الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خلافة إسلامية»

أُزيل 6٬695 بايت ،  قبل سنة واحدة
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1:
==فترة حكم أبي بكر==
من الخلافات التي دبت بين أصحاب [[محمد]] أن الأنصار رشحوا سعدا بن عبادة للخلافة ، وكانوا يعتقدون أنهم الأحق بها لأنهم هم الذين استقبلوا النبي بعد أن اضطهده قومه من [[قريش]] ، وحاول البعض تجنب المواجهة ، فاقترحوا أن يكون من المهاجرين أمير ومن الأنصار أمير . ولكن [[ابو بكر|أبا بكر]] أصر على أن يبقى الحكم في [[قريش]] . ولم يقتصر الخلاف على هذا الحد ، بل أنه نشب بين المهاجرين أنفسهم ، حيث أن بني هاشم كانوا ضد ترشيح أبي بكر بدل [[علي بن أبي طالب]] ، و[[ممنوع|امتنع]] كثير منهم على مبايعة أبي بكر. هؤلاء القوم اختلفوا على الحكم مثلما نختلف عليه الآن ، وليسوا [[مقدس|قديسين]] ولا هم يحزنون ، بل بشر عاديون . وارتكبوا ما ارتكبوا من الفظائع لأنهم خلطوا بين السماوي والأرضي ، بين [[الدين]] وال[[سياسة]] .
 
تميزت فترة حكم أبي بكر رغم قصرها بالاضطرابات والقلاقل أو ما يمكن أن نسميه اليوم [[حرب اهلية|بحروب أهلية]] بين المسلمين وارتدت بعض القبائل عن [[الإسلام]] ، وبقيت قبائل أخرى مسلمة ولكنها رفضت دفع الزكاة . وهذا يبرهن على أن بعض الذين أسلموا لم يكونوا صادقين في إسلامهم ، وإنما فعلوا ذلك قهرا ، ويدحض الادعاء القائل أن الإسلام انتشر بالإقناع وليس [[سلاح|بالسيف]] . عن عبد الله بن [[عمر]] رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أُمِرْتُ أن أقاتِل الناسَ حتى يَشهدُوا أن لا إله إلا [[الله]] ، أنَّ محمداً رسولُ الله ، ويقيموا الصلاةَ ، ويُؤتوا الزكاةَ ، فإذا فَعَلوا ذلِكَ عَصمُوا مني دِمائهُمْ ، إلا بحقَّ الإسلام ، وحِسابُهُم على الله » ( رواه [[البخاري]] ومسلم ) . وهذا يتناقض مع نص الآيتين :« لا إكراه في [[الدين]] » و « وقال الحق من ربكم : فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر » . وتقول كتب التاريخ أيضا أن القبائل التي لم تسلم وبقيت على دينها رفضت دفع الجزية والخضوع لسيطرة المسلمين ، حوربت من قبل المسلمين وأخضعت بالسيف . وقد كان نتيجة هذه الحروب آلاف ، بل عشرات الآلاف من القتلى ، وتعرض الأسرى المغلوبون [[معاذ الكساسبة|للحرق أحياء]] ، وتعرضت [[تجارة الرقيق عند العرب|نساؤهم للسبي]] ، وجردوا من ممتلكاتهم. ويذكر المؤرخون المسلمون أن إحدى القبائل ، وهي قبيلة بني حنيفة ، رفضت دفع الزكاة [[ابو بكر|لأبي بكر]] لأنها لا تعترف بخلافته ، وهي ترى أن عليا هو الأجدر بالخلافة ، وهو ما يمكن أن نسميه بتعبيرنا العصري [[معارضة]] سياسية ، وليست دينية كما يريد أن يقنعنا به حراس المعبد. وهناك حادثة مالك بن نويرة الذي أسره سيدنا [[خالد بن الوليد]] رضي الله عنه مع مجموعة من رجاله خلال ما سمي بحروب الردة في عهد أبي بكر ، والذي لم يرتد عن [[الإسلام]] ولكنه لم يدفع الزكاة فقط بسبب الخلاف حول الخلافة.
 
