الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سعدي الحلي»

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
imported>هيلا هوب
لا ملخص تعديل
(تبديل الصفحة بـ'البادي اظلم ايها الانجاس')
سطر 1: سطر 1:
البادي اظلم ايها الانجاس
[[صورة:7ili.jpg|left|250px|]]
'''سعدي جابر حمزة الشمري''' والملقب بسعدي الحلي أو أبو خالد (1922 - 2005) من الفنانين الاكثر شعبية في [[العراق]] منذ بداياته في منتصف السبعينيات استطاع ان يخط له [[التعليم|مدرسة]] غنائية فريدة وبمساعدة صوته الكونكريتي الذي اطرب و يطرب معجبيه [[مراهق|الجدد]] والقدامى . سعدي الحلي صوت انسل من بابل فحمل معه بوح الفرات كان وريث غناء [[جلجامش]] وهو ينوح على انكيدو . لم يتعرض مطرب الى ظلم [[مجتمع|اجتماعي]] كما تعرض له هذا [[الإنسان|الانسان]] حتى اوصلته الى شهرة لم تتأت لاشهر [[القائد العربي المحنك|رئيس دولة عربي]] . كل الزعامات كانت تغار من شهرة السعدي الحلي لكنه تركها خلفه وهو يعدو خلف صوته الذي ابقاه نشيدا حزينا يتغنى بصوت [[العراق]] . سعدي كان ولا يزال [[القائد العربي المحنك|اسطورة]] غير مألوفة في الغناء العراقي , في حين الكثير من مستمعيه و معجبيه يتنكرون له لا يزال متربع في شعبيته الفريدة . كل ذلك من الصيت و [[العقلية العربية|الاشاعات]] ([[اللواط|اساطير الواط]]) التي نسجت حوله , و لحد الان ليس هناك من [[كتابة بريل|جواب حاسم]] لو خبر اكيد على ان مطربنا الراحل كان يمارس هذه الفعاليات .

سعدي الحلي شخصان في الذاكرة العراقية وليس شخصا واحدا كما هو الحال في [[الإنسان|بني البشر]] ، شخص رمز بدرجة كبيرة ليأخذ دلالات السلب التي شاعت طيلة عقدين من [[تأريخ|تأريخ]] [[العراق]] الثمانيني والتسعيني فهو جحا العراق المعاصر لكنه بحمولة اخلاقية مختلفة إذ حاولت الذاكرة [[سلاح|الحربية]] ان تفرغ مكبوتها [[الجنس|الجنسي]] و[[لحية|الديني]] عبر هذا الشخص او الشخصية من جهة وتفرغ مكبوتها [[سياسة|السياسي]] من جهة اخرى . لم يكن صوت سعدي تقليديا فهو ببحته المتميزة استطاع ان يتغلغل في وجدان المستمع ، وباختياراته بما يغنيه .

يا مدلوله , عشك اخضر , ليلة و يوم و يا وليدي وغيرها من اغاني انطبعت في ذاكرة معجبيه و امتزجت بذكرياتهم الجميلة و المحزنة ربما . تركها لنا الحلي بعد [[حياة]] اثمرت مسيرة فنية صاحبتها سمعة مذمومة و للاسف , و اصبحت لاحقأ مصدرأ لا ينتهي [[النكتة|للنكات]] و الطرائف في مرحلة كانت كل المواضيع مقموعة على العراقيين في سنوات الظلام ال[[صدامية]] , فكانت فسحة مفتوحة ان تنكت على فناننا [[الموت|المتوفى]] و هي نتيجة طبيعية لكل الفنانين والمبدعين الذي التزموا الحياد و لم ينخرطوا في [[صدام حسين|قنوات النظام البائد]] و [[المرحاض|دعايته الاحادية]] . انسان بسيط شق طريقة الوعر بعصامية و كفاح سنين ليثبت في ذاكرة العراقيين الذي لن ينسو اغانية و نكاته التي اطلقوها علية ليس كناية به ولكن محبة و مشاكسة للنظام القذر الذي ضيق فسحة [[صور اباحية|الحلم]] على الكل .
==البدايات==
تولع بالغناء منذ الصبا وراح يتابع بشغف مجالس الطرب في مدينة الحلة و[[حسب الله|حفلات الافراح]] وفي مستهل مرحلة [[مراهق|الشباب]] بدأ يتنقل بين الحلة و طويريج ويتأثر بما يسمعه من كبار المطربين هناك امثال عبدالامير طويرجاوي فزادت خبرته وتوسعت مداركه في الغناء الفراتي بشكل خاص . في ستينيات القرن الماضي وبالتحديد عام 1964 بادر زيد الحلي وكان يعمل في [[راديو|الاذاعة]] العراقية باكتشاف صوت ريفي جديد اسمه سعد الحلي ، وحاول زيد بلباقته وحبه للوجوه الجديدة ان ينشر هذا الصوت على اوسع نطاق في الاذاعة و[[الفضائيات العربية|التلفزيون]] من خلال علاقاته الاعلامية و[[فنون|الفنية]] ، وبالفعل فقد اصبح سعدي من اهم الاصوات الريفية في [[العراق]] منذ السبعينيات ، لحن الفنان الرائد محمد نوشي له ليلة ويوم وعشك اخضر وقد ذاع صيتهما داخل العراق وخارجه ، بحيث اختصر الطريق على الحلي فاصبح نجما في الاغنية الريفية لكن [[العقلية العربية|النفوس المريضة]] في الوسط الفني الداخلي والخارجي لم تتقبل المكانة التي وصل اليها الحلي لاسيما [[الجامعة العربية|الفشل المزمن]] الذي تعرض له الكثيرون من منتسبي الغناء الريفي العراقي .

