الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حرب الخليج الثالثة»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 44:
من الخبراء في حروب التحرير اللذين قاموا بتغطية الحرب كان المناضل السيد عبد الباري عطوان الذي ومن خلال لغته العاطفية والمثيرة لل[[دولار|غرائز]] ، لم يهتم بالوقائع أو بالحقائق على [[الأرض]] والفرق الشاسع بين قوة الطرفين ، العراقي من جهة والأمريكي ـ البريطاني من جهة ، بل جل ما يصبو إليه بث [[خميعة|الحمية في القوم]] على طريقة '''طاب [[الموت]] يا عرب''' دون التفكير في النتائج ، وفيما ستسببه هذه الانتصارية من انكسار ويأس وقنوط عند الجماهيرية [[العربية]] ، حين يذوب الثلج ويبان المرج . وهو ما حصل في يوم 9 أبريل حين سيطرت القوات الأمريكية على [[بغداد]] العاصمة العراقية بدبابتين واختفت القيادة العراقية وكأنها فص [[طز|ملح]] وذاب بعد ساعات من تهديداتها برد نوعي على القوات الغازية .
 
قبل سقوط بغداد شاهدنا على شاشات [[التلفزيون]] تقارير عديدة عن عراقيون مسلحون في شوارع [[بغداد]] على أهبة الاستعداد للقتال و [[ستات مشهورات|نساء ماجدات]] منهمكات بأعمال المساعدة من [[شيخ محشي|طبخ]] وما شابهه ، وكأننا في إحدى الغزوات في المدينة المنورة في الأيام الأولى من ظهور [[الإسلام]] . قبيل الإنهيار ظهر الرئيس العراقي [[صدام حسين]] في صور تلفزيونية في حي المنصور ، ليثبت أنه على قيد ال[[حياة]] ، وبدأ العرب بشحن [[كهرباء|بطارياتهم]] الفكرية [[عروبة|العروبية]] و صرحوا بفشل الاستراتيجية الأمريكية في الوصول إلى القائد العراقي ، وها هو يظهر بمنتهى [[القائد العربي المحنك|الشجاعة]] بين شعبه في أحلك الظروف وبثواني غيرت إشارة النصر التي رفعها [[صدام حسين]] من حقيقة هزيمة محققة وأصبح الصمود في وجه الترسانة الأمريكية تتم بالعظات الأخلاقية والشتائم ولغة '''العلوج'''.
 
كان جلياً منذ البداية أنّ حرب الخليج الثالثة ستخاض على [[الفضائيات العربية|شاشات التلفزة]] تماماً بالتساوي مع ساحات المعارك فكولن باول وزير الخارجية الأمريكي حذّر الصحافيين ، حتى قبل وقوع الحرب ، من عدم التوجه إلى [[العراق]] ، ونصح المتواجدين هناك بالمغادرة . هذه الإشارات كانت واضحة بأنّ الجانب الأمريكي لا يريد شهوداً على حربه ، ويسعى إلى احتكار الصورة و[[علوم|المعلومة]] أيضاً ، خصوصاً إذا ارتفع عدد الضحايا المدنيين في صفوف العراقيين . سادة واشنطن ولندن الذين أداروا ظهورهم لكل [[العالم]] وخاضوا الحرب دون غطاء دولي وفي ظل [[معارضة]] شعبية لم يشهد ال[[تاريخ]] لها مثيلاً ، توجسوا من الإعلام . لأنّ المعارضات للحروب السابقة، كحرب فيتنام وغيرها ، تصاعدت بعد وقوعها ووصول أنباء الضحايا والخراب .
مستخدم مجهول