الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد حسني مبارك»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
لا ملخص تعديل
imported>مستعد
(تصحيح مرة أخرى، الرجاء عدم الاسترجاع)
سطر 1: سطر 1:
إفراغ تلقائي للصفحة
{| border=1 align=left cellpadding="2" cellspacing=0 width=230 style="margin: 0 0 1em 1em; background:; border: 3px #aaa solid; border-collapse: collapse; font-size: 85%;"
|+
|-
| align="center" colspan=2 style="border-bottom:2px" | <font size="+1">
'''محمد حسني مبارك''' </font>
<br>
|-----
| style="background:#efefef;" align="center" colspan="2" | [[صورة: king_mubarak.jpg|180px|]]
|-----
| '''فترة الحكم''' || [[14 أكتوبر]] [[1981]] الى [[11 نوفمبر]] [[8946]]
|-----
| '''الرئيس الذي سبقه''' || [[محمد أنور السادات]]
|-----
| '''الرئيس الذي لحقه''' || وحياة عينك حسني لن يموت
|-----
| '''تاريخ الميلاد''' || [[4 مايو]] [[1928]]
|-----
| '''مكان الميلاد''' || [[كفر المصيلحة]] ، [[مصر]]
|}
'''محمد حسني مبارك''' [[زعماء عرب|زعيم عربي]] تألق في عصره [[شعبان عبد الرحيم]] فى [[الغناء]] بعد [[محمد عبد الوهاب]] ، ونبغ فيه سمير رجب بعد [[محمد حسنين هيكل]] ، وحلّ فيه أحمد عز مكان [[طلعت حرب]] ، واعتلى فيه رئاسة الوزارة أمثال أحمد نظيف بعد أن كان يحتلها [[سعد زغلول]] . وبعد أن كان نواب [[مجلس الشعب]] من أمثال [[عباس محمود العقاد]] ، وبعد أن كان من رجالات الأحزاب أمثال [[طه حسين]] و لطفى السيد جاء لنا مبارك بفتحى سرور ونواب الكيف ونواب [[الفساد]] و[[السوق السوداء]] ، وبعد أن نبغ فى [[مصر]] عبقريات قانونية من أمثال [[السنهورى]] طفا على الساحة فى عهد مبارك ترزية [[القانون|القوانين]] أمثال آمال عثمان . نجح مبارك فيما فشل فيه [[عبد الناصر]] و[[السادات]] . كل من ناصر والسادات كانت له [[أهداف]] معلنه ، ولكن واجهتهما تحديات هائلة ففشلا فى تحقيق أهدافهما بينما نجح مبارك فى تحقيق أهدافه برغم [[التحديات]] . التحدى الذى واجهه عبدالناصر هو أن تتزعم [[مصر]] بقوميتها [[العربية]] واتجاهها الإشتراكى [[العرب]] ودول [[عدم الإنحياز]] فى مواجهة الغرب و [[إسرائيل]] . وفشل مشروع عبدالناصر فى [[هزيمة 67]] . جاء [[السادات]] برؤية مخالفة لمصر ، أرادها دولة تابعة لل[[غرب]] متمتعة بالرخاء و[[السلام]] ففشل و[[الموت|قتل]] .
ولم يكن مبارك يتخيل أنه سيكون رئيسا لمصر ، فلما صار رئيسا ب[[الصدفة]] المحضة شعر بأنه أقل من المنصب واقل شأناومقاما من [[السادات]] و[[عبد الناصر]]، ولذلك تركز هدف مبارك فى البقاء فى [[السلطة]] ليثبت لنفسه ولرفاقه و منافسيه فى السلم العسكرى أنه قادر على البقاء حاكما مستبدا مثل سابقيه . هذا هو التحدى الأول الذى واجهه مبارك ، وقد نجح فيه بدليل أنه حكم [[مصر]] مستبدا أطول مما حكمها عبد الناصر ، و السادات.

لم يكن سهلا أن يبقى مبارك حاكما مستبدا ل[[مصر]] طيلة هذه المدة ،بل كان تحديا حقيقيا تتمثل عناصره فى [[الزمان]] والمكان و[[الإنسان]] . الزمان هو عصر [[الديمقراطية]] ، والمكان هو [[مصر]] بريادتها و موقعها و [[ثقافة|ثقافتها]] ، والانسان هو المثقف المصرى الواعى الذى يصعب خداعه . المثقفون المصريون يزيد عددهم عن سكان بعض [[دول عربية|الدول الصديقة والشقيقة]] ولديهم خلفيه نضاليه فى [[الديمقراطية]] ومن الطبيعى أن يرفضوا استبداد حاكم عسكرى من الدرجة الثانية فى عصر الديمقراطية و[[حقوق الأنسان]] . ليس مقبولا فى دولة رائدة ك[[مصر]] أن تظل تحت حكم استبدادى وهى التى شهدت بذور الديمقراطية وتكوين مجلس نيابى فى عهد [[الخديوى إسماعيل]] فى بداية النصف الثانى من [[القرن التاسع عشر]] ، وهى التى عاشت فترة [[ليبرالية]] حقيقية فيما بين 1923-1952 ، وهىالتى جاهدت حوالى قرن من الزمان طلبا للإستقلال و[[الدستور]] أى [[الحرية]] من المستعمر والحرية من الأستبداد المحلى . مصر الإنسان كانت تمثل تحديا حقيقيا فى رغبة مبارك فى أن يحكمها مستبدا بعد تاريخها الرائد فى الديمقراطية وبعد أن بلغت أمواج الديمقراطية [[موريتانيا]] و[[موزمبيق]] .

