الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد نجيب»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 4: سطر 4:
'''بعد حادث مصرع السردار سيرلي ستاك في 21 نوفمبر 1924 صدر بيان من اللنبي طالب فيه بعدة قرارات سياسية منها اعتذار [[مصر]] عن مصرع ستاك ، و[[الممنوع|منع]] المظاهرات السياسية ، وإلزام مصر بغرامة مالية تصل إلى 500 ألف جنيه مصري (2430000 [[دولار]][[الولايات المتحدة|أمريكي]]'''
'''بعد حادث مصرع السردار سيرلي ستاك في 21 نوفمبر 1924 صدر بيان من اللنبي طالب فيه بعدة قرارات سياسية منها اعتذار [[مصر]] عن مصرع ستاك ، و[[الممنوع|منع]] المظاهرات السياسية ، وإلزام مصر بغرامة مالية تصل إلى 500 ألف جنيه مصري (2430000 [[دولار]][[الولايات المتحدة|أمريكي]]'''
<br>
<br>
<br>
<br>
<br>
<div style="font-size:30pt;">CUT!</Div>
<div style="font-size:30pt;">CUT!</Div>
{{-}}
{{-}}
سطر 13: سطر 12:
<br>
<br>
<br>
<br>
----------
----
'''أردنا أن نبني [[حياة]] جديدة. نعطي فيها الفرصة لكل [[السجن|سجين]] سياسي لكي يعيشها معنا، دون اضطهاد أو قهر [[سياسة|سياسي]] . كان هذا أحد أحلامي ، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. فقد اعتقلت الثورة ألفًا مقابل كل فرد أفرجت عنه'''.
'''أردنا أن نبني [[حياة]] جديدة. نعطي فيها الفرصة لكل [[السجن|سجين]] سياسي لكي يعيشها معنا، دون اضطهاد أو قهر [[سياسة|سياسي]] . كان هذا أحد أحلامي ، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. فقد اعتقلت الثورة ألفًا مقابل كل فرد أفرجت عنه'''.
<br>
<br>
<br>
<div style="font-size:30pt;">CUT!</Div>
{{-}}
----
{{-}}
''سجون [[مصر]] الآن عامرة بكل صاحب رأي ، وبمن لا يملكون آراء أحيانًا، وأن كل بيت في بر مصر يفتقد أحد أبنائه خلف أسوار المعتقلات العالية ، وأن أعداد المعتقلين تتعدى الـ60 ألف مصري، بينما مئات الآلاف تنتظر دورها في القمع في ظل غياب كل مقومات [[الحرية]]''.
<br>
<br>
----
'''في 30 يوليو ألغيت الألقاب الرسمية من بك إلى باشا ومن [[حفظه الله ورعاه|صاحب السعادة إلى صاحب السمو]] ، كانت في الأصل ألقابًا [[تركيا|تركية]] ، تمنح ولا تورث ، وكانت منحة من الملك ، وغالبًا ما كانت تمنح لمن لا يستحقها ، وأعترف أننا نجحنا في إلغاء لقب باشا من حياتنا ولم تعد هذه الكلمة تستخدم في الشارع المصري سوى لل[[سخرية]]'''.
<br>
<br>
<div style="font-size:30pt;">CUT!</Div>
{{-}}
----
{{-}}
''هذه الألقاب عادت بكل صورها، وليس فقط لأصحاب الأموال الطائلة والشركات الكبيرة ، فكل من ينتسب لل[[شرطة]] يحصل على زيهم الرسمي و[[سلاح]] شخصي ولقب الباشا ضمن الغنائم.''
