الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عقلية عربية»

أُضيف 8 بايت ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 4:
بلاد [[العرب]] ، بلاد المتناقضات ، أمة [[الرجل]] فيهم محافظ مع [[المرأة|بناته]] متحرر مع أولاده ، [[دكتاتور]] في البيت [[الديمقراطية|ديموقراطي]] في الشارع ، امبريالي في تعامله مع ال[[فقراء]] ، وشيوعي ضد الأغنياء ، [[الشعر|شاعر]] وحكيم وطريف خارج البيت ، وجلاد داخل البيت ، فوضوي في بلاده ملتزم بالقانون خارجها . آلاف من البشر يعيشون في جسد و[[الدماغ|عقل]] واحد . هو ضد الديكتاتوريات والقمع و[[الارهاب]] والقتل إلا اذا كان ال[[دكتاتور]] هو حاكمه ، او يمشي وفقا لهواه او مذهبه او عرقه ، عندها يتحول الحاكم الى [[الملائكة|ملاك]] وال[[معارضة]] الى عملاء مجرمين ، [[مركوب جني|مجانين]] ومختلين ، يستحقون القتل . هو يطالب الجميع باحترامه ، واحترام [[دين]]ه ومذهبه ومقدساته، وفي الوقت ذاته [[الشتيمة|يشتم]] ويسخر ليل نهار من [[دين]] ومذهب غيره، انه يحب ان يعامله الجميع باحترام لا ان يعاملهم باحترام .
 
هو مواطن ضد الاستعمار و[[كافر|الغرب]] وفي الوقت نفسه لا بأس له ان يطالب الغرب بالتدخل ضد اخيه [[العرب]]ي ، يحل له ان يستنجد ب[[الشيطان]] الغربي من اجل مواجهة الشيطان العربي ، ويطالب الغرب بالتدخل ضد من يعتبره عميلا للغرب . هو [[مواطن]] لو عاش في الشرق ، ففي الخارج يعيش كشرقي ملتزم ، ومحافظ ، وفي بيته يتحول الى [[إنسان]] غربي ، أما إذا عاش في الغرب ، ففي الخارج يصبح إنسانا غربيا بالكامل وفي بيته يتحول الى متحف شرقي بأثاثه وسلوكياته . هو يعتبر ان كل [[خلافة إسلامية|حروبه في التاريخ]] ، فتوحات ونشر للثقافة والعلم ، وكل انجازاتنا نحن الغرب في بلادهم نهب لثرواتهم وتدمير لثقافتهم ، يعتبرون احتلال [[اسبانيا]] لسبعمئة عام انجازا وثقافة وخيرا ويتغنون بأمجادهم. لقد احتلوا اسبانيا سبعمئة عام، والآن لا يرضون ان تحتل [[اسبانيا]] بعض مدنهم لسنوات ! شخصيته تتحول وفقا للزمان والمكان ، فهو ليس هو في [[رمضان]] وفي محرم وفي [[الحج|ذي الحجة]] وفي رجب. كل شهر له شخصية مختلفة، وهو ليس هو في [[الكويت]] منه في [[مصر]] منه في لندن منه في تايلند . انه يستطيع ان يتقمص دور روميو و[[هتلر]] و[[البرت أينشتاين|اينشتاين]] ومدام تيريزا والسير فرجسون و[[مهاتما غاندي|المهاتما]] وجيفاراو[[جيفارا]].
 
نحن شعوب نضيق [[فكرة|بالرأى الآخر]] ونكره المصارحة كراهية التحريم ، ننزعج من النقد بكل أنواعه، البنّاء والهدام والذاتى والعام لذلك فإن شعارنا المعلن دائماً إذا سأل مسئول عن مجريات الأمور أن نقول إن كل شئ تمام ياأفندم ،و "أفندم " الأخيرة هذه هى العلامة المسجلة للنظم [[تركيا|العثمانية]] العقيمة التى ورثناها كابراً عن كابر والتى أدخلتنا أنفاق [[تأريخ|التاريخ]] المظلمة والموصلة على بعضها البعض فلم نخرج منها منذ القرن السادس عشر وحتى الآن. نحن نسأل مرؤوسينا لا لنعرف الحقائق المجردة وإنما نهئ أنفسنا مسبقاً لسماع اللحن المميز [[منافق|للنفاق]] والزلفى وأن كل شئ على مايرام بينما يكون كل شئ [[الفساد|فاسد]] تماماً وربما غير قابل للإصلاح، نعلن أن المريض قد تعافى وأنه زى الجن بينما يكون قد [[الموت|مات]] وشبع موتاً حتى أصبح [[كذاب|الكذب]] وعدم المصارحة ولف الحقائق وشغل الثلاث ورقات من الطباع الأصيلة فى [[مجتمع]]اتنا بل وقد تدفع هذه الطباع صاحبها إلى مقدمة الصفوف.
مستخدم مجهول