الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خروف»

أُزيل 78 بايت ،  قبل 6 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 34:
ولدت مع توأمٍ في مزرعة كبيرة وأتذكر بأنني وأخي كنا مدللين في الصغر ، وكان الجميع يهتم بنا ، وكانت [[الأم|امي]] ترضعنا من حليبها اللذيذ ، بل ان الراعي ، كان يجلب لنا حليباً جاهزاً في قنان عندما كانت امي مريضة . وفوق ذلك ، كان الراعي يحمينا من الخرفان الكبيرة ولا يسمح لها بإيذاءنا . أتذكر ان امي كانت تصيح عندما نبتعد قليلاً : إرجع ياولدي .. فأن هنالك [[ذئب|ذئاب]] شرسة سوف تفترسك إذا إبتعدْتَ عن القطيع !كنت أرتعدُ حين أسمع بإسمه وحتى بعد أن كبرت وأصبحت خروفا بالغا .لم تستمر فترة طفولتي طويلاً ... وتدريجياً إكتشفتُ أن لحظات سعادتي في الأسابيع الأولى من عمري ، كانت حلماً قصيراً وإنتهى إلى الأبد وأن العيش كخروف ضمن القطيع ، صعب للغاية .
 
لشّدلشد مايحزنني ، ان البشر يتصورون ان جميع الخرفان [[غباء|أغبياء]] ، ولهذا السبب يُسّمونيسمون الشخص المصاب بداء النسيان او الهلوسة ببالخرِف " الخَرِف " المأخوذةِالمأخوذة من خروف . علماً أنني خروفٌخروف ذكي وعندي مَشاعِرمشاعِر وأحاسيس ... لكن صفاتي هذهِ نقمة عليّعلي وليسَوليس نِعمة .. فلقد أدركتُأدركت مُبَكِراًمُبكِراً أنهم يطعمونني ، ليس حُباًحباً بي ولا عطْفاًعطفاً عليّعلي ، بل من أجل تسميني لكي أكون جاهِزاًجاهزاً للذَبحللَذبح . كَمْكم كُنتُكنت أتمنى لو كُنتُكنت خروفاً تقليدياً مثل معظم خُرفانخرفان القطيع التي تتبع أوامِر الراعي وتوجيهاته ، وهي مُغّمِضةمغمضة ومُبتَسِمةومبتسمة ، مَهْمامهما كانتْكانت تلك الأوامِرالأوامر غير مَنطِقيةمنطِقية وتلك التوجيهات مُجحِفةمجحفة ! . لكن ماالعمل وأنا خروفٌخروف مُفّكِر[[فكرة|مفكر]] ؟ لا أدري هل أضحكُأضحك أمْأم أبكي من هذه المُفارَقةالمفارقة " .. طيلة عُمريعمري خّوفونيخوفوني من الذِئب[[الذئب]] الذي سوف يفترسني ، لكني مُتأكِدٌمتأكد أن سكين الراعي هو الذي سيذبحني في النهاية " .
 
ثُمَ كيفَ لا أشعرُ بالغُبنِ والظُلم ... صحيح ان البقرة أكبر مني حجماً وتوفر الحليب بكمياتٍ مُحتَرَمة .. لكنني أيضاً ، كُلّيَ خيرات وفوائِد ، فليسَ هنالكَ جزءٌ من بدني لا يستفاد منهُ البشر .. فلحمي هو الأطيب وكَبَدي هو الألَذ ، وجلدي هو الأحسَن وصوفي هو الأروع .. وأحشائي تُطبَخ منها الباجة .. بل أن خرائي سمادٌ عضوي ثمين .. وفوق كل ذلك ، فأن ملايين البشر يعبدون البَقر ، ولا أحد يعبدني ! .
مستخدم مجهول