الفرق بين المراجعتين لصفحة: «رضاع الكبير»

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
imported>جرير
طلا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1: سطر 1:
فتوى ارضاع الكبير
{{مختارة}}
مرة أخرى.. بلوى جديدة، فتوى جديدة، فتنة جديدة.. لكنها تشتمل أيضا على خير محتمل.. الفتوى جاءت هذه المرة من قلب الأزهر.. رئيس قسم الحديث أباح -سامحه الله- للمرأة العاملة أن تقوم بإرضاع زميلها في العمل بالتقام الثدي مباشرة!! مؤكدا أنه يمكنها بعدها أن تخلع الحجاب وتكشف شعرها أمام من أرضعته، مطالبًا بتوثيق هذا الإرضاع رسميًا، ومعتبرا أنه مفيد للإسلام.. ومن يعترض فإن اعتراضه ليس عليه وإنما على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الدليل على مشروعية ذلك حديث مذكور في البخاري ومسلم، ملخصه أن أبا حذيفة كان قد تبنى سالما قبل أن يبطل التبني، فصار يدخل البيت وزوجة أبي حذيفة لا تحتجب عنه لأنه ابنها، فلما أبطل الله تعالى التبني صار سالم -وقد كبر- أجنبيا عن "سهلة" امرأة أبي حذيفة التي جاءت تشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: "أرْضِعيه تَحْرُمِي عَلَيه".
[[صورة:breastfeeding.jpg|left|200px|]]
'''رضاع الكبير''' ويعرف أيضا بجاي يكحلها [[عين|عماها]] هو صرح حضاري تم بناوءه عام 2007 [[الولادة|بعد الميلاد]] على يد احد مشايخ [[الازهر]] في محاولة منه للالتحاق بالمشايخ الكول COOL و لاثبات ان شرع [[الله]] قائم متكيف مع تطورات العصر , حيث لم يجد العبد الفقير لله الدكتور [[عزت عطية]] حلا لوقف الخلوة المحرمة الفاجرة بين [[الرجل]] و [[المرأة|اخته في الله]] في اماكن العمل الا بان ترضعه خمس رضعات من [[ثدي|ضرعها]] الفاتن فتستريح مكامن [[الإنتصاب الصباحي|الشهوة]] و تنقطع حبال [[الشيطان]]. بعد بحوث و دراسات طويله لحل المشكلة وجد الدكتور سالف الذكر الاسناد لهذا في حديث عتيك البخاري امه محلفته يحطه [[القرآن|بالكتاب]] لان هيه جانت متحكمه كلش و البخاري ما يردلها طلب و سرعان ما حصلت تطورات صناعية و [[سياسة|سياسية]] و حضارية واكبت هذا التصريح الخطير هزت [[العالم الثالث|العالم الخامس]] و [[الشرق الأوسط|شرخه الأوسخ]] و من ثم [[العالم]] فأسره مما مهد للحرب الفتوحات الحليبية ( على وزن [[مسيحية|صليبية]]) و تمهيد اقامة دولة [[المهدي المنتظر|الإمام المهدى]] على أسس الغذاء الكامل , اثرى الله [[فياغرا|فيتامينات]] الديس اللي رضعه.
لا حول ولا قوه الا ب[[الله]] الجدع ده دكتور [[عزت عطية]] وضع [[الإسلام]] في مأزق لا نجد مثلها في [[لحية|الاديان]] الاخرى وجعله متفردا بغرائب لا نجد مثيلا لها حيث لم يسبق ل[[رجال دين|رجل دين]] في [[العالم]] أن [[اللعب بالخشم|حشر أنفه و خشمه]] في [[قضيب|الخيار]] و [[الطيز]] والإست و [[غشاء البكارة]] والصدر ومنتوجات الألبان المصنعة من الصدر , الواد [[الفهلوة|الفهلوي]] ده روبابيكا [[بتاع]] كله لايرى من [[اسلام|المسلم]] و المسلمة سوى القسم السفلي والفتحات و النتوءات البارزة و لهذا فهم يخاطبون [[الخيار|خيارنا]] و [[الزيتون|زيتوننا]] و لأننا أمة تعظم فتحات جسمنا فإن [[رجال دين|هؤلاء الشيوخ]] يحتلون مكانة رفيعة في [[الفضائيات العربية|القنوات الفضائية]] ليقصوا علينا ما ينتصب له [[الخيار]] و يرتعش له [[الطيز]] و بعد إنتهاء الحلقة يقبضون المعلوم و يذهبوا للبيت [[الجنس|لينكحوا أزواجهم]] أو ماطاب لهم, ثم يقيموا [[مسجد|الصلاة]] و يمجدوا [[الله|الرب]] و أخر دعواهم أن الحمد لله الذي خلقت لنا كل هذه [[الحيوانات|البهائم]] لنضحك عليهم و نركب على رؤوسهم .


