الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حزب الله»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا تغيير في الحجم ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 12:
يصر حزب الله بلا هوادة على انتصاره ال[[تاريخ]]ي، الاستراتيجي، الإلهي ضد [[إسرائيل]]. تلاه انتصار أعظم، ضد [[الشعب]] [[سوريا|السوري]]، وما توسّطهما من انتصارات أصغر، أقل عظمة، أقل إقليمية أو أكثر. وكل مرة، يكون لانتصاره طعم القبض على مفاصل [[لبنان|البلد]] الذي يُفترض أنه ينتمي إليه. ينتصر من هنا، فتضعف حصانة لبنان، ويضعف معه [[شعب]]ه وسياسيوه الطامحون دوماً إلى الاحتفاظ بشيء من حكمهم، مهما تهلهل وتبهدل، مهما تبّلد . لا تمر إشارةٌ في اليوم الواحد من دون التأكيد على انتصار حزب الله على [[لبنان]]، أيضاً، بعد انتصاره على [[إسرائيل]] و[[الشعب]] السوري، فيتأكد حكمه لبنان، أو كما يقول المعلّقون، تتأكد وراثته النظام [[سوريا|السوري]] في حكم لبنان. هكذا، هو الذي يقرّر كل شيء، أو يفوّض حليفاً لينفذ ما يقرّره: من أصغر الحوادث الأمنية، أو القضائية، إلى تعيين (لا [[الانتخابات|انتخاب]]) رئيس الجمهورية، وتحديد الحصص من [[الدولة]]، مغارة علي بابا، من أعلى مناصبها، وحتى أصغرها. مع التأكيد دائما على حصة الكبير، أي الحليف الذي رسم على وجه الحزب [[قناع]] المنفتح على كل [[طائفية|الطوائف]]، كل المذاهب، تحت شعار تحالف الأقليات .
 
حزب الله هو الحاكم الآمر الناهي في [[لبنان]]. كل البلاد تحت إمرته، بمن فيها الخصوم الذين كانوا يصْدحون بالأمس بالاستقلال والسيادة؛ وصاروا الآن [[السكوت|يهمسون]] بـ التسوية مع حزب الله، كمن أصابه وسواس التسليم: لا يقطعون خيطا من دون أن يأخذوا في حسابهم، من أن يقدروا، من دون أن يفهموا، موقف الحزب من هذا الخيط. ومع هذا المجد، تجد البلاد تهرول سريعاً نحو قعورٍ جديدة ، تكاد سرعة السقوط فيها تحرف النظر إليها؛ أو ربما الاعتياد على التساقط، كل يوم أعمق، في [[كهرباء|مظالم العتمة]] والشلل والعوز، بأبعادهم مترامية الأطراف. لكن كل هذا البلاء ليس من مسؤولية الحزب الذي يحتفي [[مسائلوسائل الإعلام|إعلامه]] ليل نهار بانتصاره على [[العالم|الكون]] كله. مثل أي إعلامٍ حكومي [[عرب]]ي، هو مضطرٌ أن يعترف بمصائب البلاد. لكن المسؤولية لا تقع على الحاكم، حزب الله، إنما على شركائه الضعفاء في المحاصصة، المذعنين لجبروته: ودائما ما يكونون، هؤلاء، و[[تاريخ]]ياً، ضد [[الشعب]] المسكين، [[فقراء|الفقير]].. الذي لم ينسه الحزب الحاكم في [[دعاء|دعائه]] وابتهالاته.
 
ما هو نوع الحكم هذا الذي يمارسه حزب الله على اللبنانيين ؟ هل هو [[ممارسة الجنس مع الجن|حكم شبح]] ، كواليسي، غير مصر على تصدر الأدوار، بل دافعا حلفاءه إليه ؟ هل هو حزب يكتفي بخطاب أمينه العام من خلف [[التلفزيون|شاشة عملاقة]]، وحشد الجماهير المضحية بروحها من أجله ؟ هل شبحية هذا الحزب [[ممنوع|تمنعه]] من أن يحكم ؟ أن تساعده على الحكم ؟ ولماذا يحتاج إلى ممارسة هذا التناقض ، بين وجود صارخ، يتجاوز الحدود [[الوطن]]ية، وصمتٍ مريب، أو ديماغوجيا صاخبة ؟ أم هو حكم لا يريد أن يحكم ؟ أي لا يريد إدارة شؤون البلاد. يتركها لحلفائه النشطين الطموحين، لكي يتفرّغ هو للمسائل الأعظم، الإقليمية والدولية ؟ وهذا ما تلمسه من خطاب أمينه العام، [[حسن نصر الله]] ، والذي ينعطف عن معركة الإصلاح ومحاربة [[الفساد]]، الداخلية، التي احتفل بها منذ ليتوعّد [[أمريكا]] بصناعة صواريخ دقيقة، وداعما بذلك [[إيران]] في شد حبالها معها.
300

تعديل

الكوكيز تساعدنا على تقديم خدماتنا. باستخدام خدماتنا، فأنت توافق على استخدام الكوكيز.

قائمة التصفح