الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خروف»

أُضيف 14٬253 بايت ،  قبل 3 أشهر
ط
←‏مصدر: إضافة تصنيف
(أنا حمار لقد قمت بإزالة محتويات هذه الصفحة)
ط (←‏مصدر: إضافة تصنيف)
 
(22 مراجعة متوسطة بواسطة 16 مستخدماً غير معروضة)
سطر 1:
{| border=1 align=left cellpadding=4 cellspacing=2 width=200 style="margin: 0.5em 0 1em 1em; background: #f9f9f9; border: 1px #aaaaaa solid; border-collapse: collapse; font-size: 75%; clear:right"
|-
| align=center colspan="2" |
{| style="background:#f9f9f9;" border="0" cellpadding="2" cellspacing="0"|- align=center"
|- center=align
| [[صورة:Ewe_sheep_black_and_white.jpg|200px|]]
|}
|-
! style="background: #ffcccc; text-align: center" colspan="3" |'''التصنيف العلمي'''
|-
|'''المملكة'''||'''[[الحيوانات]]'''
|-
| '''الشعبة''' ||'''الحبليات'''
|-
| '''الصف''' || '''الثدييات'''
|-
| '''الرتبة''' || '''مزدوجة الأصابع'''
|-
| '''الفصيلة''' ||'''خروف و تخاريف'''
|-
|'''الجنس''' || '''خرفان عرب'''
|-
! style="background: #ffcccc; text-align: center" colspan="3" | '''معلومات عامة'''
|-
| '''خروف مستنسخ''' || '''دولي Dolly'''
|-
| '''خروف [[مقدس]]''' || '''[[المسيح]]'''
|-
| '''خروف مسكين''' || '''خروف ال[[عيد]]'''
|-
|}
'''الخروف''' : ارفع يدي الى [[الله|الباري]] عز وجل ان يحولني الى خروف في [[العقلية العربية|هذا الزمن المر]] فان هذا يضمن لي صفحة سوابق [[العدم|بيضاء ناصعة]] وغير مصنفة على فصيل أو لون معين ويضمن لي قبل الذبح طبعا تبنا وشعيرا كثيرا ممزوجا ب[[طز|الملح]] من التاجرالجشع لضمان زيادة وزني وبيعي بأكبر مبلغ ممكن من الدنانير أو [[دولار|الدولارات]] أو الشيكلات هذا عدا الجولات [[سياحة|السياحية]] في المراعي للتحلية [[حشيش|بالحشائش]] الطرية بعيدا عن الهم [[الإنسان|البشري]] من طحين و[[ضرطة|غاز]] وفواتير [[التلفون الموبايل|التليفون]] و[[الكهرباء]] وتزايد ضنك من يعيشون الحصار ويعانون من اغلاق المعابر . اني أرحب ب[[الموت|مصيري]] على يد [[سلاح|سكين]] جزار تنفيذا لقيمة [[لحية|التضحية الالهية]] ففي رأيي كخروف [[عيد]] ان نهايتي بهذه الطريقة هي أعظم من نهايات كثيرة للبشر من حولي حيث يذبح الاخ أخيه والابن [[الأب|ابيه]] من أجل مخترة أو مشيخة .
 
[[ولادة|ولدت]] مع توأمٍ في مزرعة كبيرة وأتذكر بأنني [[الأخ|وأخي]] كنا مدللين في الصغر ، وكان الجميع يهتم بنا ، وكانت [[الأم|امي]] ترضعنا من حليبها اللذيذ ، بل ان الراعي ، كان يجلب لنا حليباً جاهزاً في قنان عندما كانت امي مريضة . وفوق ذلك ، كان الراعي يحمينا من الخرفان الكبيرة ولا يسمح لها بإيذاءنا . أتذكر ان [[الأم|امي]] كانت تصيح عندما نبتعد قليلاً : إرجع ياولدي .. فأن هنالك [[ذئب|ذئاب]] شرسة سوف تفترسك إذا إبتعدْتَ عن القطيع !كنت أرتعدُ حين أسمع [[الإسم|بإسمه]] وحتى بعد أن كبرت وأصبحت خروفا بالغا .لم تستمر فترة [[الأطفال|طفولتي]] طويلاً ... وتدريجياً إكتشفتُ أن لحظات سعادتي في الأسابيع الأولى من عمري ، كانت حلماً قصيراً وإنتهى إلى الأبد وأن العيش كخروف ضمن القطيع ، صعب للغاية .
 
