الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سمر بلطجي»

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
imported>خازوق
(أنشأ الصفحة ب''''سمر بلطجي''' هي هذه السيدة اللبنانية في الصورتين , الفرق كبير بين الصورتين ، عاش خلا...')
 
imported>خازوق
لا ملخص تعديل
سطر 1: سطر 1:
[[صورة:samar_lebanon.jpg|right|250px|]]
'''سمر بلطجي''' هي هذه السيدة [[لبنان|اللبنانية]] في الصورتين , الفرق كبير بين الصورتين ، عاش خلاله اللبنانيون حروباً لا تنتهي و[[السلام|سلاماً]] لم يستقر . تظهر سمر بلطجي في الصورة الأولى عام 1985 ، وهي تعبر الطريق مع [[الأطفال|طفلتها]] متكئة على عكازين . لم يخطف العكازان أياً من بريق [[المرأة]] اللبنانية في ذلك ال[[تاريخ]] . سارت سمر بأناقة بسيطة . اختصرت ذوق النساء اللبنانيات من خلال التنورة التي تجازوت حد الركبتين ، وطوت أسفلها قميصها [[العدم|الأبيض]] . كان [[شعر الرأس|شعرها]] مُنسدلاً حتى الكتفين ويحمل بين خصلاته رطوبة الحرب ووقع القذائف . نظرت سمر في [[عين|عيون]] قُراء الصحف من خلال عدسة المصور . ومزجت في تلك النظرة بين التعب والإصرار . ورغم إعاقتها الجسدية، وجد [[راديو]] الترانسيزتور المحمول مكانه على عكازة السيدة ، لتسمع أخبار المعارك ربما أو لتستمع بموسيقى ذلك الزمن.
'''سمر بلطجي''' هي هذه السيدة [[لبنان|اللبنانية]] في الصورتين , الفرق كبير بين الصورتين ، عاش خلاله اللبنانيون حروباً لا تنتهي و[[السلام|سلاماً]] لم يستقر . تظهر سمر بلطجي في الصورة الأولى عام 1985 ، وهي تعبر الطريق مع [[الأطفال|طفلتها]] متكئة على عكازين . لم يخطف العكازان أياً من بريق [[المرأة]] اللبنانية في ذلك ال[[تاريخ]] . سارت سمر بأناقة بسيطة . اختصرت ذوق النساء اللبنانيات من خلال التنورة التي تجازوت حد الركبتين ، وطوت أسفلها قميصها [[العدم|الأبيض]] . كان [[شعر الرأس|شعرها]] مُنسدلاً حتى الكتفين ويحمل بين خصلاته رطوبة الحرب ووقع القذائف . نظرت سمر في [[عين|عيون]] قُراء الصحف من خلال عدسة المصور . ومزجت في تلك النظرة بين التعب والإصرار . ورغم إعاقتها الجسدية، وجد [[راديو]] الترانسيزتور المحمول مكانه على عكازة السيدة ، لتسمع أخبار المعارك ربما أو لتستمع بموسيقى ذلك الزمن.



مراجعة 02:26، 10 أبريل 2018

سمر بلطجي هي هذه السيدة اللبنانية في الصورتين , الفرق كبير بين الصورتين ، عاش خلاله اللبنانيون حروباً لا تنتهي وسلاماً لم يستقر . تظهر سمر بلطجي في الصورة الأولى عام 1985 ، وهي تعبر الطريق مع طفلتها متكئة على عكازين . لم يخطف العكازان أياً من بريق المرأة اللبنانية في ذلك التاريخ . سارت سمر بأناقة بسيطة . اختصرت ذوق النساء اللبنانيات من خلال التنورة التي تجازوت حد الركبتين ، وطوت أسفلها قميصها الأبيض . كان شعرها مُنسدلاً حتى الكتفين ويحمل بين خصلاته رطوبة الحرب ووقع القذائف . نظرت سمر في عيون قُراء الصحف من خلال عدسة المصور . ومزجت في تلك النظرة بين التعب والإصرار . ورغم إعاقتها الجسدية، وجد راديو الترانسيزتور المحمول مكانه على عكازة السيدة ، لتسمع أخبار المعارك ربما أو لتستمع بموسيقى ذلك الزمن.

بدت سمر صلبة رغم كل شيء. وهو عكس ما نقلته صورتها بعد 33 عاماً ، انتهت فيها حرب الأحزاب السياسية في لبنان والسياسيين ، وبدأت معارك المواطنين الاجتماعية والاقتصادية القاسية التي تغيب عنها الهُدن وساعات وقف إطلاق النار . فلا الفواتير تنتظر الفرج ، ولا المتطلبات تنتهي . غابت قامة سمر على كرسي مُدولب بعدما أفقدها المرض رجلها الثانية ووقفة التحدي التي ظهرت فيها عام 1985. غطى الحجاب شعر رأسها، وغابت الأناقة البسيطة لتحل محلها جلابية متواضعة. أصبحت سمر متسولة.

كان يمكن لهيئة سمر الجديدة أن تُعبر عن الحرب أكثر من صورتها الأولى ، لكن الحكم اللبناني الفاسد نجح في جعل حياة المواطنين أصعب في زمن السلم منها في زمن الحرب. هل كان يمكن إنقاذ رجل سمر الثانية من خلال نظام صحي سليم ؟ هل كان يمكن لهذه السيدة أن تكمل حياتها دون أن تنزلق إلى الشوارع لتتسول ؟ هل كان يمكن أن تلتقط صورة سمر الثانية في دار للمسنين يؤمن الرعاية الكريمة للبنانيين بعد تقاعدهم ؟ هل ستحمي الخرزة الزقاء (شعار تيار المستقبل في الانتخابات) سمر بعد الانتخابات ؟ هل من أحد سيحمي ويبني (شعار حزب الله الانتخابي) ما تبقى من عمر سمر ؟ هل سيُنقذها التغيير والإصلاح ؟ أسئلة بعدد أحزاب لبنان وبعدد شعاراتها، والجواب الوحيد في الفرق بين الصورتين .