الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خروف»

أُضيف 4 بايت ،  قبل 6 سنوات
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Amazegho
طلا ملخص تعديل
imported>Mafia mafia
طلا ملخص تعديل
سطر 40:
[[سرقة|التاجر]] يقرر بيعي ويذهب بي السوق راكبا لانه يخشى على من التعب والارهاق , ياسلام على [[الإنسان|الانسانية]] ، وهناك يبدأ المساومات وحلف الايمان والصلاة على [[محمد|النبي]] وهو الذي لم أره يصلي منذ فتحت [[عين]]ي على [[العالم|الدنيا]] وحرمني من الرضاع من [[الأم|امي]] التي باعها بعد [[ولادة|ميلادي]] بعشرة أيام . بعد ربع ساعة باعني التاجر فاقد الذمة الى [[الرجل|رجل]] موسر من أهل [[السلطة|الحكم]] وقبض المبلغ بال[[دولار]] فدسه في جيب البالطو الوسخ وقال مبروك . أخذني المالك الجديد راكبا ومعززا مكرما الى بيته وهناك استقبلني [[الأطفال|الاطفال]] من [[راس الدربونة|رأس الشارع]] زفوني وداعبوني و حاولوا [[نكتة|اضحاكي]] وصوروني عدة صور للذكرى ولكنى لم ابتسم فكيف أفعل ذلك وأنا سأغادر الدنيا بعد يومين . كان المكان أكثر دفئا وأنسا فقد سمعت لاول مرة أخبار [[الجزيرة]] وأناشيد الاقصى وبكيت لما سمعت [[سعاد حسني|أغنية حزينة عن الغربة]] والاسر ولكني فوجئت عندما سمعت اغنية خاصة للخراف أمثالي .
 
قبل لحظات من موعد الذبح جاء أبو الحسن من [[مسجد|صلاة العيد]] والسبحة في يده وبرفقته [[زعماء عرب|جزار محترف]] . ايقنت لحظتها ان ساعتي قد دنت . قرأت الفاتحة. ودعوت [[الله]] ان يخفف عنى سكرة [[الموت]] , سمعت كما الحلم [[المرأة|زوجة]] صاحب البيت توصي زوجها بلهجة أمرة ان لايفرط ب[[هند بنت عتبة|الكبد]] والكلاوي والفشة والمعلاق وحتى الكرشة وثلثي الضحية لانها ستخبئها في ال[[ثلاجة]] الكبيرة فاللحمة طار سعرها الى 50 شيكل للكيلو . كانت ضحكتي الاخيرة قبل أن أرفض بصمت الشرب من الجردل الاسود شربتي الاخيرة . وهنا أمسك بي الجزار و[[مغازلة|داعبني]] بيده الجافة قليلا وعيني على سكينه الفضي الحاد. بكى الطفل الصغير من جلال المنظر فأخذوه بعيدا . هتف الجزار العبوس :[[الله]] أكبر !! تجلدت وتقلصت فرائصي وأخذتني العزة فلم أصرخ بـ ماء .... ماء . كانت قرصة عميقة سرعان ماتحولت الى احتراق كبير واختناق في الرقبة فظيع سائل لزج يتدفق برودة سريعة تسرى ترتعش اطرافي أصعد في غيبوبة [[العدم|بيضاء]] , ارى [[الأم|امي]] في أبهى صورة وهي تمد يديها الي سعيدة مرحبة . أحسستني في صعودي الى السماء [[المسيح]] ويوسف واسماعيل معا , سعادة مابعدها [[سعادة]] أني أغادر ذلك [[العالم]] الضيق المتهالك الى فضاء الديمومة والصفاء .
 
الكثير من [[العرب]] لا يعلمون بان القانون [[أمريكا|الامريكي]] المكتوب منه وغير المكتوب يجيز ان [[الموت|يموت]] الناس في مناطق الصراع في [[العالم]] بالالاف وان تحرق جثث [[الاطفال]] بالنابالم في [[فلسطين]] ولكنه لا يجيز ولا باي حال من الاحوال ان يموت خروف امريكي الا عن طريق الذبح في المسلخ . وبعد ان يضعوا تحت رقبته مخدة ناعمه . ويتلو عليه من يذبحه آيات من [[التوراة|سفر التسابيح]] . وشيئا من المدائح و[[سما المصري|الاغاني الهابطة]] وزهرة اقحوان حمراء تلون بها قرونه ان كان له قرون .اما ان لم يكن فبوضع شريط ملون حول رقبته حتى يرى ال[[حياة]] بعد [[الموت]] زاهية الالوان ثم يبدأ البكاء على الخروف الذي سيذبح وبعد الانتهاء من النحيب ومراسيم الطقوس المعتادة يذبح الخروف بوجود ما يسمونه الانسبكتر الذي ترسله جمعية الرفق [[الحيوانات|بالحيوان]] وبعد الذبح يضع ذلك الانسبكتر اذنه على قلب الخروف ثم يدس تحت جلده آلة صغيرة تنبىء انه قد توفي الى رحمة [[الله]] قبل ان يأمر بسلخ جلده واقامة الاحتفال على لحمه الطري .
مستخدم مجهول