الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خروف»

أُزيل 46 بايت ،  قبل 6 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
imported>Bigbig1
لا ملخص تعديل
سطر 42:
قبل لحظات من موعد الذبح جاء أبو الحسن من [[مسجد|صلاة العيد]] والسبحة في يده وبرفقته [[زعماء عرب|جزار محترف]] . ايقنت لحظتها ان ساعتي قد دنت . قرأت الفاتحة. ودعوت [[الله]] ان يخفف عنى سكرة [[الموت]] , سمعت كما الحلم [[المرأة|زوجة]] صاحب البيت توصي زوجها بلهجة أمرة ان لايفرط بالكبد والكلاوي والفشة والمعلاق وحتى الكرشة وثلثي الضحية لانها ستخبئها في الثلاجة الكبيرة فاللحمة طار سعرها الى 50 شيكل للكيلو . كانت ضحكتي الاخيرة قبل أن أرفض بصمت الشرب من الجردل الاسود شربتي الاخيرة . وهنا أمسك بي الجزار و[[مغازلة|داعبني]] بيده الجافة قليلا وعيني على سكينه الفضي الحاد. بكى الطفل الصغير من جلال المنظر فأخذوه بعيدا . هتف الجزار العبوس :[[الله]] أكبر !! تجلدت وتقلصت فرائصي وأخذتني العزة فلم أصرخ بـ ماء .... ماء . كانت قرصة عميقة سرعان ماتحولت الى احتراق كبير واختناق في الرقبة فظيع سائل لزج يتدفق برودة سريعة تسرى ترتعش اطرافي أصعد في غيبوبة بيضاء , ارى [[الأم|امي]] في أبهى صورة وهي تمد يديها الي سعيدة مرحبة . أحسستني في صعودي الى السماء [[المسيح]] ويوسف واسماعيل معا , سعادة مابعدها سعادة أني أغادر ذلك [[العالم]] الضيق المتهالك الى فضاء الديمومة والصفاء .
 
الكثير من [[العرب]] لا يعلمون بان القانون الامريكي المكتوب منه وغير المكتوب يجيز ان يموت الناس في مناطق الصراع في [[العالم]] بالالاف وان تحرق جثث الاطفال بالنابالم في [[فلسطين]] .. ولكنه لا يجيز ولا باي حال من الاحوال ان يموت خروف امريكي الا عن طريق الذبح في المسلخ .. وبعد ان يضعوا تحت رقبته مخدة ناعمه . ويتلو عليه من يذبحه آيات من سفر التسابيح . وشيئا من المدائح والاغاني الهابطة .. وزهرة اقحوان حمراء تلون بها قرونه ان كان له قرون .. اما ان لم يكن فبوضع شريط ملون حول رقبته حتى يرى الحياةال[[حياة]] بعد [[الموت]] زاهية الالوان .. ثم يبدأ البكاء على الخروف الذي سيذبح .. وبعد الانتهاء من النحيب ومراسيم الطقوس المعتادة يذبح الخروف بوجود ما يسمونه (الانسبكتر) الذي ترسله جمعية الرفق بالحيوان .. وبعد الذبح يضع ذلك الانسبكتر اذنه على قلب الخروف .. ثم يدس تحت جلده آلة صغيرة تنبىء انه قد توفي ( الى رحمة [[الله)]] قبل ان يأمر بسلخ جلده واقامة الاحتفال على لحمه الطري .
 
ولقد حدثني أحد الاخوة العرب .. عند قدومه الى [[امريكا]] بانه امتهن ذبح الخراف في [[الوطن العربي]] بحيث لايجيد مهنة سواها .. فقد عمل في مسالخ الوطن فترة طويلة .. بدءا من جهاز المخابرات الى [[الشرطة]] ولخبرته العريقة في سلخ جلود الناس رسا به الامر بعد التقاعد الى مسلخ للذبائح بكل انواعها .. وقال لي بان سكينه لا يخطىء ابدا .. فهو يضع رجله اليسرى على رقبة الروف ويدوس عليها بقوة حتى يكاد الخروف يفطس بين يديه .. ثم يسبه في سره ويسب صنعته ومن علمه تلك الصنعة ويسب الدهر والايام والزمان .. تماما مثلما كان يفعل ايام وظيفته في المخابرات يوم كان رنين الخيزرانة في يده تسمعه من الطوابق العليا .. ثم يدوس اكثر على رقبة الخاروف حتى لا يتحرك من مكانه ويقترب من [[الموت]] .. ثم بعد ذلك يحن عليه بضربة سكين تفصل رأسه عن جسده في لحظات .. وتحيله (الخاروف)الخروف الى عالم [[العدم ..]] ولا ينسى في كل ذلك ان يسمي حتى يكون الذبح على الطريقة الاسلامية . سواء كان الذبح في جهاز المخابرات او في المذبح ؟؟؟؟.
 
قال لي الاخ العربي : ذهبت الى مسلخ امريكي لكي أعمل عندهم و اريهم مواهبي .. ولم يكن احد قد اخبرني كيف يعامل الخاروف الامريكي .. ولا الطقوس التي يمكن ان تقرأ كي يستحضرها .. واراد صاحب المسلخ ان يجربني فاحضر لي خاروفا صغيرا بريئا وطلب مني ان اجرب سكيني في رقبته ..ولما كنت اجهل الطريقة الامريكية في معاملة (الخراف) فقد امسكته (الخاروفالخروف طبعا وليس صاحب المسلخ ) من رجليه ويديه ورميته ارضا وعاجلته بان وضعت رجلي اليسرى على رقبته .. رفس الخاروفالخروف برجليه اولا .. ثم اخرج فحيحا ثانيا .. ثم اغمض عينيه مستسلما ثالثا .. فصرخ بي صاحب المسلخ بصوت كالرعد : ايها المتوحش ؟ ماذا تفعل بالخاروفبالخروف ؟ انت تقتله قبل ان تذبحه .. قلت له وما الفرق بين الذبح والقتل ؟ قال .. لو كان هنا ( الانسبكتر) لدفعنا غرامة قدرها خمسة الاف [[دولار ..]] ثم تابع الامريكي : لقد حضرت حرب فيتنام وحرب كوريا .. واسقطنا مئات الاف الاطنان من القذائف على رؤوس الناس .. ولكننا لم نكن نرى الذين يموتون ..ولم نصل الى مرحلة سواد القلب فنقتل حيوانا بالهمجية التي تفعلها .. ثم احمرت عيناه وصرخ في وجهي وقريبا من اذني : اذهب لا عمل لك عندي .
==مصدر==
* توفيق الحاج , خاروف و تخاريف .
مستخدم مجهول