ط
←مصدر: إضافة تصنيف
imported>سعودي كاوبوي لا ملخص تعديل |
ط (←مصدر: إضافة تصنيف) |
||
(10 مراجعات متوسطة بواسطة 9 مستخدمين غير معروضة) | |||
سطر 1:
[[صورة:
'''[[ثورة]] 14 تموز 1958 ''' هذه رواية لما حدث في قصر الرحاب وردت في كتاب الدكتور فالح حنظل . كان فالح حنظل في عام 1958 ملازما في القصر الملكي في [[بغداد]] قصر الرحاب وقد شهد عملية ابادة وسحل العائلة المالكة في صبيحة الرابع عشر من تموز وقد وصف فالح حنظل ما حدث انذاك في كتابه اسرار مقتل العائلة المالكة في [[العراق]] فبعد عملية هجوم الضباط
خرج الجميع يتقدمهم المقدم محمد الشيخ لطيف والملازم اول ثامر خالد الحمدان وكان يقف في نهاية الرتل النقيب ثابت يونس وفي الباب كان العقيد طه ما زال يحاول ان يهدئ من [[عصب|هيجان]] الضباط , وخاصة النقيب مصطفى عبدالله الذي كان يرفع عقيرته بالصراخ "اخرجوا ايها السفلة .. ايها الخونة.. ايها [[تجارة الرقيق عند العرب|العبيد]]", وخرج الجمع كله ليواجه نصف حلقة من الضباط وهم كل من:النقيب مصطفى عبد الله , النقيب سامي مجيد , النقيب عبد الله الحديثي , النقيب منذر سليم, النقيب حميد السراج , الملازم اول عبد الكريم رفعت , وعدد اخر من الملازمين والمراتب . ويقف خلف هؤلاء الضباط عدد اخر من الضباط والجنود , وقد انتشروا في الحديقة وخلف الاشجار والى خلف هؤلاء من اليمين واليسار كانت الجموع الغفيرة من العساكر
خرج الملك فيصل وسرعان ما رفع يده بالتحية العسكرية للضباط الموجودين امامه
وتقدم النقيب مصطفى عبد الله وصرخ فيهم ان يجتازوا ممرا من الشجيرات ينتهي الى باحة خضراء صغيرة جنب شجرة توت ضخمة وسط الحديقة , وقد تعلق بها نسناس صغير مربوط من رقبته بسلسلة معدنية فاجتاز الجمع الممر ووقفوا بشكل نسق يتطلعون الى افواه رشاشات الضباط الموجهة نحوهم. وفي هذه الاثناء كان النقيب عبد الستار سبع العبوسي داخل قصر الرحاب فترك القصر ونزل هابطا الدرجات الامامية ورشاشته بيده واستدار الى اليمين فشاهد الاسرة المالكة كلها تسير في صف تاركة باب
==المذبحة==
[[صورة:
وبلمح البصر فتح نيران رشاشته من الخلف مستديرا من اليمين الى اليسار فاصابت اطلاقات غدارته الثمانية والعشرون طلقة ظهر الامير عبد
واصيب النقيب ثابت يونس بطلقة نارية اخترقت رئته اليمنى ونفذت , فهرب الى جهة اليمين ومعه ضابطا صف من الانضباط الخاص , وسرعان ما واجهتهم اعداد [[سلاح|المسلحين]] المختفين وراء القصر واجبروهم على التسليم اما المقدم محمد الشيخ لطيف فقد قفز جانبا حائدا عن مهمر الرصاص , واستطاع الملازم اول ثامر الحمدان ان يلقي بنفسه بين الشجيرات, ويزحف ارضا الى ضفاف نهر الخر ويندس هناك بين جموع المهاجمين ويختفي دون ان يعرفه احد.واثار منظر الدماء واصوات الطلقات النارية [[مركوب جني|جنون]] ضابط المدرعة , ففتح نيران رشاشته الثقيلة على الاجسام الملقاة ارضا فحرثها حرثا وحاول [[أطفال|الطفل]] جعفر اليتيم الذي كانت تربيه الاميرة عابدية ان يهرب الى زاوية من زوايا القصر, الا انه سرعان ما عاجله الجنود برصاص بنادقهم فاردوه قتيلا.
