الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ثورة 14 تموز 1958»

أُضيف 112 بايت ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1:
[[صورة:14 July revolution - mutilated corpse (cropped).jpg|left|250px|]]
'''[[ثورة]] 14 تموز 1958 ''' هذه رواية لما حدث في قصر الرحاب وردت في كتاب الدكتور فالح حنظل . كان فالح حنظل في عام 1958 ملازما في القصر الملكي في [[بغداد]] قصر الرحاب وقد شهد عملية ابادة وسحل العائلة المالكة في صبيحة الرابع عشر من تموز وقد وصف فالح حنظل ما حدث انذاك في كتابه اسرار مقتل العائلة المالكة في [[العراق]] فبعد عملية هجوم الضباط و[[الشعب]] على القصر والطلب الى الملك و[[الخال|خاله]] الخروج الى باحة القصر بدأت المجزرة . يقول فالح حنظل : قبل الساعة الثامنة بقليل فتح باب ال[[مطبخ]] وخرج منه الملك وامارات [[الرعب]] قد تجمدت على وجهه من هول الموقف وبدا مرتديا ثوبا ذا كمين قصيرين وبنطالا رمادي اللون , وينتعل [[حذاء]]ا خفيفا وخلفه سار الامير عبدالاله مرتديا ثوبا وبنطالا كذلك , وقد وضع يده اليسرى في جيب بنطاله اما يده اليمنى فكانت ترفع منديلا [[العدم|ابيض]] . وزاحمت الملكة نفيسة [[الابن|ولدها]] الامير عبد الاله على درج المطبخ , ووقفت وراء الملك ورفعت [[القرآن]] عاليا بيدها فوق رأسه وهي تصر باسنانها على اطراف الشرشف الذي يستر جسمها, وخلفها سارت الاميرة عابدية وهي [[بكاء|تنتحب]] وتولول , ثم الاميرة هيام , ثم احدى خادمات القصر المسماة رازقية , والطباخ [[تركيا|التركي]] وخادم اخر واثنان من جنود الحرس تركا بندقيتيهما في ال[[مطبخ]].
 
خرج الجميع يتقدمهم المقدم محمد الشيخ لطيف والملازم اول ثامر خالد الحمدان وكان يقف في نهاية الرتل النقيب ثابت يونس وفي الباب كان العقيد طه ما زال يحاول ان يهدئ من هيجان الضباط , وخاصة النقيب مصطفى عبدالله الذي كان يرفع عقيرته بالصراخ "اخرجوا ايها السفلة .. ايها الخونة.. ايها [[تجارة الرقيق عند العرب|العبيد]]", وخرج الجمع كله ليواجه نصف حلقة من الضباط وهم كل من:النقيب مصطفى عبد الله , النقيب سامي مجيد , النقيب عبد الله الحديثي , النقيب منذر سليم, النقيب حميد السراج , الملازم اول عبد الكريم رفعت , وعدد اخر من الملازمين والمراتب . ويقف خلف هؤلاء الضباط عدد اخر من الضباط والجنود , وقد انتشروا في الحديقة وخلف الاشجار والى خلف هؤلاء من اليمين واليسار كانت الجموع الغفيرة من العساكر و[[شعب|الناس]] تقف متفرجة.
سطر 21:
وفي قصر الرحاب هجمت جموع المدنيين الى داخل القصر المحترق وباشرت عمليات [[سرقة|السلب والنهب]] في سباق مع اللهيب والنيران الاكلة واستمرت عمليات النهب يومين متتاليين على مرأى ومسمع من الضباط الذين كانوا في الحراسة هناك . وتمت سرقة دار السيد عبد الجبار محمود زوج [[العم|عمة]] فيصل بتسهيل من احد ضباط كتيبة الهاشمي من الحرس الملكي, وتم تهشيم وحرق [[سيارة]] الملازم اول ثامر خالد الحمدان التي كانت تقف امام باب القصر. وشاهدت جموع الغوغاء جثة الطباخ التركي ملقاة في الحديقة فوضعت الحبال في رقبته وسحل الى الطريق العام, والقيت الجثة امام باب معسكر الوشاش حيث صبت عليها قوارير البترول من السيارات الواقفة جنب الطريق واشعلت فيها النار وتركت هناك. وكانت الجماهير خارج القصر قد هاجمت سيارة مدنية يركب بها شاب اجنبي وانهالوا عليه ضربا وهشموا وجهه ورأسه وهويبكي ويصرخ متوسلا انه لا ذنب له ولا يعرف عن الموضوع شيئا.
 
