مستخدم مجهول
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Bigbig1 لا ملخص تعديل |
imported>Amazegho طلا ملخص تعديل |
||
سطر 30:
|-
|}
'''الخروف''' : ارفع يدي الى [[الله|الباري]] عز وجل ان يحولني الى خروف في [[العقلية العربية|هذا الزمن المر]] فان هذا يضمن لي صفحة سوابق [[العدم|بيضاء ناصعة]] وغير مصنفة على فصيل أو لون معين ويضمن لي قبل الذبح طبعا تبنا وشعيرا كثيرا ممزوجا ب[[طز|الملح]] من التاجرالجشع لضمان زيادة وزني وبيعي بأكبر مبلغ ممكن من الدنانير أو [[دولار|الدولارات]] أو الشيكلات هذا عدا الجولات [[سياحة|السياحية]] في المراعي للتحلية [[حشيش|بالحشائش]] الطرية بعيدا عن الهم [[الإنسان|البشري]] من طحين و[[ضرطة|غاز]] وفواتير [[التلفون الموبايل|التليفون]]
[[ولادة|ولدت]] مع توأمٍ في مزرعة كبيرة وأتذكر بأنني [[الأخ|وأخي]] كنا مدللين في الصغر ، وكان الجميع يهتم بنا ، وكانت [[الأم|امي]] ترضعنا من حليبها اللذيذ ، بل ان الراعي ، كان يجلب لنا حليباً جاهزاً في قنان عندما كانت امي مريضة . وفوق ذلك ، كان الراعي يحمينا من الخرفان الكبيرة ولا يسمح لها بإيذاءنا . أتذكر ان [[الأم|امي]] كانت تصيح عندما نبتعد قليلاً : إرجع ياولدي .. فأن هنالك [[ذئب|ذئاب]] شرسة سوف تفترسك إذا إبتعدْتَ عن القطيع !كنت أرتعدُ حين أسمع [[الإسم|بإسمه]] وحتى بعد أن كبرت وأصبحت خروفا بالغا .لم تستمر فترة [[الأطفال|طفولتي]] طويلاً ... وتدريجياً إكتشفتُ أن لحظات سعادتي في الأسابيع الأولى من عمري ، كانت حلماً قصيراً وإنتهى إلى الأبد وأن العيش كخروف ضمن القطيع ، صعب للغاية .
لشد مايحزنني ، ان البشر يتصورون ان جميع الخرفان [[غباء|أغبياء]] ، ولهذا السبب يسمون الشخص المصاب بداء النسيان او الهلوسة بالخرِف
ثم كيف لا أشعر بالغبن والظلم صحيح ان البقرة أكبر مني حجما وتوفر الحليب بكمياتٍ محترمة لكنني أيضاً ، كلي خيرات وفوائد ، فليس هنالك جزء من بدني لا يستفاد منه البشر فلحمي هو الأطيب وكبدي هو الألَذ ، وجلدي هو الأحسن وصوفي هو الأروع وأحشائي تطبخ منها الباجة بل أن [[خرا|خرائي]] سماد عضوي ثمين وفوق كل ذلك ، فأن ملايين البشر يعبدون البقر ، ولا أحد يعبدني ! .
[[سرقة|التاجر]] يقرر بيعي ويذهب بي السوق راكبا لانه يخشى على من التعب والارهاق , ياسلام على [[الإنسان|الانسانية]] ، وهناك يبدأ المساومات وحلف الايمان والصلاة على [[محمد|النبي]] وهو الذي لم أره يصلي منذ فتحت
قبل لحظات من موعد الذبح جاء أبو الحسن من [[مسجد|صلاة العيد]] والسبحة في يده وبرفقته [[زعماء عرب|جزار محترف]] . ايقنت لحظتها ان ساعتي قد دنت . قرأت الفاتحة. ودعوت [[الله]] ان يخفف عنى سكرة [[الموت]] , سمعت كما الحلم [[المرأة|زوجة]] صاحب البيت توصي زوجها بلهجة أمرة ان لايفرط
الكثير من [[العرب]] لا يعلمون بان القانون [[أمريكا|الامريكي]] المكتوب منه وغير المكتوب يجيز ان [[الموت|يموت]] الناس في مناطق الصراع في [[العالم]] بالالاف وان تحرق جثث [[الاطفال]] بالنابالم في [[فلسطين]] ولكنه لا يجيز ولا باي حال من الاحوال ان يموت خروف امريكي الا عن طريق الذبح في المسلخ . وبعد ان يضعوا تحت رقبته مخدة ناعمه . ويتلو عليه من يذبحه آيات من [[التوراة|سفر التسابيح]] . وشيئا من المدائح
ولقد حدثني أحد الاخوة [[العرب]] عند قدومه الى [[امريكا]] بانه امتهن ذبح الخراف في [[الوطن العربي]] بحيث لايجيد مهنة سواها . فقد عمل في مسالخ الوطن فترة طويلة بدءا من جهاز المخابرات الى [[الشرطة]] ولخبرته العريقة في سلخ جلود [[الإنسان|الناس]] رسا به الامر بعد التقاعد الى مسلخ للذبائح بكل انواعها وقال لي بان سكينه لا يخطىء ابدا . فهو يضع رجله اليسرى على رقبة الروف ويدوس عليها بقوة حتى يكاد الخروف يفطس بين يديه . ثم [[شتيمة|يسبه]] في سره ويسب صنعته ومن علمه تلك الصنعة ويسب الدهر والايام والزمان تماما مثلما كان يفعل ايام وظيفته في [[دائرة المخابرات]] يوم كان رنين الخيزرانة في يده تسمعه من الطوابق العليا ثم يدوس اكثر على رقبة
قال لي الاخ [[العربية|العربي]] ذهبت الى مسلخ امريكي لكي أعمل عندهم و اريهم مواهبي ولم يكن احد قد اخبرني كيف يعامل
==مصدر==
* توفيق الحاج , خاروف و تخاريف .
|