وعلى اثر هذا الرصاص المتناثر يمنة ويسرة اصيب النقيب مصطفى عبدالله بطلقة نارية بصدره, وسقط ارضا والدم ينزف من جرحه, وتهاوى بين الشجيرات النقيب حميد السراج, وقد اصابته طلقة نارية في كعب قدمه وسقط ضابط صف برتية رئيس عرفاء قتيلا من المهاجمين , اما الاميرة هيام فقد تمكنت من الزحف الى ركن امين وتقدم منها ضابط وحملها بيده حيث اخفاها في غرفة حرس الباب النظامي , والدماء تسيل من فخذها . ثم كفت الاطلاقات النارية وكانت الجثث [[الموت|الميتة]] ملقاة ارضا .وتصايح الضباط كل يريد ان يعطي [[فكرة]] او طريقة للتخلص من الجثث , وسرعان ما جلبت [[سيارة|سيارات]] نقل على اثرها الضابطان الجريحان من المهاجمين الى المستشفى . وفجأة سمع المتجمهرون اطلاقة نارية تاتي من الخلف من بين الاشجار العالية المحيطة بالقصر لاتمام عملية التطهير , ولعلع من جديد رصاص الرشاشات شاقا السكون الذي ساد المكان اثر عملية القتل كأنما هو صرخات [[الموت]] الختامية وحشرجته في قصر الرحاب.
ثم جلبت [[سيارة]] من نوع [[سيارة نصف نقل|بيك اب]] تابعة للقصر كانت تستعمل للمشتريات اليومية , ورفعوا جثة الملك وانزلوها في السيارة ووضعت الجثة على جنبها الايمن مما جعل اليد اليسرى تتدلى خارج الباب ثم سحبت الجثة من يدها الى الداخل. ثم حملت جثث [[المرأة|النساء]] فجثة عبد الاله وبقية القتلى والى هنا كانت جماهير الناس في الشارع قد دخلت حدائق القصر وانتشرت فيها وشاهد بعضهم الجثث , وهي تنقل الى السيارة , وتحركت السيارة نحو الطريق الخاص للقصر وهجم شاب ضخم الجثة يحمل بيده خنجرا , وانهال بطعنتين على جثة عبد
اما الاميرة هيام والخادمة رازقية فقد نقلتا الى المستشفى الحكومي الملكي حيث اعطيتا العلاج اللازم وتم انقاذ [[حياة|حياتهما]] . وعندما خرجت السيارة التي كانت تقل القتلى. وقفت باب ثكنة الرحاب حيث اعيد رفع جثتي الامير والملك, ووضعتا في سيارة جيب عسكرية ركب معها ضابطان .اما [[سيارة نصف نقل|سيارة البيك اب]] فقد توجهت بسرعة الى دائرة الطب العدلي في المستشفى المدني حيث ووريت جثث النساء في حفرة م[[قبر]]ة قريبة .كانت السيارة التي تقل جثتي الملك والامير تحاول ان تسير مسرعة وسط الزحام الشديد في الشارع, وحاول الضباط الا يعرف احد بان سيارتهم تقل جثتين , الا انه سرعان ما فطنت الحشود الهائلة التي راحت تركض وراء السيارة , وقد شهرت المسدسات والخناجر والهراوات , وكانت اعداد من الجنود قد وقفت على جوانب الطريق المكتظ, وهم يطلقون نيران بنادقهم ابتهاجا.