بدأوا باطلاق الشاعات والاتهامات غير الاخلاقية ضد فقيدنا الراحل ، واصبح ك[[النكتة]] المنتشرة في الاوساط الشعبية تغذيها [[قندرة|اقلام مأجورة]] واناس يعتاشون على سلخ الجلود والكرامات ومع هذا فقد صمد الحلي بوجه تلك الحملة المستعرة ولكن الكارثة الاكثر حماقة التي تعرض لها الحلي يوم [[سرقة|سرقت]] احدى الفنانات العراقيات واسمها غزلان اغنيته الخالدة ليلة ويوم وقامت بادئها في [[كرخانة|النوادي الليلية]] بل حولتها الى اغنية راقصة في المسرح الوطني ، يومها كان الحلي ينظر الى المشهد بخجل وهو لا يستطيع ان يقول شيئا ثم جاءت مرحلة [[صحة|المرض]] حين زاره مرض السكري الثقيل ومعه الغانغرين الذي اخذ منه ساقه الايمن ثم مالبث ان استدان الثانية فعجز الفنان عن الحركة بقرار طبي وكل هذا والمؤسسات الفنية تتفرج ولا تفعل شيئا حتى حينما مات ابنه الفنان خالد الحلي وبعد ذلك زوجته تركوه وحيدا مع المرض الى ان [[الموت|مات]] ، ثم ذكر خبرا هامشيا في [[وسائل الاعلام|اذاعة]] تقول بوفاة الفنان .
==شعبية سعدي الحلي==
شعبية سعدي الحلي كانت تجري بعيداً عن الغناء وأصبحت صورته رائجة في دفاتر يوميات كل عراقي , وقد ترسخت بملامح مشتركة لدى الجميع مع إضافة ملامح لتركيبتها كي تكون صورة لشخصية مشبعة بخواص [[حنظلة|كاريكاتيرية]] لينة يمكن تطويعها بأبعاد [[سياسة|سياسية]] و ترفيهية معاً ليروى عن لسانها وبشكل يومي العديد من المشاهد والتعليقات على أحداث وتطورات جارية في الساحة العراقية وكذلك عربياً و[[العالم|دولياً]] . هذا الانتحال لصورة شخصية سعدي الحلي, دليل ذكاء الذاكرة العراقية في خلقها وصياغتها على نحو [[سخرية|ساخر]] نظراً لتكامل جاهزيتها الشعبية عند ذاكرة الناس اليومية لتأخذ دور جحا أو البهلول في إنسيابية تحركها وسهولة تخطيها لحواجز الأماكن والقصور واجتماعات [[البعث|رجال الحكم]] في [[بغداد]] مع التفاوت الواضح في دهاء صنّاع ما راج من مشاهد كوميدية ب[[سخرية]] لاذعة , وهي تحاول إعادة تشكيل [[سعاد حسني|الحزن]] الى ضحكة مدوية تعبيراً عن الرفض الجماهيري لطغيان [[السلطة]] .
==سعدي الحلي و قادسية صدام==
مما أنتجته الذاكرة العراقية من حكايات وقفشات حول شخصية سعدي الحلي الكاريكاتورية يبقى تعبير فطري لأجل إسترداد ما سلبت , لتجنح المخيلة حتى الى [[الجنس]] كأداة سهلة وسريعة التنبيه والوقع والطعن والإضرار بذات الحاكم . ولن يخفى إن بعض ما يتداوله [[الإنسان|الناس]] هو من تأليف قسم الدعاية والإشاعات في [[دائرة المخابرات|جهاز المخابرات]] العراقية أما لأجل التنفيس عن حالة الغليان أو لقياس مسارات حركة التداعي عند العراقيين . وأيام [[الحرب العراقية الايرانية]] أشيع حينها , بأن سعدي الحلي قد غنى :
* دَنِك يا حِلو َلا يْلوحَكْ القَنّاصْ.
* [[الأم|إمَكْ]] [[ولادة|جابتَك]] وِإبْتِلَتْ بيك الناس
* شِلَّكْ بِالقادِسـيَة ودوخَتْ الراس

