الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حرب الخليج الثالثة»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 36:
{{حروب الخليج}}
|}
'''معركة الحواسم''' ويسمى أيضا بحرب الخليج الثالثة أو عملية غزو [[العراق]] أو عملية تحرير العراق او قادسية الجعفري كانت حربا حاول فيه [[دول عربية|نظام عربي]] تسويق هزائمه وتحويلها الى انتصارات كلامية وربما تكون هذه الظاهرة ملازمة لجميع الحروب التي خاضها [[العرب]] في القرن الماضي ، بدءاً بمعارك [[فلسطين]] الأولى مروراً بالاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 و [[حرب الخليج الثانية]] وانتهاء بأم الحواسم التي لم يعمر النظام العراقي ليعلن انتصاره فيها إلا أنه مارس هذه الانتصارية في الأسبوعين الأولين من الحرب ، عبر [[وسائل الإعلام|المؤتمرات الصحافية]] اليومية لوزير الإعلام العراقي [[محمد سعيد الصحاف]] وغيره من المسؤولين العراقيين .
 
ما ساعد النظام العراقي في تسويق انتصاريته ، تعثر القوات [[الولايات المتحدة|الأمريكية]] و[[بريطانيا|البريطانية]] في مدن الجنوب العراقي والمقاومة التي لقيها في الأيام الأولى من الحرب وخصوصاً في أم قصر و[[البصرة]]والبصرة . [[الجزيرة|الإعلام العربي]] ، من جهته ، ساهم في تسويق هذه الانتصارية وخلق أوهاماً في [[الوطن العربي|الشارع العربي]] وكأنّ النظام العراقي بجيشه و قواته الخاصة يقاوم الغزو الأمريكي ل[[الأرض|أرضه]] . هنا لا بد من الدخول في التفاصيل وإيراد بعض الأمثلة ، ولنأخذ الفضائية الأكثر شعبية في العالم العربي كمثال ، [[محطة الجزيرة]] الفضائية [[قطر|القطرية]] التي لعبت دوراً كبيراً في هذا المجال إلى حد بدت تغطيتها للحدث العراقي وكأنه خطاب رسمي ل[[دول عربية|نظام عربي]] يقاوم . ولوحظ وكأنّ القناة القطرية قد حددت مسبقاً هدفاً لتغطيتها وهو تلبية ما يعتلج في نفوس المشاهدين [[العرب]] التواقين إلى رؤية [[معارضة|مقاومة]] عراقية للغزو الأمريكي . ربما أكثر من ذلك إذ ظهر العراقيون على شاشتها وهم ملتحمون مع قيادتهم في مقاومة الغزو . [[الجزيرة]] التي ترفع شعار [[برنامج الإتجاه المعاكس|الرأي والرأي الآخر]] تدرك تماماً أنّ هناك آخر في [[العراق]] يخالف رأي حاكم [[بغداد]] ، إلا أن هذا الآخر لم يجد له مكاناً في شاشتها .
 