==الفرهود==
وفي قصر الرحاب هجمت جموع المدنيين الى داخل القصر المحترق وباشرت عمليات [[سرقة|السلب والنهب]] في سباق مع اللهيب والنيران الاكلة واستمرت عمليات النهب يومين متتاليين على مرأى ومسمع من الضباط الذين كانوا في الحراسة هناك . وتمت سرقة دار السيد عبد الجبار محمود زوج [[العم|عمة]] فيصل بتسهيل من احد ضباط كتيبة الهاشمي من الحرس الملكي, وتم تهشيم وحرق [[سيارة]] الملازم اول ثامر خالد الحمدان التي كانت تقف امام باب القصر. وشاهدت جموع الغوغاء جثة الطباخ التركي ملقاة في الحديقة فوضعت الحبال في رقبته وسحل الى الطريق العام, والقيت الجثة امام باب معسكر الوشاش حيث صبت عليها قوارير البترول من السيارات الواقفة جنب الطريق واشعلت فيها النار وتركت هناك. وكانت الجماهير خارج القصر قد هاجمت سيارة مدنية يركب بها شاب اجنبي وانهالوا عليه ضربا وهشموا وجهه ورأسه وهويبكي ويصرخ متوسلا انه لا ذنب له ولا يعرف عن الموضوع شيئا.
سارت السيارة التي تقل الجثتين, تتبعها الحشود التي اخذت تنشد اهازيج الحماسة
وفي المستشفى نقلت الجثة الى احدى غرف العمليات وسجي الجثمان على احدى طاولات العمليات حيث قدم عدد من الضباط [[طبيب|الاطباء]] وغيرهم ليلقوا نظرة على وجه فيصل , وفتح احد الاطباء جفني [[العين]] التي بدت جامدة لا [[حياة]] فيها وسأله ضابطان برتبة نقيب وصلا لتوهما من وزارة الدفاع عما اذا كان الملك حيا ام ميتا فاجابهم انهم [[موت|ميت]]. ولم تستطع الممرضات الموجودات في الغرفة ان يغالبن [[بكاء|دموعهن]] وهن يتطلعن الى وجه فيصل وقد خضبت الدماء محياه وشعر رأسه وتركن الغرفة الى الخارج وهن ينشجن . وفي مساء اليوم نفسه حفرت حفرة قريبة من المستشفى في معسكر الرشيد وانزلت فيها الجثة واهيل عليها [[التراب]] ووضعت بعض العلامات الفارقة معها لتدل على مكانها فيما بعد واستمر [[التراب]] يغطي الجثة حتى تساوى مع [[الارض]] ودك بالاقدام ولم تعد ثمة علامة في الارض تدل على مكانها ولا يعرفها الا الضباط الذين دفنوا ورفعوا بها تقريرا رسميا الى المسؤولين في وزارة الدفاع.
==عبد الاله==
[[صورة:
اما جثة الامير عبد الاله فسرعان ما انقضت الايادي على ملابسه وخلعتها حتى عري الجسد الذي بدا اصفر مائلا للبياض من كثرة ما نزف من دماء.وتصايحت الجماهير اجلبوا الحبال وبسرعة جلبت الحبال من الاكواخ المجاورة واللوريات الواقفة وربطت الجثة بحبلين واحد من الرقبة ومرر الاخر من تحت الابطين وامسك بطرفي الحبل بعض الشبان وباشروا المسير والجثة [[ستر العورة|العارية]] تسحل من ورائهم على الارض. وكلما تقدم موكب القتيل المسحول من قلب مدينة [[بغداد]] صادفتهم الجماهير الهائجة القادمة لتلقي نظرة او ضربة او طعنة في الميت. وما ان وصلت الجثة الى قلب منطقة الكرخ وفي اكبر شوارعها الا وكانت حشود [[بغداد]] الرصافة تحاول ان تعبر جسر المأمون الذي غص بمن فيه, وكذلك الشارع واصبح من المتعذر المرور والسير فيه.