وما زالت الذاكرة تحمل صورة دمار [[حرب الخليج الأولى]] وكذلك صورة سعدي الحلي حين تسابق أغلب المطربين لتصوير أغانيهم التعبوية الجانحة في غسل الذاكرة العراقية . أولئك المطربون من تزاحموا على إرتداء [[دشداشة|أزياء]] الحرس الجمهوري والطيارين وقادة الصنوف العسكرية الأخرى ليظهر سعدي الحلي وحده وهو يرتدي بدلة لرئيس عرفاء في أغنية لا تختلف عن ما ذكرناه .
==سعدي الحلي في الثقافة العراقية==
وفاة سعدي الحلي شهادة صريحة على أرستقراطية [[ضرطة|الثقافة الرسمية]] وإيمانها بنقاة جوهرها وهي تعمل على إقصاء كل ما هو غير ثقافي في فهم قاصر للثقافة ومبالغتها في النظر إلى أنواع كتابية دون أخرى وانشغالها بأفكار ومقولات لم تؤتِ [[تفاح|ثماراً]] معقولة على امتداد ما يتجاوز نصف قرن من الزمان . إن هيمنة ما تعيد تنظيم الصلة بين سعدي الحلي وبين مستمعيه من عراقيي الطبقة الدنيا خصوصاً في حفلاته الخاصة التي تشهد بعد تسجيلها إقبالاً شعبياً واسعاً ، فالكلمة غير المتحفظة واللحن غير الموزّع توزيعاً دقيقاً و[[حسب الله|الفرقة الموسيقية شبه المرتجلة]] وهي تعاني من فجوات بسبب غياب بعض الآلات وحضور واضح لآلات أُخر تحاول سد النقص فتمنح الأغنية أثراً طاغياً .

آلة الكمان تحولت إلى فرقة موسيقية وحدها ودخلت هي الأخرى مجال الإعجاز ليُنقل عن عازفها الح حسن ما يؤكد قدرته غير المحدودة على التعامل مع الآلة كل ذلك يُصبح من سمات المشهد الغنائي الشعبي ومزاياه التي لا تترك مسافة بين الأغنية والجمهور، ف[[الإنسان|الجمهور]] حاضر في الأغنية متوحد معها داخل مشهدها بكل ما يصاحبها من فعاليات تعبيرية إنها بذلك تعمل على إطلاق معانيها الخاصة بوصفها جزءاً من ثقافة [[سلاح|صراع]] تقحمه من أجل صناعة معانٍ اجتماعية تصب في مصلحة الثانوي ، ولكنها لا تحظى بتأييد أيدلوجيا المهيمن، والانتصار في هذا الصراع مهما كان ضئيلاً ومحدوداً فإنه ينتج متعة شعبية وهي بالأساس اجتماعية و[[سياسة|سياسية]].
==نكات عن سعدي الحلي==
* [http://sadi-hili.8m.com/new_folder/Sadi2.htm طرائف سعدي الحلي]
[[تصنيف:فنانون عرب]]
==مصادر==
* د. لؤي حمزة عباس , سعدي الحلي في الثقافة الشعبية
* ابراهيم جليل خليل , الاغنية لدى سعدي الحلي
* جلال جـرمكا, الحلـة أرضهـا تنبـُت الشعراء والعلماء والطيب والكرم.
* عبدالكريم هداد , سعدي الحلي لا يغني ..!

مراجعة 18:44، 1 أبريل 2009

البادي اظلم ايها الانجاس