طبقا لل[[دستور]] فان مبارك هو الذى يمسك بيده كل الخيوط ، وهو الذى يستطيع [[الاصلاح]]. ووقفا للتاريخ المصرى العريق فى مركزيته واستبداده فان الاصلاح يأتى من فوق ولهذا أرسل [[الله]] [[موسى]] الى [[فرعون]] و ليس للمصريين . هذا الفرعون قال رب العزة عنه وعن أجدادنا المصريين فى عهده:(فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ) لم يقل ( فاستخف قومه فقتلوه ) فالمفروض أن الشعب الأبىّ العزيز القوى أن يتصرف هكذا عندما يستخف به الحاكم . المفروض أن [[الحكومة]] هى التى تخشى الشعب وليس الشعب هو الذى يرتعب من الحكومة. ولكن مبارك تفرعن وإستخف بقومه.

==الطريق الى الدكتاتورية==
أعان مبارك أنه ورث من [[السادات]] دستور 1971 الذى يجعل الرئيس المصرى مستبدا مالكا [[السلطة|للسلطات]] التنفيذية و القضائية و التشريعية ومتحكما فى القوة العسكرية والأمنية ، دون مساءلة ، بل أن يظل يحكم طيلة [[حياة|حياته]] . كما اعانه على قهر التحدى أغتيال [[السادات]] نفسه إذ أتاح له استصدار [[قانون الطوارىء]] وهو [[قانون]] مؤقت كما يدل عليه اسمه ومعناه ولكن استطاع مبارك بملكيته للدولة أن يصنع مجلس شعب يتخصص فى صياغة [[القانون|القوانين]] التى يريدها و يتخصص أيضا فى تمديد قانون الطوارىء ثم فى النهاية يجعل الطوارىء قانونا أبديا يلاحق المصريين فى الحاضر و [[المستقبل]] . لجأ مبارك الى اتباع [[سياسة]] من أربعة أضلاع تتداخل فيما بينها وتتقاطع ولكنها كلها مكنته من رقاب المصريين . هذه الأضلاع الأربعة هى [[الفقر|الإفقار]] و[[التعذيب]] والتقسيم و نشر [[ثقافة]] التطرف و[[سلفية|الارهاب السلفى]]. شجع ثقافة التطرف السلفية ونشرها [[بالأزهر]] والمساجد و[[التعليم]] و[[وسائل الإعلام|الأعلام والثقافة]] وعمل على إفقار الغالبية المطلقة من المصريين فتتضاءلت [[الطبقة الوسطى]] المثقفة والمتعلمة التى تقود التنوير والإصلاح وتركز همها فى النضال من أجل [[لقمة العيش]] حتى لا تسقط فى قاع الفقر الذى يتسع ويتعمق مع كل غلاء جديد يحل فى الأسعار. وبإنتشار [[الفقر]] وإنعدام الأمل مع سيطرة ثقافة التطرف فلابد من أن يتحول التطرف إلى جماعات إرهاب ، وهنا يحقق مبارك هدفه فى تحويل [[مصر]] إلى جبهة داخلية وساحة حرب و[[قانون طوارىء]] أبدى ، ويؤكد وجود الدولة العسكرية التى تستخدم البوليس والأمن المركزى كفرقة متقدمة فى حرب الشعب الجائع وتتحول مقرات [[الشرطة]] العادية والبوليس السياسى إلى سلخانات تعذيب .

لتخويف المواطنين وارهابهم فلا بد من إعلامهم بما يجرى فى سلخانات التعذيب حتى يحرص كل مواطن على [[المشى جنب الحيط]] مبتعدا عن ممارسة حقه السياسى أو [[الانسانى]] فى الجأر بالشكوى ، ولذلك يحرص النظام على إطلاق جزئى لحرية الصحافة وحركة ال[[مجتمع]] المدنى بل أنشأ مجلسا ل[[حقوق الانسان]] ، أى ينشر أخبار التعذيب إرهابا للمواطنين ، وينتحل لنفسه مظهرا ديمقراطيا. بالفقر والأرهاب الحكومى وتبنى الفكر السلفى مع [[الفساد]] و الاستبداد نجح مبارك فى تقسيم المصريين إلى أغلبية ساحقة من الفقراء وأقلية ضئيلة من المترفين ، هناك أقل من 25 شخص فى [[مصر]] يملكون أكثر من 99 % من [[الثروة]] المصرية و يواجهون أكثر من 75 مليون مصرى فقير. بتبنى ثقافة التطرف انقسم المصريون الى جبهتى تعصب دينى بين [[الأقباط]] والمسلمين، مع تقسيم المصريين إلى أقلية حاكمة من [[الجيش]] و[[الشرطة]] ترهب وتعذب الأكثرية الساحقة من الشعب . وحتى السلطة العسكرية والأمنية تنقسم الى أقلية آمرة من كبار القادة والضباط ، ثم أكثرية مأمورة من الأمن المركزى وجنود الجيش . بتجويع الشعب و إفقاره وارهابه وبث الفرقة بين أبنائه كسب مبارك التحدى الأول الذى واجهه وهو البقاء فى [[السلطة]] حاكما مستبدا طيلة هذه المدة . وفى سبيل هذا [[الهدف]] ضاع الدور الأقليمى والعربى ل[[مصر]]، وضاعت كرامة [[الإنسان]] المصرى فى وطنه وخارجه ، وتم نهب القطاع العام والثروة المصرية وتجريف التربة المصرية والعقلية المصرية والأخلاقيات المصرية ، وازدهر [[الفساد]] والفقر والمرض والتلوث السمعى والبصرى والثقافى والأخلاقى .

==مصدر==
* د. أحمد صبحي منصور , مبارك نجح فى التحدى الأول فهل ينجح فى التحدى الأخير .

[[تصنيف:زعماء عرب]]