الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عروبة»

أُضيف 4 بايت ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 2:
'''العروبة''' [[مصطلحات|مصطلح]] تم وأده بدون الصلاة عليه ، من [[ولادة|مهده]] في [[قريش]] ، مروراً بحقبة شبابه في [[القاهرة]] و [[بغداد]] و [[دمشق]] و بيروت ، وصولاً إلى [[القبر|لحده]] في إسطنبول . لم تعد [[مصطلحات|لمصطلح]] العروبة وزن في ال[[حياة]] [[العربية]] ، بعد أن فقدت وهجها، وأضحت عبئاً أكثر من كونها رافعة [[شعب|للشعوب]] المبعثرة على بضع وعشرين جثة [[جغرافيا|جغرافية]] ، ممتدة من المحيط إلى [[مجلس التعاون الخليجي|الخليج]] . أما الأنكى ، وهذا بيت القصيد ، اننا ما عدنا نعتب على تململ الأقليات التي تعيش في أكناف العروبة ، ولا نقاوم رغبتها في انتزاع شخصياتها القومية و[[الفكرة|الفكرية]] واللغوية و[[جغرافيا|الجغرافية]] ، إذا شاءت من نفق العروبة [[كهرباء|المظلم]] . نعم ، يحق لتلك الأقليات أن تنسحب من زبد الأكثريات التي تتداعى على نفسها ، قبل أن تتداعى عليها الأمم من كل الجهات ، وأن تطالب بحقها في النجاة بقومياتها من قومية [[عربية]] لم تعد قادرة على حمايتها، كما حدث مع [[مسيحية|مسيحيي]] الموصل ، وأيزيديي سنجار .
 
من حق تلك الأقليات أن تطالب باستقلالها ، بعد أن ارتضت العروبة لنفسها أن تتمزق إلى [[دول عربية|عشرات الأقطار]] التي تعجز عن حماية حدودها بغير كعوب [[الولايات المتحدة الأمريكية|المارينز]] وسفنهم وطائراتهم ، و ما حدا أحسن من حدا . ويحق لتلك الأقليات النجاة بعقولها من [[الدماغ|عقول]] مثقلة بإرث غامض من الهلوسة والشعوذة و[[حفظه الله ورعاه|تقديس القائد]] وال[[زعيم]] . عقول تأبى أن تدخل [[ما بعد الحداثة]] بغير السيف و[[الجمل|البعير]] ، ومن حقها النجاة بفضائها الذاتي من أقبية [[القمع]] و[[السجن|المعتقلات]] التي لم يفلح [[زعماء عرب|زعماء العروبة]] ببناء أي صرح سواها، بذريعة حماية القومية من الأعداء ، من دون أن يقدموا تفسيراً واحداً لمصطلح الأعداء الذين لم يكونوا، في الواقع، غير أرتال [[الشعب|شعوبهم]] التي أدمنت القهر والاستبداد، إلى حد جعلها ترى في السوط قريناً للحكم الصالح ، وفي رغيف الخبز المتدحرج أقصى نافذة لل[[حرية]] المشتهاة.
 
ما أقلّنا، نحن [[العرب]] ، بكثرتنا في هذا الزمن ، وما أكثر الأقليات بقلّتها وهي تكافح للخلاص من حقب [[الرعب]] و[[الخوف]] التي أخضعناها لها، وحين أزف أوان الجد سحبنا بساطنا العربي من تحت أقدامها، وتركناها في العراء، تفرّ من رعب أشد وأبلى ، على يد [[داعش]] وأخواتها . لا أدري لماذا أخلص أحياناً إلى أن هذه الأمة لا يمكن أن يجمعها شيء البتّة ، وأن بذور الفتنة والفرقة [[ولادة|تولد]] معها ، ولا ت[[موت]] معها، وإن حدث وجمعها [[فكرة|فكر]] أو [[دين]] معين ، فإنها سرعان ما تستدعي كل مخزونها التفتيتي والتجزيئي، لتمزق هذا [[الفكرة|الفكر]] والدين إلى أشلاء تتلاءم وحجم فتاتها نفسه ، كما حدث مع [[الإسلام]] الذي تفرق إلى [[الطائفية|مذاهب وشيع]] أكثر من أن تعد أو تحصى ، ولكل مذهب، بالطبع ، فعله الذي يسبق قوله ، متمثلاً بحوار الرصاص فقط. وفي المحصلة، غدت عوامل وحدتنا هي نفسها عناصر فرقتنا ، من لغة و[[دين]] و[[جغرافيا]] و[[تاريخ]] و[[هوية]]. غفر [[الله]] للمرحوم المغفور له مستر عروبة .
252

تعديل