الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الفهلوة»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 14: سطر 14:
نحن نقابل يومياً من هؤلاء ما يكفي لسد ثقب الأوزون ، فابتداءً بأصحاب الجملة الشهيرة: هو قالّك فين ، مروراً بمن يتربصون بكل فرصة لطرطشة نصائحهم النفسية والعاطفية على من حولهم ، وانتهاءً بآخرين يعتقدون أن الزمن قد فاض عليهم ب[[علوم]] طبيّة وفيزيائية جمّة . إن ضآلة علمنا بحقائق كثيرة حولنا لهو أمرٌ طبيعي ، فأنت على سبيل المثال لا تعلم ماذا تفعل المتبرجة ولا المنتقبة حين تذهبان بعيداً عن أ[[عين]] الناس، ولا تملك أي حكم موضوعي عليهما، وكذلك لا تعرف بالتحديد ما إذا كان كوكب كيبلر الجديد عليه [[حياة]] أم أنها محض افتراضات، حتى إنك لا تعلم ما يكفي عن جسدك و[[الدماغ|عقلك]]، فقد يولد المرء وي[[موت]] دون أن يختبر ما بقدرة عقله أن يفعل , كل هذا ليس عيباً، ولكن العيب هو الافتراء على الحقائق فقط لإثبات أنك تعرف أكثر.
نحن نقابل يومياً من هؤلاء ما يكفي لسد ثقب الأوزون ، فابتداءً بأصحاب الجملة الشهيرة: هو قالّك فين ، مروراً بمن يتربصون بكل فرصة لطرطشة نصائحهم النفسية والعاطفية على من حولهم ، وانتهاءً بآخرين يعتقدون أن الزمن قد فاض عليهم ب[[علوم]] طبيّة وفيزيائية جمّة . إن ضآلة علمنا بحقائق كثيرة حولنا لهو أمرٌ طبيعي ، فأنت على سبيل المثال لا تعلم ماذا تفعل المتبرجة ولا المنتقبة حين تذهبان بعيداً عن أ[[عين]] الناس، ولا تملك أي حكم موضوعي عليهما، وكذلك لا تعرف بالتحديد ما إذا كان كوكب كيبلر الجديد عليه [[حياة]] أم أنها محض افتراضات، حتى إنك لا تعلم ما يكفي عن جسدك و[[الدماغ|عقلك]]، فقد يولد المرء وي[[موت]] دون أن يختبر ما بقدرة عقله أن يفعل , كل هذا ليس عيباً، ولكن العيب هو الافتراء على الحقائق فقط لإثبات أنك تعرف أكثر.


نحن نمارس الفهلوة على أمل اكتساب الوضع [[مجتمع|الاجتماعي]] اللائق والنظرة الحاسدة التي نتمناها بقدر خوفنا منها , نتمنى أن يرانا الناس في صورة أفضل، فالعلم يعطي صاحبه مكانة لها لذّة خاصة. نعم العلم، وليس ادّعاؤه. ولكن القراءة تحتاج إلى وقت ومجهود، وقد يكون أحدهم لا يملك أياً منهما، فما الحلّ إذاً؟. لا ليس الفهلوة الحل في أربع كلمات : فليقل خيراً أو ليصمت . البشر لا يعلمون الكثير. في نطاقنا المحدود نحن نتباهى بالقليل الذي نعرفه في المطلق، نحن محظوظون أننا لم نمت خجلاً من نظرة الكون المشفقة علينا، نحن مثيرون للشفقة إلى حدٍ لا يسمح لنا بقول ما نعرفه حقاً، وليس ما ندّعي معرفته.
نحن نمارس الفهلوة على أمل اكتساب الوضع [[مجتمع|الاجتماعي]] اللائق والنظرة الحاسدة التي نتمناها بقدر [[خوف]]نا منها , نتمنى أن يرانا الناس في صورة أفضل، فالعلم يعطي صاحبه مكانة لها لذّة خاصة. نعم العلم، وليس ادّعاؤه. ولكن [[القراءة]] تحتاج إلى وقت ومجهود، وقد يكون أحدهم لا يملك أياً منهما، فما الحلّ إذاً؟. لا ليس الفهلوة الحل في أربع كلمات : فليقل خيراً أو ليصمت . البشر لا يعلمون الكثير. في نطاقنا المحدود نحن نتباهى بالقليل الذي نعرفه في المطلق، نحن محظوظون أننا لم نمت خجلاً من نظرة الكون المشفقة علينا، نحن مثيرون للشفقة إلى حدٍ لا يسمح لنا بقول ما نعرفه حقاً، وليس ما ندّعي معرفته.


[[ تصنيف:مصطلحات]]
[[ تصنيف:مصطلحات]]