الفرق بين المراجعتين لصفحة: «لاأنباء:إسرائيل تقصف مطار بشار الأسد انتقاما لشهداء مجزرة دوما»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>يا حلاوة
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 5:
لو انتقلت من دوما السورية إلى [[غزة]] الفلسطينية، سيداهمك مشهد آخر: تعلن الصحف [[الصهيونية]] عن عرضٍ مقدم من [[القاهرة]] لل[[فلسطين]]يين المحاصرين بفتح معبر رفح ، الرئة الوحيدة لغزة، من الجانبين، فتجتاحك مشاعر ارتياح لخطوةٍ من شأنها إنهاء عذابات المحتجزين على المعابر، [[الممنوع]]ين من المرور، بحثاً عن علاج، أو طلباً للعلم، أو زيارة إلى الأهل . لكن ذلك كله يهتز بداخلك، حين تعلم أن مقابل فتح المعبر هو إنهاء أعمال مسيرات العودة التي انطلقت من [[غزة]]، وتفاعلت معها المدن الفلسطينية، وأزعجت المحتل الصهيوني . هم باختصار شديد يمارسون تسميماً منهجياً، مدروساً بعناية، لمشاعرك [[الإنسان]]ية وانتمائك الحضاري، فإذا أردت انعتاقاً من مذابح [[بشار الأسد]]، لا بد أن تقبل بأن يكون الحل، أو جزءٌ منه، صهيونياً، أو متضمناً المكوّن الصهيوني. وإن حلمت بفك، أو تخفيف الحصار الذي يفتك بالفلسطينيين في [[غزة]]، فلا مناص من أن ترتضي أن يكون ذلك في إطار صفقةٍ، أشبه بأعمال السمسرة، يحصل الكيان الصهيوني فيها على مكاسب كبيرة، كي يذهب بعض الفتات إلى ال[[فلسطين]]يين.
 
في هذه الأجواء المشبعة بعوادم الغازات السياسية السامة، من الطبيعي أن يطل [[محمود عباس]] بوجهه، ويمد يده ليغترف من ماعون الصفقة: إما نتسلم كل شيء في قطاع [[غزة]]، السلطة و[[السلاح]] والأمن، وإلا لن نكون مسؤولين عما يحدث هنا. هذا ما قاله عباس لوفد المخابرات ال[[مصر]]ية الذي ذهب سريعاً لإيجاد مخرجٍ ينقذ [[إسرائيل]] من نتائج وتطورات [[مسيرات العودة]] التي تستعد لاستقبال جمعتها الثالثة، ونجحت، عبر الجمعتين الماضيتين ، في إعادة صياغة الموضوع الفلسطيني على الوجه الصحيح: وطن احتله أوغاد ولصوص قرّر أن ينتفض، ويقول لل[[عالم]] إن كل [[فلسطين]] للفلسطينيين، ويستخرج جوهر القضية من تحت ركام التسويات والصفقات وأعمال السمسرة والتجارة واللهو، تلك الأعمال التي يمارسها الجيل الثالث من [[عرب]] الانبطاح والتبعية، المهرولين للحصول على الإسناد الإسرائيلي، في رحلات صعودهم، واستقرارهم، فوق مقاعد [[السلطة]].
 
بالإجمال، ليس كل ما سبق محض مواقف تتشابه وتتقاطع، بل نحن بصدد مشروعٍ، مدروس، يضع [[المواطن]] العربي في مأزق وجودي شديد الوطأة، فإما أن تتخلى عن قناعاتك ويقينك وثوراتك، أو تبقى معذّباً محشوراً في مكابدات وصنوف من المعاناة لا تنتهي. إما أن تقبل ب[[إسرائيل]]، مكوناً رئيسياً في معادلة [[الشرق الأوسط]] الجديد، أو فلتقض حياتك تحصي أعداد [[شهيد|الشهداء]]، وترتب تواريخ المجازر والفواجع. المجد لمن حافظ على يقينه، وأدرك أن العدو صهيوني، ويخدمه طغاةٌ صغارٌ وكبارٌ يحكموننا بالحديد والنار.
338

تعديل