاسي ، وأوحى له عن جنب، بأنها أوامر خارجية ، فإما هي [[روسيا|روسية]] ، أو [[ايران|إيرانية]] . رفع السيد عبد العظيم رأسه، بحركة كالروبوت ، وفي [[عين]]يه ذبالة نور. كتم رئيس الفرع [[عصب|غضبه]] ، وكان مغتاظاً من أناقة عبد العظيم ، ورائحة عطر الشيوخ ، وقال في نفسه، إن له هيبة رئيس جمهورية ، وقال لنفسه وهو يشم عطره، إنه يكره هذه الرائحة ، ولو كان بيده الأمر ، لأذاقه فنجان قهوة ، يعيد له فيها صوابه. واضح أن [[الرجل]] خائف ، [[خوف|مذعور]] ، لعله غاضب أو مهان، لكن رئيس الفرع يحسّ بإهانة أكبر ، مما كان يحسّ المهندس عبد العظيم ، لم يحدث قط أن تجاهله أحد ضيوفه ، كما يفعل هذا [[الرجل]] ، ولو كان الأمر بيده لحول جلده إلى دربكة ، وجعله يعوي حتى يسمع أهل قبرص عواءه.
 
القيادة وجدت أن عبد العظيم يستحق هذا [[الشرف]] ، وسيكون مرشحاً رئاسياً في [[الانتخابات]] ، التي ستجري في موعدها . بلّغهُ أن الأمر لن يكلفه شيئاً، فالدولة ستتحمل كل نفقات الحملة ، والأمر لا يخلو من مجد ، فسيكون في [[سيرة ذاتية|سيرته الذاتية]] شهادة ، أهم من شهادة الهندسة ، وهي أنه مرشح رئاسي سابق . عادت الدماء في شرايين عبد العظيم ، تسري ببطء ، وخطر له أن يقول، كما دربته [[أم|أمه]] صغيراً، ودربه [[حارة|الشارع]] ، ودرّبه الإعلام، ودربته السنون : خسئت ، من أنا حتى أنافس الرئيس ، هذا شرك بالسيد الرئيس ، نعم إلى الأبد . لمّ نأخذ أوامرنا من طهران وموسكو ، ديمقراطيتنا تقضي أن يكون الرئيس إلى الأبد ، بلا مرشحين ، فلا أكفاء له.
السطر 13 ⟵ 14:
قال: يعني حضرتك تأخذ رأيي ، أم هو أمر ؟ . نطق [[الرجل]] أخيراً. [[ضحك]] المساعد ، رؤساء الفروع والمخابرات ، أبرع من أبطال بقعة ضوء في التمثيل ، وكانت ضحكته مفتعلة ، وقال: إنه واجب [[وطن]]ي يا أستاذ. أوحى له من غير مصارحة ، حتى لا يغترّ بنفسه، أنه من عائلة عريقة ، اشتغل أهلها في ال[[سياسة]] والعلم، أيام الإقطاع والرجعية ، ولم يذكر أنهم جميعاً قُتلوا ، أو ماتوا في [[السجن|السجون]] غيظاً، أو تحت التعذيب ، أو [[لجوء سياسي|هاجروا]] . وخطر لعبد العظيم أن يقول: هذه عملية إعدام . فالموالون في هذا البلد يعبدون الرئيس ، ولن يستطيع أن يمرَّ على الحواجز ، سيأكلونه بلا ملح، فكيف يتجرأ، ويتقدم لمنافسة الرئيس ؟ ثم ماذا لو فاز ؟
 
عاد عبد العظيم إلى البيت ب[[سيارة]] المساعد أبي علي ، ولاحظت [[زواج|زوجته]] أن زوجها، الذي عاد مساءً، غير الذي خرج صباحاً، ولم يخبرها شيئاً ، مع أن هذا الخبر لا يكتم ، ويحتاج إلى تسرية وترويح ، والمرء بالكلام يطرح شجون نفسه وأدرانها ، واستعاد المقابلة ، كما كان يستعيد أسئلة [[الامتحان]] ، ويراجع [[صحة]] أجوبته، والعلامة التي سينالها في الفحص ، أيام الدراسة، وجد أجوبته صحيحة ، وكان قد خطر له أن يقول لرئيس الفرع: حسناً سأكون مرشحاً رئاسياً ، ومن حق المرشح أن يكون عنده جواز سفر و أن يطالب بجثة أخيه، هاتوا جثة أخي ، حتى أدفنها وأقرأ عليها الفاتحة ، [[إسرائيل]] تعيد الجثث لل[[فلسطين]]يين، حتى لو كان انتحاريين.
 
مضت الأيام، وحانت أيام [[انتخابات الرئاسة المصرية 2018|العرس الديمقراطي]] ، ويبدو أن القيادة نسيته ، ووجد صور مرشحَيْن اثنين للرئاسة وليس واحدا ، تعلّق على الحيطان ! وهذا يعني أن القيادة صرفت عنه النظر ، أو أن الفروع الأمنية الأخرى ، وجدت مرشحين أولى منه بهذا المجد . مرشحان جرعة كبيرة ، أكبر من قدرة البلد على الاحتمال على [[الديمقراطية]] الواعدة. في ما بعد وقعتْ ملفات أمنية بين أيدي المتظاهرين ، وكان مكتوباً على آخر ورقة في سجل المهندس عبد العظيم: حيادي سلبي ، غير مؤهل لمكرمة مقابلة [[حفظه الله ورعاه|السيد الرئيس]] .
السطر 19 ⟵ 20:
[[تصنيف:عقلية عربية]]
[[تصنيف:سوريا]]
[[تصنيف:شخصيات غير مشهورة]]
[[تصنيف:صفحات للتحقق]]