الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العراق»

 

بلاد العراق لم يعرف الاستقرار طوال تاريخه فـ بداية بالحروب العراقية الأهلية بين السومريين والبابليين والآشوريين التي كانت عنيفة ومدمرة جدا، الى مرحلة الاحتلال الإيراني والاحتلال الاغريقي والاحتلال الروماني والاحتلال البيزنطي فـ الدول الإيرانية الاخمينية ثم الباراثية ثم الساسانية كلها كانت تحتل أجزاء كبيرة من العراق فـ العراق كان هو كبش الفداء طوال الف سنة من الصراع الايراني مع الاغريق والرومان والبيزنطيين، الى مرحلة الاحتلال العربي والحكم الاموي ثم الحكم العباسي حيث سيتم بناء مدينة بغداد والتي تم تسميتها في البداية بـ مدينة السلام والمفارقة ان هذي المدينة ستكون اكثر مدينة دموية في العالم فلا توجد مدينة لاقت كوارث ومذابح واعمال عنف مثل مدينة بغداد. الى الاحتلال المغولي الوحشي ثم الاحتلال التركي العثماني- الإيراني الصفوي المزدوج حيث سيكون العراق ارض تصفية الحسابات في الصراع بين العثمانيين والصفويين. الى الاحتلال الانكليزي البريطاني ثم تأسيس الدولة العراقية الحديثة الى انقلاب البعث ووصول صدام حسين للسلطة الذي هو اسوء رئيس حكم في تاريخ العراق كله ثم الاحتلال الأمريكي- الإيراني الملالوي المزدوج. هناك كتاب اسمه "تاريخ العنف الدموي في العراق" يبحث فيه حقيقة ان منطقة ما بين النهرين في الشرق الأدنى (العراق) مليئة بالعنف والدموية طوال تاريخها ولم تشهد استقرارا ويطرح فكرة مهمة وهي ان المسميات فقط تتغير لكن الواقع الذي يحصل هو ذاته. لا اعرف ان كان يلمّح الى كون السبب ميتافيزيقي وان المنطقة مصابة بلعنة سوداء او تقطنها أرواح شريرة حاقدة او ربما يرجع الى كون العراق هو مقبرة الحضارات الإنسانية الأولى (حضارة سومر وحضارة بابل وحضارة آشور) وبقيت لعنة اندثار هذي الحضارات الأولى جاثمة على المنطقة. حتى الفن العراقي والموسيقى العراقية هي دائما مرتبطة بالحزن والبؤس والحنين والفقدان. موسيقى الميزوبوتاميا الحزينة هي وصف تراجيدي بديع لتاريخ العراق الحزين المليئ بالتراجيديا.