الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد أبو تريكة»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 4٬190 بايت ،  قبل 5 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 44:
 
حبس أبو تريكة الدمعة في [[عين]]ه وهو يقف أمام سرادق العزاء، ونظر بعيدًا إلى النعش المحمول على الأكتاف ، فلم يرى فيه [[الأب|أباه]]، بل وطنًا كاملاً ، يهرول فيه سادة البساطير إلى أقرب م[[قبر]]ة ، فيحار هل يتقبّل العزاء بأبيه أم [[وطن]]ه.
==أبو تريكة و بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019==
من حيث أرادها معسكر [[عبد الفتاح السيسي]] مناسبةً لتجميل الوجه القبيح لهذه المرحلة، ورموزها، تحولت بطولة أمم أفريقيا في [[مصر]] 2019 إلى استطلاع رأيٍ عفوي [[الوطن العربي|للشعوب العربية]] بشأن الحالة المصرية، فإذا بالجماهير تفاجئ الجميع بموقفها الحضاري من منظومة القتل والظلم والانحطاط الحضاري التي تتحكّم في [[حياة]] المصريين، فتهتف للنجم محمد أبو تريكة، تحت [[دائرة المخابرات|الرقابة الأمنية]] اللصيقة من أجهزة [[السلطة]] التي تعادي أبو تريكة، وكل ما يمثله، منذ صار رمزًا من رموز التناقض مع ما يجري في [[مصر]] منذ انقلاب عبد الفتاح السيسي، والذي لم يكن انقلابًا على الحكم المنتخب فقط، وإنما قبل ذلك هو انقلابٌ على المقومات الحضارية والأخلاقية للدولة المصرية.
 
بات [[اسم]] محمد أبو تريكة يحيل مباشرة، وبشكل تلقائي، إلى قضية الثورة والانقلاب في [[مصر]]، ويستدعي على الفور ثنائياتٍ متضادة: [[الديمقراطية]] والطغيان، [[الإنسان]]ية والتوحش، الانتماء الحضاري والارتماء في حضن العدو، الخير والشر، الجمال والقبح. على مدار الأعوام الماضية، لم تدخر سلطة [[السيسي]] جهدًا في محاولة اغتيال محمد أبو تريكة في الذاكرة والوجدان المصريين ، سنوات من التشويه والأكاذيب والتلفيقات، واختراع قضايا التجسس والتخابر ، والمصادرة والتكفير والتخوين. ولكن ذلك كله لم يكن سوى قبض ريح، بل ارتدّ عكسيًا، وزاد الجماهير قناعةً بأن النجم، الذي انتخبته الجماهير بكل [[حرية]] ونزاهة، يمثل النموذج الأنقى والأكثر نصاعةً ل[[مصر]] الحقيقية.
 
كان [[السيسي]] يمتطي صهوة أوهامه، متصوّرًا أن بهرجة الحفل الضخم في افتتاح البطولة الأفريقية ستصنع له حضورًا جماهيريًا، ثم تأتي لعنة الدقيقة 22 من كل مباراة، بدءًا من المباراة الأولى للفريق المصري، فيهزم الهتاف لاسم محمد أبو تريكة جبروت الدولة الأمنية، بقمعها واستبدادها و[[غباء|بلادتها]]، ثم تتوالى غارات الدقيقة 22 في مباريات المنتخبات [[العربية]]، فتهدم حصون النظام الانقلابي وتتحول مدرجات البطولة إلى تظاهرة للجماهير العربية، نيابة عن الجماهير ال[[مصر]]ية المقموعة التي بات إقدامها على التظاهر مساويًا ل[[موت]]ها، وهتافها للحق والخير والجمال، وأبو تريكة، أقصر الطرق إلى [[السجن]] والاعتقال.
 
محمد أبو تريكة تجاوز كونه أيقونة ل[[كرة القدم]] والرياضة، ليكتسب قيمة أخلاقية، ومعنى [[إنسان]]ياً، ومعلماً حضارياً، يتوقف عنده ال[[تاريخ]] بكل أدب و تقدير. كما تعرف الجماهير العربية جيدًا أنه التجسيد الحقيقي لمحتوى [[مصر]] الحضاري والتاريخي والأخلاقي. ولذلك حين تهتف ب[[إسم]]ه، فإنها تعبر، في اللحظة ذاتها، عن شوقها إلى مصر الحقيقية التي غيبها الأوغاد في دهاليز التقزم والتبعية والتطبيع .
 
[[تصنيف:مصر]]
[[تصنيف:رياضة]]
163

تعديل

الكوكيز تساعدنا على تقديم خدماتنا. باستخدام خدماتنا، فأنت توافق على استخدام الكوكيز.

قائمة التصفح