لشد مايحزنني ، ان البشر يتصورون ان جميع الخرفان [[غباء|أغبياء]] ، ولهذا السبب يسمون الشخص المصاب بداء النسيان او الهلوسة بالخرِف المأخوذة من خروف . علماً أنني خروف ذكي وعندي مشاعِر وأحاسيس ... لكن صفاتي هذهِ نقمة علي وليس نِعمة . فلقد أدركت مُبكِراً أنهم يطعمونني ، ليس [[الحب|حباً]] بي ولا عطفاً علي ، بل من أجل تسميني لكي أكون جاهزاً للَذبح . كم كنت أتمنى لو كنت خروفاً تقليدياً مثل معظم خرفان القطيع التي تتبع أوامِر الراعي وتوجيهاته ، وهي مغمضة و[[ضحك|مبتسمة]] ، مهما كانت تلك الأوامر غير منطِقية وتلك التوجيهات مجحفة ! . لكن ماالعمل وأنا خروف [[فكرة|مفكر]] ؟ لا أدري هل أضحك أم أبكي من هذه المفارقة طيلة عمري خوفوني من [[الذئب]] الذي سوف يفترسني ، لكني متأكد أن سكين الراعي هو الذي سيذبحني في النهاية .
 
ثم كيف لا أشعر بالغبن والظلم صحيح ان البقرة أكبر مني حجما وتوفر الحليب بكمياتٍ محترمة لكنني أيضاً ، كلي خيرات وفوائد ، فليس هنالك جزء من بدني لا يستفاد منه البشر فلحمي هو الأطيب وكبدي هو الألَذ ، وجلدي هو الأحسن وصوفي هو الأروع وأحشائي تطبخ منها الباجة بل أن [[خرا|خرائي]] سماد عضوي ثمين وفوق كل ذلك ، فأن ملايين البشر يعبدون البقر ، ولا أحد يعبدني ! .
 
[[سرقة|التاجر]] يقرر بيعي ويذهب بي السوق راكبا لانه يخشى على من التعب والارهاق , ياسلام على [[الإنسان|الانسانية]] ، وهناك يبدأ المساومات وحلف الايمان والصلاة على [[محمد|النبي]] وهو الذي لم أره يصلي منذ فتحت [[عين]]ي على [[العالم|الدنيا]] وحرمني من الرضاع من [[الأم|امي]] التي باعها بعد [[ولادة|ميلادي]] بعشرة أيام . بعد ربع ساعة باعني التاجر فاقد الذمة الى [[الرجل|رجل]] موسر من أهل [[السلطة|الحكم]] وقبض المبلغ بال[[دولار]] فدسه في جيب البالطو الوسخ وقال مبروك . أخذني المالك الجديد راكبا ومعززا مكرما الى بيته وهناك استقبلني [[الأطفال|الاطفال]] من [[راس الدربونة|رأس الشارع]] زفوني وداعبوني و حاولوا [[نكتة|اضحاكي]] وصوروني عدة صور للذكرى ولكنى لم ابتسم فكيف أفعل ذلك وأنا سأغادر الدنيا بعد يومين . كان المكان أكثر دفئا وأنسا فقد سمعت لاول مرة أخبار [[الجزيرة]] وأناشيد الاقصى وبكيت لما سمعت [[سعاد حسني|أغنية حزينة عن الغربة]] والاسر ولكني فوجئت عندما سمعت اغنية خاصة للخراف أمثالي .
 
قبل لحظات من موعد الذبح جاء أبو الحسن من [[مسجد|صلاة العيد]] والسبحة في يده وبرفقته [[زعماء عرب|جزار محترف]] . ايقنت لحظتها ان ساعتي قد دنت . قرأت الفاتحة. ودعوت [[الله]] ان يخفف عنى سكرة [[الموت]] , سمعت كما الحلم [[المرأة|زوجة]] صاحب البيت توصي زوجها بلهجة أمرة ان لايفرط ب[[هند بنت عتبة|الكبد]] والكلاوي والفشة والمعلاق وحتى الكرشة وثلثي الضحية لانها ستخبئها في ال[[ثلاجة]] الكبيرة فاللحمة طار سعرها الى 50 شيكل للكيلو . كانت ضحكتي الاخيرة قبل أن أرفض بصمت الشرب من ال[[جردل]] الاسود شربتي الاخيرة . وهنا أمسك بي الجزار و[[مغازلة|داعبني]] بيده الجافة قليلا و[[عين]]ي على سكينه الفضي الحاد. [[البكاء|بكى]] الطفل الصغير من جلال المنظر فأخذوه بعيدا . هتف الجزار العبوس :[[الله]] أكبر !! تجلدت وتقلصت فرائصي وأخذتني العزة فلم أصرخ بـ ماء .... ماء . كانت قرصة عميقة سرعان ماتحولت الى احتراق كبير واختناق في الرقبة فظيع سائل لزج يتدفق برودة سريعة تسرى ترتعش اطرافي أصعد في غيبوبة [[العدم|بيضاء]] , ارى [[الأم|امي]] في أبهى صورة وهي تمد يديها الي سعيدة مرحبة . أحسستني في صعودي الى السماء [[المسيح]] ويوسف واسماعيل معا , سعادة مابعدها [[سعادة]] أني أغادر ذلك [[العالم]] الضيق المتهالك الى فضاء الديمومة والصفاء .
 
