الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ثورة 14 تموز 1958»

أُضيف 4 بايت ،  قبل 6 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
imported>سعودي كاوبوي
لا ملخص تعديل
imported>خازوق
لا ملخص تعديل
سطر 31:
اما جثة الامير عبد الاله فسرعان ما انقضت الايادي على ملابسه وخلعتها حتى عري الجسد الذي بدا اصفر مائلا للبياض من كثرة ما نزف من دماء.وتصايحت الجماهير اجلبوا الحبال وبسرعة جلبت الحبال من الاكواخ المجاورة واللوريات الواقفة وربطت الجثة بحبلين واحد من الرقبة ومرر الاخر من تحت الابطين وامسك بطرفي الحبل بعض الشبان وباشروا المسير والجثة العارية تسحل من ورائهم على الارض. وكلما تقدم موكب القتيل المسحول من قلب مدينة [[بغداد]] صادفتهم الجماهير الهائجة القادمة لتلقي نظرة او ضربة او طعنة في الميت. وما ان وصلت الجثة الى قلب منطقة الكرخ وفي اكبر شوارعها الا وكانت حشود بغداد الرصافة تحاول ان تعبر جسر المأمون الذي غص بمن فيه, وكذلك الشارع واصبح من المتعذر المرور والسير فيه.
 
وجلبت الحبال الغليظة وربطت بشرفة فندق الكرخ وبعد دقائق كانت جثة الامير ترتفع معلقة في الهواء. فصعد اليها حملة السكاكين والسواطير فبتر [[قضيب|الذكر]] وفصلت الرجلان من الركبتين, وقطع الكفان من الرسغين, والقيت الى مجموعات من الفتيان والشبان الذين سرعان ما تلاقفوها وانطلقوا مهرولين بالاجزاء المبتورة عبر الشوارع والازقة متجهين نحو الرصافة في صخب ولعب و[[ضحك]] كأنهم في ساحة [[كرة القدم]] , وتقدم شاب في مقتبل العمر من الجثة المعلقة عرف فيما بعد انه ابن احد القواد العسكريين الذين اعدموا بعد حوادث 1941 وناولته الجماهير مسدسا ليطلق منه النار على الميت الا انه امتنع عن القيام بعمل كهذا. وبقيت الجثة معلقة في مكانها زهاء العشرين دقيقة وتعالت الصرخات انزلوها ولنكمل سحلها في الشوارع, وانزلت الجثة وبوشر بالسحل ثانية, وعبروا بها جسر المأمون متجهين نحو [[شارع الرشيد]] الذي كان يغص بالناس وبالمتفرجين من الشرفات والنوافذ. وفي شارع الرشيد اصبحت الجثة هذفا للحجارة وبدت طلائع الموكب الوحشي المرعب وهي تسير على لحن نشيد [[الله]] اكبر الذي كان يملأ الاسماع من الراديوات المنتشرة في مقاهي واماكن الشارع.
 
كان الوجه قد تهشم تماما, وقد مر احد الحبال من بين الاسنان وشق الفم والوجنة اليمنى, وانكسر الفك وتدلى على جانب الوجه, وارتفع والوجنة الاعلى فبانت الاسنان البيضاء في الوجه المشقوق , وبدت العينان مفتوحتين وهما تنظران نظرة الميت الجامدة ولم يبق من ملامح عبد الاله الا الجبين الواسع وبعض الشعر الاسود الذي تعفر بتراب الشارع وبالقرب من وزارة الدفاع كانت جمهرة الساحلين اربعة فتيان لا يتجاوز عمر الواحد منهم الخمسة عشر عاما, يبدو عليهم كأنهم تلاميذ [[مدرسة]] متوسطة, يتبعهم صبية صغار حفاة الاقدام قذرين الملابس كلما تعب واحد من السحل سلم الحبل لبديل من هؤلاء [[الاطفال]] والفتيان. وعلى مسافة اربعة امتار من الجهة المسحولة كان يسير موكب غوغاء [[بغداد]] واوباشها, واغلقت النساء الشبابيك, وهن يبعدن اطفالهن عن التطلع على هذا المنظر الذي تجمد له الاطراف لهول بشاعته.
وعلى مسافة اربعة امتار من الجهة المسحولة كان يسير موكب غوغاء [[بغداد]] واوباشها, واغلقت النساء الشبابيك, وهن يبعدن اطفالهن عن التطلع على هذا المنظر الذي تجمد له الاطراف لهول بشاعته.
 
واخيرا وصل الموكب امام البوابة الخارجية لمبنى وزارة الدفاع, حيث وقف حشد كبير من الضباط والمراتب من مختلف وحدات بغداد لتقديم التهنئة والتأييد للثورة وللعقيد عبد اللطيف الدراجي الذي احتل وزارة الدفاع.ولم يتحرك اي من الضباط او الجنود من اماكنهم للتطلع على ذلك المنظر المقزز للميت المقطع الاوصال, بل لبثوا في اماكنهم, وقد ارتفعت ابصارهم وهم يحاولون النظر من بعيد.وصلت الجثة الممزقة امام وزارة الدفاع حيث يوجد قبالتها [[مقهى]] كبير, والى جانب المقهى يقوم بناء قديم من طابقين وصعد احدهم متسلقا العمود الكهربائي المجاور للبناء, وعلق حبلا في شرفة الطابق الاول حيث وقفت في تلك الشرفة بعض النسوة والاطفال يتفرجن على الشارع , وادليت الحبال وربطت بها حبال الجثة وتصايح الواقفون ارفعوها وبعد لحظات كانت الجثة ترتفع ثانية معلقة في الهواء وقد اندلقت امعاؤها , وتسلق عمود النور شابا يحمل سكينا بيده, وطعن الجثة بالظهر عدة طعنات ثم اعمل سكينة في الدبر وراح يقطع اللحم صاعدا الى فوق باتجاه الرأس, ومن الشارع جلبت عصا طويلة بيضاء, ادخلت في الجثة ودفعت بها دفعا, والضباط والمراتب ينظرون اليها دون ان يتحركوا من اماكنهم, رغم ان علامات امتعاض من هذه المناظر الوحشية كانت ترتسم على وجوههم جميعا.
مستخدم مجهول