الفرق بين المراجعتين لصفحة: «طباق»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1:
'''الطباق''' في اللغة [[العربية]] هو الجمع بين لفظين متضادين . في قصة يوسف , علامات الطباق الحكائي وتضاد البدايات والنهايات كثيرة: جُب عرش ، محنة منّحة ، ذلّ عزّ ، أمن [[خوف]] ، مُلك [[تجارة الرقيق عند العرب|رقّ]] ، فُرَّقة وشتات ، اجتماعٍ وانضمام ، [[السعادة|سُرور]] حُزن ، رَخاء جدب ، ضيق سعة . في [[سوريا]] علامات الطباق الحكائي وتضاد البدايات والنهايات كثيرة : سوريا بلد [[الخوف]] والقلق ، وبلد [[السعادة|الفرح]] الدائم، والاحتفالات المستمرة، فالأعياد [[الوطن]]ية كثيرة ، ثورة الثامن من آذار، تشرين ، عيد الجلاء ، وقد رأينا جناس الجلاء في كل هذه الأنواع من الاحتلال ؛ عيد المعلم المسكين، عيد [[الأم]] الذي صار كناية عن عيد النيروز ، وتهرباً من الاعتراف بحجر من أحجار لوحة الفسيفساء .
 
العيد الوحيد الذي لم نكن نحتفل به هو عيد [[ولادة|ميلاد]] الرئيس ، وطباقه [[موت]] الشعب ، والسؤال الذي يطرح نفسه، و يضربها بالسياط والكبل الرباعي: لمَ لم يحتفل [[حافظ الأسد|الرئيس]] بعيد ميلاده، ولم يجعله عيداً قومياً ؟ والتفسير هو أن ثقافة الميلاد والاحتفال بها، وافدة وجديدة، ولا أعرف [[دول عربية|دولة عربية]] تحتفل بعيد ميلاد الرئيس مثل كوريا الشمالية مثلاً ، سوى [[صدام حسين]] ، الذي كان يقول إن المرء إذا احتفل بعيد ميلاده دعا أصحابه ، وهو يدعو الشعب العراقي إلى عيد ميلاده ! لكن الظن أنه في حالة [[الأسد]] ، الأمر أبعد من نكران الذات ، التي صارت [[الله|آلهة]] تعبد ، الأمر هو أن الآلهة ليس لها ميلاد .
 
لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، والطبل لا يتوقف عن الضرب احتفالاً بأحد الأعياد ، ومسلسلات الكوميديا والدراما مستمرة ، وطباق الحكاية أو جناسها أنّ شهريار هو الذي يروي الحكايات للشعب ، حتى لا [[الفكرة|يفكر]] في الانتقام ل[[شرف]]ه المغدور، وغدت الدراما صناعة ثقيلة، وكان [[باب الحارة|بابا الحارة]] وبقعة ضوء [[سلاح|أسلحة]] نووية. لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، وأكثر المعامل إنتاجاً ، هي [[دائرة المخابرات|فروع الأمن]] : دراسات وأطروحات ، ومخبرون صغار وكبار يدرسون ويجتهدون ، منكبين على تحليل دم أبناء الرعية: حيادي ، حيادي سلبي ، حيادي إيجابي ، [[المعارضة|معارض]] ، خطر. لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، والكر والفر [[ممنوع]]ان، تشكيل الأحزاب ممنوع ، اجتماع ثلاثة أشخاص [[ممنوع]]، فقد شكلت سبعة أحزاب عجاف ، وقبعت في قفص الجبهة الوطنية، وحنّطت وانتهى تشكيل طبقات جيولوجيا الأحزاب في سورية .
 
رأينا نهاية [[معمر القذافي|القذافي]] وكان له من الألقاب ما يملأ صفحتين ، ونهاية [[علي عبدالله صالح|علي عبد الله صالح]] ، أما نهاية [[بشار الأسد]] مؤجلة فلم يحن وقتها، وقد جعل النظام [[روسيا|الضِرغامَ]] الروسي بازاً لِصَيدِهِ، ومعه ضرغام إيراني،[[إيران]]ي ، حكمة الأقدمين تقول: إن الضرغام سيتصيده فيما تصيدا. طباق هدفي [[البعث]] : وحدة وحرية،و[[حرية]] ، هما على التوالي : فرقة وعبودية،و[[تجارة الرقيق عند العرب|عبودية]]، أما الهدف الثالث،الثالث ، فقد كان بنسبة مئوية،مئوية ، وأمسى بنسبة تامة . طباق شعار [[سوريا]] [[الله]] حاميها، نجده في حال سورية محميةً روسية وإيرانية مناصفةً. [[حافظ الأسد|الأسد الأب]] باني سورية الحديثة،الحديثة ، [[بشار الأسد|الابن]] مدمر سورية الحديثة والقديمة .
 
