الفرق بين المراجعتين لصفحة: «شرطة فكرية»

أُضيف 27 بايت ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1:
{{شرطة فكرية}}
'''الشرطة الفكرية''' ظاهرة تنبّأ بها الروائي [[بريطانيا|البريطاني]] جورج أورويل (بالإنجليزية: George Orwell) في روايته الشهيرة 1984 والتي تتحدث عن كيف ستتحكم [[الشرطة]] بأفكار الناس وتقمع أي [[فكرة|فكر]] لا يعبر عن [[الحب]] غير المشروط [[السلطة|للنظام]] . [[الشرطة]] الفكرية تسعى عادة إلى الحجر على التفكير المخالف ، والتعبير المخالف ، وتستعدي [[السلطة]] عليه ، الشرطة الفكرية مشابهة الى حد كبير [[هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر|للشرطة الأخلاقية]] فهما وجهان لعملة واحدة ترتويان من معين واحد. فقد دأبت الحكومات [[العربية]] على ممارسة هذا الأسلوب القائم على التهويل والخلط والتحريض من أجل ممارسة [[الإرهاب]] الفكري [[ضد]] أي موقف [[معارضة|نقدي]] أو احتجاجي سلمي ضد بعض [[سياسة|السياسات]] الشاردة عن التوجهات القيمية والحاجات [[حقيقة|الحقيقية]] للمجتمعات [[العربية]] .
 
نحن نرفض أسلوب التحريض والتهويل وأي شكل من أشكال الترهيب و[[السكوت|تكميم الأفواه]] ، والسعي لخلق حالة من [[الخوف]] من فقدان مزعوم لهيبة [[الدولة]] من أجل استدراجها واستدعائها ضد ممارسات مدنية احتجاجية مسؤولة في نطاق القانون، نؤكد على الحق في التنظيم والاحتجاج المدني السلمي من أجل الدفاع عن قيم ال[[مجتمع]] و[[أخلاق]]ه وأمنه وراحته مسألة لا غبار عليها، وتوجد في جميع دول [[العالم]] المتحضر .
 
كانت الغرفة 101 هي المشهد الأبرز في رواية 1984 لجورج أورويل ، حيث كان المكان يرمز إلى قلب [[حقيقة|الحقائق]] وتزييف دلالات الكلمات وتغييب الإرادة [[دماغ|العقلية]]. أذكر الغرفة 101 جيدًا تزامنًا مع محاولات سيطرة [[السلطة]] [[مصر|المصرية]] فترة حكم [[عبد الفتاح السيسي]] على منافذ المعرفة في [[مصر]] وعلى رأسهم مجال التربية و[[التعليم]]. فقد أعلنت رئيس الإدارة المركزية للتعليم الأساسي بوزارة التربية والتعليم الموافقة على إنشاء نادي فكري بكل [[مدرسة]] لتحصين الطلاب من العنف والتطرف، وسيتم تدريب المعلمين والمختصين الاجتماعيين على مفهوم الأمن الفكري .
 
مفهوم الأمن الفكري يسعى لبناء معتقدات [[الأطفال]] والشباب وتشكيلها وفق رغبات معينة ، عبر منافذ المعرفة و[[الثقافة في الوطن العربي|الثقافة]] ، والمتمثلة في الإعلام و[[المدرسة|المدارس]] والجامعات والمؤسسات [[الدين]]ية والثقافية. وكان للمصطلح [[تاريخ]] حافل مع الأنظمة [[دكتاتور|الديكتاتورية]]، مثل [[روسيا|الاتحاد السوفياتي]] و[[السعودية]] و[[سوريا]] ، والآن في [[مصر]] يبرز [[مصطلحات|المصطلح]] من جديد.
سطر 12:
ترى الباحثة في المركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية ، داليا موسى ، أن [[السلطة]] في مصر تحاول السيطرة على عقول [[الأطفال]]، كي تخلق جيلًا غير قادر على [[معارضة|معارضتها]] . ففي الوقت الذي تدعي فيه الحكومة محاربتها لل[[إرهاب]] ، تستغل ذلك الخطاب في توسيع القبضة الأمنية على مؤسسات الإنتاج المعرفي، وتعمل على تغييب الإرادة [[الإنسان]]ية في حق اختيار المعتقدات [[الفكرة|الفكرية]] والسياسية.
 
في الوقت الذي تدعو فيه وزارة التربية و[[التعليم]] إلى إنشاء نوادي الأمن الفكري، تعج [[السجن|السجون]] والمؤسسات العقابية في [[مصر]] بأكثر من 12 ألف [[الأطفال|طفل]] قاصر متورطين ، بحسب الدولة،[[الدولة]]، في قضايا جنائية كما يستقر في السجون [[أطفال]] محتجزون لنشاطهم و[[فكرة|أفكارهم]] السياسية . هناك أكثر من 3200 طفل تحت سن 18 سنة داخل مراكز احتجاز مختلفة على مستوى الجمهورية ، في قضايا متعلقة بالانضمام إلى جماعة [[الإرهاب|إرهابية]] ، والعمل على قلب نظام الحكم. أنشئت في عهد [[جمال عبد الناصر]]، لجان الاتصال السياسي داخل المؤسسات [[التعليم]]ية ، ومهمتها مراقبة [[مدرسة|المدارس]] من خلال [[عين|عيون]] الجهاز الأمني.
 
تعمل [[الشرطة]] الفكرية على مبدأ تحليل ال[[فكرة]]، وتتجول بين الأفكار والفكرة المكونة من مجموع عمليات ؛ وكل عملية لديها عدة كلمات تحذف منها وتضيف إليها أو تلجمها أو [[السكوت|تلجم اللسان]]، فتجعل من [[الإنسان]] إما [[خوف|خائفاً]] مرتبكاً أو مؤيداً لجهة تلك [[الشرطة]] صاحبة الأغلال والفوهات المحشوة، تريد اصطياد الأسَّ لحظة نطقه بما لا ترغب، أم إنها وحينما تريد توريطه تدعه في حالة انفلات ليُتهم بعدها بالخيانة لها عبر مسميات: رفض الآخر. والإشارة إليه بالخيانة. أو الانزلاق إلى جادة [[كافر|الكفر]]. والتمرد والعصيان. أو التعارض مع المجموع، مما يسبب له الهروب من المكان اللغوي الفكري لشعوره بالمحاصرة، وأنه صيد سهل لتلك [[الشرطة]] التي تنتظره لحظة انتهائه من إلقائه لما رغب أمام من لا يرغب .
249

تعديل