الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد حسني مبارك»
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر 19:
|}
'''محمد حسني مبارك''' صاحب دكان اعطاه لابنه جمال ليجعله سوبر ماركت فكانت النتيجة افلاس
التحدى الذى واجهه عبدالناصر هو أن تتزعم [[مصر]] بقوميتها [[العربية]] واتجاهها الإشتراكى [[العرب]] و[[الملل|دول عدم الإنحياز]] فى مواجهة الغرب و [[إسرائيل]] . وفشل مشروع عبدالناصر فى هزيمة 67 . جاء [[السادات]] برؤية مخالفة لمصر ، أرادها دولة تابعة لل[[كافر|غرب]] متمتعة بالرخاء و[[السلام]] ففشل و[[الموت|قتل]] . ولم يكن مبارك يتخيل أنه سيكون رئيسا لمصر ، فلما صار رئيسا ب[[ضرطة|الصدفة]] المحضة شعر بأنه أقل من المنصب واقل شأناومقاما من [[السادات]] و[[عبد الناصر]]، ولذلك تركز هدف مبارك فى البقاء فى [[السلطة]] ليثبت لنفسه ولرفاقه و منافسيه فى السلم العسكرى أنه قادر على البقاء [[القائد العربي المحنك|حاكما مستبدا]] مثل سابقيه . هذا هو التحدى الأول الذى واجهه مبارك ، وقد نجح فيه بدليل أنه حكم [[مصر]] مستبدا أطول مما حكمها عبد الناصر ، و السادات .
لم يكن سهلا أن يبقى مبارك حاكما مستبدا ل[[مصر]] طيلة هذه المدة ، بل كان تحديا حقيقيا تتمثل عناصره فى الزمان والمكان و[[الإنسان]] . الزمان هو عصر [[الديمقراطية]] ، والمكان هو [[مصر]] بريادتها و موقعها و ثقافتها ، والانسان هو [[المثقف]] المصرى الواعى الذى [[الفهلوي|يصعب خداعه]] . المثقفون المصريون يزيد عددهم عن سكان بعض [[دول عربية|الدول الصديقة والشقيقة]] ولديهم
طبقا للدستور فان مبارك مسك بيده كل الخيوط . ووقفا لل[[تأريخ|تاريخ]] المصرى العريق فى مركزيته واستبداده فان الاصلاح يأتى من فوق ولهذا أرسل [[الله]] موسى الى [[فرعون]] و ليس للمصريين . هذا الفرعون قال رب العزة عنه وعن أجدادنا المصريين فى عهده:(فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ) لم يقل ( فاستخف قومه فقتلوه ) فالمفروض أن [[الإنسان|الشعب]] الأبىّ العزيز القوى أن يتصرف هكذا عندما يستخف به الحاكم . المفروض أن الحكومة هى التى تخشى [[الشعب]] وليس الشعب هو الذى يرتعب من الحكومة . ولكن مبارك [[فرعون|تفرعن]] وإستخف بقومه.
==الطريق الى الدكتاتورية==
أعان مبارك أنه ورث من [[السادات]] دستور 1971 الذى يجعل الرئيس المصرى مستبدا مالكا [[السلطة|للسلطات]] التنفيذية و القضائية و التشريعية ومتحكما فى [[سلاح|القوة العسكرية]] والأمنية ، دون مساءلة ، بل أن يظل يحكم طيلة [[حياة|حياته]] . كما اعانه على قهر التحدى أغتيال [[السادات]] نفسه إذ أتاح له استصدار قانون الطوارىء وهو قانون مؤقت كما يدل عليه [[الإسم|اسمه]] ومعناه ولكن استطاع مبارك بملكيته للدولة أن يصنع [[برلمان عربي|مجلس شعب]] يتخصص فى صياغة القوانين التى يريدها و يتخصص أيضا فى تمديد قانون الطوارىء ثم فى النهاية يجعل الطوارىء قانونا أبديا يلاحق المصريين فى الحاضر و [[الموت|المستقبل]] . لجأ مبارك الى اتباع [[سياسة]] من أربعة أضلاع تتداخل فيما بينها وتتقاطع ولكنها كلها مكنته من رقاب المصريين . هذه الأضلاع الأربعة هى [[تسول|الإفقار]] و[[السجن|التعذيب]] والتقسيم و نشر ثقافة التطرف و[[سلفية|الارهاب السلفى]] .
