الفرق بين المراجعتين لصفحة: «لاأنباء:الشيخ مظهر شاهين يقول ثورة نعم..مايوه لا»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1:
{{لاأنباء}}
الدكتور الشيخ مظهر شاهين بحسب وصفه لنفسه، خطيب [[الثورة المصرية 25 يناير 2011|الثورة المصرية في 25 يناير 2011]] و30 يونيو 2013 ، وقد شهد الميدان بالفعل، في [[ثورة]] يناير على الأقل، حضوراً مكثفاً للشيخ شاهين [[إمام]]اً ومصلّياً بالمتظاهرين. لكنه، وعلى قدر ما تحمّل، لم يستطع أن يطيق مقطع فيديو لمجموعة من المصطافين [[رقص|الراقصين]] على شواطئ الساحل الشمالي، غربي [[الإسكندرية]]، في صيف 2019 المستعر الحرارة [https://youtu.be/Bvg1dCwMgg0]. في القرية [[السياحة|السياحية]] ذات الحضور البرجوازي، وعلى وقع أغنيات [[شعب]]ية، تجمع المصطافون حول راقصة [[الأجنبي|أجنبية]] شهيرة احترفت الرقص الشرقي في [[مصر]]، واعتلت مسرحاً مخصصاً للترفيه، حيث تعالى [[الرقص]] وزاد استمتاع الجمهور حين استجابت فتيات من بين المصطافين لتحدي مشاركة الراقصة الشهيرة وصلتها. أما الحضور أسفل المسرح، فبعضهم شارك بالتصفيق والبعض بالغناء، والبعض رفع [[التلفون الموبايل|الهواتف]] ليصوّر لقطات [[الرقص]] والتنافس على واحدة ونص. ومن هذه [[جاسوس|الهواتف]] تسرّبت مقاطع من الحفلة إلى [[يوتيوب]] ووسائل التواصل الاجتماعي، مع عناوين على نحو بكيني نار ورقصو[[رقص]] على الشاطئ. وما إن وصل أحد هذه المقاطع إلى خطيب الثورة،[[الثورة]]، حتى صرخ عبر [[تويتر]]: "إيه كمية العُري والفُجر دي؟ اللي بيحصل ده يطفّش أي أسرة محترمة، وي[[خوف]] أي حد محترم من إنه يروح هناك!".
 
لم يكتف دكتور البلاغة [[القرآن]]ية بجامعة [[الأزهر]]، بعباراته تلك، الخالية من أي بلاغة، ولا من غرابة استنكار العُري على شاطئ البحر، وإنما لجأ الثوري في [[تويتر|التغريدة]] نفسها إلى استدعاء [[الشرطة]]: هو الساحل الشمالي مفيهوش بوليس آداب ولا إيه؟. ليس معروفاً لنا إن كان الدكتور شاهين قد استدعى بوليس الآداب من قبل على هذا النحو العاجل، إزاء حالات [[التحرش الجنسي|التحرش]] مثلاً. لكنه رأى أن في استمتاع بعض [[المواطن]]ين بوقتهم، بإرادتهم الحرة، وفي سياق ترفيهي طبيعي، سبباً مقنعاً للاستنجاد بالبوليس.
 
فإذا كان الدكتور شاهين في النهاية أزهرياً، [[رجال دين|رجل دين]] محافظاً بطبعه، فماذا عن عمّار علي حسن، الباحث المعروف، [[فكرة|المفكر]] والروائي، صاحب أكثر من 20 كتاباً في النقد والاجتماع السياسي، خريج كلية الاقتصاد وال[[علوم]] السياسية العريقة بجامعة [[القاهرة]]. وهو، كذلك، أحد أبرز الوجوه التي ارتبطت بثورة يناير، دعوة لمطالبها ودفاعاً عنها. فإذا به، في ظل وطأة الأوضاع الاقتصادية و[[سياسة|السياسية]] التي تعيشها [[مصر]]، يجد الوقت لكي يفزع من فيديو [[الرقص]] نفسه، ويستخدم، عبر [[تويتر]] أيضاً، أوصافا من القاموس نفسه الذي استخدمه الشيخ: "فتيات يرقصن بالمايوه البكيني ويقمن بحركات خليعة إلى جانب سيدة ترتدي بدلة رقص، وحولهن شباب و[[الأطفال|أطفال]] يصفقون لهن ويصورونهن بشغف..أعرف أن هذا يتم داخل طبقة معينة، لكن [[إنستغرام|وسائل التواصل الاجتماعي]] تسهم في ترويجه، وهنا مكمن الخطر".
 
ترى أي خطر هذا الذي يقصده الباحث المرموق ؟ أن يتعلم الناس، خارج هذه الطبقة المعينة، [[الرقص]]؟ أم يتملكه [[عصب|الغضب]] من هؤلاء الناس الرايقة داخل أسوارهم المحصنة من المعاناة الاقتصادية خارجها ؟ فإن كان [[الخوف]] طبقياً، أو كانت الخشية من التوتر الاجتماعي، فما محل كلمة خليعة التي استخدمها الباحث في هذا السياق؟ ألا تسبب صورة عادية، بلا [[رقص]] ومايوهات، لأي بيت من فئة الخمس نجوم الأثر الطبقي نفسه؟ الملاحظة اللافتة هنا، أن الباحث، تماماً كالشيخ الذي استصرخ البوليس، يختتم تغريدته باستحضار القانون، مردفاً: القانون لا يقر هذا.
سطر 10:
كانت الردود على الباحث، أشد من الردود على الشيخ الذي لم يخرج عن المتوقع من [[عمامة|عمامته]]. فاستنكر المعلقون الوصاية [[الأخلاق]]ية التي ينادي بها الباحث والذي واصل تخبطه، مبديًا تعجبه في [[تويتر|تغريدة]] لاحقة من الذين يطلبون [[الحرية]] الشخصية، حاصرين إياها في الحرية [[الجنس]]ية. وبدا المفكر، لو استمر الضغط عليه، كأنه على وشك الهتاف: [[ليبرالية|الليبراليون]] يريدون [[حرية]] الوصول إلى [[المرأة]]!
 
بين الشيخ والباحث، خيط رفيع يمثل وجهاً محافظاً تخفّى بوعي أو بلا وعي بين هتافات [[الحرية]]. لكنه، حتى أمام مشهد في بساطة حفنة مصطافين ي[[رقص]]ون بالمايوهات، لم يسعه إلا أن يعرب عن نفسه، لأن تلك [[الحرية]] في حدّها الأقصى، [[حرية]] الجسد والتصرف فيه، قد أفزعت أولئك المحافظين وأيقظت الجزء السلفي فيهم. الجزء الذي لا يمانع التعاون مع [[الدولة]] / البوليس /قانون الآداب،الآداب ، [[ممنوع|لمنع]] بعض الناس من ممارسة حريتهم.
 
إنها مناسبة لا يمكن خلالها نسيان ذكرى مهمة في السياق نفسه. ففي مقابل الجهد الكبير الذي بذله نظام [[مبارك]] قبل سنوات، لتشويه المرشح الأسبق محمد [[البرادعي]]، بوصمه [[لاأنباء:كذباً|كذباً]] بأنه سبب دخول الأميركيين إلى [[العراق]]، لم يحتَج الإسلاميون سوى إلى وسيلة أبسط كثيراً في حربهم على [[البرادعي]]. فقط قالوا للبسطاء إن ابنته بتلبس مايوه، وقد حقق ذلك الأثر المطلوب.
 
 
مستخدم مجهول