مسكنات وقتية
الحكاية من طقطق لسلام عليكم بصريح العبارة هو [[رجال دين]] يحاولون جاهدا ان يظهروا [[الإسلام]] بشكل سئ ومنفر ليضيفوا إلى مانحن فيه من هوان على [[الإنسان|الناس]] هواناً آخر فمن صحابة كانوا يشربون [[بول]] الرسول الى [[المرأة|أمرأة]] تخرج ثديها على رؤوس الأشهاد لتلقمه لزميلها فى العمل لمجرد أن تحرم عليه ومن ثمّ تجوز خلوتهما معاً وتقوم 100 [[الفضائيات العربية|قناة فضائية]] بإستضافة الأهبل ده من أجل صب الفتاوى على رؤوسنا ليل نهار وكلما أتى بالعجيب والغريب من بطون الكتب الصفراء زاد سعره وعلا قدره وأنتشر أكثر و أكثر .
==البدايات==
[[صورة:nancy_milk.jpg|left|175px|]]
يوجد في كتب التراث [[العرب|العربي]] قصة جاءت علي روايات مختلفة و علي إسناد لرواة مختلفين إلا إن مصدرها و احد و هو السيدة عائشة زوجة النبي [[محمد]] و تتحدث عائشة عن [[ستات مشهورات|واحد من الستات]] إسمها سهلة بنت سهيل وكانت متزوجة من أبي حذيقة وكان لأبي حذيفة أبن بالتبني [[الاسم|إسمه]] سالم , الواد سالم ده كان كبير قوي عريض المنكعين و ذو [[لحية]] , فسألت سهلة بنت سهيل الرسول [[محمد]] كيف تسلك تجاه سالم أو كيف يسلك سالم تجاهها ؟ بحيث لا يغار زوجها أبو حذيقة منه فجاوب الرسول بجواب تعددت و تفاوتت نصوص تدوينها كلآتي:
{{قال|أرضعيه , أرضعيه تُحرمي عليه بذلك , أرضعيه تُحرمي عليه و يذهب الذي في نفس أبي حذيقة , أرضعيه حتي يدخل عليك , أرضعيه خمس رضعات فيُحرم بلبنها .}}


بالطبع رد الكثيرون الفتوى على اعتبارأنها كانت حالة خاصة في ظروف معينة يستحيل تكرارها، لكنني بصراحة أومن أن هذه الردود مسكنات وقتية وتطييب خواطر.. الأصل في الحديث نفسه.. من الطبيعي أن يفرز مثل هذا الحديث مثل هذه الفتوى.. ومادمنا نتعامل مع كتب الحديث بكل هذه الرهبة والإفراط في التقديس فمن الطبيعي أن تتحول ثقافتنا إلى شرح وشرح للشرح وشرح لشرح الشرح.
يعتقد [[رجال دين|علماء الدين]] الأخرون غير المنيلين بستين نيلة مثل [[عزت عطية]] ان تسرب لبن [[المرأة]] الي جوف [[الرجل]] لن يغيّر من المشاعر شيئا فلا بد أن النبي [[محمد]] كان يقصد [[السخرية]] من سهلة لانه عرف بكذبها عليه بإتهامها لزوجها بالغيرة من سالم بالاضافة الي حقيقة فسيولوجية هامة أنه بعد الفطام ببضع سنوات لا يستطيع [[الأطفال|الصغير]] سواء ولد او بنت أن يلقم ثدي [[الأم]] بغرض الرضاع لانه يكون قد نسي ما كان يفعله بالطبيعة و هو حديث [[الولادة]] مالم يكن متابعا ل[[صور اباحية|أفلام البورنو]] ف[[الرجل]] الكبير لا يستطيع لقم الثدي بنفس الطريقة التي يرضع بها المولود بغرض الرضع للاشباع .
==الغزو الثقافي الرضاعي للعالم==
[[صورة:got_milk_1.jpg|left|250px|]]
قامت شركة الإعلانات [[امريكا|الأمريكية]] كود باي سيلفرستاين و شركائه Goodby Silverstein & Partners ب[[سرقة]] فكرة الرضاع الكبير في عام 1993 وقامت بسوء إستعمال الفكرة في الدعاية لحليب الأبقار ولكن هذه السرقة أدت الى زيادة في مبيعات الحليب في كافة أنحاء [[العالم]] وقام المشاهير بالإشتراك بحملات الدعاية والإعلان مثل [[مظفر النواب]] , [[جورج بوش]] , [[فيفي عبده]] , [[ريا وسكينة]] , [[مقتدى الصدر]] , [[إلتون جون]] , [[رامبو]] , [[أحفاد القردة والخنازير|الضفدع كامل]] , [[مايك تايسون]] , [[الحجاج بن يوسف الثقفي]] , [[أبو مصعب الزرقاوي]] . من جهة أخرى شنت [[الفضائيات العربية]] حملة إعلامية مضادة لكشف [[السرقة]] الفكرية التي تعرض لها التراث [[العرب|العربي]] و [[اسلام|الإسلامي]] وقادت هذه الحملة [[محطة الجزيرة]] التحت أرضية وتم في [[الإتجاه المعاكس|برنامج الإتجاه المعاكس]] رسم الخطوط العريضة للخطة [[العربية]] والتي يمكن إختصارها بالتالي:
<blockquote style="background-color: #ffe; font-size: 85%">
* صناعة صيديرات بغلاف هلامي يسهل خروج [[جنون البقر|الحليب]] دون خلع الصديريه و الوقوع في اشكال عورة [[المرأة]].
* تطوير [[دشداشة|فساتين جديدة]] تحتوي على زر الرضع الاوتوماتيكي الذي يمكنه اخلاء منطقة الرضع في وقت قياسي .
* اضافة جهاز بخاخ ميكروسكوبي الى الصديريات لكي يخلق رشاشا يسرع عملية القذف في حلق [[الرجل]] ان كانت العلمية تتطلب السرعة القصوى او اذا كانت المرة مستعجلة وهناك اكثر من رضيع مستقبلي او لتسهيل العملية بحيث ميحتاج ان ينهض من مكتبه .
* استعمال هذه التقنية من قبل السيدات اثناء الدفاع عن نفسهن ضد [[متعة|الاغتصاب]] حيث يمكن ان تبخ الحليب في فم المعتدي فيصبح اخوها بالرضاعة و تنقطع حبال [[الشيطان]].
* تهافت الشركات التجارية على صناعة [[بصل|مكياج]] للحلمة حيث ستبرز اثناء عملية القذف ويجب ان تظهر بأجمل حلة , و تكوين حملات دعائية ضخمة مثل حملة فودافون 2008 '''رضعي الجدع ده''' و موبينيل و ام تي سي .
*طباعة ملصقات توضيحية في باب كل مؤسسة تسهل على [[الإنسان|المواطن]] معرفة نوع العلاقة المتشعبة في جو العمل و من اخ من و من اخت من و من ارضع من كما يجب على كل [[الأم|ام]] مرضعة ان تحتفظ بدفتر فيه جميع [[الإسم|اسماء]] الذين ارضعتهم لكي لا يضيع النسب .
*تحول اغنية '''[[هيفاء وهبي|بوس الواوا]]''' من اغنية [[روبي|مبتذله]] متصنعة الى اغنية [[لحية|دينية]] وقورة لترويض [[مراهق|الشباب]] الذي يحس بالاحراج من الوضعية , ثم ارتدت هيفاء [[سهير البابلي|الحجاب]] و اصبحت تعرف باسم الحاجة فاطمة حسيني خصيصا لدعايات الحليب الوديع الصافي مع كونها [[الشيعة|رافضية]] لا تعترف بالحديث اصلا .
*افتى الدكتور [[عزت عطية]] شيخ [[الأزهر]] بوجوب ايصال احكام الرضاعة الى [[الجنس الالكتروني|الانترنت]] , و لهذا يتعين على كل من تتحدث مع فتى عبر [[ياهو العراق|الجات]] ان يبدأ حديثه برمز (o)(o) للدلاله على انها قد ارضعته . و هناك بعض المشايخ المتعصبين الذين يفرضون على [[المرأة]] ان تخرج ضرعها و تدلق الحليب على الكيبورد ويقوم الطرف المقابل بدرق حليب هو الاخر على الكيبورد و يلعقه حيث ان هذا في زعمهم يعطي ايحاء نفسيا بارتباط الأمومة هو الأهم من الرضاعة نفسها .
</blockquote>


