الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حافظ الأسد»

لم يكن حافظ بن سليمان الوحش الذي هو شاب سوري من مواليد منطقة القرداحة بـ محافظة الادقية قد خطر على باله انه في يوم من الايمالايام سـ تؤول الظروف بين يديه لـ يكون رئيسا لـ هذا البلد الذي تمثل فيه الطائفة العلوية التي ينتمي اليها أقلية لا تتجاوز نسبتها في اقصى تقدير الـ 12% من اجمالي الشعب الذي هو خليط ديني بين مسلمين سنة وهم الغالبية ومسيحيين ودروز وبعض الاقليات الدينية الاخرى كـ الاثني عشرية والاسماعيلية والمرشدية والطيزية. لكن الخطة الفرنسية التي ترجع منذ حقبة الاستعمار الفرنسي في سوريا كانت تأمل في ايصال اقلية دينية لـ البلاد تتسم بـ التفتح الديني وافضل خيارين هنا هما اما الدروز في المحافظات الجنوبية او النصيريون (العلويون) في المحافظات الشمال غربية المطلة على ساحل البحر المتوسط، فـ حزب البعث لا يعدو كونه طبخة من طبخات الاستعمار الفرنسي الانكليزي ذلك الاستعمار الذي كانت اضراره اكثر من فوائده وخلف وراءه بذور مسمومة وتلك البذور بـ الطبع سـ تنمو بماان البيئة هي خصبة: وعي ضعيف وجهل سائد واصولية دينية وثقافة بطريركية متهالكة لا زالت تتوارث جيلا عن جيل. فـ استلم تلك المهمة الغير شريفة ميشيل عفلق بعد ان استلم بعض من الدروس اليكافيلية لدة فروع الاستخبارات الفرنسية حينما كان يقيم في فرسنا وعندما رجع الى مسقط رأسه وهو يحمل دماغا بعثيا لـ يقوم بـ ممارسة الدعوة السرية ثم العلنية لـ تلك الديانة الجديدة التي سـ تنقسم بـ دورها لا حقا الى مذهبين على الاقل: المذهب الصدامي في العراق والمذهب الاسدي في سوريا وهما لاقا النجاح والرواج لكن المذاهب البعثية الاخرى في لبنان والاردن تعرضت لـ الفشل مع انه في لبنان الى اليوم الحالي لا يزال حزب البعث اللبناني موجودا وهو مجرد حزب سياسي واحد من اصل الف حزب سياسي مسخرة يتنافسون على طابور وهمي في ذلك البلد الصغير الذي يعاني من مشكلات عدة كـ الفقر والبطالة وانتشار المافيا والمخدرات والعنف ضد المخلوقة الجميلة والناعمة المرأة والعنف ضد الاطفال الصغار.

لبنان هو بـ مثابة الاخت الصغيرة لـ سوريا، وسوريا هي بـ مثابة الاخت الكبيرة لـ لبنان. لبنان ذلك الوطن الساحلي الصغير المليئ بـ التنوع الثقافي والديني والعاداتي حتى تكاد لبنان تبدو كـ حديقة ذهبية للتنوع والتعدد مع صغر مساحته الجغرافية وعدد سكانه القليل نسبيا وتلك الصفة امتاز بها لبنان من بداةبداية تاريخه فـ دائما هناك تنوع واختلاف في هذا البلد الصغير. سياسيا وجغرافياوثقافيا وعرقيا هو لبنان منفصل عن سوريا ويملك تاريخه الخاص والامر المثير ان لبنان المعروف حاليا هو مجرد القسم الجنوبي من لبنان الحقيقي الذي يشمل ابتاءاابتداءا من محافظة عكار شمال لبنان الى منطقة طرطوس ومن فوقها الادقية ومن فوقها لواء اسكندروساسكندرون او الاسكندرونة كما يحلوا لـ عمر بن الخطاب ان يسميها وجميع تلك المدن هي ذات اصل لبناني فينيقي وليست آرامية سورية فـ العرق الفينيقي هو يمتد من مناطق البقاع الجنوبي الى مناطق الاسكندرونة بـ جنوب غرب الاناضول (تركيا) وهذا ما تقره وتؤكده الوقائع التاريخية لا حتاتيت غير موثقة خارجة من طيز فلان وطيز علان.

تعرضت لبنان لـ الاحتلال السوري فـ كانت اشبه بـ محافظة سورية تابعة لـ السلطة المركزية في دمشق تحت حكم نظام الاسد، ولم يستقل لبنان رسميا حتى عام 2005 مع التأكيد على رمزية هذا الاستقلال وعدم حقيقيته فـ الخروج السوري العسكري هو مجرد خروج عسكري ولا يعني استقلال حقيقي لـ لبنان. لبنان قد بقي اسيرا لـ رغبة وارادة النظام السوري وليست مليشيا حزب الله الا فرعا لـ النظام السوري في داخل لبنان ذاته، وذلك الفرع الذي يمثل سرطانا خبيثا في الجسد اللبناني هو يتبجح بـ مبرر المقاومة وان وظيفةوظيفته هي مقاومة العدو الاسرائيلي وفي ذات الوقت يتناسي حزب الله ان هذا المبرر السخيف هو ليس بـ الجديد وانما هو ذاته المبرر الذي عاش عيهعليه طغاة المنطقة جلهم منذ حكم معمر القذافي الى صدام حسين الى حافظ الاسد. كل ما في الحكاية ان السياسة هي لعبة خداع فـ من يستطيع الخداع اكثر هو من يتمكن اكثر، وما طيز حسن نصر الله الا واحد من تلك الاطياز المشبوهة التي تريد جلب اكبر قدر ممكن من القطعان المؤديةالمؤيدة. مهما كانت الخوازيق الذيالتي يتلقاها هوفـ بـمن خلال ضراطهالضراط الاعلامي هو الملجئ الذييهرب يختبئ من خلاله من واقع مر هو لا يريد ان يعترف به امام قطعان مؤديه ولا يريد ان يعترف به امام نفسه حتى نفسه.