الفرق بين المراجعتين لصفحة: «تسويق الأوهام»

أُضيف 24 بايت ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1:
[[صورة:Al-Akhbar_Egyptian_rockets.jpg|left|300px|]]
'''تسويق الأوهام''' مشروع قومي لإلهاء الجماهير ، وإختراع قصص لتسويق إنجازات [[العدم|وهمية]] . وتضخيم آلة [[كذاب|الأكاذيب]] ودعمها . تسويق الأوهام [[العربية]] صناعة كاملة توضع لها الخطط والاستراتيجيات والسياساتو[[سياسة|السياسات]] ، و جهاز [[الدولة]] خبير في ذلك .المتأمل ل[[تاريخ]] الدولة ال[[مصر]]ية ، وخاصة منذ عهد [[جمال عبد الناصر ]] وحتى عصر [[محمد حسني مبارك ]] ، يستطيع أن يجد بسهولة عشرات الأمثلة من الأوهام التي سوقها النظام للجماهير ، وأقنعهم بوجودها، وهي في [[حقيقة]] الأمر خيال لا علاقة له [[واقعية|بالواقع]] . لذا وجدنا أن تجميع بعض أهم قصص صناعة الوهم طوال ستين عامًا من تاريخ [[مصر]] قد يكون مفيدًا.
 
يحتل عصر [[جمال عبد الناصر ]] المرتبة الأولى في مجال تسويق الأوهام للجمهور . كان هناك مشروع فعلي لإنتاج صواريخ '''القاهر''' و '''الظافر''' ، لكنها لم تكن أبدًا بتلك القدرات الخارقة التي ادعى النظام امتلاكها ، ووصلت إلى تأكيد قدرتها على ضرب تل أبيب . يقول الفريق سعد الشاذلي رئيس أركان حرب القوات [[سلاح|المسلحة]] أثناء حرب أكتوبر في مذكراته:
 
{{قال|لقد قيل الكثير عن امتلاك [[مصر]] لصواريخ يطلق عليها [[اسم]] القاهر ، ويصل مداها إلى حوالي 200 كم أو أكثر ، ويبدو أن السلطات المصرية كان يسعدها تشجيع هذه الأقوال وتغذيتها، وقد كان الصاروخ القاهر عنصرًا دائمًا في جميع الاستعراضات العسكرية ال[[مصر]]ية قبل حرب 1967، وبعد هزيمة يونيو 1967 أخذ المصريون يتهامسون، أين القاهر ؟ ولم تكن هناك إجابة عن هذه التساؤلات إلا [[السكوت|الصمت]] الرهيب من السلطات المختصة .}}
 
{{قال|وعندما تسلمت أعمال رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية لم يتطوع أحد ليخبرني بشيء عن القاهر والظافر، ولكني تذكرتهما فجأة وأخذت أتقصى أخبارهما إلى أن عرفت القصة بأكملها. لن أقص كيف بدأت الحكاية، وكيف أنفقت [[مليون|ملايين]] الجنيهات على هذا المشروع، وكيف توقف، وكيف أسهم [[وسائل الاعلام|الإعلام المصري]] في تزوير [[حقيقة|الحقائق]] وخداع شعب [[مصر]]. إني أترك ذلك كله لل[[تاريخ]] ، ولكني سأتكلم فقط عن الحالة التي وجدت فيها هذا [[السلاح]] ، وكيف حاولت أن أستفيد بقدر ما أستطيع من المجهود والمال اللذين أنفقا فيه.}}
 
{{قال|لقد وجدت أن المشروع قد شطب نهائيًّا وتم توزيع الأفراد الذين كانوا يعملون فيه على [[موظف مصري|وظائف]] الدولة المختلفة. أما القاهر والظافر، فكانت هناك عدة صواريخ منهما ترقد راكدة في المخازن. لقد كانت عيوبهما كثيرة وفوائدهما قليلة، ولكني قررت أن أستفيد منهما بقدر ما تسمح به خصائصهما، وقد حضرت بيانًا عمليًّا لإطلاق القاهر يوم 3 من سبتمبر 1971. لقد كان عبارة عن قذيفة تزن 2.5 طن وتحدث حفرة في [[الأرض]] المتوسطة الصلابة بقطر 27 مترًا وعمق 12 مترًا، وتبلغ الأتربة المزاحة حوالي 2300 متر مكعب، وكما يبدو فإن القوة التدميرية لهذا [[السلاح]] تعتبر رائعة، ولكن كفاءة السلاح الميداني لا تقاس فقط بقوة التدمير، فقد كانت هناك عيوب جوهرية في هذا السلاح تجعله أقرب ما يكون إلى المقلاع أو المنجنيق اللذين كانا يستخدمان خلال القرون الوسطى.}}
 
السطر 15 ⟵ 12:
==أول سيارة مصرية الصنع==
[[صورة:Egypt_space_program_1960s.jpg|left|250px|]]
يتحدث كثيرون عن [[السيارة]] رمسيس باعتبارها أول سيارة مصرية الصنع في عقد الستينيات ، من خلال شركة النصر للسيارات ، لكنهم في نفس الوقت يعترفون بأن 70% من مكونات السيارة غير [[مصر]]ية . قد يكون مفهومًا اعتبار السيارة أول محاولة مصرية للمشاركة في تصنيع سيارة ، أو أول عملية تجميع مصرية لسيارة [[الأجنبي|أجنبية]] ، لكن كيف يُمكن اعتبارها سيارة مصرية بهذه المواصفات ؟ إلا إذا كان الهدف خداع الذات ، وإيهام النفس بإنجازات لا وجود لها ؟ الغريب أن المنتديات و[[تويتر|صفحات التواصل الاجتماعي]] التي تتناول قصة السيارة تتحدث عنها باعتبارها حلمًا جميلاً يدل على أن تلك الفترة كانت العصر الذهبي لمصر في كافة المجالات، وتتوالى [[بكاء|البكائيات]] عن الزمن الجميل الذي ولى وضاع . المؤسف أن معلومة استيراد 70% من مكونات [[السيارة]] من الخارج لم تكن معروفة على الإطلاق في ذلك الوقت، بل أعلن عنها باعتبارها صناعة مصرية[[مصر]]ية خالصة، الأمر الذي يضعها ضمن قائمة الفنكوش الذي تعرض له المصريون من حكامهم. وهو ما اكتشفه المخرج رامي عبد الجبار أثناء عمله على فيلم تسجيلي عن السيارة رمسيس.
 
لم تقتصر الفتوحات الخارقة على المجال العسكري فقط، وإنما امتدت إلى المجال العلمي و[[صحة|الصحي]] ، فنجد جريدة الأخبار تطلب متطوعين لتجربة '''دواء إعادة الشباب''' عليهم في الثاني من ديسمبر عام 1959. لم توضح الجريدة أي معلومات عمن يقف وراء هذا الدواء، ومن اخترعه، وكيف تتورط الجريدة في [[إعلان تجاري|الترويج]] لدواء لم تثبت صحته بعد، بل وتقوم بتجربته على [[الإنسان|البشر]] لقياس فاعلية الدواء ، وكأنهم [[فأر|فئران]] تجارب. طبعًا لا تسأل عن دور وزارة الصحة في الموضوع لأنه من الواضح أن لا أحد يتحرك في هذا الموضوع من تلقاء نفسه، كما أن البلاد في ذلك الوقت كانت تحكم بقضبة حديدية، ويستحيل إطلاق حملة من هذا النوع دون إذن ممن يحركون الأمور، وربما تكون أصلاً بتخطيط منهم.
196

تعديل