البخاري ومسلم مع عظيم الاحترام لهما عمل بشري مهما بلغت دقته وأمانته.. ومتن هذا الحديث يثير الاستغراب من عدة نواح؛ فالقرآن الكريم حدد وقت الرضاعة بما لا يتجاوز العامين: "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة"، والرسول كان أشد حياء من العذراء في خدرها، كما أن الإسلام بطبيعته دين عالي الذوق والرهافة والحساسية.
أخذت [[كافر|الحضارة الغربية]] على حين غرة في عقر دارها بهذا الصيحات من التطور و [[فتق الخصية|الموضة]] و سرعان ما هرعت لتقلدنا فاصبح الحجاب سمة التحرر و اصبحت فساتين الحليب اللبني (فحل) دليلا على مدى قوة شخصية الفرد و شيئا فشيئا بدأ الغرب اخيرا يحس بازمة ثقة بالنفس و تراجع واخيرا صار يقتنع بالشيء اللي صار لنا من الصبح دنفهم بيهم انه احنا احسن منهم بكلشي و احنا الأبية هنا تاج راسك , نحن خير أمة أرضعت مشتقات الحليب و الألبان ولافرق بين [[مصر|مصري]] و [[الكويت|كويتي]] و [[السودان|سوداني]] و [[العراق|عراقي]] و [[جيبوتي|جيبوتى]] إلا بطريقة المص .


المشكلة أنك لو غامرت بإعلان ريبتك في صحة هذا الحديث فسيتهمونك على الفور بمعاداة الدين وهدم السنة.. وكأن الإسلام العظيم جاء لإرضاع الكبير وغمس الذبابة في كوب الماء وفقأ موسى لعين ملك الموت!!.. سيقولون لك إن رفضك حديثا واحدا في البخاري كرفضك له كله؟.. فيهذه الحالة كيف ستصلي العصر يا حلو والقرآن لم يحدد عدد الركعات؟ والخلاصةأنها صفقة تأخذها كلها أو تتركها كلها والاختيار لك.Take it or leave it..
==الإمام المهدي و بول صدام حسين==
[[صورة:saddam_piss.jpg|left|250px|]]
بعد [[البول|فتوى]] الرضاعة التي فتحت المجال [[العرب|للعرب]] و [[اسلام|المسلمين]] للسيطرة على جميع مقاصد ال[[حياة]] الحضارية في [[العالم]] ظهرت فتوى اخرى عجلت سرعة التقدم في الأمة , حيث افتى رجل ذو بنان ان الصحابة رضوان [[الله]] عليهم هم الذين اخترعو برامج الواقع مثل "Jackass" حينما كانو يشربون [[بول]] الرسول و يتبركون به و شيئا فشيئا تطور الأمر الى التبرك ببول الاولياء و الصالحين كعادة [[الإنسان|الناس]] و بتأثير من الرفضة الحاقدين , الا ان المشكله انه لا يوجد لدينا اليوم اي أدرار مبارك لكي نقدسه في وقتنا الحاضر مما اصابنا بخيبة أمل . الا ان ذلك تغير ففي عام 2043 اخرج نائب الغائب [[عزة إبراهيم الدوري|ابا ثلجة]] قطعة من لباس داخلي ل[[صدام حسين]] حصل عليها كغنيمة عند غزوة [[السجن|سجن]] الكاظمية و أشهر على شاشات الستلايت نقطة صفراء و صرخ : "هذا بوللللللللللللللللللللللللللل يا قرد".


