الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عمان (الأردن)»

'''عمان''' عاصمة [[الأردن]] هي في [[الحقيقة]] لوحة متناقضة لل[[مجتمع]] الاردني الذي [[الله]] لا يبعثكو ولا يعطيكو عافية فوق [[فقراء|فقركم]] وقلة فهمكو , ولك انا تركت الاردن من عشر سنين وكل اجازة ارى مشاهد البطر والترف التي لا يحلم بها [[امريكا|الامريكي]] الذي يعمل كالالة ليسدد فواتيرة وعلاجه . عندنا في إربد القاروط الهامل شايل [[التلفون الموبايل|تلفون خلوي]] ثمنه لا يقل عن 600 [[دولار]] و[[ام]]ه تتلقى مساعدة ارملة من صندوق المعونة . اللي عنده 200 دونم زراعية يشتري [[ضرطة|البرغل والعدس]] والفريكة من السيف وي . اي سبعكو ما [[ضرطة|اضرطكو]] . تحكي عمان في ثناياها قصة [[تسول|الفقر]] المدقع والثراءو[[الثراء]] الفاحش فاحيائها الراقية ذات الشوارع الفارهة الملتوية التواءات هندسية تنم عن اهتمام وتطوير حيث يتم توفير جميع الخدمات والبنى التحتية الحديثة بكافة تفاصيلها في كل شبر فيها ينم عن [[ديمقراطية]] الاقلية .

اشجار '''عمان الغربية''' اليانعة والمرتبة بعناية تشكل لوحات [[فنون|فنية]] جميلة , تنفتح تلك الشوارع المتسعة احيانا على حدائق وساحات مرتبة حتى اسفلت هذه الشوارع متقن تماما كشوارع [[اوروبا]] تماما وليس كبقية شوارع القرى والمدن [[فقراء|الفقيرة]] في [[الاردن]] التي تمتلئ بالحفر و [[تراب|الطين]] وتتناثر حولها [[الحرب على الإرهاب|مشوهات البيئة]] ومنغصاتها . لقد نشرت تقارير في [[امريكا]] تقول ان امريكا منحت الاردن منذ ان تولى [[الملك عبدالله]] الحكم ما يقارب من خمسة مليارات [[دولار]] فلماذا لا يسأل الاردنيون ملكهم اين هذه الاموال .

يا زلمة حتى [[الحيوانات|البهائم]] في الكرك نفقت مؤخرا من المياه الملوثة بينما يقال ان الملكة رانيا تسبح في قصرها ببركة من الحليب الصافي اي و[[الله]] ولا [[كليوباترا]] في زمنها فجرت هكذا . تلك المنغلقات لها [[الثقافة في الوطن العربي|ثقافة]] خاصة هي ثقافة المال والبزنس والبذخ والتبذير و[[الفساد]] و[[مجاملة|النفاق]] والبريستيج ثقافة النهب و[[سرقة|السلب]] والاستغلال والاستعلاء وفي تلك المنغلقات تمتد الفلل والقلاع والابراج والقصور التي شيدت بمواصفات و تصاميم [[امريكا|امريكية]] واوروبية حولها اسوار واسيجة عالية وحرس خاص و[[الكلب|كلاب]] مدربة و[[الفلبين|خادمات آسيويات]] وبوابين غرباء و[[الأعور الدجال|كاميرات تصوير]] وعيون [[سحر]]ية تكشف عن بعد تقتفي اثر القادمين وتتعرف عليهم .

