الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حزب البعث»

أُضيف 24 بايت ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 43:
* مجموعة مقالات مترجمة في ال[[فلسفة]] والأدب وال[[سياسة]] لبعض المفكرين [[فرنسا|الفرنسيين]] اليمينيين و[[يسارية|اليساريين]].
==وحدة حرية اشتراكية==
كان الخطباء ، في شباب حزب البعث العربي الاشتراكي، يكثرون من نقيق الضفادع ، وينادون بحرق المراحل ، في برك ال[[أدبيات]] والمنابر، حتى ظننا أن مؤسسي البعث يعانون من البرد، أو أنهم سراع، كأنهم جراد مُّنتشر . وحرق المراحل كان معناه: القفز بساقي الضفدع الخلفيتين الطويلتين من المرحلة الإقطاعية الرجعية، إلى المرحلة الصناعية التقدمية. المستقبل [[سعادة|السعيد]] هو الذي يجمع ثلاث ضرائر، هن: السيدة الوحدة، والآنسة [[الحرية]]، والفنانة الاشتراكية، في عصمة البعث، [[زواج|الزوج]] المخدوع، على سرير [[سحر]]ي واحد، كسرير [[أميرة]] الضفدع. وقد أفضى انطلاق الموكب العظيم، الذي قاده القائد الرمز بسرعة الطائرة الحربية، أو بسرعة [[سيارة]] باسل [[الأسد]] على طريق المطار، إلى ولادات قيصرية من بطون هذه السبايا المصونات هي؛ الطائفية،[[الطائفية]]، والعشائرية، والقبلية، و[[تجارة الرقيق عند العرب|العبودية]]، التي تجلت في إكراه المتظاهرين على السجود للرئيس سجود العبادة والعبودية، أما الاشتراكية، فقد وجدناها في تحول سورية إلى شركة غير محدودة، مغفلة الأسهم، في بركة ال[[جغرافيا]] الآسنة بين الحيتان.
 
لكن الحق يقال: إن [[حافظ الأسد|القائد الرمز]] كان يناوب بين سرعتين، هما؛ سرعة الأرنب وانطلق يا موكبي، في [[سرقة|السلب والنهب]]، وبطء السلحفاة في العدل و[[الحرية]]. كان سريعا في تغيير بنية ال[[مجتمع]]، بالقضاء على كل القادة و[[زعيم|الزعماء]] في الداخل، وبين بطء السلحفاة في أسر المجتمع بقيود قوانين الطوارئ، وسلاسل الأحكام العرفية، [[دائرة المخابرات|وزنزانة الأمن]]، وصندوقو[[صندوق]] الاستقرار، وتحميض أهداف الوحدة و[[الحرية]] والاشتراكية، شعاراتٍ على الجدران، أو في علب المنابر، وكان ثمة مخدر اسمه [[حشيش]] المقاومة والممانعة الى حين تعليف كديش التوازن الاستراتيجي.
 
قال الإمامال[[إمام]] العلامة الحافظ، المحدّث، المؤرخ، ابن حِبَّان البسطي: لا يستحق أحد [[اسم]] الرئاسة حتى يكون فيه ثلاثة أشياء: [[الدماغ|العقل]] والعلم والمنطق، ثم يتعرى عن ستة أشياء: عن الحدّة، والعجلة، والحسد، والهوى، و[[كذاب|الكذب]]، وترك المشورة. وقد اجتمعت، بحمد [[الله]]، الصفات الرئاسية كلها في [[بشار الأسد|ابن الأبد]]: الحدّة ونجدها في ترحيب الرئيس السوري في أول الثورة بالحرب . والعجلة ، وتتجلى في كل شيء؛ حرق ست سنوات للقفز إلى عمر الأربعين الدستورية، أو النزول بالأربعين الدستورية إلى سن الرئيس ، و[[السجن|التنكيل]] بالموقعين على بيان التسعة والتسعين، ثم بيان الألف، وأما الحسد، فلم يحسد أحداً، سوى سهيل النمر مؤخراً ، وأما الهوى فهو بريء منه، سوى هوى زهرة [[الصحراء]]، وجمع الأموال، وحب التعذيب في المعتقلات وحضن [[الوطن]]. أما الكذب، فكنا نعيش في الأول من نيسان زماناً سرمداً، وأما ترك المشورة، فهو يعمل بحمد الله بمشورة الجهات المختصة السيادية لا يحيد عنها. تصوروا لو استفتى [[الشعب]] السوري على قصفه بالبراميل أو السارين ؟ .
 
الأمثلة التي يعرفها ال[[تاريخ]] عن وثبات مدروسة، حققتها دول، من غير حرق للمراحل، هي التي وثبتها كوريا، وبقية النمور الآسيوية، و[[تركيا]] التي عملت باجتهاد ودأب في خطط أولها، كان إيلاء العناية الكبرى لل[[مدرسة]] والمعلم، الذي سرق منه [[القائد العربي المحنك|القائد الرمز]] كل شيء، ومنحه [[عيد]]اً، يعمل فيه نادلاً في مطعم، حتى يعيش، ولأن الحاكم المطلق مولع بالسرعة، لابد من القتل، فالقتل يحقق نتائج سريعة.
 
حرقنا مراحل كثيرة، ولله الحمد، فقد توحدت سورية [[العربية]] مع [[روسيا]] السلافية، ومع [[إيران]] الفارسية، أما تجربة الوحدة الفاشلة مع [[مصر]] العربية، فكانت بسبب تعالي [[موظف مصري|الموظفين المصرين]]، لكن ولله الحمد والمنّة الروس والإيرانيون متواضعون جداً، ونرى تواضع قيصر روسيا في استقبال [[دبلوماسية|الدبلوماسيين]]، ومعه [[كلب]]ه، وفي [[ممنوع|منع]] الأسد من مشاركة القيصر، من غير [[كلب]] على أرض سورية في مراسيم تحية الغزاة، أما تواضع آيات الله في [[إيران]]، فنجده في [[حفظه الله ورعاه |ألقابهم الفخمة]]، مثل أكبر، وآية الله العظمى وشاهنشاه، وروح الله.. وهذا يعني أن من بقي من الشعب،[[الشعب]]، سيعيش مع الغزاة الأفاضل تحت سقف واحد في تبات ونبات، ويخلّفون أرانب كثيرة، وضفادع، وسلحفاة.
 
[[أدبيات]] البعث الأولى، كانت تمجد الانقلاب، بوصفها ثورة فوق الثورة، لكن خطاب النظام تحول إلى البطء مؤخراً، بعد أن أينعت رؤوس أبناء [[الشعب]]، وحان قطافها، فاستعان بالبوطي ليتحدث عن الإصلاح. [[القرآن]] ليس في خطابه ثورة. عجلة النظام كانت دائرية، وعجلة الشعب مربعة، الرئيس يطير، والشعب يزحف. وقصة حرق المراحل، هي قصة أمراء الحرب في الثورة السورية أيضاً. امتلأت البركة بالضفادع. قصتنا قصة سرعة وعجلة وحرائق. الضفدع الذي حولته الأميرة بقبلة إلى رئيس، [[مقلوب]]ة في قصتنا، فقد تحولنا إلى ضفادع بالجزمة [[السحر]]ية.
351

تعديل