مغالطات محرجة
تم استنساخ هذه البولة المباركة و سرعان ما انتشرت في الأسواق علب كارتون '''مي زبزب''' و '''عزت بول''' الذي تمكن من الاطاحة بمنتجات ردبول [[كافر|الكافرة]] . و قد شاء القدر ان يظهر رجل من عقب ابو عدي بس هوه ميدري على روحه طول عمره جان مطفي سكران بس فد يوم ملكه [[بيبسي|ببسي]] فكاسر [[عرق|العرك]] مالته بحليب رغد 2050 و بولة [[صدام حسين]] و ساعة ثلاثة بالليل خرج بس مو على شيعته على نفسه لان صار اسهال و مغص . فالمهم ورا فترة من الزمن كان من مؤثرات هذا التركيب الجليل ان زاد من ذكاء [[الرجل]] الى ان صار [[المهدي الغائب]] . و ملا الارض عدلا كما ملئت حليبا و بولا . و سرعان ما انهارت [[امريكا|الامبراطورية الصليبية]] تخت قيادة علي بن صديم و فتحت [[فلسطين]] على يد المجاهدات التي رشقن الجنود [[اسرائيل|الاسرائيليين]] ببنادق مربوطة الى الديس مما اصابهم بذهول و حيرة من هذا [[السلاح]] المتقدم . و اخرجو [[شارون]] من الفريزر لكي يعلن استسلام اسرائيل و تخصيص جميع اموال وزارة الدفاع لدراسة سبل تطوير حليب نيدو .


هكذا يرهبونك فتضطر للصمت محرجا، لكن دعني أصارحك أن تلك الصيغة تنطوي على مغالطات جسيمة؛ فمقاصد الإسلام الكبرى هي التوحيد لله "اعبدوا الله ما لكم من إله غيره" والعدل مع الآخرين "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي".. لمثل هذه القيم اتصلت السماء بالأرض ونزل أمين الوحي جبريل على قلب الرسول عليه الصلاة والسلام.. لا لإرضاع الكبير وغمس الذبابة وفقأ عين ملك الموت. أما تقديم السنة النبوية على اعتبارأنك مضطر للاختياربين قبول البخاري كله أو رفضه كله فعنت وغبن.. يقول شيخنا الغزالي في كتابه القيم "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث": إن السنة ليست كلها سواء، فمنها متواتر له حكم القرآن الكريم، وفيها الصحيح المشهور الذي يفسر كتاب الله.. وفيها ما يصح سندا ويضعف متنا، وضرب مثالا بين أمثلة كثيرة يمتلئ بها الكتاب برفض السيدة عائشة حديث عذاب الميت ببكاء أهله (وهو المثبت في الصحاح) لتعارضه مع قول الله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى).
==رأي مقتدى الصدر بالموضوع==
* '''سؤال''' : هل يجوز ان ترضع [[المرأة]] رجلا بالرضاعة الصناعية ؟ .
* '''جواب''' : اه ... حبيبي جعل [[امريكا|الغرب]] لنا ادوات نلتهي بها عن رضاعتنا .... شنو رجال شطوله شعرضه يركضلي وره سريلالك و حاطلي ممة بحلكه .... روح ارضع مباشرة من [[ثدي|الديس]] المكابلتك و كما وفقك [[الله]] و الشرع . انت شايف المنتخب [[اسرائيل|الاسرائيلي]] عليه اللعنة فد يوم حاط ممية بحلكه حبيبي ؟ مصيرنا بيد [[الأطفال|أطفال]] حبيبي .


السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث
== رضاع الكبير بالصورة ==
<gallery>
image:Ridhaa31.JPG
image:Ridhaa32.JPG
image:Ridhaa33.JPG
image:Ridhaa34.JPG
image:Ridhaa35.JPG
image:Redaa3.jpg
image:Dirka.jpg
</gallery>


بسبب هذا الكتاب تعرض شيخنا الجليل محمد الغزالي لتهمة شنيعة وهي التشكيك في السنة النبوية!!. لم يشفع له تاريخه الناصع ودفاعه الحار عن دين الله.. هكذا يحدث دائما للمجددين.. نظرية"الغرف المغلقة" تصلح لتفسير كل شيء.. الثقافات المغلقة على نفسها والتي لا تمتلك شجاعة النقد والتجديد تتحول إلى كيانات لا نهائية تدور في حلقات مفرغة تؤمن أنها امتلكت الصواب وكل من يخالفها كافر ضال.. وفيالوقت نفسه تدور ثقافات أخرى في غرف أخرى في حلقات مفرغة مماثلة ويستمر الحال على ما هو عليه حتى تمتلك إحدى تلك الثقافات شجاعة النقد والتجديد.