تلك هي احياء عمان الغربية محط رحال [[قندرة|علية القوم]] واثريائها وطبقاتها المصطفاة من كبار التجار وكبار الملاكين العقاريين و[[السياسة الأردنية|كبار الساسة]] والاثرياء اصحاب الطفرات المفاجئة المشبوهة ومعاقل البرجوازية بكافة اشكالها وتنويعاتها من مستغلين ومهربين وغاسلي الاموال و[[دائرة المخابرات|رجال الدولة]] وكبار ال[[موظف]]ين كما ضمت تلك الاحياء الراقية صفوة الكثير من [[العراق|العراقيين]] الذي هربوا باموال العراق ليبذخوا بها في عمان وينفقوا يمنة ويسرة بينما يذوق العراقيون في بلدهم جحيم الحرب والحرمان . لاولئك الناس ثقافة خاصة ولغة خاصة ليست ب[[لبنان|اللبنانية]] ولا [[فلسطين|الفلسطينية]] ولا الاردنية لغة لا يفهمها ال[[فقراء]] والناس العاديين وحتى مخارج الحروف [[العربية]] مميزة لديهم لغة تندغم بها اللهجة [[امريكا|الامريكية]] لتخرج بقالب برجوازي طبقي يعبر عن [[حقيقة]] وضع تلك الفئات . ايضا هناك [[المدرسة|مدارس]] خاصة متطورة ل[[الأطفال|اطفال]] تلك النخب المسيطرة مدارس [[بريطانيا|بريطانية]] وامريكية و[[فرنسا|فرنسية]] ونواد [[رياضة|رياضية]] [[المرأة|نسائية]] وشبابية ايضا لتلك الفئات الغريبة عن [[الشعب]] مستشفيات برجوازية خاصة متطورة بتقنيات عالية واجهزة حديثة وطواقم طبية متطورة

هناك ايضا [[كرخانة|نواد ليلية]] وخمارات راقية لا يدخلها الا اولئك القوم حيث يتواجد الحرس على تلك المداخل الضيقة ليتفرسوا ويميزوا بين المسموح من [[الممنوع]] من الدخول . ايضا هناك صالونات حلاقة نسائية ورجالية اشبه بالكازينوات تقدم الخدمة باجور باهظة بالنسبة لل[[الإنسان|انسان]] العادي ولكنها بسيطة بالنسبة لاولئك البشر ولا ننسى بان هناك جامعات خاصة ايضا تخدم ابناء[[ابن|أبناء]] تلك الطبقة واذكر فيما مضى بان مظاهرة طلابية برجوازية انطلقت في احدى الجامعات الخاصة تطالب برفع الرسوم لاجل التضييق على ابناء الطبقات المتوسطة و[[الممنوع|منعهم]] من الانخراط في تلك [[التعليم|الجامعة]] البرجوازية لتبقى رهينة لتلك الفئات المتعالية .

قال [[البرلمان الأردني|نائب اردني]] ان [[مدن|مدينة]] عمان تحولت الى [[كرخانة]] وذلك تعليقا على تقرير صدر عن [[وزير]] المالية الاردني ردا على استفسار لنائب اردني [[معارضة|معارض]] . ففي رد [[وزير]] المالية على النائب ذكر [[الوزير]] ان في العاصمة وحدها 175 ملهى ليلي نايت كلوب منها 160 ملهى في فنادق العاصمة و 15 ملهى تعمل في مباني خاصة بها في المدينة , يجدر بالذكر ان مدينة نيويورك نفسها والتي تضم 14 [[مليون]] [[انسان]] لا تضم هذا العدد من النوادي الليلية وهو الامر الذي دفع النائب الاردني المعارض الذي اطلع على تقرير [[وزير]] المالية الى التساؤل بدهشة : شو هي عمان تحولت الى [[كرخانة]] ؟ .

في الجهة الاخرى من [[العالم]] الآخر الذي شيد وبني على شقاء الآخرين ودماء العمال وقوت [[الشعب]] المضطهد وانات [[الأم|الامهات]] الصابرات تبدو الصورة المناقضة لتلك المنغلقات الفارهة فهناك عمان الشرقية بازقتها ومخيماتها التي تتردى في [[الفقر]] و[[اليمن|البطالة]] والحرمان والتخلف حيث بلغت نسبة البطالة في [[الاردن]] 60% تلك هي جيوش المعطلين عن العمل والذين يعيشون جحيم [[فقراء|الفقر]] والمرض فهم بين عدة [[خيار]]ات فاما الانخراط في سلك الجريمة والانحراف و[[السرقة]] واما الانخراط في التيارات [[السلفية]] المتشددة واما اللحاق بركب العاملين المستعبدين باجور مهينة بخسة والتعرض لابشع انواع الاستغلال الاقتصادي و[[مجتمع|الاجتماعي]] والاخلاقيو[[الأخلاق]]ي هذا بالنسبة للشباب اما بالنسبة [[النساء|للفتيات]] فحالهن ليس بافضل من حال الشباب فالبطالة و[[الجزائر|العنوسة]] هو مصير من لا تحوز [[شهادة جامعية]] واما التي تحوز [[شهادة جامعية|الشهادة العلمية]] فالعمل باجور زهيدة احد [[الخيار|الخيارات]] او انتظار وظيفة قد يمتد سنين طويلات واما بالنسبة [[موظف|للوظائف]] المغرية والبعثات والمنح الى دول [[اوروبا]] فهي من نصيب ابناء تلك النخب المبشرة ب[[الجنة]] .

