الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حافلة»

'''حافلة''' أركب حافلة مهترئة،مهترئة ، تهتز [[عدنان الدليمي|دونما موجب للاهتزاز]] ، عجوز إلى جانبي ساخطا يغمغم بحنق ،السائق، السائق كأنما يرقص ،[[كنترول الحافلات بالاردن|القابض]] يقف فاتحا رجليه مخافة أن يترنح في زمن الاهتزاز ترنحا ، أمامي [[المرأة|امرأة]] جلست على محرك الحافلة ، بطنها ترتعد ، قد تسخن [[المرأة]] ولا تجد من يبرد نارها ، رائحة المحرك وعرق بعضهم طاغيتان ، المقاعد ممتلئة ،الممر مزدحم ، رجل يستغل الازدحام [[التلبيق|فالتصق بخصر فتاة]] ، قد تحبل فتياتنا في حافلاتنا . طالبات تتراشقن [[ضحك|ضحكات]] [[شرموطة|مومسية]] ، صخب منبعث من [[الراديو]] والمحرك والركاب والقابض معا ، همهمات وعطسات مستفزة ، تصل الحافلة الى مركز [[شرطة]] حيث يحترم سائقها القانون ، يلوح بيده الى شرطي المرور [[تقطيب الحاجبين|العابس]] ، فبينهما رشى وعلائق لا تخفى ، تمر حافلتنا بم[[صحة]] ، حيث يجب ألا تكون في طريق الكارثة المسماة تجاوزا حافلة , يا لا حظي أنا الجالس ، نهض العجوز وجلس عوضه شرطي لا أعرف لم قال لي شكرًا.

ضوء أحمر الخطى . طويل المدة ، لدي موعد مع محافظ مكتبة عمومية ، [[فكرة|سيفكر]] أنني تأخرت عمداً لكونه يحتاجني ، ما الذي دعاني الى ركوب هذه السلحفاة [[اللعنة|اللعينة]] ؟ تمر الحافلة بجانب حديقة غناء , مفارقة صادمة ، تكاد الحافلة تصل بعد لؤي وضنا ، أمامي مباشرة مجمع الصناعة التقليدية ومتحف [[فنون|الفن]] الحديث .الأحرى أن تكون هذه الحافلة النفيسة هناك , تمر قربَ الحافلة امرأة ٌ بطفل , لله درك يا امرأة أبعديه عن العادم . تطل الحافلة [[اللعنة|اللعينة]] على نصب الحمامة [[العدم|البيضاء]] رمز المدينة ، لكن الحمامة أصبحت بنية اللون جراءَ عوادم الحافلات التي تعود الى العصر الفيودالي. توقفت فجأة حركة المرور كأن جلطة دماغية[[دماغ]]ية قد شلت ضخ الدم في الشرايين . مضت ساعة ولا يبدو ان هناك حل لهذا الازدحام غير العادي . ارتفع زعيق أبواق [[سيارة|السيارات]] بلا فائدة . حتى محطات [[الراديو]] المحلية لم تذكر في نشراتها الرئيسية كلمة عن توقف المرور في ذلك الشارع الرئيسي كما جرت العادة.

بعض السائقين ملوا من الجلوس في [[سيارة|سياراتهم]] وانتظارو[[انتظار]]] الفرج الذي يبدو انه سيطول . أوقفوا المحركات وخرجوا من سياراتهم تبادلوا توقعاتهم عن سبب توقف حركة المرور ، أكثريتهم قالوا انه لا بد ان حادث سير كبير , آخرين قالوا انه يبدو ان [[سيارة مفخخة|قوات الأمن]] قد وجدت جسما مشبوها ولن تنفرج إلا بعد ان يتم فحص [[قنبلة موقوتة|الجسم المشبوه]] ، إذا كان خطيرا فسيجري تفكيكه أو تفجيره. آخرون مالوا إلى الظن انه ربما وقع حادث طعن [[سلاح|بسكين]] ضد فرد من قوى الأمن . قلائل قالوا ان إغلاق الشارع قد يكون بسبب مرور [[سيارة]] احد قادة الدولة ، رئيس الحكومة مثلا أو ضيف [[الأجنبي|أجنبي]] هام .

من البعيد شاهدوا [[شرطة|شرطيا]] يركب على دراجة نارية ، يأتي باتجاههم، لكنه يقف بجانب السيارات ويتحدث مع السائقين. كان ظنهم ان مهمته أن يشرح لهم سبب تعطل حركة المرور. انتظروا وصولة ببالغ الصبر، حين وصلهم أغرقوه بعشرات الأسئلة، بعضهم تشاطر وادعى انه يعرف سبب تعطل حركة السير مكررين ما سبق وان ادعوه من الحجج التي تبادلوا الحديث عنها، لكن الشرطي على الدراجة النارية قال لهم: كفي تحليلات لا شيء يربطها [[واقعية|بالواقع]].