الشيخ الغزالي امتلك شجاعة نقد بعض أحاديث البخاري ومسلم.. لا يمكن اتهامه طبعا بعدم التخصص أو الجهلالشرعي.. لكن تهمة الضلال ومعاداة السنة جاهزة.. وقدحصدها على كل حال من أصحاب الغرف المغلقة.
[[تصنيف:غباء]]

[[تصنيف:خداع]]
أهمية كتابه لا ترجع في اعتقادي لمادته العلمية القيمة فحسب، بل لأنه دعوة ملحَّـة لثقافة التسامح بين المتدينين.. وهي ثقافة نفتقدهاللأسف.. لقدمرر لنا هذا الكتاب رسالة مهمة جدا، وهي أن بعض ما نتصوره غير قابل للمناقشة هو قابل للمناقشة و(نص).. خلاففكري وليس عقائديا كما يريدون أن يصورونه.

إن الحقائق الرئيسية في المنهج الإسلامي لم تعد تحتل المساحة المناسبة لها عند مسلمي اليوم.. في الماضي كان البدوي يخاطب الفرس أيام الفتح الأول قائلا: جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد، واليوم صار اهتمام المتدينين بمسائل فرعية من قبيل نقض الوضوء للمس المرأة أكثر مما يشغله إجراء انتخابات مزورة!.

السند والمتن

إن الحكم الديني لا يؤخذ من حديث واحد مفصول عن غيره.. وإنما يضم الحديث إلى الحديث، ثم تقارن أحاديث المجموعة بما دل عليه القرآن الكريم، فإن القرآن هو الذي تعمل الأحاديث في نطاقه لا تعدوه "إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله".. وعلماءالسنة وضعوا خمسة شروط لقبول الأحاديث النبوية، ثلاثة في السند (راو واع – تقي ذو ضمير – اطراد هاتين الصفتين في سلسلة الرواة) واثنين في المتن (عدم الشذوذ بمعنى ألا يخالف ما هو أوثق، والثاني هو غياب العلة القادحة).. هذه الشروط كافية جدا لدقة النقل وقبول الآثار والمهم هو إحسان التطبيق.

والسنة ليست كلها سواء فمنها متواتر له حكم القرآن الكريم، وفيها الصحيح المشهور الذي يفسر كتاب الله.. ولكن الحديث قد يصح سندا ويضعف متنا مثلما رفضت السيدة عائشة حديث عذاب الميت ببكاء أهله (وهو المثبت في الصحاح) لتعارضه مع قول الله تعالى (ولا تزر وازرةوزر أخرى)، ورفض أبو حنيفة حديث "لا يقتل مسلم في كافر" برغم صحة سنده لتعارضه مع النص القرآني "النفس بالنفس" فقدم ظاهر القرآن على حديث الآحاد.. خصوصاأن هذه الأحاديث كلها لا علاقة لها بكفر أو إيمان ولا ترتبط بعقيدة ولا تتصل بعمل.

أمثلة من كتب الصحاح

يقول الشيخ إن هناك أحاديث صحيحة السند غير أن متونها تجعله يقف أمامها واجما للبحث عن مخرج؛ فحديث مسلم "كل ذي ناب من السباع فأكله حرام" يتعارض مع القرآن الكريم "قل لا أجد فيما أوحي إليَّ محرما على طاعميطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به"، ورواية نافع في الحرب بغير إنذار لأنها تتناقض مع قوله تعالى "وإما تخافنمن قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء، إن الله لا يحب الخائنين"، وأحاديث الجبر تخالف الكتاب والسنة، بل هي تطويح للوحي كله فنحن بجهدنا ننجو أو نهلك مثل حديث مسلم: "إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل عمل أهل النار فيدخلها".

حديث فقأ موسى لعين ملك الموت برغم صحة سنده يثير الريبة؛ إذ يفيد أن موسى عليه السلام يكره الموت ولا يحب لقاء الله، وهذا بالطبع مرفوض، ثم هل الملائكة تعرض لهم العاهات كما تعرض للبشر؟ وبرغم ذلك اعتبر شارح هذا الحديث منكريه من الملاحدة!!.. يقولالشيخ إن وصم منكر الحديث بالإلحاد استطالة في أعراض المسلمين؛ ففي متنه علة قادحة تنزل به عن مرتبة الصحة حتى لو كان في الكتب الصحاح.

وبين روايتي مسلم والبخاري في كتابة الرزق والأجل على الجنين تفاوت واضح.. يقول الشيخ إن أي مسلم يذهب إلى الله تعالى بإيمان واضح وعمل صالح لن يضيره الجهل بأحد الحديثين أو كليهما معا، ويستغرب الشيخ ما رواه ثابت عن أنس أن رجلا اتهم بأم ولد رسول الله فأمر علي بضرب عنقه، وهو الأمر الذي كاد يحدث لولا أن وجده علي مجبوبا أي مقطوع الذكر!!... يقول الشيخ أنه يستحيل أن يحكم على رجل بالقتل في تهمة لم يحقق فيها أويسمع له فيها دفاعا.. والظاهرأنه نجا من القتل بسبب عاهته ويتساءل: هل لو كان سليما أبيح دمه؟!! هذا أمر تأباه أصول الإسلام وفروعه كلها.

كما يستغرب الشيخ الحديث الذي يحبذ صلاة المرأة في غرفتها لتعارضه مع الواقع العملي لشهود النساء صلاة الجماعة معه طيلة عشر سنين.. ولقوله صلى الله عليه وسلم "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله"، ولاستبقاء الخلافة الراشدة صفوف النساء في المساجد بعد وفاة الرسول الكريم.. ابنحزم أراح نفسه وأراح غيره –حسب تعبير شيخنا– حينما كذب أحاديث منع النساء من الصلاة في المساجد وعدها من الباطل.. يقول شيخنا إن الحديث يعتبر شاذا إذا خالف راويه الثقةُ الأوثقَ منه.