<br>
<br>
----
'''تولد في داخلي إحساس بأننا فتحنا بابًا أمام باقي الضباط ليخرجوا منه إلى المناصب المدنية، ذات النفوذ القوي والدخل الكبير، وحاولت قدر استطاعتي إغلاق هذا الباب، وابتعاد الجيش عن ال[[حياة]] المدنية، وعودته إلى الثكنات، فقد اخترق العسكريون كل المجالات وصبغوها باللون الكاكي.'''
<br>
<br>
<div style="font-size:30pt;">CUT!</Div>
{{-}}
----
{{-}}
''الجيش لم يعُد لثكناته من حينها وبعد مرور قرابة 60 عامًا، بل جاءوا بثكناتهم لتعيش معنا في وسط العاصمة ، وأن الجيش استحوذ على كل مقدرات البلاد من صناعات وزراعات وغيره، وقبل كل هذا المناصب السياسية الهامة، وإدارات المصالح الحكومية، الجيش يقاسمنا الطعام في منازلنا، وأننا لا نأكل قبل أن يأكل ولا يترك سوى الفتات لنبقى على قيد ال[[حياة]] في خدمته.''
<br>
<br>
----
'''في عام 1798 عندما غزا [[نابليون]] مصر كان تعداد السكان مليونين ونصف [[مليون]] نسمة، يعيشون على 3 ملايين فدان تزرع على ضفاف [[النيل]]، والآن في 1954 يقطن [[مصر]] 22 مليون نسمة، يعيشون على إنتاج محاصيل 6 ملايين فدان، باستثناء 3 ملايين يعيشون [[حياة]] معقولة، فإن باقي السكان كانوا يعيشون عند أدنى مستوى معيشة في [[العالم]].'''
<br>
<br>
<div style="font-size:30pt;">CUT!</Div>
{{-}}
----
{{-}}
''عدد سكان مصر الآن 104 [[مليون]] نسمة يعيشون على المعونة [[الولايات المتحدة|الأمريكية]] وما يجود به الأشقاء في [[مجلس التعاون الخليجي|الخليج]] علينا مقابل مصالح سياسية، وباستثناء فئة صغيرة من أصحاب النفوذ والصلة من دوائر الجيش والقضاء و[[الشرطة]]، يعيش المصريون حياة متدنية وسط حصار الأسعار العالية والدخل المتدني الذي لا يكفل لهم [[حياة]] كريمة.''
<br>
<br>
----
'''وجدت على مكتبي أكوامًا من التقارير المخيفة، التي تفرض علينا [[الخوف]] من الاضطرابات العمالية، وتطالب بالضرب على يد كل من يتصور إمكانية قلب العمال علينا، وأحسست أنها تقارير [[كذاب|كاذبة]] وأنها كتبت بنفس الأسلوب الذي كان يكتب به البوليس السياسي.'''
<br>
<br>
<br>
<br>
سطر 22: سطر 64:
----
----
{{-}}
{{-}}
''هذه التقارير هي التي تتحكم الآن في أحوال البلاد ومصائر العباد، وأنها أودت بالبلاد إلى مستنقع القمع وال[[دكتاتور]]ية، وبالعباد إلى أعواد المشانق ، البوليس السياسي أصبح يسمى بالأمن [[الوطن]]ي.''
''سجون [[مصر]] الآن عامرة بكل صاحب رأي ، وبمن لا يملكون آراء أحيانًا، وأن كل بيت في بر مصر يفتقد أحد أبنائه خلف أسوار المعتقلات العالية ، وأن أعداد المعتقلين تتعدى الـ60 ألف مصري، بينما مئات الآلاف تنتظر دورها في القمع في ظل غياب كل مقومات [[الحرية]].
<br>