سارت السيارة التي تقل الجثتين, تتبعها الحشود التي اخذت تنشد اهازيج الحماسة الشعبية[[الشعب]]ية وحالما وصلت [[السيارة]] الى النقطة المواجهة لمبنى المحطة العالمية[[العالم]]ية التف حولها اعداد اخرى من الناس والكل يريد ان يلقي نظرة على الاموات . وازاء الضغط المخيف للحشود المتلاطمة من المسلحين المحيطين بالسيارة من كل جنب قام احد الضباط برفع جثة الامير من قدمه وسلم القدم الى اقرب الموجودين اليه وسحبت الجثة من [[السيارة]] والقيت ارضا . سقطت الجثة على ظهرها والدماء تلطخ القميص [[العدم|الابيض]] الذي كان يرتديه عبد الاله وسرعان ما انهالت عليها الركلات بالاقدام وتناثر رشاش البصاق من افواه المحيطين بها عليه. انتهز الضابطان انشغال الغوغاء بجثة الامير فاطلقا العنان لسيارتهما التي تحمل جثة فيصل وعبروا بها شوارع [[بغداد]] دون ان يشعر بهم احد وتوجهوا الى [[وزير|وزارة]] الدفاع حيث امروا بالتوجه بها نحو مستشفى الرشيد العسكري.
انتهز الضابطان انشغال الغوغاء بجثة الامير فاطلقا العنان لسيارتهما التي تحمل جثة فيصل وعبروا بها شوارع [[بغداد]] دون ان يشعر بهم احد وتوجهوا الى وزارة الدفاع حيث امروا بالتوجه بها نحو مستشفى الرشيد العسكري.
 
وفي المستشفى نقلت الجثة الى احدى غرف العمليات وسجي الجثمان على احدى طاولات العمليات حيث قدم عدد من الضباط [[طبيب|الاطباء]] وغيرهم ليلقوا نظرة على وجه فيصل , وفتح احد الاطباء جفني [[العين]] التي بدت جامدة لا [[حياة]] فيها وسأله ضابطان برتبة نقيب وصلا لتوهما من وزارة الدفاع عما اذا كان الملك حيا ام ميتا فاجابهم انهم [[موت|ميت]]. ولم تستطع الممرضات الموجودات في الغرفة ان يغالبن [[بكاء|دموعهن]] وهن يتطلعن الى وجه فيصل وقد خضبت الدماء محياه وشعر رأسه وتركن الغرفة الى الخارج وهن ينشجن . وفي مساء اليوم نفسه حفرت حفرة قريبة من المستشفى في معسكر الرشيد وانزلت فيها الجثة واهيل عليها [[التراب]] ووضعت بعض العلامات الفارقة معها لتدل على مكانها فيما بعد واستمر [[التراب]] يغطي الجثة حتى تساوى مع [[الارض]] ودك بالاقدام ولم تعد ثمة علامة في الارض تدل على مكانها ولا يعرفها الا الضباط الذين دفنوا ورفعوا بها تقريرا رسميا الى المسؤولين في وزارة الدفاع.
وفي مساء اليوم نفسه حفرت حفرة قريبة من المستشفى في معسكر الرشيد وانزلت فيها الجثة واهيل عليها [[التراب]] ووضعت بعض العلامات الفارقة معها لتدل على مكانها فيما بعد واستمر التراب يغطي الجثة حتى تساوى مع [[الارض]] ودك بالاقدام ولم تعد ثمة علامة في الارض تدل على مكانها ولا يعرفها الا الضباط الذين دفنوا ورفعوا بها تقريرا رسميا الى المسؤولين في وزارة الدفاع.
==عبد الاله==
[[صورة:14_July_revolution_-_mutilated_corpse.jpg|left|350px|]]
اما جثة الامير عبد الاله فسرعان ما انقضت الايادي على ملابسه وخلعتها حتى عري الجسد الذي بدا اصفر مائلا للبياض من كثرة ما نزف من دماء.وتصايحت الجماهير اجلبوا الحبال وبسرعة جلبت الحبال من الاكواخ المجاورة واللوريات الواقفة وربطت الجثة بحبلين واحد من الرقبة ومرر الاخر من تحت الابطين وامسك بطرفي الحبل بعض الشبان وباشروا المسير والجثة [[ستر العورة|العارية]] تسحل من ورائهم على الارض. وكلما تقدم موكب القتيل المسحول من قلب مدينة [[بغداد]] صادفتهم الجماهير الهائجة القادمة لتلقي نظرة او ضربة او طعنة في الميت. وما ان وصلت الجثة الى قلب منطقة الكرخ وفي اكبر شوارعها الا وكانت حشود [[بغداد]] الرصافة تحاول ان تعبر جسر المأمون الذي غص بمن فيه, وكذلك الشارع واصبح من المتعذر المرور والسير فيه.
 