وأحيانا يكون الحديث صحيحا سندا ومتنا ولكنه قيل في ظروف تاريخية فحديث "خاب قوم ولوا أمرهم امرأة" كان حينما كانت فارس تتهاوى وتتقلص فإن الوثنية السياسية جعلت الملك ميراثا لفتاة لا تدري شيئا، فكان هذا الحديث وصفا للأوضاع كلها دون أن يعني هذا انتقاصا من قدرة المرأة على الحكم السليم فالقرآن قص علينا قصة ملكة سبأ التي قادت قومها إلى الإيمان والفلاح بحكمتها وذكائها ويستحيل أن يرسل حكما في حديث يناقض ما نزل عليه من وحي، يؤكد الشيخ أن هذا ليس حكما عاما، فإنجلترا بلغت عصرها الذهبي أيام الملكة فيكتوريا.. وأنديراغاندي حققت لقومها ما يصبون حينما شطرت الكيان الإسلامي لشطرين.. الكفاءة هي المهمة في رئاسة الدولة.

خير محتمل

انتهى كلام الشيخ ويبقى تعقيب صغير:

بالطبع ليس من الضرورة أن يكون الشيخ مصيبا في رأيه.. إنه مجرد رأي يؤخذ بعين الاعتبار وجزاه الله خيرا على اجتهاده، مصيبا كان أم مخطئا.. في اعتقادي أن ميزة الشيخ الغزالي الكبرى هي صدقه وشجاعته، لقد امتلك شجاعة النقد فيما يعتبره البعض خطا أحمر لا يجوز مجرد الاقتراب منه.

ورب ضارة نافعة، ولعل هذه الفتوى الجائرة تنطوي على خير كثير وتدفعنا لكسر "التابو" وامتلاك شجاعة النقد والتجديد. النقد طبعا للعلماء فقط –من وزن الشيخ الغزالي- وليس لكل من هب ودب يقبل حديثا راق له ويرفض آخر.. إن ديننا متين كما أخبر المصطفى.. وغايات الدين الكبرى لا خلاف عليها، وبالتأكيد لن يضيره قبول أو رفض مثل هذه الأحاديث التي يعتبر وضعها في واجهة المتجر -وطرحها وكأنها الإسلام- عدم أمانة علمية.

في النهاية هذا رأيي لا أزعم أني أمتلك الصواب.. إن كان صوابا فالحمد لله وإن كان خطأ أضعه تحت قدميوأذعن لله.. فالأمربسيط جدا ولا يستحق معارك على الإطلاق، إن كان قالها – صلى الله عليه وسلم – فقد صدق

مراجعة 17:54، 23 نوفمبر 2009

فتوى ارضاع الكبير مرة أخرى.. بلوى جديدة، فتوى جديدة، فتنة جديدة.. لكنها تشتمل أيضا على خير محتمل.. الفتوى جاءت هذه المرة من قلب الأزهر.. رئيس قسم الحديث أباح -سامحه الله- للمرأة العاملة أن تقوم بإرضاع زميلها في العمل بالتقام الثدي مباشرة!! مؤكدا أنه يمكنها بعدها أن تخلع الحجاب وتكشف شعرها أمام من أرضعته، مطالبًا بتوثيق هذا الإرضاع رسميًا، ومعتبرا أنه مفيد للإسلام.. ومن يعترض فإن اعتراضه ليس عليه وإنما على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الدليل على مشروعية ذلك حديث مذكور في البخاري ومسلم، ملخصه أن أبا حذيفة كان قد تبنى سالما قبل أن يبطل التبني، فصار يدخل البيت وزوجة أبي حذيفة لا تحتجب عنه لأنه ابنها، فلما أبطل الله تعالى التبني صار سالم -وقد كبر- أجنبيا عن "سهلة" امرأة أبي حذيفة التي جاءت تشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: "أرْضِعيه تَحْرُمِي عَلَيه".

مسكنات وقتية

بالطبع رد الكثيرون الفتوى على اعتبارأنها كانت حالة خاصة في ظروف معينة يستحيل تكرارها، لكنني بصراحة أومن أن هذه الردود مسكنات وقتية وتطييب خواطر.. الأصل في الحديث نفسه.. من الطبيعي أن يفرز مثل هذا الحديث مثل هذه الفتوى.. ومادمنا نتعامل مع كتب الحديث بكل هذه الرهبة والإفراط في التقديس فمن الطبيعي أن تتحول ثقافتنا إلى شرح وشرح للشرح وشرح لشرح الشرح.

البخاري ومسلم مع عظيم الاحترام لهما عمل بشري مهما بلغت دقته وأمانته.. ومتن هذا الحديث يثير الاستغراب من عدة نواح؛ فالقرآن الكريم حدد وقت الرضاعة بما لا يتجاوز العامين: "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة"، والرسول كان أشد حياء من العذراء في خدرها، كما أن الإسلام بطبيعته دين عالي الذوق والرهافة والحساسية.

