الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الفهلوة»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 10:
علماء [[مجتمع|الاجتماع]] ، وعلماء النفس إختلفوا في تحديد مخاطر الفهلوة ، والتي تتجلى أغلب أنشطتها في [[السرقة]] والنهب والخطف ، البعض منهم رأى أنه سلوك طارئ على المجتمع ال[[مصر]]ي ، أو إضطراري ، يفعله البعض في البداية رغماً عنه ، لقضاء المصالح ثم مع الوقت ، حين يتوفر الإشباع الكافي ، سيختفي تدريجيًا . وآخرون يرون أنه صار مرضًا مزمنًا يحتاج لعلاج ناجع ، إذ هو دليل صارخ على غياب أي شعور بالإنتماء أو [[الحب]] لهذا البلد، أو أي رغبة في حماية ممتلكاته العامة والمحافظة عليها، بل إعتبار سرقتها أمر طبيعي لا غبار عليه.
 
صديقي الفهلوي بالطبع تعتقد أنك [[تعليم|تعلم]] الكثير ، وأنك توصلت إلى فك شفرات وأسرار ال[[حياة]]، وارتشفت من نبيذ الخبرة المُعتّق ما لم يشتم رائحته أحدٌ ممَّن حولك , ولكن دعني أتبجّح قليلاً ، فلربما ساقنى التبجّح إلى دربٍ من الصراحة لأقول لك أنك في [[واقعية|الواقع]] لم تُصِب من الحقيقة سوى نسبة أشبه بنسبة الأكسچين على كوكب المريخ. بالطبع هي نسبة لا تُذكر. ولكن ضآلة علمك بالحقائق هي [[الحقيقة]] الوحيدة التي يمكنك التشبث بها, فكلما عرف المرء أكثر كلما تأكد أنه لا يعرف وبناءً عليه، فالفهلوة هي أصل ال[[جهل]].
 
نحن نقابل يومياً من هؤلاء ما يكفي لسد ثقب الأوزون ، فابتداءً بأصحاب الجملة الشهيرة: هو قالّك فين ، مروراً بمن يتربصون بكل فرصة لطرطشة نصائحهم النفسية والعاطفية على من حولهم ، وانتهاءً بآخرين يعتقدون أن الزمن قد فاض عليهم ب[[علوم]] طبيّة وفيزيائية جمّة . إن ضآلة علمنا بحقائق كثيرة حولنا لهو أمرٌ طبيعي ، فأنت على سبيل المثال لا تعلم ماذا تفعل المتبرجة ولا المنتقبة حين تذهبان بعيداً عن أ[[عين]] الناس، ولا تملك أي حكم موضوعي عليهما، وكذلك لا تعرف بالتحديد ما إذا كان كوكب كيبلر الجديد عليه [[حياة]] أم أنها محض افتراضات، حتى إنك لا تعلم ما يكفي عن جسدك و[[الدماغ|عقلك]]، فقد يولد المرء وي[[موت]] دون أن يختبر ما بقدرة عقله أن يفعل , كل هذا ليس عيباً، ولكن العيب هو الافتراء على الحقائق فقط لإثبات أنك تعرف أكثر.