وجلبت الحبال الغليظة وربطت بشرفة فندق الكرخ وبعد دقائق كانت جثة الامير ترتفع معلقة في الهواء. فصعد اليها حملة السكاكين والسواطير فبتر [[قضيب|الذكر]] وفصلت الرجلان من الركبتين, وقطع الكفان من الرسغين, والقيت الى مجموعات من الفتيان والشبان الذين سرعان ما تلاقفوها وانطلقوا مهرولين بالاجزاء المبتورة عبر الشوارع والازقة متجهين نحو الرصافة في صخب ولعب و[[ضحك]] كأنهم في ساحة [[كرة القدم]] , وتقدم شاب في مقتبل العمر من الجثة المعلقة عرف فيما بعد انه ابن احد القواد العسكريين الذين اعدموا بعد حوادث 1941 وناولته الجماهير مسدسا ليطلق منه النار على الميت الا انه امتنع عن القيام بعمل كهذا. وبقيت الجثة معلقة في مكانها زهاء العشرين دقيقة وتعالت الصرخات انزلوها ولنكمل سحلها في الشوارع, وانزلت الجثة وبوشر بالسحل ثانية, وعبروا بها جسر المأمون متجهين نحو [[شارع الرشيد]] الذي كان يغص بالناس وبالمتفرجين من الشرفات والنوافذ. وفي شارع الرشيد اصبحت الجثة هذفا للحجارة وبدت طلائع الموكب الوحشي المرعب وهي تسير على لحن نشيد [[الله]] اكبر الذي كان يملأ الاسماع من الراديوات المنتشرة في مقاهي واماكن الشارع.
كان الوجه قد تهشم تماما, وقد مر احد الحبال من بين الاسنان وشق الفم والوجنة اليمنى, وانكسر الفك وتدلى على جانب الوجه, وارتفع والوجنة الاعلى فبانت الاسنان البيضاء في الوجه المشقوق , وبدت العينان مفتوحتين وهما تنظران نظرة الميت الجامدة ولم يبق من ملامح عبد الاله الا الجبين الواسع وبعض الشعر الاسود الذي تعفر بتراب الشارع وبالقرب من وزارة الدفاع كانت جمهرة الساحلين اربعة فتيان لا يتجاوز عمر الواحد منهم الخمسة عشر عاما, يبدو عليهم كأنهم تلاميذ [[مدرسة]] متوسطة, يتبعهم صبية صغار حفاة الاقدام قذرين الملابس كلما تعب واحد من السحل سلم الحبل لبديل من هؤلاء [[الاطفال]] والفتيان. وعلى مسافة اربعة امتار من الجهة المسحولة كان يسير موكب غوغاء [[بغداد]] واوباشها, واغلقت النساء الشبابيك, وهن يبعدن اطفالهن عن التطلع على هذا المنظر الذي تجمد له الاطراف لهول بشاعته.
واخيرا وصل الموكب امام البوابة الخارجية لمبنى وزارة الدفاع, حيث وقف حشد كبير من الضباط والمراتب من مختلف وحدات بغداد لتقديم التهنئة والتأييد للثورة وللعقيد عبد اللطيف الدراجي الذي احتل وزارة الدفاع.ولم يتحرك اي من الضباط او الجنود من اماكنهم للتطلع على ذلك المنظر المقزز للميت المقطع الاوصال, بل لبثوا في اماكنهم, وقد ارتفعت ابصارهم وهم يحاولون النظر من بعيد.وصلت الجثة الممزقة امام وزارة الدفاع حيث يوجد قبالتها [[مقهى]] كبير, والى جانب
وكانت خاتمة المطاف لجثة الامير عبد الاله ان تناوب عليها الغوغاء والاوباش وطافت اجزاؤها معظم شوارع بغداد اما ما تبقى منها الى مساء ذلك اليوم فقد صبت عليها صفائح البترول , ثم حملت البقايا المحترقة والقيت في نهر دجلة كما ابتلع نهر دجلة الاطراف التي كانت مبعثرة هنا وهناك في مساء وليل ذلك اليوم ايضا. وفي صباح اليوم التالي كان قصر الرحاب ما يزال ينبعث من شرفاته ونوافذه دخان الحريق , وكانت عمليات نهب ما يحتوي تجري على قدم وساق تخرج منه اعداد كبيرة من الجنود والاهالي, وهم يحملون ما استطاعوا جمعه من متاع واثاث.
السطر 42 ⟵ 38:
* فالح حنظل , اسرار مقتل العائلة المالكة في العراق
[[تصنيف:العراق]]
[[تصنيف:تاريخ]]
[[تصنيف:صفحات للتحقق]]
|