خلصت،خلصت ، ليست المعركة،المعركة ، إنما سورية،سورية ، والمعركة ممتدة مثل مسلسل [[باب الحارة]]. الباب موجود في [[التلفزيون]] والجدران سقطت .أملاك الغائبين،الغائبين ، مطابقة تامة مع حال الفلسطينين،ال[[فلسطين]]ين، أما التشابه بين أسماء هذه الدول الفاضلة الثلاث؛الثلاث ؛ [[روسيا]] وسورياو[[سوريا]] وكوريا، فهو جناس ناقص . وكذلك المشاكلة بين [[بشار الأسد]] وسهيل النمر، أما الأفعال الناقصة السورية، فهي أكثر من خمسة أفعال،أفعال ، هي أكثر من أن تحصى.
 
"لا صوت فوق صوت المعركة" ، كان شعاراً لحقبة [[الأسد]] الأب،الأب ، وكان يعني أن البلد يقاوم،يقاوم ، أحياناً كان يمانع،يمانع ، وهي درجة أدنى من المقاومة التي احتكرها حليفه في لبنان،[[لبنان]] ، والحق أنه كان يمانع عدواً وحيداً، هو الشعب السوري، ويمانع تحقيق أهداف الحزب الثلاثة في الوحدة والحريةو[[الحرية]] والاشتراكية، بل إن ممانعة الشعب كانت حرفته الوحيدة،الوحيدة ، وربما يحتفل النظام قريباً بعيد الجلاء الثاني.
 
النظام في الشعارات، هو قلعة الصمود والتصدي،والتصدي ، وقلب العروبةال[[عروبة]] النابض كالراصور . وهو بلد الاستقرار والأمن،والأمن ، وأهدافه: وحدة [[حرية]] اشتراكية، ويقاوم عدواً واحداً، هو إسرائيل،[[إسرائيل]] ، وقضيته المركزية فلسطين،[[فلسطين]] ، وقد تخلى الرئيس الابن عنها في خطاب حديث،حديث ، وكان يعني فعلياً منع المعركة،المعركة ، وتأجيلها إلى ما لانهاية،لانهاية ، إلى حين تحقيق معادلة التوازن الاستراتيجي،الاستراتيجي ، وهو [[اسم]] سياسي [[المهدي المنتظر|للمهدي المنتظر،المنتظر]] ، أو لغودو،لغودو ، أو يشبههما. والمرحلة دائماً حرجة،حرجة ، يجب تأجيل كل شيء الى حين الانتهاء من المعركة . النقد البنّاء هو المسموح به،به ، ومعناه الحديث عن الإنجازات،الإنجازات والمعجزات،، والمعجزات ، [[المجاملة|ومديح]] النظام،النظام ، مثلاً أهزوجة "لا لي ولا لي لا لي أنا [[سوريا|سوري]] يا نيالي" ، نقد بنّاء،بنّاء ، مغنّى وملحّن،وملحّن ، يمكن الرقصال[[رقص]] عليه. الرقص مقاومة أيضاً،أيضاً ، أو ترويح عن النفس في الخندق،الخندق ، أو في الفندق : بين الفندق والخندق جناس.
 
والحق أنه لم تطلق طلقة واحدة على العدو، الذي يمارس التزلج على ثلوج الجولان، الذي حولته إسرائيل إلى فردوس. مرّة واحدة فقط، أُطلقتْ طلقة من جندي سوري إبان حملة الرصاص المصهور، فإما أن الجندي كان ساخطاً وصاحب نخوة، أو أنه احتج على حصته من الطعام والجوع، أو أن بندقيته ملّت واحتجّت، وأن الرصاصة بلغ بها الحنق وضاقت بها زنزانتها، فصاحت، ولا شك أن صاحب البندقية البطل، اختفى في ظروف غامضة.