شجع ثقافة التطرف السلفية ونشرها ب[[الأزهر]] و[[مسجد|المساجد]] و[[التعليم]] و[[وسائل الإعلام|الأعلام والثقافة]] وعمل على إفقار الغالبية المطلقة من المصريين فتتضاءلت الطبقة الوسطى
لتخويف
مع تقسيم المصريين إلى أقلية حاكمة من الجيش و[[الشرطة]] ترهب وتعذب الأكثرية الساحقة من [[الشعب]] . وحتى السلطة العسكرية والأمنية تنقسم الى أقلية آمرة من كبار القادة والضباط ، ثم أكثرية [[قندرة|مأمورة]] من الأمن المركزى وجنود الجيش . بتجويع الشعب و إفقاره و[[الإرهاب|ارهابه]] وبث الفرقة بين أبنائه كسب مبارك التحدى الأول الذى واجهه وهو البقاء فى [[السلطة]] حاكما مستبدا طيلة هذه المدة . وفى سبيل هذا الهدف ضاع الدور الأقليمى والعربى ل[[مصر]] ، وضاعت [[كرامة]] [[الإنسان]] المصرى فى
==السلالة المالكة==
تألفت السلالة المالكة (السلالة السامعين) من [[الرجل|الذكور]] جمال مبارك و [[علاء مبارك]] ،علاء هو الأخ الأكبر للأخ الأصغر جمال ، سار بكل ثقة في خط [[الرجل]] المناسب في [[مرحاض|المكان المناسب]] ، ورفض رفضا قاطعا [[تسول|الإعتماد على المعونات الخارجية]] ، وكان من أكبر المناهضين للمحسوبية والإنتهازية [[خال|العائلية]] ، أما علاء فعرف برغبته الجامحة بفتح المحلات التي يملكها ب[[دولار|رأس ماله]] الصغير مما سيسمح ببناء معبر من البحر الأبيض حتى [[السودان]] يمر عبر أطيانه الخاصة التي تملكها شبر شبر بعرق جبينه
==السقوط اللذي افرح حسني مبارك كثيرا==
في [[الثورة المصرية 25 يناير 2011|٢٥ يناير سنة ٢٠١١]] ميلادي ، اجتمعت أقلية قدر عددها بأقل بقليل من 16 [[مليون]] [[مواطن]] شجاع مطالبين برحيل [[الفرعون]] الشاب الذي حكم لمدة ثلاثين سنة فقط وجمع ٧٠ مليار [[دولار]] من اتعابه كرئيس جمهورية ، لم يكترث النظام الديمقراطي الشعبي الشعبولي لهؤلاء العيال الا عندما عبرت [[اوروبا|الدول الاوربية]] و [[امريكا]] عن انبعاصها الشديد من [[الحج]] مبارك . وكثرت [[نكتة|النكت]] والنوادر عنه حتى اصابه الاكتئاب واتصل به [[عادل امام]] معبرا عن استيائه مما يحدث : ده الناس بطلت [[الضحك|تضحك]] علي وصارت تضحك عليك انت) ، وبدون طول سيرة ، ست عشر يوم كانت كافية لتهاوي اقوى نظام فرعوني [[دكتاتور|دكتاتوري]] بقيت امريكا تحتضنه ل30 عاما مرسلة [[دولار|اموالها]] له ليبقى [[الأطفال|الطفل]] الرضيع المحتاج دوما لها عندما رحل مبارك من قصره سمعه حراسه يغني لل [[الكرسي]] وبيقول " ياللي اديت [[حياة|لحياتي]] بحبك طعم ولون ، مش حتنازل عنك مهما يكون " لكن لم يستطع هذا النظام ان يصمد اكثر ، مع افول يوم ١١ شباط ، اعلن الحج عمر سليمان شيخ الغفر ان الحج مبارك "خلع" وطلع يكمل مستقبلو ببلاد برة وقد كان هذا الاعلان مأثرا لدرجه ان [[الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان|رجلا كان يقف خلف عمر سليمان]] وقف [[ثقيل الدم|متجهما غاضبا]] وقد كاد ان ينفجر وقد توقعت [[المرحاض|وسائل اعلام عالمية]] ان يكون لهذا [[الرجل]] دور في المرحله القادمة ... هكذا تنتهي مرحلة طويلة من مسيرة بلد عربي كبير و اصبح [[الفرعون]] حنفي الابهة في مزبلة التاريخ .