صمم خالد على قتله ، رغم [[معارضة]] عبدالله بن عمر و أبي قتادة الأنصاري ([[صحابة|صحابيان]] جليلان) . ويذكر الطبري أنه كان لمالك بن نويرة زوجة آية في الجمال اسمها ليلى أم تميم ، ويقال أنه كان لها أجمل ساقين وأجمل عينين في شبه [[الجزيرة العربية]] ، فلما رآها خالد وقع في غرامها ومن [[الحب]] ما قتل . أمر خالد ضرارا بن الأزور أحد [[الصحابة]] المرافقين له في حروب الردة بضرب عنق زوجها مالك بن نويرة ، عندها نظر المسكين إلى زوجته وقال « هذه التي قتلتني » ، فأجابه خالد : « بل الله قتلك برجوعك عن [[الإسلام]] » ، وأجابه مالك :« إني على الإسلام » ، ثم قال خالد : « يا ضرار أضرب عنقه » . ودون أن ينتظر أمر خالد جنوده ببناء خيمة لـزوجة مالك ، ليلى أم تميم ، [[الجنس|ودخل بها]] في تلك الليلة ، وعاشرها معاشرة الأزواج ، ودم زوجها لم يجف بعد . أين العدة وال[[زواج]] الشرعي ؟
 
يذكر الطبري : ثم توجه خالد إلى جنده وقال لهم :« أدفئوا أسراكم » أي اقتلوهم ، وبمعنى أخر أحرقوهم . عند عودة الجيش إلى المدينة ، عاصمة الخلافة ، اشتكى تميم بن نويرة ، شقيق مالك بن نويرة ، خالدا إلى أبي بكر. ولما بلغ [[عمر بن الخطاب]] ذلك ، طلب من الخليفة أبي بكر أن يعزل خالدا من قيادة الجيش وأن يطبق عليه حد الزنا ، أي الرجم ، لكن [[ابو بكر|أبا بكر]] لم يفعل شيئا بدعوى أن [[الإسلام]] في حاجة إلى قائد عسكري في مثل شجاعته وكفاءته. وعند تولي عمر الخلافة عزل خالدا من قيادة الجيش الذي كان يقود الجيش الإسلامي في حربه ضد الروم في معركة اليرموك . وأمر إلى الخليفة الراشد الثاني ، [[عمر بن الخطاب]] ، الذي يعتبر أعظم الخلفاء الراشدين من الناحية السياسية ، حيث كان يضرب به المثل في العدل والحزم ، حسب ما ترويه كتب التاريخ الإسلامي .
==عمر و عثمان==
لكن مسألة تولي عمر بن الخطاب الخلافة لم تكن محل إجماع من [[الصحابة]] ، وتقول المصادر التاريخية المختلفة أن [[عمر]] قد عين من قبل أبي بكر قبل [[الموت|وفاته]] . الأمر الذي أغاض مناصري [[علي بن أبي طالب]] الذين انفلتت منهم الخلافة للمرة الثانية ، رغم أنهم كانوا مقتنعين بأن مرشحهم ابن عم النبي وصهره كان الأولى بها ، وتذكر كتب التاريخ أيضا أن الأنصار من الأوس والخزرج كانوا متذمرين من حكم [[عمر]] لأنه كان يفضل عليهم المهاجرين من [[قريش|القرشيين]] في منح مناصب المسئولية. وكانت نتيجة الصراع على [[السلطة]] أن اغتيل عمر بن الخطاب علي يد فيروز المدعو أبا لؤلؤة ، وتذكر كتب التاريخ أنه كان مجوسيا ، وهي ديانة الفرس قبل [[الإسلام]] . ويقول [[الشيعة]] ، أنصار [[علي]] ، أن فيروز كان مسلما يخفي إسلامه ، وكان من مناصري علي ، وقتله لعمر بن الخطاب كان الهدف منه أن يتولى علي الخلافة بعد [[موت]] ابن الخطاب.