الفرق بين المراجعتين لصفحة: «لحاف»

أُضيف 478 بايت ،  قبل 6 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Wiki 12345
(أنشأ الصفحة ب''''اللحاف''' (بالإنجليزية: Quilt) غطاء من القطن المضرَّب يتدثر به النائم الذي يجب ان يمد رجليه على ...')
 
imported>بعبع
لا ملخص تعديل
سطر 1:
[[صورة:quilt.jpg|right|250px|]]
'''اللحاف''' (بالإنجليزية: Quilt) غطاء من القطن المضرَّب يتدثر به النائم الذي يجب ان يمد رجليه على قدر لحافه . يا [[الرجل|رجل]] على قد لحافك مد رجليك ، والقانونتسمعها قانون،يومياً في [[الوطن العربي]] . القانون قانون ، وإذا أردت أن تبقى [[موظف مصري|موظفا]] عندنا،عندنا ، فعليك أن توائم قدميك مع اللحاف . تذكرت "المحاضرة" الصباحية،الصباحية ، التي أخضعني لها المدير،ال[[مدير]] ، حين طلبت منه زيادة طفيفة على الراتب،الراتب ، بعد أن تجمّد راتبي،راتبي ، في "[[ثلاجة]] [[الموت]]ى الموتى"، منذ سنوات . عدت إلى البيت،البيت مكسورا،مكسورا ، فقد كنت أتمنى لو استجاب المديرال[[مدير]] لطلبي،لطلبي ، لأن راتبي لم يعد يستطيع تغطية "أقدام" الشهر الطويلة،الطويلة ، وحاولت تلك الليلة،الليلة أن أوائم جسدي مع اللحاف،اللحاف ، فضغطت جسدي،جسدي وانكمشت،، وانكمشت ، كي لا يعضني البرد .
 
خرجت صباحاً إلى الجزّار،الجزّار ، لأبتاع نصف كيلو لحم مستورد،[[الأجنبي|مستورد]] ، فوجدت أن الأسعار قد ارتفعت،ارتفعت ، عن اليوم السابق،السابق ، وأن ما أحمله في جيبي لا "يغطي" نصف كيلو اللحم المطلوب،المطلوب ، [[ضحك|فقهقه]] الجزّار،الجزّار ، وهو يلوّح بساطوره الطويل،الطويل ، (الأطول من لحافي) ، وأخضعني هو الآخر لمحاضرة،لمحاضرة ، عن ارتفاع أسعار اللحوم المستوردة،المستوردة ، بسبب،بسبب حمّى تصدير [[خروف|خرافنا]] إلى الخارج،الخارج ، وقال بأن على [[الإنسان]] أن يتواءم،يتواءم مع دخله،دخله ولا بأس أن أشتري أوقية لحم بدل نصف الكيلو،الكيلو ، وختم "محاضرته القيّمة" بعبارة: "يا عمي على قد لحافك مدّ رجليك" ، واضطررت،واضطررت من جهتي،جهتي طبعا،طبعا ، أن أثني على "نظريته" ، خصوصا،خصوصا ، عندما لمحت مدى حدّة ساطوره "الطويل" .
 
عدت إلى البيت،البيت تلك الليلة،[[كهرباء|الليلة]] ، "مفروما" ، لأنني لن أستطيع شراء اللحم المستورد لأطفالي،[[الأطفال|لأطفالي]] بعد الآن،الآن وعلي أن أوائم جسدي مع اللحاف الآخذ بالانكماش،بالانكماش ، فكوّرت جسدي ورفعت ركبتيّ إلى ذقني،ذقني ، كي أكتفي بما لدي من فلول "اللحاف" .خرجت، صباحا،خرجت صباحا متيبّس الأطراف،الأطراف واضطررت أن أحني قامتي مرات عدة،عدة ، كي أتمكن من الخروج من فتحات منزلي،منزلي ، ومشيت مترنحا،مترنحا ، في الشوارع،[[حارة|الشوارع]] ، قاصدا مكان عملي .
 
في الطريق،الطريق ، لمحت مظاهرة احتجاج،[[معارضة|احتجاج]] ، على قانون "الصوت الواحد" الانتخابي،[[انتخابات|الانتخابي]] ، وكان المتظاهرون، يرفعون لافتات،لافتات من قبيل "القانون الجديد لا (يغطّي)يغطي تطلعاتنا،تطلعاتنا ، وآمالنا" ، و" المتغطي في الحكومة بردان" . وفي مواجهة المتظاهرين،المتظاهرين ، كان ثمة [[سياسيون عرب|مسؤول حكومي،حكومي]] ، يحاول أن يقنع المتظاهرين بمحاسن القانون الجديد، ويصرخ فيهم بعبارات من قبيل: " هذا أفضل ما استطعنا التوصل إليه، والمسؤولون سهروا لياليَ[[كهرباء|ليالي]] طوالا لم تشمّ فيها أجسادهم ألحفتهم، وهم يُعدّون هذا القانون من أجل [[العين|عيونكم"]] ، و" يا إخوان المرحلة دقيقة وحساسة، ولا تحتمل المزايدات" ، أما آخر "محاضراته" فكانت عبارة قاطعة [[الممنوع|مانعة]] لا تخلو من الوعيد،الوعيد ، بعد أن ضاق صدره بهتافاتهم: "إيدكو وما تعطي،تعطي ، هذا اللي أجاكم،أجاكم ، وعلى قد لحافكو مدوا رجليكم" ، ثم بدأت أقدامه "الطويلة" تمعن بالركل و"[[الشلوت|الشلاليط"]] .
 
وما إن ابتعدت حتى لمحت مظاهرة أخرى،أخرى ، ضد الغلاء،[[الغلاء]] ، وكان أيضا ثمة مسؤول يتحدث من "كرشه المدلوق" عن قلة الموارد،الموارد ، وعن ضرورة التقشف،التقشف ، وعن ضرورة مدّ الأقدام على قدّ "الفلقة" ، ثم يعود فيستدرك "على قد اللحاف" . توقفت برهة وتساءلت: يبدو أن المشكلة ليست في اللحاف القصير،القصير ، بل بأقدامنا،بأقدامنا وقاماتنا،، وقاماتنا ، نحن المواطنين،[[المواطن]]ين ، وينبغي علينا أن نتواءم مع "الألحفة" الرسمية،الرسمية ، بكل مواصفاتها .
 
ولا أدري كيف غيرت طريقي،طريقي في تلك اللحظة،اللحظة ، عائدا إلى البيت،البيت ، واتجهت مباشرة إلى لحافي،لحافي ، وحشوت جسدي أسفله،أسفله ، وكوّرت نفسي،نفسي ، فاستغربت كيف استجاب لي هذه المرة،المرة ، وغططت في سبات عميق لم أعتد عليه،عليه ، قبل اليوم،اليوم ، ممتثلا لكل "المحاضرات" الرسمية والاجتماعية،و[[مجتمع|الاجتماعية]] ، التي ثقبت أذنيّ منذ وعيت على عمري "القصير" .وفي الصباح،الصباح ، كنت مرتاحا،مرتاحا و"مطمئناً"، ومطمئناً على خلاف سابق عهدي. لكن المفاجأة التي عقدت لساني،لساني ، حدثت حينما أبعدت اللحاف جانبا .. يا للفجيعة،للفجيعة ، فقد غدوت قزما! .
==مصدر==
* باسل .طلوزي
[[تصنيف:تكنلوجيا]]
[[تصنيف:عقلية عربية]]
مستخدم مجهول