==إعتذار إلى حسني مبارك==
11 فبراير ، ذكرى رحيلك ، إزاحتك من فوق صدورنا، خروجك من وقتنا، من [[الأرض|أرضنا]]، من صمتنا، من عجزنا، يوم الخلاص ، يوم رقصنا ، وغنينا ، وفرحنا ، وانتصرنا ، ولو في خيالنا الجمعي المثقل بالهزائم ، والمرارات ، كانت [[فيروز]] في الْيَوْمَ التالي تختال بمنجزنا على حسابات [[العالم|عالمنا]] الافتراضي ، [[مصر]] عادت شمسك الذهب، المعنى نفسه كتبناه ، وكررناه ، وقررناه ، وصدقناه ، وبدأنا بالتصرف مع الكون من حولنا وفقا له، رحل مبارك ، سقط النظام، [[الموت|ماتت]] دولة يوليو ، و[[ولادة|ولدت]] دولة يناير، نقطة ومن أول السطر، صفحة جديدة بيضاء . ربما كنا نحن أصحاب الصفحة [[العدم|البيضاء]]، والقلوب البيضاء، والعقول البيضاء، أما أصحاب الياقات البيضاء فكانوا يراقبوننا في ترقب وحذر، ويعرفون وحدهم ما الخطوة التالية؟ وها نحن أمام محكمة التجربة، تحكم فينا فنرضى دون استئناف أو نقض، تحيلنا إلى [[السجن|سجون]] الألم، ومعتقلات الحسرة، ومشانق التأنيب!
الآن، مبارك في بيته، بالأحرى في أحد قصوره ، على بعد كيلو مترات من قصر الاتحادية، فيما نحن بين [[شهيد]] وجريح، معتقل ومشرد في بلاد [[الله]] ، منا من قضى [[السجن|سجنه]]، ومنا من ينتظر، فما الذي تعنيه ذكرى رحيل مبارك الآن وقد عاد من رحل ورحل من ظن يوما أنه قد عاد؟ ربما تعني بالنسبة للكثيرين الغيظ وعض الأنامل ، ربما تعني لآخرين مزيداً من الأمل في الغد ، ربما تعني لأحدهم مزيداً من التهديد المجاني والوعيد بأننا لن نفشل في المرة القادمة ، إن كان هناك مرة قادمة، لكنها تعني بالنسبة لي: الاعتذار! , اعتذار واضح ومطول لحسني مبارك، اعتذار ليس واجبا له لكنه واجب علينا، ربما لأنه اعتذار "لنا" قبل أن يكون له، وربما من دون أن يكون له، اعتذار مسبب ومعلل حتى لا يتصور مبارك ومن معه أنهم استطاعوا أن ينتزعوا اعترافا ممن ثار يوما عليهم، ولم يزل، بأنهم يستحقون الاعتذار!
|