الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حرب الخليج الثالثة»

أُضيف 2٬844 بايت ،  قبل 17 سنة
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Classic 971
لا ملخص تعديل
imported>Classic 971
لا ملخص تعديل
سطر 46:
 
قبل سقوط بغداد شاهدنا على شاشات [[التلفزيون]] تقارير عديدة عن عراقيون مسلحون في شوارع [[بغداد]] على أهبة الاستعداد للقتال و نساء ماجدات منهمكات بأعمال المساعدة من [[طبخ]] وما شابهه، وكأننا في إحدى الغزوات في [[المدينة المنورة]] في الأيام الأولى من ظهور [[الإسلام]]. قبيل الإنهيار ظهر الرئيس العراقي [[صدام حسين]] في صور تلفزيونية في [[حي المنصور]]، ليثبت أنه على قيد الحياة، وبدأ العرب بشحن بطارياتهم الفكرية العروبية و صرحوا بفشل الاستراتيجية الأمريكية في الوصول إلى القائد العراقي، وها هو يظهر بمنتهى [[الشجاعة]] بين شعبه في أحلك الظروف وبثواني غيرت إشارة النصر التي رفعها [[صدام حسين]] من حقيقة هزيمة محققة وأصبح الصمود في وجه الترسانة الأمريكية تتم بالعظات الأخلاقية والشتائم ولغة [[العلوج]].
 
كان جلياً منذ البداية أنّ حرب الخليج الثالثة ستخاض على شاشات [[التلفزيون|التلفزة]] تماماً بالتساوي مع ساحات المعارك ف[[كولن باول]] وزير الخارجية الأمريكي حذّر الصحافيين، حتى قبل وقوع الحرب، من عدم التوجه إلى [[العراق]]، ونصح المتواجدين هناك بالمغادرة. هذه الإشارات كانت واضحة بأنّ الجانب الأمريكي لا يريد شهوداً على حربه، ويسعى إلى احتكار الصورة والمعلومة أيضاً، خصوصاً إذا ارتفع عدد الضحايا المدنيين في صفوف العراقيين. سادة [[واشنطن]] و[[لندن]] الذين أداروا ظهورهم لكل [[العالم]] وخاضوا الحرب دون غطاء دولي وفي ظل معارضة شعبية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، توجسوا من الإعلام. لأنّ المعارضات للحروب السابقة، ك[[حرب فيتنام]] وغيرها، تصاعدت بعد وقوعها ووصول أنباء الضحايا والخراب.
 
رفع العالم ناقوس الخطر منذ البداية وارتفعت أصوات المناهضين للحرب حتى من بين أخلص حلفاء [[الولايات المتحدة|القوة العظمى الوحيدة في العالم]]. [[الثقافة]] المدنية المناهضة للحرب بلغت أوج قمتها في العالم الغربي، رغم احتقار شعوبه ل[[دكتاتورية]] [[صدام حسين]] . من هنا كانت حساسية أمريكا وبريطانيا عالية جداً من الإعلام. الإعلام العربي كان الحاضر الأقوى في هذه الحرب وذلك بوجود محطات تلفزيونية تملك قدراً كبيراً من [[الحرية]]، وقدراً آخر أقل من [[الاستقلالية]]، عطفاً على مهنية، هي جديدة في تاريخ هذا الإعلام. وحين نتحدث عن محطات التلفزة العربية، فإننا نستثني منها المحطات الرسمية التابعة للحكومات العربية كالفضائية [[المصرية]] أو [[السورية]] أو [[التونسية]] إلخ. ما نعنيه بالإعلام العربي هنا هي المحطات الفضائية الإخبارية ك[[الجزيرة]] و[[أبو ظبي]] والعربية وغيرها من الفضائيات الخاصة، التي لعبت دوراً رائداً في كسر احتكار الإعلام الغربي لتغطية الحرب وخصوصاً محطة ال[[سي إن إن]] الإخبارية الأمريكية الذائعة الصيت.
مستخدم مجهول