المشكلة أنك لو غامرت بإعلان ريبتك في صحة هذا الحديث فسيتهمونك على الفور بمعاداة الدين وهدم السنة.. وكأن الإسلام العظيم جاء لإرضاع الكبير وغمس الذبابة في كوب الماء وفقأ موسى لعين ملك الموت!!.. سيقولون لك إن رفضك حديثا واحدا في البخاري كرفضك له كله؟.. فيهذه الحالة كيف ستصلي العصر يا حلو والقرآن لم يحدد عدد الركعات؟ والخلاصةأنها صفقة تأخذها كلها أو تتركها كلها والاختيار لك.Take it or leave it..

مغالطات محرجة

هكذا يرهبونك فتضطر للصمت محرجا، لكن دعني أصارحك أن تلك الصيغة تنطوي على مغالطات جسيمة؛ فمقاصد الإسلام الكبرى هي التوحيد لله "اعبدوا الله ما لكم من إله غيره" والعدل مع الآخرين "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي".. لمثل هذه القيم اتصلت السماء بالأرض ونزل أمين الوحي جبريل على قلب الرسول عليه الصلاة والسلام.. لا لإرضاع الكبير وغمس الذبابة وفقأ عين ملك الموت. أما تقديم السنة النبوية على اعتبارأنك مضطر للاختياربين قبول البخاري كله أو رفضه كله فعنت وغبن.. يقول شيخنا الغزالي في كتابه القيم "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث": إن السنة ليست كلها سواء، فمنها متواتر له حكم القرآن الكريم، وفيها الصحيح المشهور الذي يفسر كتاب الله.. وفيها ما يصح سندا ويضعف متنا، وضرب مثالا بين أمثلة كثيرة يمتلئ بها الكتاب برفض السيدة عائشة حديث عذاب الميت ببكاء أهله (وهو المثبت في الصحاح) لتعارضه مع قول الله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى).

السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث

بسبب هذا الكتاب تعرض شيخنا الجليل محمد الغزالي لتهمة شنيعة وهي التشكيك في السنة النبوية!!. لم يشفع له تاريخه الناصع ودفاعه الحار عن دين الله.. هكذا يحدث دائما للمجددين.. نظرية"الغرف المغلقة" تصلح لتفسير كل شيء.. الثقافات المغلقة على نفسها والتي لا تمتلك شجاعة النقد والتجديد تتحول إلى كيانات لا نهائية تدور في حلقات مفرغة تؤمن أنها امتلكت الصواب وكل من يخالفها كافر ضال.. وفيالوقت نفسه تدور ثقافات أخرى في غرف أخرى في حلقات مفرغة مماثلة ويستمر الحال على ما هو عليه حتى تمتلك إحدى تلك الثقافات شجاعة النقد والتجديد.

الشيخ الغزالي امتلك شجاعة نقد بعض أحاديث البخاري ومسلم.. لا يمكن اتهامه طبعا بعدم التخصص أو الجهلالشرعي.. لكن تهمة الضلال ومعاداة السنة جاهزة.. وقدحصدها على كل حال من أصحاب الغرف المغلقة.

أهمية كتابه لا ترجع في اعتقادي لمادته العلمية القيمة فحسب، بل لأنه دعوة ملحَّـة لثقافة التسامح بين المتدينين.. وهي ثقافة نفتقدهاللأسف.. لقدمرر لنا هذا الكتاب رسالة مهمة جدا، وهي أن بعض ما نتصوره غير قابل للمناقشة هو قابل للمناقشة و(نص).. خلاففكري وليس عقائديا كما يريدون أن يصورونه.

إن الحقائق الرئيسية في المنهج الإسلامي لم تعد تحتل المساحة المناسبة لها عند مسلمي اليوم.. في الماضي كان البدوي يخاطب الفرس أيام الفتح الأول قائلا: جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد، واليوم صار اهتمام المتدينين بمسائل فرعية من قبيل نقض الوضوء للمس المرأة أكثر مما يشغله إجراء انتخابات مزورة!.

السند والمتن

إن الحكم الديني لا يؤخذ من حديث واحد مفصول عن غيره.. وإنما يضم الحديث إلى الحديث، ثم تقارن أحاديث المجموعة بما دل عليه القرآن الكريم، فإن القرآن هو الذي تعمل الأحاديث في نطاقه لا تعدوه "إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله".. وعلماءالسنة وضعوا خمسة شروط لقبول الأحاديث النبوية، ثلاثة في السند (راو واع – تقي ذو ضمير – اطراد هاتين الصفتين في سلسلة الرواة) واثنين في المتن (عدم الشذوذ بمعنى ألا يخالف ما هو أوثق، والثاني هو غياب العلة القادحة).. هذه الشروط كافية جدا لدقة النقل وقبول الآثار والمهم هو إحسان التطبيق.

والسنة ليست كلها سواء فمنها متواتر له حكم القرآن الكريم، وفيها الصحيح المشهور الذي يفسر كتاب الله.. ولكن الحديث قد يصح سندا ويضعف متنا مثلما رفضت السيدة عائشة حديث عذاب الميت ببكاء أهله (وهو المثبت في الصحاح) لتعارضه مع قول الله تعالى (ولا تزر وازرةوزر أخرى)، ورفض أبو حنيفة حديث "لا يقتل مسلم في كافر" برغم صحة سنده لتعارضه مع النص القرآني "النفس بالنفس" فقدم ظاهر القرآن على حديث الآحاد.. خصوصاأن هذه الأحاديث كلها لا علاقة لها بكفر أو إيمان ولا ترتبط بعقيدة ولا تتصل بعمل.