الكثير من [[العرب]] لا يعلمون بان القانون [[أمريكا|الامريكي]] المكتوب منه وغير المكتوب يجيز ان [[الموت|يموت]] الناس في مناطق الصراع في [[العالم]] بالالاف وان تحرق جثث [[الاطفال]] بالنابالم في [[فلسطين]] ولكنه لا يجيز ولا باي حال من الاحوال ان يموت خروف امريكي الا عن طريق الذبح في المسلخ . وبعد ان يضعوا تحت رقبته مخدة ناعمه . ويتلو عليه من يذبحه آيات من [[التوراة|سفر التسابيح]] . وشيئا من المدائح و[[سما المصري|الاغاني الهابطة]] وزهرة اقحوان حمراء تلون بها قرونه ان كان له قرون .اما ان لم يكن فبوضع شريط ملون حول رقبته حتى يرى ال[[حياة]] بعد [[الموت]] زاهية الالوان ثم يبدأ [[البكاء]] على الخروف الذي سيذبح وبعد الانتهاء من النحيب ومراسيم الطقوس المعتادة يذبح الخروف بوجود ما يسمونه الانسبكتر الذي ترسله جمعية الرفق [[الحيوانات|بالحيوان]] وبعد الذبح يضع ذلك الانسبكتر اذنه على قلب الخروف ثم يدس تحت جلده آلة صغيرة تنبىء انه قد توفي الى رحمة [[الله]] قبل ان يأمر بسلخ جلده واقامة الاحتفال على لحمه الطري .
 
ولقد حدثني أحد الاخوة [[العرب]] عند قدومه الى [[امريكا]] بانه امتهن ذبح الخراف في [[الوطن العربي]] بحيث لايجيد مهنة سواها . فقد عمل في مسالخ [[الوطن]] فترة طويلة بدءا من جهاز المخابرات الى [[الشرطة]] ولخبرته العريقة في سلخ جلود [[الإنسان|الناس]] رسا به الامر بعد التقاعد الى مسلخ للذبائح بكل انواعها وقال لي بان سكينه لا يخطىء ابدا . فهو يضع رجله اليسرى على رقبة الروف ويدوس عليها بقوة حتى يكاد الخروف يفطس بين يديه . ثم [[شتيمة|يسبه]] في سره ويسب صنعته ومن علمه تلك الصنعة ويسب الدهر والايام والزمان تماما مثلما كان يفعل ايام [[موظف|وظيفته]] في [[دائرة المخابرات]] يوم كان رنين الخيزرانة في يده تسمعه من الطوابق العليا ثم يدوس اكثر على رقبة الخروف حتى لا يتحرك من مكانه ويقترب من [[الموت]] ثم بعد ذلك يحن عليه بضربة سكين تفصل رأسه عن جسده في لحظات وتحيله الخروف الى عالم [[العدم]] ولا ينسى في كل ذلك ان يسمي حتى يكون الذبح على الطريقة [[الإسلام|الاسلامية]] . سواء كان الذبح في جهاز المخابرات او في المذبح .
 
قال لي الاخ [[العربية|العربي]] ذهبت الى مسلخ امريكي لكي أعمل عندهم و اريهم مواهبي ولم يكن احد قد اخبرني كيف يعامل الخروف [[أمريكا|الامريكي]] .. ولا الطقوس التي يمكن ان تقرأ كي يستحضرها واراد صاحب المسلخ ان يجربني فاحضر لي خروفا صغيرا بريئا وطلب مني ان اجرب سكيني في رقبته ولما كنت اجهل الطريقة الامريكية في معاملة الخراف فقد امسكته (الخروف طبعا وليس صاحب المسلخ ) من رجليه ويديه ورميته [[الأرض|ارضا]] وعاجلته بان وضعت رجلي اليسرى على رقبته رفس الخروف برجليه اولا ثم اخرج فحيحا ثانيا ثم اغمض [[عين]]يه مستسلما ثالثا فصرخ بي صاحب المسلخ بصوت كالرعد : ايها المتوحش ؟ ماذا تفعل بالخروف ؟ انت تقتله قبل ان تذبحه قلت له وما الفرق بين الذبح والقتل ؟ قال لو كان هنا الانسبكتر لدفعنا غرامة قدرها خمسة الاف [[دولار]] ثم تابع الامريكي : لقد حضرت حرب فيتنام وحرب كوريا واسقطنا مئات الاف الاطنان من القذائف على رؤوس [[الإنسان|الناس]] ولكننا لم نكن نرى الذين يموتون ولم نصل الى مرحلة سواد القلب فنقتل حيوانا بالهمجية التي تفعلها ثم احمرت [[عين]]اه وصرخ في وجهي وقريبا من اذني : اذهب لا عمل لك عندي .
==مصدر==
* توفيق الحاج , خاروف و تخاريف .
[[تصنيف:حيوانات]]
[[تصنيف:صفحات للتحقق]]