من الفئات التي تعاني [[الفقر]] الشديد فئات المعلمين و[[موظف مصري|الموظفين الصغار]] واصحاب المهن الخفيفة وعمال المصانع والشغيلة الاحرار و[[سلاح|الجنود]] الاردنيين باستثناء كبار الضباط وكافة القطاعات الحكومية باستثناء بعض القطاعات الاقتصادية التي تفتح المجال لل[[سرقة|فساد]] المالي والاداري بان ياخذ دوره ويستأثر بالثروة في الاردن طبقة البرجوازية المالية والتجارية والعقارية وكبار السياسيين الراسماليين وبعض البيروقراطيين الذين استنزفوا اموال [[الدولة]] واعتصروها في [[الجهاز الهضمي|بطونهم]] وفئات غاسلي الاموال المبجلين اجتماعيا ف[[الفقر]] بحسب الدراسات التي اجريت في الاردن يعم ثلاثة ارباع الاردنيين وما تبقى من الطبقة البرجوازية الصغيرة يحتل شريحة صغيرة ثم ما تبقى تستأثر به حفنة الفئات المستغلة التي تعيش ببذخ وترف منقطع النظير .

[[الاطفال]] يغادرون [[المدرسة|المدارس]] لينخرطوا في سوق العمل وفي الورش والاعمال المتدنية ليساعدوا اهليهم وغالبا ما ينحرف اولئك الاطفال او يهرمون في صغرهم جراء الاعمال الشاقة وقسوة ال[[حياة]] والحرمان من مرحلة الطفولة . الشباب العاطلين عن العمل والباحثين عنه لا يقوون على توفير لقمة العيش او [[تزاوج|الزواج]] اما المتعلمين فانهم بعد ان يغرقوا آبائهم في الديون اثناء فترة دراستهم يعودوا ليلتحقوا بجيش [[مصر|البطالة]] وان توفرت لهم وظيفة حكومية فتكون من ذوات الاجر المتدني . من صمم الحديقة والشارع والخدمة المتطورة في المنغلقات البرجوازية قادر ان يعبد طريقا بلا حفر في تلك ال[[مدن]] الفقيرة وقادر على توفير اضاءة بسيطة وليست فسفورية كما هي في عالم [[أحفاد القردة والخنازير|والت ديزني]] نصف عمان الغربي وما الذي [[ممنوع|يمنع]] من ان توفر ماءا نظيفا نقيا للشرب لاولئك البشر ؟؟؟ ام ان الخدمة المتطورة تكون على حساب اهمال الاردن الشعبي[[الشعب]]ي . قد يكون هذا الكلام صحيحا لكن نحن بحاجة الى ادلة علمية ومنطقية فلا يجوز ان نرمي الكلام جزافاً.

لو تتبعنا كل تلك القضايا لوجدنا بأن تلك الطبقات المتنفذة تحتكر كل شيء لها فتشريعات [[برلمان عربي|البرلمان]] الاقتصادية و[[سياسة|السياسية]] وهو واجهة برجوازية صرفة تصب في مصلحة اثرياء البلد وتجارها وسماسرتها ومجلس الاعيان كذلك الامر يتم اختياره من افراد تلك الطبقات او من ذيولها كما ان موازنة [[الأردن|الدولة]] تستهلك في غالبيتها لسد نفقات تلك الفئات والانفاق على خدماتها واجورها وراحتها على حساب [[الشعب]] الفقير والمدنوال[[مدن]] الفقيرة وكل قرارات [[السلطة|الحكومة]] الاقتصادية تكون لصالح [[سرقة|كبار التجار]] والمحتكرين وكبار البرجوازيين .