أمثلة من كتب الصحاح

يقول الشيخ إن هناك أحاديث صحيحة السند غير أن متونها تجعله يقف أمامها واجما للبحث عن مخرج؛ فحديث مسلم "كل ذي ناب من السباع فأكله حرام" يتعارض مع القرآن الكريم "قل لا أجد فيما أوحي إليَّ محرما على طاعميطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به"، ورواية نافع في الحرب بغير إنذار لأنها تتناقض مع قوله تعالى "وإما تخافنمن قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء، إن الله لا يحب الخائنين"، وأحاديث الجبر تخالف الكتاب والسنة، بل هي تطويح للوحي كله فنحن بجهدنا ننجو أو نهلك مثل حديث مسلم: "إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل عمل أهل النار فيدخلها".

حديث فقأ موسى لعين ملك الموت برغم صحة سنده يثير الريبة؛ إذ يفيد أن موسى عليه السلام يكره الموت ولا يحب لقاء الله، وهذا بالطبع مرفوض، ثم هل الملائكة تعرض لهم العاهات كما تعرض للبشر؟ وبرغم ذلك اعتبر شارح هذا الحديث منكريه من الملاحدة!!.. يقولالشيخ إن وصم منكر الحديث بالإلحاد استطالة في أعراض المسلمين؛ ففي متنه علة قادحة تنزل به عن مرتبة الصحة حتى لو كان في الكتب الصحاح.

وبين روايتي مسلم والبخاري في كتابة الرزق والأجل على الجنين تفاوت واضح.. يقول الشيخ إن أي مسلم يذهب إلى الله تعالى بإيمان واضح وعمل صالح لن يضيره الجهل بأحد الحديثين أو كليهما معا، ويستغرب الشيخ ما رواه ثابت عن أنس أن رجلا اتهم بأم ولد رسول الله فأمر علي بضرب عنقه، وهو الأمر الذي كاد يحدث لولا أن وجده علي مجبوبا أي مقطوع الذكر!!... يقول الشيخ أنه يستحيل أن يحكم على رجل بالقتل في تهمة لم يحقق فيها أويسمع له فيها دفاعا.. والظاهرأنه نجا من القتل بسبب عاهته ويتساءل: هل لو كان سليما أبيح دمه؟!! هذا أمر تأباه أصول الإسلام وفروعه كلها.

كما يستغرب الشيخ الحديث الذي يحبذ صلاة المرأة في غرفتها لتعارضه مع الواقع العملي لشهود النساء صلاة الجماعة معه طيلة عشر سنين.. ولقوله صلى الله عليه وسلم "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله"، ولاستبقاء الخلافة الراشدة صفوف النساء في المساجد بعد وفاة الرسول الكريم.. ابنحزم أراح نفسه وأراح غيره –حسب تعبير شيخنا– حينما كذب أحاديث منع النساء من الصلاة في المساجد وعدها من الباطل.. يقول شيخنا إن الحديث يعتبر شاذا إذا خالف راويه الثقةُ الأوثقَ منه.

وأحيانا يكون الحديث صحيحا سندا ومتنا ولكنه قيل في ظروف تاريخية فحديث "خاب قوم ولوا أمرهم امرأة" كان حينما كانت فارس تتهاوى وتتقلص فإن الوثنية السياسية جعلت الملك ميراثا لفتاة لا تدري شيئا، فكان هذا الحديث وصفا للأوضاع كلها دون أن يعني هذا انتقاصا من قدرة المرأة على الحكم السليم فالقرآن قص علينا قصة ملكة سبأ التي قادت قومها إلى الإيمان والفلاح بحكمتها وذكائها ويستحيل أن يرسل حكما في حديث يناقض ما نزل عليه من وحي، يؤكد الشيخ أن هذا ليس حكما عاما، فإنجلترا بلغت عصرها الذهبي أيام الملكة فيكتوريا.. وأنديراغاندي حققت لقومها ما يصبون حينما شطرت الكيان الإسلامي لشطرين.. الكفاءة هي المهمة في رئاسة الدولة.

خير محتمل

انتهى كلام الشيخ ويبقى تعقيب صغير:

بالطبع ليس من الضرورة أن يكون الشيخ مصيبا في رأيه.. إنه مجرد رأي يؤخذ بعين الاعتبار وجزاه الله خيرا على اجتهاده، مصيبا كان أم مخطئا.. في اعتقادي أن ميزة الشيخ الغزالي الكبرى هي صدقه وشجاعته، لقد امتلك شجاعة النقد فيما يعتبره البعض خطا أحمر لا يجوز مجرد الاقتراب منه.

ورب ضارة نافعة، ولعل هذه الفتوى الجائرة تنطوي على خير كثير وتدفعنا لكسر "التابو" وامتلاك شجاعة النقد والتجديد. النقد طبعا للعلماء فقط –من وزن الشيخ الغزالي- وليس لكل من هب ودب يقبل حديثا راق له ويرفض آخر.. إن ديننا متين كما أخبر المصطفى.. وغايات الدين الكبرى لا خلاف عليها، وبالتأكيد لن يضيره قبول أو رفض مثل هذه الأحاديث التي يعتبر وضعها في واجهة المتجر -وطرحها وكأنها الإسلام- عدم أمانة علمية.

في النهاية هذا رأيي لا أزعم أني أمتلك الصواب.. إن كان صوابا فالحمد لله وإن كان خطأ أضعه تحت قدميوأذعن لله.. فالأمربسيط جدا ولا يستحق معارك على الإطلاق، إن كان قالها – صلى الله عليه وسلم – فقد صدق