وجلبت الحبال الغليظة وربطت بشرفة فندق الكرخ وبعد دقائق كانت جثة الامير ترتفع معلقة في الهواء. فصعد اليها حملة السكاكين والسواطير فبتر [[قضيب|الذكر]] وفصلت الرجلان من الركبتين, وقطع الكفان من الرسغين, والقيت الى مجموعات من الفتيان والشبان الذين سرعان ما تلاقفوها وانطلقوا مهرولين بالاجزاء المبتورة عبر الشوارع والازقة متجهين نحو الرصافة في صخب ولعب و[[ضحك]] كأنهم في ساحة [[كرة القدم]] , وتقدم شاب في مقتبل العمر من الجثة المعلقة عرف فيما بعد انه ابن احد القواد العسكريين الذين اعدموا بعد حوادث 1941 وناولته الجماهير مسدسا ليطلق منه النار على الميت الا انه امتنع عن القيام بعمل كهذا. وبقيت الجثة معلقة في مكانها زهاء العشرين دقيقة وتعالت الصرخات انزلوها ولنكمل سحلها في الشوارع, وانزلت الجثة وبوشر بالسحل ثانية, وعبروا بها جسر المأمون متجهين نحو [[شارع الرشيد]] الذي كان يغص بالناس وبالمتفرجين من الشرفات والنوافذ. وفي شارع الرشيد اصبحت الجثة هذفا للحجارة وبدت طلائع الموكب الوحشي المرعب وهي تسير على لحن نشيد [[الله]] اكبر الذي كان يملأ الاسماع من الراديوات المنتشرة في مقاهي واماكن الشارع.
السطر 38 ⟵ 36:
وكانت خاتمة المطاف لجثة الامير عبد الاله ان تناوب عليها الغوغاء والاوباش وطافت اجزاؤها معظم شوارع بغداد اما ما تبقى منها الى مساء ذلك اليوم فقد صبت عليها صفائح البترول , ثم حملت البقايا المحترقة والقيت في نهر دجلة كما ابتلع نهر دجلة الاطراف التي كانت مبعثرة هنا وهناك في مساء وليل ذلك اليوم ايضا. وفي صباح اليوم التالي كان قصر الرحاب ما يزال ينبعث من شرفاته ونوافذه دخان الحريق , وكانت عمليات نهب ما يحتوي تجري على قدم وساق تخرج منه اعداد كبيرة من الجنود والاهالي, وهم يحملون ما استطاعوا جمعه من متاع واثاث.
==مصدر==
* فالح حنظل , اسرار مقتل العائلة المالكة في. العراق
[[تصنيف:العراق]]
[[تصنيف:تاريخ]]
مستخدم مجهول