الفرق بين المراجعتين لصفحة: «دائرة حكومية»

أُضيف 231 بايت ،  قبل 3 أشهر
ط
←‏مصدر: إضافة تصنيف
طلا ملخص تعديل
ط (←‏مصدر: إضافة تصنيف)
 
(5 مراجعات متوسطة بواسطة 4 مستخدمين غير معروضة)
سطر 1:
[[صورة:Administrative_burden.JPG|left|220px|]]
'''الدائرة الحكومية''' او دوائر الدولة مكان شديد الشبه [[جهنم|بجحيم]] دانتي . عند مراجعتك لدائرة حكومية لشأن ما, فأول ما يصدمك بعد [[انتظار]] طويل تحت الشمس الحارقة وصراع المناكب وتبادل الخبرات المراجعاتية بين [[الانتظار|المنتظرين]] , الأسترخاء البيروقراطي لدى ال[[موظف]]ين, وغياب مظاهر الضبط و الأستعباد[[تجارة الرقيق عند العرب|الإستعباد]] الوظيفي المعهود [[مدير|لرؤسائهم]] . ليستقبلك [[موظف]] له شفتان تحملان تعبيراً إزدرائياً مستخفاً, ليسألك : شتريد ؟! وكأنك تراجع دائرته لغرض [[سياحة|النزهة]] وليس لشأن يتعلق بأختصاصها ولضرورة رسمية. يقلب ما بحوزتك من أوليات ووثائق ويطابقها, بأستخفاف, بما حوزتك من [[هوية]] شخصية وشهادة جنسية وبطاقة سكن , ليرميها اليك على مكتبه, فتجمعها. ليبعثك بعدها, متفضلاً, لأستنساخها وبفايل مُشترى, لزاماً, من كشك الأستنساخ مع طوابع , وترجعها اليه , الى نفس ال[[موظف]] ببراطمه وأوداجه المنتفخة, ليحن عليك أخيراً بتسجيلها في الواردة.
 
تقفز فرحاً بعبورك الحاجز الأول, لتتحول الى زميله الذي غالباً ما يكون منشغلاً في [[التلفون الموبايل|إجراء مكالمة]], تتبين بأنها خاصة, يتحدث فيها لصديق له عن سهرة البارحة الحافلة وما قالت له [[المرأة|إحداهن]] , في شأن ما, يجاهد في إخفاءه عن السامع المتسمع الواقف امامه على أحر من الجمر لأنجاز معاملته , وهو [[ضحك|يتضاحك]] مع صاحبه مع غياب تام لأحساسه المسلكي بوجودك كمراجع , حتى ينتهي من المهم, ليراجع إضبارتك مرة أخرى, [[تقطيب الحاجبين|بضجر]], ليختمها أخيراً بختم الدائرة السامي . يحولّك بعدها الى الحجي , حيث يتجمع امام مكتبه مجموعة من المراجعين ممن سبقوك , وهو يستضيف معمماً ب[[عمامة]] [[كهرباء|سوداء]] او بيضاء, لافرق , او شيخاً عشائرياً على استكان شاي متبادلاً معهم الأخبار و[[النكتة|النكات]] في انتظار انهاء معاملات تتعلق بأعوان لهم, خارج الأصول الأدارية, دون حضور شخصي ودون خضوع مستمسكاتهم, طبعاً, لتدقيق رسمي وذلك كله بضمانة وجاهتهم ال[[مجتمع]]ية وحضوتهم الحزبية. بعد حين ينتبه الحجي الى وجود مراجعين آخرين عند بابه العالي, ليأذن بدخولهم. يروزك من فوق لتحت , ويدحق في [[هوية|هويتك]] الشخصية ليعرف من أي عمام أنت, ليجعل معاملتك في دائرة التداول او يبعثك لجلب صحة صدور لوثائق رسمية أصلية صادرة ايام كان تزوير أية وثيقة, جريمة شديدة العقاب.
 
بعد اللتي واللتيا , وان كنت [[ولادة|مولوداً]] تحت نجم سعد, وداعيتلك [[أم]]ك, وأخذت معاملتك صك غفران الحجي , يدحرجك الى مكتب العلوية ذي الوجه النوراني , المتخاصم مع اي سمات [[المرأة|إنثوية]] . ولولا حجابها وتاء التأنيث المعقودة على توصيفها الوظيفي ك[[مدير]]ة, او كنية أم فلان لأصبح عسيراً تصنيفها من [[الجنس]] اللطيف. على العموم تكتشف بأن الشكل ليس بالضرورة يعبرً بصدق عن المضمون, فتسير معاملتك بسلاسة, تستغرب لها ! تتنفس الصعداء بعد ان تتسلم إضبارتك مدققة وموقعة ومبصومة ومختومة, تتراقص فوقها [[ملائكة]] الرضا البيروقراطي.
 
تتحول أخيرا الى غرفة الصادرة, حيث يجلس شاب وسيم وراء مكتب بدُرج مفتوح, يعلو الجدار خلفه ملصقاً يحمل عبارة [[اللعنة|لعن]] الله الراشي و[[رشوة|المرتشي]] . تقف قبالته زميلة ب[[حجاب]] زرق ورق ينقصه الذوق السليم, لاتعوزها ملامح جمال فطري لولا طبقات الميك اب الهائلة وحمرة الشفاف الفاقعة, [[ضحك|تتضاحك]] وتتغنج لزميلها, الذي تبدو عليه علامات البهجة والزهو لوقوف ملكة جمال الدائرة بكل جلالها قرب مكتبه, بينما هي قد تعبر عن إنزعاجها لو لمحت نظرة عابرة من [[عين|عيونك]] الجريئة المتطلعة لعطف وظيفي أخير, أو تتجاهل وجودك العواذلي, مستمرة في مناجاتها, كأنك حشرة هائمة ليس إلا.
السطر 10 ⟵ 11:
==مصدر==
* احسان جواد كاظم
[[تصنيف:مجتمع]]
[[تصنيف:سياحة]]
[[تصنيف:صفحات للتحقق]]