<br>
«في 30 يوليو (تموز) ألغيت الألقاب الرسمية من بك إلى باشا ومن صاحب السعادة إلى صاحب السمو، كانت في الأصل ألقابًا تركية، تمنح ولا تورث، وكانت منحة من الملك، وغالبًا ما كانت تمنح لمن لا يستحقها، وأعترف أننا نجحنا في إلغاء لقب باشا من حياتنا ولم تعد هذه الكلمة تستخدم في الشارع المصري سوى للسخرية».
----

'''أخبرني اليوزباشي محمد أحمد رياض أنه شاهد البكباشي حسني الدمنهوري وهو يتعرض لتعذيب شرس وإهانة قاسية من صلاح سالم، حتى يدفعوه للاعتراف بمؤامرة لم يرتكبها ولم يفكر فيها.'''
رجاءً؛ لا تخبروا محمد نجيب أن هذه الألقاب عادت بكل صورها، وليس فقط لأصحاب الأموال الطائلة والشركات الكبيرة، فكل من ينتسب للشرطة يحصل على زيهم الرسمي وسلاح شخصي ولقب الباشا ضمن الغنائم.

«وتولد في داخلي إحساس بأننا فتحنا بابًا أمام باقي الضباط ليخرجوا منه إلى المناصب المدنية، ذات النفوذ القوي والدخل الكبير، وحاولت قدر استطاعتي إغلاق هذا الباب، وابتعاد الجيش عن الحياة المدنية، وعودته إلى الثكنات، فقد اخترق العسكريون كل المجالات وصبغوها باللون الكاكي».

رجاءً؛ لا تخبروا محمد نجيب أن الجيش لم يعُد لثكناته من حينها وبعد مرور قرابة 60 عامًا، بل جاءوا بثكناتهم لتعيش معنا في وسط العاصمة، وأن الجيش استحوذ على كل مقدرات البلاد من صناعات وزراعات وغيره، وقبل كل هذا المناصب السياسية الهامة، وإدارات المصالح الحكومية، لا تخبروه أن الجيش يقاسمنا الطعام في منازلنا، وأننا لا نأكل قبل أن يأكل ولا يترك سوى الفتات لنبقى على قيد الحياة في خدمته.

«في عام 1798 عندما غزا نابليون مصر كان تعداد السكان مليونين ونصف مليون نسمة، يعيشون على 3 ملايين فدان تزرع على ضفاف النيل، والآن في 1954 يقطن مصر 22 مليون نسمة، يعيشون على إنتاج محاصيل 6 ملايين فدان، باستثناء 3 ملايين يعيشون حياة معقولة، فإن باقي السكان كانوا يعيشون عند أدنى مستوى معيشة في العالم».

رجاءً؛ لا تخبروا محمد نجيب أن عدد سكان مصر الآن 104 مليون نسمة يعيشون على المعونة الأمريكية وما يجود به الأشقاء في الخليج علينا مقابل مصالح سياسية، وباستثناء فئة صغيرة من أصحاب النفوذ والصلة من دوائر الجيش والقضاء والشرطة، يعيش المصريون حياة متدنية وسط حصار الأسعار العالية والدخل المتدني الذي لا يكفل لهم حياة كريمة.

«وجدت على مكتبي أكوامًا من التقارير المخيفة، التي تفرض علينا الخوف من الاضطرابات العمالية، وتطالب بالضرب على يد كل من يتصور إمكانية قلب العمال علينا، وأحسست أنها تقارير كاذبة وأنها كتبت بنفس الأسلوب الذي كان يكتب به البوليس السياسي».

رجاءً؛ لا تخبروا محمد نجيب أن هذه التقارير هي التي تتحكم الآن في أحوال البلاد ومصائر العباد، وأنها أودت بالبلاد إلى مستنقع القمع والديكتاتورية، وبالعباد إلى أعواد المشانق، ولا تخبروه أن البوليس السياسي أصبح يسمى بالأمن الوطني، لا تخبروه لأنه لن يصدق تلك التسمية.

«أخبرني اليوزباشي محمد أحمد رياض أنه شاهد البكباشي حسني الدمنهوري وهو يتعرض لتعذيب شرس وإهانة قاسية من صلاح سالم، حتى يدفعوه للاعتراف بمؤامرة لم يرتكبها ولم يفكر فيها».


رجاءً؛ لا تخبروا محمد نجيب أن تلك الممارسات القمعية تمارس بشكل يومي ضد أبناء مصر في كل يوم وبكل وحشية، لا تخبروه بضحايا التعذيب في أقسام الشرطة ومكاتب الأمن الوطني كل حين، لا تخبروه عن كريم حمدي، وخالد سعيد، وسيد بلال، وجوليو ريجيني، وعفرتوو، وإسلام عطيتو.
رجاءً؛ لا تخبروا محمد نجيب أن تلك الممارسات القمعية تمارس بشكل يومي ضد أبناء مصر في كل يوم وبكل وحشية، لا تخبروه بضحايا التعذيب في أقسام الشرطة ومكاتب الأمن الوطني كل حين، لا تخبروه عن كريم حمدي، وخالد سعيد، وسيد بلال، وجوليو ريجيني، وعفرتوو، وإسلام عطيتو.