لم تستضف الجزيرة خلال ثلاثة أسابيع من الحرب أي [[المعارضة العراقية|معارض عراقي]] مهما كان انتماؤه [[سياسة|السياسي]] ، سواء من معارضة الداخل أو [[كافر|الخارج]] . لا بل نسيت دورها الإعلامي وأضحت طرفاً من خلال تصوير المعارضة كمجموعة من الخونة جاؤوا على ظهور دبابات الغازي . واكتفت ، في تغطيتها للحرب بالاتصال بخبراء عراقيين من الداخل ، أغلبهم أساتذة [[التعليم|جامعات]] في [[العراق]] ، موالون للنظام طوعاً أو كرهاً، حتى إنّ بعضهم ظهر ب[[زيتون|الزي العسكري]] الذي دأب المسؤولون العراقيون على الظهور فيه منذ [[الحرب العراقية الايرانية|الحرب التي شنها النظام العراقي على إيران في مطلع الثمانينات]] . فأين مصداقية محلل سياسي يتماهى مع نظامه حتى في طريقة ملابسه . الخبراء [[العرب]] ، الذين استضافتهم الجزيرة ، سواء أكانوا محللين سياسيين أم ضباط سابقين ، تجاهلوا لغة الوقائع وانساقوا إلى لغة [[محمد سعيد الصحاف|وزير الإعلام العراقي]] الانتصارية ، التي توسلت [[شتيمة|مفردات بذيئة]] ينأى أي عاقل بنفسه عن استعمالها ، ولعل أكثرها اتزاناً كانت مفردة '''العلوج'''.
سطر 46:
قبل سقوط بغداد شاهدنا على شاشات التلفزيون تقارير عديدة عن عراقيون مسلحون في شوارع [[بغداد]] على أهبة الاستعداد للقتال و [[ستات مشهورات|نساء ماجدات]] منهمكات بأعمال المساعدة من [[شيخ محشي|طبخ]] وما شابهه ، وكأننا في إحدى الغزوات في المدينة المنورة في الأيام الأولى من ظهور [[الإسلام]] . قبيل الإنهيار ظهر الرئيس العراقي [[صدام حسين]] في صور تلفزيونية في حي المنصور ، ليثبت أنه على قيد ال[[حياة]] ، وبدأ العرب بشحن [[كهرباء|بطارياتهم الفكرية العروبية]] و صرحوا بفشل الاستراتيجية الأمريكية في الوصول إلى القائد العراقي ، وها هو يظهر بمنتهى [[القائد العربي المحنك|الشجاعة]] بين شعبه في أحلك الظروف وبثواني غيرت إشارة النصر التي رفعها [[صدام حسين]] من حقيقة هزيمة محققة وأصبح الصمود في وجه الترسانة الأمريكية تتم بالعظات الأخلاقية والشتائم ولغة '''العلوج'''.
 
كان جلياً منذ البداية أنّ حرب الخليج الثالثة ستخاض على [[الفضائيات العربية|شاشات التلفزة]] تماماً بالتساوي مع ساحات المعارك فكولن باول وزير الخارجية الأمريكي حذّر الصحافيين ، حتى قبل وقوع الحرب ، من عدم التوجه إلى [[العراق]] ، ونصح المتواجدين هناك بالمغادرة . هذه الإشارات كانت واضحة بأنّ الجانب الأمريكي لا يريد شهوداً على حربه ، ويسعى إلى احتكار الصورة و[[علوم|المعلومة]] أيضاً ، خصوصاً إذا ارتفع عدد الضحايا المدنيين في صفوف العراقيين . سادة [[واشنطن]] و[[لندن]]ولندن الذين أداروا ظهورهم لكل [[العالم]] وخاضوا الحرب دون غطاء دولي وفي ظل [[معارضة]] شعبية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً ، توجسوا من الإعلام . لأنّ المعارضات للحروب السابقة، كحرب فيتنام وغيرها ، تصاعدت بعد وقوعها ووصول أنباء الضحايا والخراب .
 
كانت حساسية [[أمريكا]] و[[بريطانيا]] عالية جداً من الإعلام . [[العقلية العربية|الإعلام العربي]] كان الحاضر الأقوى في هذه الحرب وذلك بوجود محطات تلفزيونية تملك قدراً كبيراً من الحرية ، وقدراً آخر أقل من [[السجن|الاستقلالية]] ، عطفاً على مهنية ، هي جديدة في تاريخ هذا الإعلام . وحين نتحدث عن محطات التلفزة العربية ، فإننا نستثني منها المحطات الرسمية التابعة للحكومات العربية كالفضائية [[مصر|المصرية]] أو [[سوريا|السورية]] أو [[تونس|التونسية]] إلخ . ما نعنيه بالإعلام العربي هنا هي المحطات الفضائية الإخبارية ك[[الجزيرة]] و[[الإمارات|أبو ظبي]] والعربية وغيرها من الفضائيات الخاصة ، التي لعبت دوراً رائداً في كسر احتكار الإعلام الغربي لتغطية الحرب وخصوصاً محطة السي إن إن الإخبارية الأمريكية الذائعة الصيت .
مستخدم مجهول