مستخدم مجهول
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر 36:
لشد مايحزنني ، ان البشر يتصورون ان جميع الخرفان [[غباء|أغبياء]] ، ولهذا السبب يسمون الشخص المصاب بداء النسيان او الهلوسة بالخرِف المأخوذة من خروف . علماً أنني خروف ذكي وعندي مشاعِر وأحاسيس ... لكن صفاتي هذهِ نقمة علي وليس نِعمة . فلقد أدركت مُبكِراً أنهم يطعمونني ، ليس حباً بي ولا عطفاً علي ، بل من أجل تسميني لكي أكون جاهزاً للَذبح . كم كنت أتمنى لو كنت خروفاً تقليدياً مثل معظم خرفان القطيع التي تتبع أوامِر الراعي وتوجيهاته ، وهي مغمضة ومبتسمة ، مهما كانت تلك الأوامر غير منطِقية وتلك التوجيهات مجحفة ! . لكن ماالعمل وأنا خروف [[فكرة|مفكر]] ؟ لا أدري هل أضحك أم أبكي من هذه المفارقة طيلة عمري خوفوني من [[الذئب]] الذي سوف يفترسني ، لكني متأكد أن سكين الراعي هو الذي سيذبحني في النهاية .
[[سرقة|التاجر]] يقرر بيعي ويذهب بي السوق راكبا لانه يخشى على من التعب والارهاق , ياسلام على الانسانية ، وهناك يبدأ المساومات وحلف الايمان والصلاة على [[محمد|النبي]] وهو الذي لم أره يصلي منذ فتحت عيني على [[العالم|الدنيا]] وحرمني من الرضاع من [[الأم|امي]] التي باعها بعد [[ولادة|ميلادي]] بعشرة أيام. بعد ربع ساعة باعني التاجر فاقد الذمة الى رجل موسر من أهل [[السلطة|الحكم]] وقبض المبلغ بال[[دولار]] فدسه في جيب البالطو الوسخ وقال مبروك . أخذني المالك الجديد راكبا ومعززا مكرما الى بيته وهناك استقبلني [[الأطفال|الاطفال]] من [[راس الدربونة|رأس الشارع]] زفوني وداعبوني و حاولوا [[نكتة|اضحاكي]] وصوروني عدة صور للذكرى ولكنى لم ابتسم فكيف أفعل ذلك وأنا سأغادر الدنيا بعد يومين . كان المكان أكثر دفئا وأنسا فقد سمعت لاول مرة أخبار [[الجزيرة]] وأناشيد الاقصى وبكيت لما سمعت [[سعاد حسني|أغنية حزينة عن الغربة]] والاسر ولكني فوجئت عندما سمعت اغنية خاصة للخراف أمثالي .
|